المهارات الشخصية
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:

المهارات الشخصية والفرق بينها وبين المهارات العملية وكيف يمكن تطويرها
المهارات الشخصية هي نقاط القوة في كل شخص، وهي الأشياء التي يجيد كل إنسان القيام بها بشكل جيد جدا أو ممتاز، وهي يمكن أن تخضع إلى التطوير، كما يمكن إذا تم إهمالها أن تتراجع تلك المهارات أو القدرات بشكل من الأشكال.
فمثلا إذا كنت أول شخص يستعين به الأصدقاء عندما يحتاجون إلى النصيحة ولديك القدرة في الوقت نفسه على التحدث أمام مجموعة ومشاركة الأشخاص أمامك كل أفكارك بسهولة فهنا يمكن الجمع بين المهارات الشخصية وصفات القيادة في شخصيتك.
والمهارات الشخصية يمكن أن تكون مواهب أو قدرات نولد بها أو تلك التي نقوم بتطويرها من خلال التجارب والممارسات التي نمر بها ونختبرها، وسواء المهارات الفطرية أو المتطورة فكلها مهمة في النجاح على المستوى الشخصي والعملي.
أنواع المهارات الشخصية
المهارة عموما هي القدرة على القيام بشيء ما بشكل جيد للغاية أو بإتقان شديد، ويتطلب اكتساب المهارة أو تطوير تلك الموجودة مجهودا مستمرا لزيادة نقاط القوة والتغلب على مكامن الضعف، وتنقسم المهارات الشخصية إلى الناعمة والجامدة:
1. المهارات الشخصية الناعمة:
وهي الأكثر عمومية وهي السمات غير الملموسة والتي تعزز من تفاعلنا مع الآخريت وتكون أقرب إلى سمات شخصية وتحدد العواطف والعادات ووأساليب التواصل والأخلاق الاجتماعية، وهي مهمة أيضا في تطوير الخبرات العملية حيث تزيد من التواصل ليس فقط مع أفراد الأسرة والاصدقاء ولكن أيضا مع العملاء وزملاء العمل والرؤساء.
2. المهارات الشخصية الجامدة:
وهي تكون محددة أكثر وترتبط عادة بمهمة أو نشاط وهي غالبا ترتبط بالوظيفة بشكل مباشر، وتشمل قدرات ومعرفة معينة في مجال محدد والقدرة على التركيز وهي يمكن قياسها وتنميتها بسهولة أكبر من المهارات الناعمة، وهي التي تتدخل أكثر في الحصول على الوظائف.
وكل من المهارات الناعمة والجامدة تكوِّن معا الشخصية السويِّة وكلما كان نصيب الشخص منها أكبر كلما كانت حياته مستقرة أكثر وكلما تمكن من تحقيق النجاح فيها.
أهم المهارات الشخصية لتحقيق النجاح
النجاح ليس فقط في الوظيفة أو الحياة العملية، ولكن النجاح على المستوى الشخصي مهم أيضا، وكل منهم يكمل الآخر بشكل كبير، ومن أهم المهارات الشخصية التي يتسم بها الناجحون في كل مكان:
1. الحدس:
من المهارات الشخصية لدى الناجحين في معظم أنحاء العالم الاعتماد ليس فقط على الحقائق ولكن على الحدس أيضا، وهي تعني القدرة على اتخاذ القرار السليم وفقا لاستقراء مستقبل المقدمات الموجودة بالفعل، لذا يستطيع الشخص الناجح تنظيم نفسه أسرع من الآخرين لأنه مستعد بالفعل لتطور الامور بناءً على حدسه ليتخذ مسارات جديدة ويدخل في مشاريع معينة وينتقي الفرص الأكثر جودة.
