علاج ضمور العضلات
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
علاج ضمور العضلات وكيفية التعامل مع المريض به بكفاءة
لم يكن علاج ضمور العضلات ممكنا بشكل فعال قبل عام 2016، حيث تم التصريح عامليا بعلاج جديد للمساعدة على علاج ضمور العضات، وكانت محاولات العلاج قبل ذلك تركز على التقليل من أثاره الضارة على الجسم، وهو عموما حالة وراثية تسبب ضعفا شديدا في العضلات ويمكن أن تؤثر بمرور الوقت على الحركة والنشاط، كما يمكن أن تؤدي إلى مرونة شديدة في الأذرع والسيقان، مع صعوبة في الجلوس أو الوقوف أو المشي.
ويمكن حدوث بعض الرعشة في العضلات، بالإضافة إلى مشاكل العظام والمفاصل والعمود الفقري، ويمكن أن يؤدي ضمور العضلات إلى مشاكل في التنفس وصعوبة في البلع مما يؤدي إلى عدم الحصول على الغذاء المناسب ومن ثم التعرض إلى المزيد من الأخطار، بالإضافة إلى التأثير على قدرات التعلم ومستوى الذكاء>
علاج ضمور العضلات
من طرق علاج ضمور العضلات والتقليل من أثاره النقاط التالية:
1. التدريب المستمر على التنفس بطريقة صحيحة:
يؤدي ضمور العضلات إلى صعوبات في التنفس، خصوصا من النوعين الأول والثاني وهما الأكثر خطرا حيث لا يستطيع الطفل تثبيت الرأس أو الجلوس من دون مساعدة، وتكون الأذرع والسيقان في غاية المرونة، وتؤدي ضعف عضلات التنفس بسبب ضمور العضلات إلى الوفاة غالبا قبل بلوغ الطفل سن العامين، لذا فإن تدريبات التنفس تساعد على إبقاء الطفل على قيد الحياة حيث السماح بدخول وخروج الهواء بشكل طبيعي، وتتم من خلال:
– تمارين للتنفس لتقوية العضلات وتقليل حالات السعال وانسداد الشعب الهوائية.
– استخدام جهاز شفط للمساعدة في إزالة أي شوائب في الحلق، أو وضع أنبوب في الحلق من الخلف للتخلص من أي مخاط.
– اللجوء إلى لقاحات تكافح الأنفلونزا والحساسية لمنع المزيد من الضغط على عضلات الجهاز التنفسي.
– استخدام قناع خاص للمساعدة في التنفس.
– كما يمكن في الحالات الشديدة استخدام ماكينة للتنفس.
2. التغذية والتدريب على البلع:
لا يحصل الطفل المريض بضمور العضلات على التغذية المناسبة بسبب وهن عضلات الفم والحنجرة، مما قد يستدعي وضع أنبوب تغذية لمده بالفيتامينات المناسبة لتنمية العضلات وإبقائه على قيد الحياة، كما يمكن وضع جدول تغذية خاص يكون سهلا على الطفل وعلى عضلاته الضعيفة، بحيث يمده بالمعادن الضرورية لتقوية العضلات.
3. العلاج الطبيعي:
يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي باللجوء إلى بعض التدريبات والأنشطة اليومية على علاج ضمور العضلات عن طريق تنشيط الدورة الدموية وتقوية العظام، كما أن التمرينات تزيد من الشهية، وتحمي المفاصل، كما يكون هناك تمرينات للأصابع والأيدي بمحاولة الكتابة والرسم، ويشمل العلاج الطبيعي:
– بعض التمرينات الملائمة للحالة الصحية للمريض وسنه ومدى استجابته لوسائل العلاج الأخرى.
– التدريب على استخدام بعض المعدات مثل الكراسي المتحركة والمشاية بمفرده.
– دعم الذراعين والساقين بوضع الجبائر أو استخدام الأقواس.
– التوصية بأحذية تساعد على المشي وتمنع اضطراب الحركة.
4. علاج مشاكل الظهر:
المصاب بضمور العضلات غالبا ما يعاني من انحناء العمود الفقري، وهو يسبب الكثير من الآلام، ويكون عائقا عن ممارسة المهام اليومية بفاعلية ونشاط، لذا يمكن أن يكون علاج ضمور العضلات وسيلة للتخفيف من آلام الظهر، وتجنب التهاب مفاصل العمود الفقري، والحصول على العلاجات المناسبة وإجراء التدليك المناسب، وذلك بالآتي:
- يمكن ارتداء دعامة لمنع المزيد من التقوس، كما تسمح للشخص بممارسة أنشطته الاجتماعية وعدم التقوقع، مما يقلل من أثار ضمور العضلات على نفسية المريض.
- يمكن إجراء جراحة في العمود الفقري لتصحيح أي انحناء فيه ودعم نمو العضلات بشكل صحيح، مع تثبيت الفقرات جيدا حتى لا يحدث التقوس من جديد.
