ما هي اعراض الزهايمر ؟
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
ما هو مرض الزهايمر؟
الزهايمر مرض ذهني يصيب الدماغ البشري، ويتقدم ببطء على مراحل متعددة، ضمن سلسلة معقدة من الأحداث التي تطرأ على الدماغ على مدى زمني طويل.
الزهايمر يعطل التواصل بين الخلايا العصبية المسؤولة عن معالجة ونقل المعلومات عبر الإشارات الكهربائية والكيميائية في الدماغ، ويؤدي تدريجيا إلى فقدان وظائفها بالكامل، ومن ثم موت هذه الخلايا.
اعراض الزهايمر متعددة وتتركز جميعها حول ضعف الذاكرة التدريجي واضطرابات التفكير، والإدراك، واللغة، والتخطيط.
لم يتمكن العلماء من الكشف عن أسباب محددة وواضحة لمرض الزهايمر، إلا أن أغلب الدراسات رجحت ارتباط المرض بعوامل وراثية وبيئية كما ربطته بأنماط الحياة المختلفة للإنسان.
يرتبط مرض الزهايمر بصورة كبيرة بالتقدم في السن، وهناك الكثير من الأبحاث الحديثة التي أجراها العلماء في إطار مواصلة التعرف على الأسباب الحقيقة وراء الزهايمر، لاحظت وجود تغيرات تحدث في الدماغ مرتبطة بتقدم العمر قد تضر الخلايا العصبية.
دورة الزهايمر:
تشير الكثير من الأبحاث إلى أن متوسط مدة مرض الزهايمر تتراوح بين 6 و 8 سنوات، بينما أكدت في الوقت نفسه أن المرض يمكن أن يبدأ في التقدم في غضون أشهر عدة، كما يمكن أن يستمر في التطور تدريجيا لدى بعض الأفراد مستغرقا 20 عاما.
اسباب مرض الزهايمر (عوامل الخطر):
حتى الآن لم يقف العلماء على الاسباب الحقيقية الواضحة للزهايمر ، إلا أنه تم تحديد مجموعة عوامل الخطر التي وجدت مشتركة بين غالبية المصابين بالزهايمر حتى الآن، وأبرزها:
1. التقدم بالعمر
2. التاريخ العائلي لمتلازمة داون
3. إصابات الرأس
4. العوامل الوراثية والجينية، خاصة عندما يصيب المرض فرد أو أكثر من أفراد العائلة.
5. ارتفاع ضغط الدم.
6. أمراض القلب.
7. داء السكري.
8. ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
التقدم بالعمر
يعتبر عامل زيادة العمر الخطر الرئيسي للزهايمر، وكشفت دراسات حديثة أن 10% من البالغين فوق 65 عاما، و50% من الذين تزيد أعمارهم عن 85 عاما، يعانون من الزهايمر.
تاريخ العائلة المرضي
التاريخ العائلي هو عامل خطر بارز آخر من مسببات المرض، وقد بينت الأبحاث أن الذين لديهم أحد أفراد الأسرة خاصة الوالدين من المصابين بالزهايمر، تتزايد احتمالات إصابتهم لاحقا بالمرض، بينما ترتفع احتمالات الإصابة في حالة إصابة أكثر من فرد من أفراد الأسرة بالمرض.
بعض الأبحاث ربطت بين الزهايمر وزيادة إنتاج جزء من البروتين يعرف باسم بيتا-أميلويد يتسبب في تكوين كتل سامة تضر خلايا الدماغ البشري.
الجنس
أكدت العديد من الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر من الرجال، مشيرة إلى وجود علاقة بين الزهايمر وهرمون الأستروجين الأنثوي، وأوصى الباحثون القائمون على الدراسة بضرورة عدم وصف الأستروجين للنساء بعد انقطاع الطمث من أجل تقليل خطر مرض الزهايمر، علما بأن هرمون الأستروجين ما يزال مجالا للبحث حتى الآن.
