مراحل نمو الانسان

مراحل نمو الانسان
مراحل نمو الانسان

أهم مراحل نمو الانسان والسمات الجسدية والنفسية لها

تتعدد مراحل نمو الانسان، والبعض يقسمها إلى 3 مراحل وهي الطفولة والبلوغ والشيخوخة، والبعض يقسم كل مرحلة إلى مرحلتين أو أكثر كالطفولة المبكرة والمراهقة والشباب والكهولة والشيخوخة، وهناك الكثير من الخلافات بشأن أي مرحلة في نمو وتطول الإنسان هي الأهم والأكثر تأثيرا في حياته.

 

فالبعض يؤكد أن الطفولة هي العامل الحاسم في تشكيل شخصية الإنسان وتطوره العقلي والنفسي، والبعض يؤكد أن تجارب المراهقة هي العامل الأقوى، في حين يمنح البعض أهمية كبيرة لمرحلة النضج والبلوغ.

 

لكن في الحقيقة فإن كل مرحلة من مراحل نمو الانسان تؤثر فيه بشكل كبير وتساهم في تشكيل شخصيته ومهاراته وقدراته عموما، وتتسم كل مرحلة بتغيرات جسدية ونفسية واجتماعية وأهم ملامح كل تغير من تلك التغيرات تتمثل في:

 

مراحل نمو الانسان الجسدية

إن مراحل نمو الانسان الجسدية هي عملية يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير، حيث أن معظم البشر يتطورون بمعدلات متشابهة أو متقاربة، وهذا يسمح إلى حد ما بالتعميم حول الخصائص البدنية للمراحل المختلفة من طفولة ومراهقة وبلوغ ونضج وشيخوخة.

 

مراحل نمو الانسان الاجتماعية

وهي تتسم بتغيرات كبير من الطفولة حتى النضج وفقا للتجارب التي يمر بها الطفل والذي يبدأ عادة بالاهتمام فقد بوالدته ثم يبدأ في الاتساع اجتماعيا بشكل كبير ثم يبدأ في تحديد العلاقات مرة أخرى.

 

مراحل نمو الانسان النفسية

وهي الأكثر تغيرا على الإطلاق في حياة الإنسان وتتأثر بالكثير من العوامل الفيزيائية والاجتماعية والصدمات العاطفية وغيرها، وإن كانت كل مرحلة من مراحل نمو الانسان يغلب عليها انفعال نفسي ميعن يتفاوت في درجته من شخص إلى آخر ويشكل طريقة توجهه في الحياة.

 

والإنسان هو مزيج خاص من تلك العوامل الجسدية والاجتماعية والنفسية وهي التي تجعل كل إنسان فريد من نوعه ولا يشبه غيره، وإن كانت هناك سمات عامة يمكن أن تنطبق على معظم أو كل البشر، لذا يمكن تقسيم مراحل نمو الانسان كما يلي:

 

مراحل نمو الانسان بالتفصيل

 

1. مرحلة الوليد:

وهي أول مرحلة من مراحل نمو الانسان وهي الأشهر الأولى بعد الولادة ويُطلق على الإنسان وقتها اسم الوليد وفيها تحدث الكثير من التغيرات الجسدية ويعتمد الطفل فيها على الأخرين في تلبية معظم احتياجاته، ويجب في هذه المرحلة أن يشعر الطفل بالأمان لكي يتطور بشكل سليم ويشعر بالثقة في الآخرين لتلبية تلك الاحتياجات.

 

وهي فترة نمو سريع للغاية وتحدث تغيرات في نسب الجسم وخصوصا في الرأس الذي يكون عند الولادة يمثل 25% من إجمالي طول الجسم، وترتبط بتطور الهيكل العضلي والجهاز العصبي الذي ينمو بسرعة بالغة وهو ما يسهل بعد ذلك تحقيق الإنجازات المعرفية والحركية وتكون معظم الحركات لا إرادية، وهي فترة مناسبة لتلقين الرضيع الكثير من المهارات التي تؤثر في حياته بعد ذلك.