5. الرعاية الطبية الدورية:
يحتاج الأطفال عموما إلى الذهاب للطبيب أكثر من الكبار، ولكن الطفل المصاب بضمور العضلات يحتاج للذهاب إلى طبيب مرات أكثر من الطفل العادي، حيث يمكن مساعدته بتوجيهه إلى الأنشطة الملائمة لحالته الصحية، وتجنب أي مضاعفات يمكن أن تحدث له، ومن الأطباء الذين يجب أن يتابع لديهم الشخص المصاب بضمور العضلات باستمرار:
- أطباء أمراض الرئة للتأكد من عمل الرئة بشكل سليم أو أقرب للطبيعي وعلاج أي قصور بها وتركيب الدعامات المناسبة، والحد من خطورة ضمور العضلات.
- أطباء أمراض الأعصاب للتغلب على أي أعراض في التهاب الأعصاب أو مشاكل في الموصلات العصبية بين الأطراف لتطبيق العلاج المناسب للحالة.
- أطباء العظام، لمحاولة التقويم المستمر للعظام سواء الساقين أو الذراعين أو العمود الفقري، بالإضافة لمقاومة أي آثار لهشاشة العظام.
- أطباء أمراض المعدة، حيث يمكن أن يصاب مريض ضمور العضلات باضطراب في المعدة بسبب ضعف عضلات الجهاز الهضمي، مما يسبب بعض الارتباك في الإخراج.
- أخصائيو التغذية، حيث يجب عرض الطفل باستمرار على أخصائيي تغذية لتقرير أنواع الطعام الأنسب له لبناء عضلاته ومنع تزايد حالة الضمور.
- أخصائيو العلاج الطبيعي، وهم من يحعلون حركة الطفل أو الشخص أقرب إلى الطبيعي من خلال تدريبات متخصصة، والتفاعل مع مجموعات مشابهة في الحالة النفسية والجسدية مما يعين الشخص على التأقلم مع حالته المرضية عندما يجد أنه ليس بمفرده.
6. الأدوية:
يتم وصف الأدوية في حالة علاج ضمور العضلات للتخفيف من الآلام، لكن هناك بحث جديد تم إطلاقه عام 2016، يؤكد وجود علاج ناجح بالعقاقير لمرض ضمور العضلات، مع اتباع الطرق الطبيعية والفيزيائية الأخرى، ويسمى العلاج الجديد Spinraza وتمت الموافقة عليه قريبا في أميركا وأوروبا.
وإن كانت نتائجه تحتاج إلى المزيد من التجارب، كما يتم إجراء الكثير من الأبحاث عن علاج ضمور العضلات، فيمكن للمريض السؤال على التجارب السريرية الموجودة، ومحاولة الاستفادة من العلاج.
7. العلاج الجيني:
يعتبر ضمور العضلات مرض وراثي نتيجة لخلل في بعض الجينات، لذا حاول العلماء تطوير عدة أمصال للوقاية من هذا الارتباك الجيني وعكس أثاره الموجودة والتي تتسبب في الضمور، مما يحسن من الحالة العامة للمريض ويمكن أن تؤدي إلى شفائه نهائيا، ويؤكد الباحثون في جامعة كاليفورنيا أن هذا العلاج الجديد يمكن أن يشفي نحو 60% من المصابين بضمور العضلات على مستوى العالم.
ولكن يحتاج إلى المزيد من التجارب، حيث يستخدم هذا العلاج تقنية “كريسبر كاس 9” لتصحيح الطفرة الوراثية التي حدثت في جين يسمى دستروفين، وهو المسؤول عن ربط ألياف وخلايا العضلات ببعضها البعض، حيث يؤثر العلاج على الخلايا الجذعية مباشرة للإنسان ويزيد من إفراز بروتين دستروفين لعكس أثار الضمور، بحيث تعود الحياة مجددا إلى الخلايا العصبية والألياف العضلية وتترابط معا.
8. تحفيز الخلايا الجذعية:
نجح العلماء في ألمانيا مؤخرا من استخدام علاج كيميائي لإعادة تحفيز الخلايا الجعزية لأجل علاج ضمور العضلات، وتشجيع بناء كتل العضلات والعظام من جديد، ولكن لا يزال يحتاج إلى المزيد من الدراسات للشفاء الفعلي للحالات المتأخرة من ضمور العضلات، لكن بدأ استخدامه في الحالات المبكرة، حيث يمنع تآكل المزيد من العضلات، مما يعطي للمرضى أمل جديد خصوصا مع تجديد الخلايا وتقوية العضلات ومنع ضمورها.
9. تعزيز الروابط بين الخلايا العضلية:
يتسبب الخلل الجيني في ارتباك داخل الموصلات والروابط بين الخلايا العضلية، مما يؤدي إلى منع وصول الغذاء لها بكفاءة وتآكلها، لذا يعمل العلماء على تطوير علاج جديد يُحفز التواصل مجددا بين الخلايا العضلية، بحيث تصل الدماء لها بقوة وتمنع المزيد من تآكلها، وهو من المفترض أي يكون مفيدا في حالة البدء المبكر في علاج ضمور العضلات وليس في الحالات الشديدة، وإن كان يمكن أن يحسن من نوعية الحياة للمرض المزمن.