متلازمة داون و علاقتها بمرض الزهايمر
يرى بعض العلماء علاقة وثيقة بين الزهايمر والعوامل الوراثية، خاصة الكروموسوم 21 المرتبط بمتلازمة داون. بعض الأبحاث كشفت أن الحاملين لبعض الجينات، وتحديدا الجين المعروف بـ (ApoE-e4)، أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض الزهايمر.
اعراض الزهايمر :
يتسم الزهايمر بتأثيره البالغ على وظائف الدماغ، وهو التدهور الذي يتواصل تدريجيا لينتهي بالمريض إلى التدهور كليا فيما يتعلق بالتفكير وتنفيذ المهام اليومية البسيطة، بينما تظهر اعراض الزهايمر بشكل واضح على العوامل الآتية:
1. الذاكرة:
تبدأ اعراض الزهايمر وتأثيره واضحا على الذاكرة، فالأحداث الأخيرة تبدو مشوشة، ثم تدريجيا ينسى الشخص هذه الأحداث، وتظهر أسئلة كثيرة على غرار، أين ذهبت يوم أمس؟ أو لقد تحدثت للتو مع شخص ما في السوبر ماركت، لكن من هو؟
من مشاكل الذاكرة في المراحل الأولى صعوبة تسجيل الأحداث الجديدة، مما يؤدي إلى اضطرابات في تحديد الزمان والمكان.
تدريجيا تتزايد اعراض الزهايمر، ليفقد الشخص الحقائق القديمة الخاصة بحياته، إلا أن هذه المشكلات نظرا لحدوثها تدريجيا فقد لا يمكن الانتباه إليها من المحيطين به فور وقوعها.
2. متاعب التواصل مع الآخرين:
يصبح من الصعب على المريض فهم بعض الكلمات والمفاهيم العادية، كما يصبح غير قادر على استخدام كلمات ومصطلحات جديدة للتعبير عن أفكاره.
تظهر هذه المشكلة أيضا في اللغة المكتوبة أو المحادثات المكتوبة، كما يخفق في إجراء أي محادثات معقدة.
3. مشاكل في الرؤية والقراءة وتحديد المسافات:
تتزايد مشاكل الاتصال لاحقا ليصبح من الصعب على مريض الزهايمر تحديد أو فهم الأصوات والأجسام، كما يصبح غير قادر حتى على تقليد الحركات التعبيرية.
من بين مشاكل التواصل التي تظهر على مريض الزهايمر في المراحل الأولى عدم قدرته على تركيز اهتمامه على شخص واحد.
4. الاضطرابات السلوكية:
الإخفاق في السيطرة على العواطف والمشاعر, تغير المزاج فيمكن أن تراه منخرطا في نوبة ضحك هستيرية، قبل أن يتحول مزاجه إلى الاكتئاب, تردي في السلوك العام، ويصبح عدوانيا تجاه الآخرين سواء لفظيا أو عبر التعدى الجسدي.
5. إهمال النظافة العامة.
6. عدم القدرة على الاندماج اجتماعيا.
7. فقدان الإحساس بالمسؤولية عن كل ما يقوم به.
8. تدهور نمطه الغذائي واتباع نظام غذائي غير معتاد أو غير متوازن.
9. تغير عادات النوم.
اعراض الزهايمر وفقا لمراحل تطور المرض:
تستمر مراحل تطور الزهايمر تدريجيا إلا أنه لا يوجد محددات زمنية لكل مرحلة، كما تختلف مدة كل مرحلة بين مريض وآخر.
اعراض الزهايمر في المرحلة الأولى (الاعراض الأولية للزهايمر):
1. فقدان طفيف في الذاكرة.
2. تقلبات المزاج.
3. اضطرابات التعلم.
5. البطء في ردود الفعل.
6. الإخفاق في أداء أي مهام معقدة.
7. استغراق وقت أطول من المعتاد في تبادل الحديث مع الآخرين وفهم طبيعة الحوار.