(مقال متعلّق)  مراحل النمو النفسي

 

2. الطفولة المبكرة من مراحل نمو الانسان:

وهي ثاني مرحلة في التطور البشري حيث يبدأ الطفل في استكشاف وتطوير الشعور بالاستقلال، وفي النهاية يتعلم الأطفال اتخاذ قراراتهم الخاصة ويتعلمون أن أفعالهم لها عواقب كما يتطور شعورهم بالذات، ولا يزالون في هذه المرحلة في حاجة إلى الرعاية بحيث يطورون الثقة في الذات بدلا من احترام الذات، حيث يحتاج الأطفال إلى مستوى معين من الثقة بالنفس لكي يبقوا متحفزين لتحقيق الإنجازات.

 

ومن الناحية الجسدية فإن النمو يشهد بعض التباطؤ بين سن 3-7 سنوات، وهي تتسم بإمكانية التنبؤ بها إلى حد كبير من حيث وجود نمط يتقاسمه جميع الأطفال الأصحاء.

 

يبدأ الطفل في إتقان الحركات التي تتطلب دقة وبراعة وتزيد سيطرته على أفعاله وتكون إرادية إلى حد كبير ويمكنه الكتابة والرسم والقص واللصق والتلاعب بالأدوات الصغيرة، ويمكن للصغير وقتها التحكم في كل حركات جسده فيتقن الجري والقفز والانحناء والرمي والركل.

 

وتتطور الانظمة العضلية والعصبية بشكل سريع وملحوظ، ويمكن للطفل الجلوس والمراقبة والتركيز ويبدأ الطفل في الاستكشاف والرغبة في المزيد من الاستقلال، ويمكن للبيئة المتساهلة للغاية أن تعرض الطفل إلى مخاطر.

 

حيث أن الحكم الصحيح لديه لم يكتمل بعد، في حين أن البيئة شديدة السيطرة تجعل الطفل عديم القيمة، لذا لابد من قدر من الحرية تحت الرقابة من بعيد للتدخل وقت الخطر الفعلي.

 

3. الطفولة المتأخرة:

وهي من سن 7 سنوات حتى البلوغ او المراهقة وتتسم ببطء أكبر في معدلات النمو حيث نسبة زيادة الطول والوزن وكذلك الانسجة وتطور الجهاز العصبي تكون في أقل معدل منذ الولادة، وإذا كانت الاختلافات في الطول والحجم بين الأولاد والبنات ليست مهمة في مرحلة الطفولة المبكرة.

 

فإنها تكتسب في الطفولة المتأخرة أهمية خاصة، إذ عادة يكون حجم الفتاة أكبر من الولد في هذه امرحلة نظرا لميلها للبلوغ قبل الذكر، وهذا لا يعني بلوغها بالفعل، لكن استعدادها الجسدي للبلوغ يكون اكتمل تقريبا، في حين أن التطور الجسدي للصبي يبدأ مع الاحتلام بالفعل وليس قبله.

 

وتزيد القدرات الإبداعية للطفل في هذه المرحلة، وعلى المقيمين على رعايته تفهم رغبته هذه وعدم تدمير رغبته في المبادرة حتى ل تزيد لديه مشاعر الذنب.

 

كما تقل حاجته إلى ساعات النوم الطويلة ويزيد معدل نشاكه بشدة، ويؤدي الفشل إلى شعوره بالدونية لذا على الأبوين توجيه الطفل للقيام بالمهام المناسبة لسنه والتي تُشعره بالإنجاز.

 

4. المراهقة:

وهي المرحلة التي تعود فيها طفرات النمو للعودة من جديد وتمتد عادة بين 12-20 سنة مع وجود تغيرات فردية، ويحدث تسارع في نمو كل أجزاء الجسم تقريبا، وعلى الرغم من وصول بعض أجزاء من الجسم إلى ذروتها في النمو في مرحلة الطفولة المتأخرة.