2. الوعي بنقاط القوة والضعف:
الوعي الذاتي بالمهارات والقدرات التي لدى الإنسان تشكل القدرة الكبيرة على التقدم في العمل، فوعي الشخص بمهاراته ونقاط قوته ستجعله يحاول تطويرها والتشبث بها، وبالمثل وعيه بنقاط ضعفه ستساعده في التغلب عليها أو على الأقل محاولة تخبئتها حتى لا تؤثر على صورته العامة.
هذا إذا ما فشل في تطويرها هي أيضا، وكلما كان الشخص أكثر وعيا بنفسه نجح أيضا في أن يكون واعيا بقدرات الآخرين وتقديرها أو عدم التأثر بالادعاءات الزائفة للقدرات.
3. التعلم من التجارب السيئة والمضي قدما:
وهي من المهارات الشخصية التي لا يستطيع الجميع القيام بها، لكنها ضرورية للغاية لتحقيق النجاح، فالشخص الذي لديه هذه المهارة لا يتعثر في الماضي وينظر إلى الامام مع الاتعاظ مما حدث في الماضي.
لكن في بعض الاحيان يمكن لتجربة شخصية أو عملية سيئة أن تجعل الإنسان يقف في مكانه دون حراك خوفا من التعرض إلى الفشل أو الصدمة من جديد، لكن ترك التجربة القديمة والتعلم منها وسيلة كبرى لتحقيق المزيد من النجاح في المستقبل.
4. الإبداع:
الانجذاب إلى الأفكار الجدد ومحاولة تنفيذها من المهارات الشخصية المطلوبة لتطوير الحياة العملية بشكل دائم والقيام بالمهام بطريقة مختلفة عن الآخرين والتميز، فالتفكير خارج الصندوق وتجربة الجديد دائما وعدم الخوف منه هي شيء يبحث عنه دائما أصحاب العمل.
5. الانفتاح على التناقضات:
القبول بالاختلاف وحتى التناقض والتعامل معه بحكمة من المهارات الشخصية التي تعزز من القدرة على التواصل والتغلب على أي خلافات أو مشاكل، فأصحاب العقل المنفتح لديهم القدرة على الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة وقبول الأكثر واقعية وتنفيذا وصلاحا منها.
حتى لو كان يختلف مع وجهة نظره هو وذلك يمكنهم في العادة من وضع أفضل الاستراتيجيات المعتمدة ليس فقط على الحقائق أو الحدس ولكن أيضا على وجهات النظر المختلفة.
6. تأدية المهام في وقتها من المهارات الشخصية:
التسويف والتأجيل لا يرتبط أيضا بالنجاح، فالشخص الناجح دائما لديه مهارة إنجاز الأمور في الوقت المحدد واقتناص الفرص التي تتراءى أمامه فورا دون تأجيل، وهذا مفيد للغاية سواء على المستوى الشخصي أو العملي، حيث أن كل فرصة يتم انتهازها تعمل على تطوير العلاقات وتنمية الحياة العملية بشكل أسرع من الذي يتردد في اقتناص الفرد أو الذي يعمل على تأجيل المهام الموكلة إليه.
7. القدرة على التواصل:
القدرة على التواصل الواضح والفعال سواء وجها لوجه أو باستخدام الوسائط المختلفة مثل البريد الإلكتروني والهاتف وأيضا لغة الجسد تحدد مدى تطور الشخص، كما أن أيضا مهارة الاستماع من مهارات التواصل المهمة للغاية في تطوير سيرة مهنية وشخصية ناجحة ومستقرة نظرا للقدرة على اتباع الأوامر والتعليمات وتنفيذها بدقة، وأيض منح تلك الأوامر إلى المرؤوسين بشكل دقيق وواضح.
كما أن القدرة على التواصل تزيد من شبكة المعارف والعلاقات وبالتالي الحصول على المعلومات المطلوبة بشكل أسرع من غيرك، فكلما زادت مصادر المعلومة كلما كان وصولها إليك أسرع وبالتالي الوصول إلى قرار بشأنها قبل الجميع.