8. تدهور الوعي.
اعراض الزهايمر في المرحلة الثانية:
1. تذكر الأحداث والحقائق القديمة ونسيان الأحداث الأخيرة.
2. تكرار بعض السلوكيات.
3. إعطاء أوامر مكررة لمن حوله.
5. صعوبة التواصل واختراع لغة خاصة.
6. عدم القدرة على التعرف على الوجوه.
اعراض الزهايمر في المرحلة الثالثة (الاعراض المتقدمة لمرض الزهايمر):
1. تلاشي شخصية المريض تدريجيا.
2. تدهور الذاكرة بشكل كامل.
3. تدهور وظائف الجسم، وحاجته للرعاية المستمرة.
4. يصبح المريض طريح الفراش.
5. في مرحلة لاحقة يؤدي هذا التدهور العام إلى الوفاة.
تشخيص الزهايمر:
على الرغم من عدم قدرة الأطباء على الجزم بإصابة أحد الأشخاص بمرض الزهايمر وتشخيص المرض بدقة، إلا أن هناك بعض الاختبارات الممكن أن يجريها الطبيب المتابع للحالة من أجل حسم التشخيص، وهي كالتالي:
1. السؤال عن الحالة الصحية العامة للمريض وتاريخه المرضي.
2. التأكد من قدرته على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.
3. تتبع ما إذا كان هناك تغيرات طارئة على السلوك العام والشخصية.
4. إخضاع الشخص لعدة اختبارات أبرزها اختبارات الذاكرة، وحل المشكلات، والانتباه.
5. إجراء فحوصات الدم والبول أو السائل الشوكي.
6. إجراء فحوصات ومسح الدماغ، وأبرزها التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي (CT).
قد يلجأ الطبيب لتكرار هذه الاختبارات على فترات متباينة من أجل التأكد من ثبات أو تغير قوة الذاكرة، من أجل التشخيص النهائي للمريض.
الأدوية الشائعة لتخفيف اعراض الزهايمر
على الرغم من عدم وجود علاج فعال ونهائي لعلاج حالات الزهايمر، إلا أن هناك بعض الأدوية التي يتم استخدامها لتخفيف اعراض الزهايمر لفترة محدودة خاصة فقدان الذاكرة والارتباك.
إذ تعمل هذه الأدوية على التأثير على بعض المواد الكيميائية التي تساهم في نقل الرسائل بين الخلايا العصبية في الدماغ، علما بأن هذه الأدوية لا يمكنها مكافحة تقدم الأعراض الإداركية المتفاقمة أو إيقاف تلف خلايا الدماغ.
ويستخدم الأطباء عادة نوعين من الأدوية، تم اعتمادها رسميا من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لتخفيف أعراض المعرفية التي تشمل فقدان الذاكرة والارتباك ومشاكل التفكير، هما:
1. مثبطات إنزيم الكولينستيراز (cholinesterase)، وميمانتين (ناميندا).
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على وصف ثلاثة من من مثبطات الكولينستيراز هي:
– دونيبيزيل (أريسبيت) المستخدم في علاج جميع المراحل لمرض الزهايمر.
– ريفاستيغمين (إكسيلون) لأعراض الزهايمر التي تتراوح بين الخفيفة والمعتدلة.
– غالانتامين (رازادين)، يستخدم أيضا لتخفيف الأعراض الخفيفة والمعتدلة.
2. دواء نامزاريك (Namzaric)، ويجمع هذا الدواء بين واحد من مثبطات الكولينستيراز (دونيبيزيل- Donepezil).