(مقال متعلّق)  مراحل النمو النفسي

 

إلا أن التغيرات الجنسية تكون الأكثر بروزا وتأثيرا على الإنسان في سن المراهقة حيث يتغير شكل الجسد وتبدأ سمات الطفولة في التراجع ويتغير شكل الاعضاء التناسلية وحجم الجسم وشكله عموما، وهي من المراحل التي تتسم أكثر بتغيرات نفسية تتوافق مع التغيرات الهرمونية والجنسية والجسدية.

 

ويكون لدى الإنسان القدرة على الإنجاب من الناحية الجسدية، لكن من الناحية النفسية لا يكون الأمر تطور بعد، حيث لا نزال وقتها فعليا في مرحلة الطفولة ولم تنضج الأعضاء التناسلية تماما ولم تكتمل الكتلة العضلية.

 

وتسمى مرحلة المراهقة عادة بالفترة العاصفة، حيث تؤثر هذه التغيرات وتفاعل الشخص معها واستقبال المحيطين به لها على إيجاد هويته وتطوير مفهومه عن ذاته وتحديد الأهداف التي يرغب في تحقيقها، كما أن الانجذاب إلى الجنس الآخر بين المنع الشديد والإباحة الشديدة يمكن أن يشكل كثيرا من القرارات التي يتم اتخاذها.

 

لذا فإن الثقة والدعم من أهم العوامل لتخطي هذه المرحلة بسلام والسيطرة على المشاعر المتضاربة واتخاذ القرارات السليمة فيما يتعلق بالاهداف والتخطيط للمستقبل.

 

5. سن الرشد:

وهي مرحلة الانتقال من المراهقة إلى النضج والبلوغ، وتبدأ عادة بين سن 18- 21 عاما وتستمر حتى سن الـ30 أو الـ40 سنة وذلك في المجتمعات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي الأعلى، في حين في مجتمعات أخرى يمكن أن تمتد فترة المراهقة إلى بعد ذلك بسنوات قليلة.

 

وتؤثر الاختلافات الثقافية بشدة على مرحلة النضج والرشد، كما أن التغذية الجيدة والرعاية في فترات الطفولة والمراهقة تحدد شخصية الإنسان كثيرا في هذه المرحلة ومدى الإنجازات التي يستطيع تحقيقها، ويميل النمو الجسدي إلى أن يكون أشد هدوءا بكثير.

 

يميل الإنسان وقتها إلى زيادة نمو الكتلة العضلية وتساعد التمارين الرياضية في السيطرة على الدهون، ولكن تزيد قدرة الجسم على اكتساب الدهون إذا كان الإنسان خاملا أو يمارس وظيفة مستقرة، وتكون القدرة على الإنجاب اكتملت تماما في هذه المرحلة.

 

وتزيد المسؤوليات الاجتماعية في هذه المرحلة من مراحل نمو الانسان وعادة ما يكون شغل وظيفة وكوَّن أسرة وتراكمت عليه مسؤوليات جديدة يمكن أن تزيد من مشاعر التوتر والإحباط، كما يمكن أن تزيد أيضا من شعوره بنجاحه وإنجازاته خصوصا إذا كانت هناك علاقة حميمية مع العائلة.

 

6. الشيخوخة:

وهي من مراحل نمو الانسان التي تتسم بتراجع قدرة الفرد على التكاثر والتكيف مع الاجهاد، وهناك تباين كبير في السمات الجسدية في بداية ونهاية مرحلة الشيخوخة.

 

فيبدأ الفرد في فقدان مرونة الجلد وتنخفض القدرة على الحركة وينقطع الطمث لدى النساء حيث تنتهي الدورة الشهرية عموما بين سن 45-55 سنة، ومن المحتمل أن يزيد التعرض إلى بعض الأمراض مثل القلب والسكري وهشاشة العظام.

