التهاب البلعوم هو الشعور بألم في البلعوم، الموجود في مؤخرة الحنجرة، غالباً ما يطلق عليه (التهاب الحلق)، وهو ناجم عن التهاب في الجزء الخلفي من البلعوم، ويمكن أن يتسبب التهاب البلعوم بوقوع جرح أو (خدش) في الحلق، ما يتسبب بألم أثناء البلع، وشعور بإزعاج وعدم ارتياح في الحلق، ولكن التهاب البلعوم يختلف عن التهاب الحنجرة أو التهاب اللوزتين.

 

والبلعوم هو أنبوب يمتد من الفم وحتى المرئ، الذي يصل إلى المعدة، ووظيفته نقل الطعم لاتمام عملية الهضم، وأيضًا السماح بإمرار الهواء من الأنف والفم إلى الحنجرة وفقا للجمعية الأمريكية للطب التقويمي (AOA)، إن حالات الإصابة بالتهاب الحلق هي من أكثر الأمراض شيوعًا بين المرضى، وذلك بسبب التقلبات في درجات الحرارة، فمع دخول فصل الشتاء من كل عام، يصاب العديد من الأشخاص بهذا المرض.

 

كما أنه من أكثر الأسباب التي تدفع الأشخاص للتغيب عن العمل، أو تغيب الطلاب عن مدارسهم، ومن أجل تلقي العلاج المناسب للحد من هذا الألم، لابد أن نتعرف على سببه، فمن الممكن أن تكون عدوى بكتيرية أو فيروسية.

 

غالبًا ما يحدث التهاب البلعوم مصاحبًا لمرض أخر مثل البرد أو الأنفلونزا أو مرض وحيدات النواة، وتهدأ معظم أعراض الاحتقان في غضون أسبوع أو أقل، يتطلب علاج التهاب البلعوم تعاطي مضاد حيوي لمنعًا للإصابة بأي مضاعفات، هناك أسباب أخرى أقل شيوعًا في التهاب الحلق قد تتطلب معالجة أكثر تعقيدًا.

 

اسباب التهاب البلعوم

إن الفيروسات التي تسبب نزلات البرد والأنفلونزا، هي تسبب أيضًا في الإصابة بالتهاب البلعوم، في كثير من الأحيان، وعادة ما تنقل العدوى من خلال بكتيريا:

 

اولاً: العدوى التي تنقل من خلال فيروسات:

 

• نزلة البرد
• انفلونزا
• كثرة الوحيدات العدائية أو فايفر
• الحصبة
• الجدري
• الخانوق

 

ثانياً: العدوى التي يتسبب بها بعض البكتريا:

يمكن أن يتسبب عدد من الالتهابات البكتيرية في التهاب الحلق. الأكثر شيوعا هو العقدية المقيحة، أو المكورة العقدية المقيحة، والذي يجعل البكتريا الضارة تتواجد في الحلق مما يتسبب في التهاب البلعوم

 

ثالثاً: الحساسية:

عندما يلتهب الحلق نتيجة أو رد فعل لبعض الجسيمات المحمولة في الهواء، مثل حبوب اللقاح والغبار وفراء بعض الحيوانات الأليفة، وغيرها من الأسباب، يكون العلاج أكثر تعقيدًا بعض الشئ، ولكن تحديد سبب الحساسية سوف يساعد على التشافي وتخفيف حدة التهاب البلعوم، ومن الممكن تجنبه للأبد.

 

يعتبر التنقيط الأنفي الخلفي، أحد أهم المسببات للالتهاب البلعوم الناجم عن الحساسية، وهو نزول الإفرازات الأنفية من المنطقة الخلفية من الأنف إلى الحلق، مما يؤدي لعدم الشعور بالراحة، والإحساس بإبتلاع الإفراوات المخاطية.

 

وترجع أسبابه إلى التعرض لمسببات الحساسية أو الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية في الجهاز التنفسي، كما يحدث نتيجة احتقان في الجيوب الأنفية أسفل الحلق، ويصاحب تلك الحالة الشعور بوخز في الحلق أو التهاب في البلعوم وألم نتيجة جفاف أو خشونة في الحلق.

 

أغلب أنواع الحساسية التي تسبب التهاب البلعوم هي حساسية موسمية، مثل الحساسية نتيجة تتطاير حبوب اللقاح في فصل الربيع، ولكن إذا واجهت عدد من الأعراض المشابه طيلة العام، فإنه سوف تشدد خلال الفصول التي يحمل فيها الهواء جزئيات مسببة للالتهاب هناك أيضًا بعض أسباب أخرى التي تسبب الحساسية مثل:

 

• دخان السجائر
• ذرات الغبار
• العفن الفطري
• وبر الحيوانات الاليفة (وخاصة القطط والكلاب)

 

تتضمن أيضًا أعراض الحساسية، الاحتقان والعطس، وخز أو حكة في العين، والسعال، وعندما يتنقل الألم للالتهاب في البلعوم، مع ارتفاع في درجات الحرارة، والشعور بألم في مناطق مختلفة من الجسم، فمن المحتمل أنك تعاني من عدوى فيروسية مثل الانفلونزا.