توقعات نجاح علاج ضمور العضلات
يعتمد نجاح علاج ضمور العضلات على وقت بدء الأعراض وخطورتها، والنوع المصاب به المريض، فإذا كان من النوع الأول وهو أكثرها قسوة يبدأ من الولادة تقريبا ويمكن أن يبدأ قبل أن يتم الطفل 6 أشهر من العمر، وتبدأ علامات المرض في الظهور من سن 3 أشهر، حيث يكون متأخرا عن أقرانه في الجلوس أو الزحف، وغالبا لا يعيش المرضى بهذا النوع الأول أكثر من سنتين، لكن يمكن التخفيف من الأعراض بطلب المساعدة الطبية.
أما الأنواع الأخرى من مرض الضمور العضلي فيمكن للأطباء التخفيف كثيرا من أعراضها بحيث يتمتع الشخص إلى حد كبير بحياة طبيعية وإن كان متأخرا قليلا عن أقرانه، مع الوضع في الاعتبار أن ضمور العضلات تجربة فردية في المقام الأول، فلا يجب انتهاج علاج نجح مع شخص على آخر، إذ لكل شخص خصوصيته وتفرده في الاستجابة للعلاج، وفقا لحالته البدنية والنفسية ووجود الدعم حوله.
الوقاية من ضمور العضلات
عادة تكمن صعوبة الأمراض الوراثية في استحالة الوقاية منها تقريبا، لكن يمكن التقليل من الآثار السلبية لمرض ضمور العضلات إذا انتبهت الأم من البداية إلى وجود ضعف في حركة الجنين، فتبدأ في أخذ المنشطات التي تساعده على الحركة، مع عدم الاستسلام للمرض بعد الولادة، ومحاولة تحفيز العضلات على الحركة مع التدليك المستمر لتنشيط الدورة الدموية، وتحريك الطفل باستمرار لتجنب المزيد من ارتخاء العضلات ومن ثم تعرضها إلى الضمور.
كما يمكن إذا تم الانتباه عند الولادة لضعف حركة الجنين استخدام التحفيز الكهربائي لتكوين البروتين المسؤول عن الارتباط بين الخلايا العضلية، وهي تجارب نجحت على الأشخاص الذين أصيبوا بكسور في الساق، حيث تم تحفيز بناء العضلات من جديد، فيمكن أن ينجح هذا مع مرضى ضمور العضلات.
كيفية التعايش مع ضمور العضلات
الدعم النفسي لمريض ضمور العضلات وعائلته من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها، حيث أنه ليس خطأ أحد الأبوين، ولا يجب إلقاء اللائمة على الأم، أو معاملة الطفل بفتور، أو توقع موته سريعا وعدم الاهتمام بعلاجه، على أساس أنه لا فائدة من العلاج إلا المزيد من التكاليف والألم، فعلى الأقل يمكن للعلاج أن يخفف من آلام مريض ضمور العضلات، حيث سيعاني من آلام في معظم أنحاء جسمه وصعوبة في النوم والتفاعل.
حيث أن مرض ضمور العضلات من أكثر الأمراض الوراثية المنتشرة في جميع أنحاء العالم ويُصيب من 6700 – 10 ألاف طفل سنويا، لذا لا تتوقف الأبحاث عن محاولة إيجاد علاج فعال له، أو الوقاية من هذه الطفرة الوراثية أو حتى التنبؤ بها ومعرفة أكثر الأطفال المعرضين لهذا المرض للوقاية منه.
ويمكن لضمور العضلات أن يحدث للكبار أيضا بطرق مختلفة نتيجة نقص النشاط البدني والسمنة، لذا يمكن الوقاية منه باتباع التمارين الرياضية بانتظام والحرص على نظام غذائي سليم غني بالألياف لمنع إصابة الموصلات العصبية بالتلف وبالتالي وهن العضلات، وتعرضها إلى الضمور.
المراجع:
دعاء رمزي
الكاتبة دعاء رمزي حاصلة بكالوريوس إعلام قسم صحافة من جامعة القاهرة عام 2004, عملت في موقع بص وطل الإلكتروني ابتداء من عام 2005 إلى عام 2013 كمسؤولة رئيسية عن الباب الاجتماعي والعلاقات الزوجية، والرد على مشاكل القراء وترجمة مواضيع اجتماعية وطبيّة متخصصة ومحررة في أبواب السياسة والفن والأدب والتكنولوجيا.
كما وعملت مترجمة لمدة عام في مكتب نشر متخصص في الترجمة داخل جمهورية مصر العربية موحررة ومترجمة أخبار متنوعة بالمراسلة في موقع أكشنها السعودي من ينايرعام 2014 إلى أبريل 2015
وأضاف الى خبراتها العمل كمحررة ومترجمة بالمراسلة في موقع ياللابوك وفي موقع اليوم العربي من أكتوبر 2017 حتى ديسمبر 2017 ومحررة ديسك مركزي بالمراسلة في موقع "العرب اليوم" من أبريل 2015 وحتى فبراير 2018.
الآن تتفرغ دعاء رمزي بالعمل مع موقع موثّق لإنتاج المحتوى المعرفي المعمّق كمحترفة في مجال الترجمة الطبية والإجتماعية.