(مقال متعلّق)  مراحل النمو النفسي

 

ويمكن تقسيمها إلى الكهولة بين 40-60 سنة، حيث تبدأ المشاعر في الركود وتتراجع قيمة تحقيق الإنجازات، ويكمن الحل وقتها في توجيه الاهتمام إلى الجيل التالي من خلال رعايته وتعليمه ونقل التجارب له.

 

كما تزيد القدرة على التأمل في الحياة في هذا السن، وتبدأ المسؤوليات الاجتماعية في التراجع حيث يبدأ الأبناء في الاستقلال جزئيا، ويكون الشخص وقتها حقق بعض الإنجازات المادية والتي تشعره بقيمته وقدرته في الحياة.

 

ويمكن أن يمتد العمر إلى ما بعد سن الستين ويدخل الشخص في مرحلة الشيخوخة، وهي تتسم بالنضوج والحكمة ولكن أيضا بتضارب المشاعر الشديد، حيث أن تدهور الصحة البدنية وانخفاض الدخل ووفاة شريك الحياة وابتعاد الابناء واستقلالهم يمكن أن يؤدي إلى دخول الشخص في مرحلة اكتئابية.

 

حيث يعيش الإنسان وقتها في الذكريات ولا تكون لديه أي قدرة على التفكير في المستقبل ويمكن أن ينتظر الموت فقط وهذا مما يفاقم من حالته، لذا فالعمل التطوعي وتقديم الخدمات للمحيطين به بقدر طاقته ونقل تجاربه سيحسن من حالته النفسية كثيرا ومن حالته الجسدية ايضا.

 

عوامل قد تؤثر على مراحل نمو الانسان

وتتأثر مراحل نمو الانسان بالكثير من العوامل الاقتصادية والنفسية والاجتماعية، فالتطور في مجتمع يتمتع بالرفاهية الاقتصادية يختلف في بعض العوامل من حيث توفير التغذية والتعليم والرعاية الصحية عن مجتمع أقل.

 

كما أن اهتمام الابوين بالأطفال أو انشغالهم والمحيط الاجتماعي الذي ينشأ فيه الإنسان وأصدقاؤه كلها عوامل يمكن أن تؤثر في سمات كل مرحلة، فإذا اضطر الطفل مثلا للعمل مبكرا فإنه ينتقل نفسيا فجأة إلى مرحلة النضج وتحمل المسؤولية حتى لو لم تكن سماته الجسدية قد اكتملت بعد، في حين أن الاعتماد الزائد على الوالدين يمكن أن يجعل النمو الجسدي يسبق النمو الفكري والنضج بكثير.

 

كما أن الحياة في بيئة ملوثة أو مزدحمة تجعل الإنسان ينشأ بشكل مختلف عن الحياة في بيئة هادئة حتى مع تشابه المستوى الاقتصادي والاجتماعي، حيث يؤثر التلوث على الشخصية نفسها، كما أن الضوضاء والازدحام يمكن أن يكون لها تأثيرات عقلية وجسدية على من يعيش فيها.

 

كما أن البطالة وعدم وجود الوظائف المناسبة لمستوى التعليم يمكن أن تؤثر في اختيارات الإنسان منذ الطفولة وليس فقط بعد النضج، فإعلاء قيمة المهن الحرفية أو الزراعية في بعض المجتمعات تؤثر على اختيار أبنائها، وكذلك في المجتمعات التي تُعلي قيمة الشهادات المتقدمة.

 

الحياة الاجتماعية – مراحل النمو.

 

المراجع:

  1. Psychology Discussion: Stages of Development of Psychology of People at Different Ages from Infancy to Old Age
  2. Institute 4 Learning: The Twelve Stages of the Human Life Cycle
  3. Study: Human Development Stages From Infancy to Late Adulthood

قد يهمك ايضا :