 

لذا فإنه غالبًا ما يصاحب الحساسية شعور بخشونة أسفل الحلق أو البلعوم، وهو ما يشير إلى الإصابة بإلتهاب البلعوم، بالإضافة إلى شعور غير مريح بعد تخليص الأنف مما بها من سوائل مخاطية، كما يلاحظ مريض الحساسية شعور بقشعريرة في الجهاز التنفسي بعد استنشاق بعض الجسميات من الهواء.

 

 

رابعاً: الجفاف

يمكنك أن تعاني من الالتهاب في البلعوم أو الحلق بمجرد استيقاظك من النوم، وحتى في أحوال كثيرة تكون غير مريض، وخاصة عندما تستخدم مدفأة، فهذا يجعل حلقك يشعر بالجفاف وبعض الاحتقان المصاحب، كما أن التنفس من الفم أثناء النوم – قد يكون بسبب انسداد في الأنف وامتلائه بالسوائل المخاطية-، مما يترتب عليه جفاف في الحلق.

 

وكلها أسباب تؤدي في النهاية إلى التهاب البلعوم ولحسن الحظ هذا الالتهاب في البلعوم المفاجئ يكون غير خطير على الأرجح، وسوف تشعر بالتحسن مع مرور اليوم، ويقل هذا التهيج، وهناك العديد من سبل العلاجات المنزلية التي قد تجعلك تشعر بالارتياح، وتحسن من تلك الأعراض المفاجئة.

 

ولكن بالطبع هناك بعض الحالات التي تصيبها الالتهاب في البلعوم، وتحتاج إلى تشخيص أكثر دقة من طبيب معالج، لذا إن لم تشعر بأي تحسن خلال ساعات اليوم، وإن كنت لا تعاني من أي عدوى فيروسية مثل الانفلونزا، فربما يكون هذا الالتهاب ناجم عن أمر أكثر خطورة مثل الحمى أو أي مرض جلدي أخر.

 

أسباب الشعور بالجفاف المفاجئ في البلعوم:

 

1. هيدرات الغاز:

الشخير والنوم مع ابقاء فمك مفتوح عادة ما يسبب جفاف الحلق في الصباح، حيث أن استنشاق الهواء الجاف أثناء الليل يمكن أن يجف الفم والحلق ، مما يؤدي إلى الشعور بوجع عندما تستيقظ في الصباح يمكن أن يسبب الجفاف، نقص في السوائل المخاطية المتواجدة في الأنف، لذلك من أفضل الطرق لمقاومة هذا الحلق الجاف والتقرح أن تبقى رطبة.

 

اشرب عندما تشعر بالظمأ خلال فترات النهار، ولكن نوصيك بأن تشرب كمية مناسبة من الماء قبل نومك، وإذا استيقظت أثناء الليل لا ضرر بأن تشرب رشفة أخرى من الماء، وفي الصباح تذكر أن الماء وقاية من كل الأمراض التي قد تعاني منها مستقبلًا.

 

2. الرطوبة:

استنشاق الهواء الجاف يسبب أيضًا الشعور بالتهاب في البلعوم، لذا يمكنك مواجهة ذلك من خلال تشغيل جهاز منقي للهواء في غرفة نومك، وشغله باستمرار أثناء النوم، حيث نقي هذا الجهاز هواء الغرفة ويراقب باستمرار جودة الهواء، لحفاظ على الهواء نقيًا.

 

من خلال قطرات الماء الصغيرة جدًا التي ينشرها هذا الجهاز في الهواء، تساعد على الحفاظ على الأغشية المخاطية داخل الأنف أكثر رطوبة، حتى وإن كنت تستنشق من خلال فمك، ولكن عليك فقط استخدام الماء المعقم أو المقطر في هذا الجهاز ويمكنك أيضًا الحرص على نظافة جهاز التكييف أو المروحة، لتجنب تراكم البكتريا والأتربة بداخلها، قد يساعد أيضًا حمام البخار أو الاستحمام من الحد من الإصابة بالتهاب البلعوم الناجم عن الرطوبة.

 

علاج الجفاف المفاجئ في الصباح

إذا استيقظت في الصباح، وشعرت بجفاف في الحلق، أو التهاب في البلعوم، يمكنك تناول أي مشروب ساخن أو بارد للتهدئة من هذا الشعور، ويمكنك أن تضيف له ملعقة عسل، يمتلك العسل خصائص فريدة مضادة للبكتريا ومضادة للأكسدة حيث ينصح عدد من الأطباء في العالم، بتناول العسل لمن يعاني من احتقان في الحلق، لأنه يسبب في تهدئة التهابات الجيوب الأنفية.