عوامل وأنشطة للوقاية من خطر الإصابة بمرض الزهايمر
1. الالتزام بنظام غذائي متوازن ومغذي:
يساعد تناول الطعام الصحي المتوازن في الحفاظ على صحة القلب وهو الأمر نفسه الذي يساهم في تعزيز صحة الدماغ، ولذلك ينصح بتناول الأطعمة منخفضة السكريات والدهون، مع تناول الكثير من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
هناك نظامان غذائيان تمت دراستهما يمكن اللجوء إليهما للحفاظ على الصحة العامة هما:
1- نظام داش (DASH):
يركز على وقف ارتفاع ضغط الدم من خلال تناول الفواكه والخضار ومنتجات الألبان قليلة الدسم، كما يشمل الحبوب الكاملة والأسماك والدواجن والفول والبذور والمكسرات والزيوت النباتية، ويحد هذا النظام من الصوديوم والحلويات والمشروبات السكرية واللحوم الحمراء.
2-النظام الغذاء المتوسطي (The Mediterranean diet):
يعتمد على نسبة قليلة من اللحوم الحمراء، إضافة إلى الحبوب الكاملة والفواكه والخضار والأسماك، والمكسرات، وزيت الزيتون والدهون الصحية الأخرى.
3. ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية بانتظام:
تعد ممارسة الرياضة من أهم الأنشطة للحد من خطورة الإصابة بالزهايمر خاصة أنها تفيد في تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، إلى جانب فوائدها المعروفة للقلب والأوعية الدموية.
تعزيز المشاركة الاجتماعية والمشاركة الفعالة سواء على المستوى الأسري أو المستوى العام:
تشير العديد من الدراسات إلى أن الحفاظ على علاقات اجتماعية قوية يساهم في تعزيز النشاط العقلي وتقليل خطر التدهور المعرفي ومرض الزهايمر.
علما بأن الخبراء ليسوا متأكدين من سبب هذا الارتباط، إلا أن بعضهم أشار إلى أن ذلك الربط ربما يرجع إلى أن التحفيز الاجتماعي والعقلي يقوي الروابط بين الخلايا العصبية في الدماغ.
حقائق وإحصائيات حول الزهايمر
1. يعتبر الزهايمر السبب السادس من الأسباب الرئيسية للوفاة للأشخاص من جميع الأعمار في الولايات المتحدة، بينما يعتبر السبب الخامس لوفاة كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما.
2. أشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن معدل وفيات الزهايمر أعلى بخمسة أو ستة أضعاف من التقديرات الرسمية، ما يعني أنه قد يكون مسؤولا عن أكثر من نصف مليون (500 ألف) حالة وفاة سنوية في الولايات المتحدة وحدها.
3. تقدر التكلفة العالمية لمرض الزهايمر والخرف بـ 605 مليار دولار سنويا، ما يعادل 1% من إجمالي الناتج المحلي في العالم.
4. يعاني نحو 46 مليون شخص حول العالم من مرض الزهايمر، بينما تشير الوقعات إلى احتمال ارتفاع نسب الإصابة لتصل إلى أكثر من 74 مليون شخص حول العالم بحلول عام 2030، ثم إلى 131.5 مليون في عام 2050.
5. يعد الزهايمر هو المرض الأكثر شيوعا في أوروبا، بينما يعد أقل الأمراض انتشارا في قارة أفريقيا خاصة في منطقة الصحراء الكبرى.
6. وفقا لمؤسسة الزهايمر الدولية (ADI) لا يتم تشخيص إلا 1 فقط من أصل كل 4 مصابين بالزهايمر.
يوجد أكثر من 5 ملايين أمريكي يعانون من مرض الزهايمر، ووفقا لعدد من الدراسات فإنه بحلول عام 2050 يمكن أن يعيش ما يقرب من 14 مليون أمريكي فوق سن 65 عاما مع الإصابة بالمرض.
المراجع:
- NIH : Alzheimer’s Disease & Related Dementias
- ALZ : What We Know Today About Alzheimer’s Disease
- Prevention : 5 Surprising Causes Of Alzheimer’s Disease
- Medicine net : Alzheimer’s Disease
- Next avenue : Alzheimer’s: Causes and Diagnosis