8. الصدق:
يعتبر الكثيرون الصدق من السمات الشخصية وليس من المهارات، ولكن هي أيضا يمكن اكتسابها وتطويرها من خلال استشراف أثر الصدق على الحياة المهنية والشخصية، فالشخص الصادق يرى أن الكذب لن يفيده في المستقبل وستكون نتائجه دائما قصيرة.
لذا إذا لم تعينك التعاليم الدينية على اتباع الصدق في الحياة، فيجب أن تقنعك المفاهيم العلمية بأن الشخص الصادق هو فقط الأهل للثقة والنجاح، وأن الكذب لا يطول أمده وبمجرد أن ينكشف لم يمكن مطلقا استعادة الثقة.
هذا يشمل أيضا عدم التغطية على الأخطاء، فإذا ارتكبت خطأ في العمل أو في غير العمل يجب الاعتراف به فورا وعدم التغطية عليه حتى لو كان هذا سيؤدي إلى خسارة العمل، فيمكن لهذا أن يفتح أبواب أخرى من العمل والتعلم من التجارب والاخطاء.
10. الكفاءة التقنية:
وهي القدرة على تطوير المهارات العملية للترشح للوظائف الأعلى في المجتمع، فعندما يتم الإعلان عن وظيفة ما يجب أن يكون الشخص مستعدا لها من قبل من خلال تعلم التقينات التي تساعد في تأدية هذه الوظيفة، فالقدرة على التعلم بوسائل مختلفة من المهارات الشخصية المطلوبة للغاية في تطوير حياة الإنسان والانتقال بها إلى مراحل أعلى وأكثر تقدما.
11. حل المشكلات من المهارات الشخصية:
القدرة على حل المشكلات من أكثر المهارات الشخصية التي تتداخل بين الناعمة والجامدة، فهي مهمة في الحياة الشخصية والعملية على حد سواء وبينها وبين النجاح علاقة وطيدة، وهي تعني رؤية البدائل دائما للخروج من المأزق وعدم الاستسلام السريع أمام أي مشكلة.
بل الإصرار على حلها والتغلب عليها بكل الوسائل الممكنة سواء التقليدية أو المبتكرة من خلال التفكير خارج الصندوق واستخدام كل الوقائع والحقائق للخروج بسلام من أي مأزق يواجه العمل دون ترك الأمور تتفاقم عن الحد الذي يصعب تجاوزه بعد ذلك.
12. الولاء:
الولاء يعني الارتباط الشديد بشخص أو بجهة ما، ولا يحب الأشخاص أو رؤساء العمل التعامل مع شخص لا يثقون في ولائه بشكل كبير لهم أو اهتمامه بمصلحتهم وأيضا تغليب مصلحته الشخصية عليهم، فإذا كنت في جهة عمل فإنك يمكن أن تتخلى عن الكثير من الأمور الشخصية التي تحبها لتكون مواليا ومنفذا لقرارات العمل.
بالمثل في الحياة الشخصية يمكن أن تتخلى عن عادات أو أسلوب حياة لمجرد ولاءك لعائلتك أو أصدقاءك، وهذا ليس من سمات ضعف الشخصية، ولكن كلما زاد ولاءك لشخص أو جهة سيظهر ذلك في قدرتك على تطوير تلك العلاقة لأنك جزء مهم منها وليس مجرد موظف تسعى للراتب في نهاية الشهر بل أنت جزء من المؤسسة ترغب لها في النجاح لتتطور معها.
13. التفاؤل والمرح:
الشخص الكئيب يرى المشاكل في كل شيء أمامه ولا يستطيع أن يقدم أي حلول بل فقط يرى نفسه والآخرين عاجزين عن الوصول إلى أي قرار، لكن التفاؤل والمرح يساعد في التغلب على العقبات ليس من خلال التقليل من شأنها، ولكن بالبحث عن الوجه المشرق وتطويره واتخاذ دافع منه للمزيد من التطوير والتحسن.
هذه المهارة لا يتمتع بها الكثيرون، وحتى إن تمتعوا بها لبعض الوقت فيصعب عليهم الحفاظ عليها في كل الأوقات، لذا يمكن لتنمية الجانب الروحاني ان يزيد من القدرة على التفاؤل ورؤية الجانب المشرق من الحياة.
فمن المعروف أننا عندما نشعر بالتفاؤل تزيد القدرة على التغلب على المشكلات، فالتفاؤل لا يعني ترك المشاكل ليتم حلها من تلقاء نفسها، ولكنه يعني الثقة في أن الجهود المبذولة للحل ستأتي بثمارها وتنقشع الغمة.
14. الاستقلال:
بعض أصحاب العمل يُفضلون الشخص المطيع الذي ينفذ الأوامر حرفيا، ولكن الشخص المستقل الذي يأخذ الأوامر ويطرح الأسئلة ويكتشف ما عجز الآخرين عنه هو الذي يحصد النجاح في الكثير من مجالات العمل، وبالطبع الاستقلال له حدود بحيث لا يؤثر في سير العمل خصوصا إذا لم تكن لديك الصورة الكاملة والحقائق المتعلقة بأمور العمل.
15. القدرة على التعلم مدى الحياة:
وهي من المهارات الشخصية التي ينبغي على كل إنسان تطويرها وعدم اليأس منها، فكل مجالات الحياة العملية والشخصية في تطور مستمر، وتتطلب التعلم المستمر سواء في الأمور التكنولوجية أو السمات الشخصية أو غيرها.
فهذا يزيد من مختلف المهارات ويرفع القدرة على حل المشكلات وبالتالي تحقيق المزيد من النجاح، فالإنسان لا يفقد القدرة على التعلم أبدا حتى آخر يوم من عمره، لكنها مهارة تتطلب التطوير.
وفي النهاية فإن المهارات الشخصية السابقة يمكن أن يساعد نصفها فقط في الحصول على حياة اجتماعية وعملية ناجحة للغاية، مع الاهتمام بقدر أدنى من كل مهارة تم ذكرها، أي أن تطوير 3 أو 4 مهارات لإتقانهم بشكل كامل.
تكون في منتصف 3 أو 4 مهارات أخرى، مع وجود قدر أدنى من 3 أو 4 آخرين سيؤهلك تماما للنجاح، أما إذا كنت تريد التفوق والتميز المستمر، فيجب عليك بذل المزيد من الجهود لتطوير المهارات الشخصية السابقة كلها أو معظمها لتكون متفوقا فيها كلها.
صفات الشخصية – الحياة الاجتماعية.
المراجع:
دعاء رمزي
الكاتبة دعاء رمزي حاصلة بكالوريوس إعلام قسم صحافة من جامعة القاهرة عام 2004, عملت في موقع بص وطل الإلكتروني ابتداء من عام 2005 إلى عام 2013 كمسؤولة رئيسية عن الباب الاجتماعي والعلاقات الزوجية، والرد على مشاكل القراء وترجمة مواضيع اجتماعية وطبيّة متخصصة ومحررة في أبواب السياسة والفن والأدب والتكنولوجيا.
كما وعملت مترجمة لمدة عام في مكتب نشر متخصص في الترجمة داخل جمهورية مصر العربية موحررة ومترجمة أخبار متنوعة بالمراسلة في موقع أكشنها السعودي من ينايرعام 2014 إلى أبريل 2015
وأضاف الى خبراتها العمل كمحررة ومترجمة بالمراسلة في موقع ياللابوك وفي موقع اليوم العربي من أكتوبر 2017 حتى ديسمبر 2017 ومحررة ديسك مركزي بالمراسلة في موقع "العرب اليوم" من أبريل 2015 وحتى فبراير 2018.
الآن تتفرغ دعاء رمزي بالعمل مع موقع موثّق لإنتاج المحتوى المعرفي المعمّق كمحترفة في مجال الترجمة الطبية والإجتماعية.