 

كذلك يمكن أن يساعدك بعض الأنواع من الاستحلاب المخصصة للسعال وعلاج مثل تلك المشاكل، في التخفيف من حدة جفاف الحلق، حيث يحفز على إنتاج اللعاب انتاجًا أفضل، وإذا كان الأمر أكثر شدة من ذلك، ينصح الأطباء بمص مكعب من الثلج، حيث يمكنها أن تخدر حلقك مؤقتًا، وتقلل من الشعور بالألم حتى تتناول العلاج المناسب.

 

كما نصحنا سابقًا الغرغرة بالماء الدافئ مع قليل من الملح تفيد أيضًا في زيادة مناعة الأغشية المخاطية ضد البكتريا المهاجمة لها، ولكن يجب أن لا تزيد كمية الملح في هذا العلاج عن 1 ملعقة صغيرة في نصف لتر من الماء الدافئ تجنب استخدام الخطوة السابقة أكثر من الموصى به.

 

لأنه من الممكن أن يزيد الملح من جفاف حلقك، وأحيانًا يؤدي إلى زيادة تهيج الالتهاب، مما يؤدي إلى تعقد المشكلة بدلًا من حلها وهناك خيار أخير هو استخدام غسول الفم المطهر، وهو صمم لعلاج مثل تلك المشاكل.

 

العلاج الطبيعي لعلاج التهاب البلعوم الناتج عن الحساسية

هناك عدة أساليب مقترحة للعلاج الطبيعي، لتخفيف من أعراض التهاب البلعوم، ولكنها لا تفيد في علاج مضاعفات التهاب البلعوم مثل التنقيط الخلفي الأنفي، والتي أحيانًا تتطور للإصابة بالقرحة، ولكنها تساعد في الحصول على بعض الراحة المؤقتة لذا ننصح بما يلي:

 

1. الماء:

الماء موصى به دائمًا لأي مشاكل تتعلق بالاحتقان، فهو حل ايجابي لعلاج الجفاف في الحلق، قبل أن تتفاقم المشكلة، فشرب كثيرًا من السوائل لا يساعد فقط على الحفاظ على الحلق رطبًا، ولكنه يساعد في التخفيف من المواد المخاطية، التي تتراكم في الحلق والصدر.

 

2. السوائل الدافئة:

يمكن أن توفر السوائل الدافئة مثل الحساء والشاي الساخن الراحة لألم في الحلق، أيضًا الغرغرة بالماء المالح الدافئ حل جيد من أجل تهدئة الاحتقان المؤلم في الحلق، ولكن ننصح بالابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأن الكافيين في أغلب يسبب إثارة في الحلق، فهي ليست مشروبات مهدئة.

 

3. وعاء Neti:

وعاء neti هو حل بديل أخر من أجل علاج مشاكل الجيوب الأنفية، حيث يساعد على طرد المخاط وتنظيف الأنف، ويساعد على تخفيف الشعور بالاحتقان وملئ الأنف بالسوائل المزعجة يستلزم هذا العلاج صب محلول الملح والماء المصنوع خصيصًا في تجويف الأنف مباشرةً، ولكن لا تفرط في استخدامه، لأنه قد يسبب المزيد من المشاكل الصحية.

 

الاحتياطات من الإصابة بمرض التهاب البلعوم

كما ذكرنا سابقًا هناك العديد من الأسباب التي تؤدي للحساسية والجفاف والذي ينتج عنه التهاب في الحلق، منها الدخان وحبوب اللقاح وغيرها، لذا لتجنب الشعور بمثل تلك المشاكل، وفي البداية إن كنت مدخن، عليك أن تتوقف عن ذلك فورًا، كما ينبغي أن تتعرف على المواد التي لديها حساسية منها.

 

اعرف السبب وراء هذا الشعور المزعج، أحيانًا يكون التهاب البلعوم ناجم عن مشكلة صحية أخري، ثم توقف التنفس أثناء النوم وغيرها، والتي تعد أحد علامتها الشخير والتنفس الفومي، لذا راجع الطبيب المعالج إذا كان هناك أعراض أخرى مصاحبة للالتهاب البلعوم مثل ارتفاع درجات الحرارة، أو ظهور أي طفح جلدي.

 

تلوث الهواء أيضًا أحد المسببات الشائعة للالتهاب البلعوم، وإن كنت لا تستطيع التحكم في ذلك، ابتعد عن الأحياء السكنية التي تمتلئ بالأدخنة والمصانع، كذلك شرب الخمر أو تناول الأطعمة الحارة أحد المسببات للالتهاب البلعوم.

 

المراجع:

1. Livestrong: Home Remedies for a Dry Sore Throat in the Early Morning Hours
2. Health Line: Pharyngitis
3. Mayo Clinic: Sore throat