هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا

ان التهاب السحايا هو عبارة عن مرض يصيب الطبقات التي تحمي الدماغ وهو مشكلة مرضية قد تسبب اعراض شديدة للمريض ويحتاج الى فترة نقاهة طويلة الأمد، ما يجعل الكثير من الناس يتسائلون هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا بشكل كامل وعودة المريض لممارسة حياته بشكل طبيعي؟

 

ويمكن ان يحدث التهاب السحايا بسبب عدوى ميكروبية مثل الاصابة بانواع من البكتريا او الفيروسات او الفطريات أو قد يحدث بسبب التعرض لبعض الكيماويات الضارة أو بسبب الحساسية ضد بعض الأدوية أو بسبب وجود أورام دماغية.

 

بعض انواع البكتريا التي تتسبب في حدوث التهاب السحايا تعيش في الجهاز التنفسي العلوي، ولبعض الاسباب قد تتمكن هذه البكتريا من الوصول الى الدورة الدموية وتسير مع تيار الدم لتصل الى الطبقات التي تحمي المخ محدثة التهاب السحايا.

 

ولأن الدماغ محميا بعلبة عظمية قوية وهي الجمجمة فإن حدوث التهاب وتورم به يجعل التورم مضطرا الى أخذ منحى مختلف عن غيره من الانسجة، ويتجه التورم الى الاماكن التي يمكنها ان تتسع له ولذلك يضغط التورم الحادث نتيجة الالتهاب على جذع المخ وهو الجزء الذي يتحكم في بعض العمليات الحيوية الهامة مثل التنفس ونبضات القلب.

 

وفي هذه الحالة فإن ترك المرض وعدم معالجته بشكل كامل يمكن ان يؤثر بشكل مميت على العمليات الحيوية، وهو ما سجلته التجارب العديدة لأشخاص توفوا بسبب اصابتهم بالمرض.

 

وهو ايضا ما يجعل المرضى وعائلتهم يتسائلون هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا ؟ وعموما فإن مرض التهاب السحايا يحتاج الى تدخل طبي فوري والى علاج المرض وحتى التأكد من شفاء المريض بصورة كاملة والاهتمام بالمريض خلال فترة النقاهة ومتابعة اي تغيرات تطرأ عليه.

 

اعراض التهاب السحايا

 

• حمى

• صداع متزايد

• اعراض تشبه اعراض الانفلونزا

• غثيان

• قيء

• تصلب عضلات الرقبة

• في بعض الاحيان قد تظهر بقع على الجلد ينفسجية او حمراء

 

هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا بشكل كامل

بعد تلقي مريض التهاب السحايا عناية طبية مكثفة قد يستمر في الشعور ببعض الأعراض المزعجة وفي بعض الحالات يمكن لفترة النقاهة ان تمتد الى اسابيع او شهور او حتى عام كامل قبل ان يسترد المريض عافيته بشكل كامل.

 

ويمكن للمرضى صغار السن ان تتحسن حالتهم ويبرأون بشكل كامل من المرض بينما قد لا يكون كبار السن لديهم نفس القدرة الكبيرة على الشفاء من المرض وقد يحدث لديهم بعض التلفيات الدائمة.

 

وفي حالتي التهاب السحايا البكتيري والتهاب السحايا الفيروسي يعاني المريض من الصداع الشديد والارهاق وصعوبات في التذكر والتعلم والتركيز وقد لا يتمكن المريض من التعامل مع الضغوط العصبية او التعامل مع عدد كبير من الناس ويمكن ان يصاب بالتهيج والعصبية من اقل المؤثرات.

 

وقد يتسبب التهاب السحايا البكتيري في اصابة المريض بنوبات صرعية أو فقدان السمع او الحساسية الشديدة للضوء وللاصوات العالية، وهو ما يجيب على السؤال المطروح هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا ؟

 

حيث ان الكثير من الحالات وخاصة التهاب السحايا الفيروسي قد تشفى بشكل كامل دون ان تخلف وراءها اي مشكلات صحية وخاصة اذا اصاب المرض صغار السن، بينما قد تتسبب انواع اخرى من المرض في اعراض دائمة او تلف دائم غير قابل للعلاج.

 

عند الاصابة بالتهاب السحايا الناتج عن نوع معين من البكتريا هو بكتريا (نيموكوكال) قد يصاب المريض بحالة غير قابلة للعلاج من التراجع في القدرات العقلية والجسدية وقد يصاب المريض ايضا في هذه الحالة ببعض الاعراض الاخرى التي لا تشفى ومن ضمنها صعوبات التذكر والارهاق والصداع والدوار وصعوبات التركيز.

 

الاعراض التي قد تستمر بعد شفاء التهاب السحايا الفيروسي

 

• الصداع

• الدوار

• ارهاق شديد

• صعوبات في التذكر

• صعوبات في الحفاظ على التوازن

• صعوبات في التركيز وفي التعلم

• تغيرات مزاجية وشخصية

• اكتئاب

• انخفاض في الوزن

• حساسية تجاه الضوء

• صعوبات في التكيف مع الاجواء الباردة والساخنة.

 

المشكلات الصحية التي قد تستمر بعد شفاء التهاب السحايا البكتيري

 

• فقدان السمع

• صداع

• ارهاق

• صعوبات في التركيز

• صعوبات في التعلم

• تغيرات في الابصار

• صرع

• صعوبات في التذكر

• خلل في التناسق الحركي

• دوخة

• صعوبات في حفظ الاتزان

• اكتئاب

• تغيرات سلوكية حيث يصبح الانسان اما هادئ للغاية او نشط للغاية

• تغيرات مزاجية مفاجئة

• نوبات هلع

• سلوك عنيف

 

العودة الى المنزل

ان عودة المريض بالتهاب السحايا الى المنزل بعد علاجه من المرض بواسطة المختصين قد يكون امرا مخيفا بالنسبة للأهل حيث يكون لدى هؤلاء العديد من التساