الرضاعة الصناعية و انواع الحليب المستخدم

حين يتعلق الأمر بطعام صغيرك، فإن هناك العديد من الأسئلة، متى ينبغي علي أن أقدم له وجبته الصغيرة، ما هي الكمية التي يجب أن أقدمها له، من الممكن أن تشعري أنه من المفترض أن يشرب لبن أكثر من ذلك، سوف تستمري في طرح الأسئلة، هل هذا يكفي أم أنه قليل جدًا، ولا يكفي صغيرك حتى يشعر بالشبع، إذا ما هي الكمية المثالية؟

 

وإن قررتي أن تقدمي له الرضاعة الصناعية بديلًا عن الرضاعة الطبيعية، إذا ما هو أفضل نوع لبن يقدم له نفس القيم الغذائية في اللبن الطبيعي؟ إن جميع هذة الأسئلة غالبًا ما تتعلق بطبيعة طفلك ووزنه وكيفية نموه، ولكن في البداية علينا أن نعرفك كيف تختاري اللبن المناسب لرضيعك.

 

أريد ان أرضع ابني رضاعة صناعية ما هو أفضل نوع ينبغي علي أن أقدمه له؟

نعم في البداية، سوف تشعرين بالارتباك، والإرهاق، فهذا مخلوق صغير جديد بين يديكي، وأنت المسؤولة عن كل شئ يريده، وعليكي أن تلبي كافة احتياجاته، وأول أمر يجول في خاطرك، عن نوعية اللبن الذي سوف تقدميه له، بعض أن اخبرتي طبيبك بتلك الخطوة، ومع كثرة المنتجات المعروضة في السوق، فهذا السؤال مهم للغاية.

 

عند اختيار نوع اللبن المناسب، فكري في مكونات هذا اللبن، وما هو نوع البروتينات والكربوهيدرات التي يوفرها، ولا تنسي أن تلقي نظرة على نوع المكونات الأخرى المدرجة، كلما دققتي في نوع الطعام الذي تقديمه لطفلك، كما انعكس ذلك على صحته، ومن ثم أسلوب الحياة الذي سوف تتبعه عائلتك فيما بعد.

 

ما هي الأشكال الرضاعة الصناعية (اللبن الاصناعي)؟

تأتي أنواع الرضاعة الصناعية في ثلاث أشكال مختلفة:

 

1. اللبن جاهز الاستعمال:

هو بلا شك الأكثر ملائمة بالنسبة للأمهات، فلا حاجة لصنعه، أو قياس نسب معينة لتناسب حاجة رضيعهن، وفي الأغلب هو النوع الذي يقدم للأطفال حديثي الولادة في المستشفيات، هي صالحة ومفيدة، وخاصة عندما لا يمكنك أن تتأكد من صالحية المياه التي يصنع منها أنواع الألبان الأخرى.

 

ولكن هذا النوع يعتبر أغلى من الأنواع الأخرى، كما أنه سوف يأخذ مساحة تخزين أكبر في مطبخك أو أي كان المكان، كما أن صلاحية انتهائها قصير بمجرد أن تفتحي الحاوية، حيث يجب استخدامها خلال 48 ساعة فقط، وبسبب أن لون هذا اللبن لونه أغمق من الأنواع الأخرى، فهو يسبب في اتساخ ملابس الأطفال أكثر من الأنواع الآخرى.

 

2. اللبن السائل المركز:

بعكس النوع السابق، فإنه يحتاج إلى إضافة بعض الماء بنسب متساوية مع اللبن، ومقارنة باللبن الجاهز الاستعمال، فإن تكلفته أقل، ولا يحتاج مساحة تخزينية كبيرة، وبالنسبة لحليب البودرة، فإنه أسهل قليلًا في إعداده، ولكنه أعلى تكلفة منه.

 

3. حليب البودرة:

هو الخيار الاقتصادي لكثير من الأمهات، كما أنه أكثر ملائمة للبيئة، حيث يسهل التخلص من عبواته، أو إعادة تصنيعها، وهي تحتاج المساحة الأصغر في النقل والتخزين وأيضًا في سلة المهلات.

(مقال متعلّق)  العودة للرضاعة الطبيعية بعد الانقطاع

 

حليب البودرة يستهلك وقتًا أطول في إعداده مقارنة بالأنواع الآخرى، ويجب عليكي قراءة التعليمات التي على ظهر العبوة واتباعها بالضبط، وبالطبع هي لها فترة صلاحية، وفي الغالب تكون شهر من فتح العبوة، وكما هو الحال في اللبن المركز، يخلط مسحوق الحليب بقدر من الماء، وذلك حسب كمية الحليب الذي تريدها، ويعد هذا النوع مفيد إذا كنت أمًا ترضيعن طفلك طبيعيًا، وتريدين فقط زجاجة إضافية عند الحاجة.

 

ما الاختلاف بين أنواع الرضاعة الصناعية ؟

هناك أنواع من الحليب الصناعي يناسب طفل ولا يناسب الأخر، ولكن عليكي أن تختاري نوع واحد لرضيعك، ولا تغيري مهما حدث، حتى إن شعرتي بالإرهاق في إعداده في حالة حليب البودرة، أو أصبحتي لا تتحملي تكلفته في حالة الحليب الجاهز، أو حتى لو بدا طفلك أنه لا يتذوق أي الأنواع في البداية.

 

إذا لاحظتي بعض المشاكل في طفلك، مثل البصق والغازات والمغص، فهي غير مرتبطة بالحمية الغذائية لطفلك، ولا ما يأكله، ولكنها مرتبطة بالجهاز الهضمي لطفلك، الذي مازال غير ناضج لذا ننصحكي بأن تقدمي نوع حليب معين إلى طفلك لمدة أسبوعين، وإذا استمر طفلك في الشعور بنفس الأعراض تحدثي إلى طبيبه لاستشارته في إمكانية استخدام نوع أخر.

 

1. الحليب الذي يحتوي على نسبة كبيرة من لبن البقر:

معظم أنواع اللبن المتواجدة اليوم و المستخدمة في الرضاعة الصناعية ، تعتمد في تصنيعها على لبن البقر كعنصر أساسي، إن كنت مازالتي تقدمي لطفلك الرضاعة الطبيعية، بجانب بعض الحليب الصناعي، فإن هذا النوع من الحليب هو الأنسب له، لأنه يحقق التوازن الصحيح، بما يحتويه من بروتين وكربوهيدرات ودهون.

 

ففي هذا النوع من الحليب، يخضع البروتين لعمليات مستمرة يتم فيها إعادة تصنيعه من أجل تسهيل عملية الهضم، لأن طفلك لن يستطيع أن يهضم حليب البقر العادي، حتى بعد اتمامه عامه الأول.

 

2. الحليب المعدل جزئيًا أو المعدل تمامًا:

في هذا النوع من الحليب، ينقسم البروتين إلى أجزاء صغيرة، حيث يخضع لعمليات تحلل جزئيًا، أو حتى أجزاء أصغر، وفيها يخضع لعمليات لتعديله على نطاق أوسع، حتى يسهل على طفلك هضمها، بدلًا من تواجد البروتين في صورة جزئيات كبيرة تسبب له مغص وبعض المشاكل في الهضم.

 

قد يحتاج طفلك إلى تركيبة مُحلَّاة ومعدة خصيصًا له، إذا كان مصاباً بحساسية من بروتين الحليب، أو مشكلة في امتصاص المواد المغذية، أي يعاني من سوء الامتصاص، وهي مشكلة شائعة في أمعاء الأطفال حدثي الولادة، قد يقترح الطبيب أيضًا تجربة تركيبة مُحلَّاة، إذا كان طفلك يعاني من مرض جلدية مثل الأكزيما.

 

3. الحليب المصنع من فول الصويا:

وهي أنواع الحليب التي تستخدم في الرضاعة الصناعية والمعتمدة على بروتين نباتي، ومثل البروتين المتواجد في حليب البقر، فإن هذا النوع من البروتين يخضع لعمليات لتعديله وتحسينه ليسهل هضمه، وعلى الرغم من أن الحليب الذي يصنع من فول الصويا، يعد خيارًا جيدًا للعائلات النباتية، إلا أن الأطباء لا ينصحون باستخدامه إلا في أضيق الحدود

(مقال متعلّق)  فوائد الرضاعة الطبيعية

 

واجازوا استعماله في الحالات التالية فقط، وتشمل:

 

  • عوز اللاكتوز المكتسب:

وهي حالة مرضية تتميز بعدم قدرة الشخص على هضم اللاكتوز، حيث لا يستطيع الطفل شرب اللبن ولا حتى حليب الأم، وهو غالبًا ما يكون نتيجة عدوى معوية.

 

  • الجلوبيولين المناعي أو الحساسية المرتبطة بحليب البقر:

حساسية من البروتين المتواجد في حليب الأبقار، وهو المسبب المباشر لبعض الأعراض مثل: احداث صوت يشبه الصفير أثناء التنفس، وسيلان الأنف، وحساسية مشابه للسعات النحل، وطفح جلدي.

 

كثير من الأطفال الذين يعانون من الحساسية الناجمة عن تناول حليب البقر، لديهم حساسية من البروتين المتواجد في حليب الصويا، لذلك لا تعطي أي نوع من الحليب لطفلك، إن كان يعاني من الحساسية، إلا بعد توصية من الطبيب.

 

  • الجالاكتوز في الدم:

وهو مرض وراثي نادر، لا يستطيع الجسم فيه هضم سكر اللبن (الجالاكتوز) لإنتاج الطاقة.

 

  • نقص اللاكتاز الخلقي:

وهو مرض وراثي نادر للغاية يولد فيه الطفل، مع قليل جدًا من الإنزيم المسؤول عن هضم سكر اللبن (اللاكتوز)، أحيانًا يولد من غير هذا الإنزيم تمامًا، مما يسبب أعراض عدم تحمل اللاكتوز، وهو مرض يهدد حياة الأطفال الرضع.

 

4. حليب مخصص خالي من اللاكتوز:

هذا الحليب معد خصيصًا لحدثي الولادة الذين يعانون من حالة عدم تحمل اللاكتوز أو عدم القدرة على هضم اللاكتوز –وهو كما أشارنا السكر الطبيعي الموجود في الحليب- وهو إن كانت ظاهرة وراثية نادرة الحدوث، فإن هذا الحليب ذو تركيبة فريدة.

 

يوصي به الأطباء، حيث يتم استبدال سكر الحليب بسكر مختلف، مثل شراب الذرة، وذلك أيضًا عوضًا عن الحليب المستخرج من فول الصويا، لذا إن كان طفلك يعاني من هذا النوع من الحساسية لا تقلقي مع تطور العلم أصبح لكل مشكلة حل.

 

5. حليب للأطفال الذين ولدوا بحجم صغير للغاية، أو الذين ولدوا مبكرًا:

يحتوي هذه النوع من الحاليب في الغالب على عدد أكبر من السعرات الحرارية والبروتين، بالإضافة إلى نوع من الدهون، يسهل امتصاصه بسهولة أكبر، ويسمى جليسريدات ثلاثية متوسطة الحلقات (MCT)، والذي يستخدم بديل وغذاء للأطفال الذين ليس لديهم قدرة كبيرة على هضم الدهون وامتصاصها.

 

و مقدار MCT في هذا الحليب يختلف حسب العلامة التجارية، سوف يساعدك طبيب طفلك في اختيار الحليب المناسب، الذي يدعم طفلك، ويمنحه قدرة على اكتساب الوزن المناسب.

 

6. حليب معتمد على لبن الأم:

يستخدم هذا المنتج بجانب الرضاعة الطبيعية، حيث يقدم عناصر غذائية إضافية للرضع الذين لديهم احتياجات خاصة، حيث يتم إعداده بعدد من العناصر الغذائية ثم يتم مزجه بلبن الأم، وهو يقدم للأطفال بجانب الرضاعة الطبيعية، ليكمل لهم باقي العناصر اللازمة لنمو السليم لأجسادهم.

(مقال متعلّق)  كيفية فطام الطفل ومتى بالتحديد؟

 

7. الحليب معد لتحفيز عملية الأيض:

إذا كان طفلك يعاني من مرض يتطلب تغذية محددة للغاية ، فقد يحتاج إلى واحدة من هذا النوع من الحليب المعد بأحدث الطرق الخاص تلبية لاحتياجات الرضع المختلفة.

 

8. الحليب العضوي:

وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) ، لم يثبت أي بحث حتى الآن أن الحليب العضوي أكثر صحة للأطفال من الحليب الطبيعي أو الصناعي المعد بطرق أخرى، ونظرًا لارتفاع قميته، فإن غالبية الأباء يعزفون على شراء الحليب العضوي.

 

9. أنواع أخرى:

هناك أنواع أخرى من الألبان تظهر في الأسواق طيلة الوقت، ويتم الترويج لها، ودفع الأمهات لشرائها، من أجل مساعدة أطفالهم، الذين يعانون من مشاكل الهضم المختلفة، أملًا في التخفيف عنهم، مثل المغص والحموضة والارتجاع، وهذه الأنواع من الألبان تحتوي على نسب بروتين مشابهة لحليب الثدي، ولكنها تختلف قليلًا في تركيبها عن تركيب باقي الأنواع الأخرى من اللبن الصناعي.

 

على أي حال يؤكد أطباء الأفضل أن لبن الأم هو الأفضل على الأطلاق من أجل صحة الطفل، إلا في حالة الأطفال، الذين يعانون من بعض الحساسية السالف ذكرها.

 

يقول أحد أطباء الأمريكيين، في جامعة ستانفورد الأمريكية، إن أغلب الأطفال يستطيعون أن يتكيفوا مع نوع الحليب المقدم لهم خلال الأشهر الست الأولى، حيث يستقر عمل جهازهم الهضمي النامي، وليس هناك حاجة لشراء تلك الألبان مرتفعة التكلفة، إلا في حالات خاصة جدًا تستدعي من الأباء البحث عن تلك الأنواع.

 

لذا إذا كنت تعتقدين أن طفلك سوف يستفيد من نوع حليب بعينه دون الأخر، عليكي أن تسألي طبيبه قبل أن تشتري العديد من العبوات لتخزينه عند الحاجة، في جميع الأحوال عليكي أن تراقبي تصرفات طفلك وانفعالته المختلفة بعد تناول الحليب.

 

عليكي استشارة الطيبب، إذا كنت لا تزالي يساورك الشك في نوعية وصلاحية نوع حليب دون الأخر، وإن لاحظتي أي أعراض حساسية، لا تشخصي الحالة بنفسك، اوقفي هذا الغذاء فورًا وتوجهي للمستشفى أو للطبيب المعالج.

 

المراجع:

  1. Baby Center: How much formula your baby needs
  2. NHS: Your pregnancy and baby guide
  3. Baby Center: How to buy baby formula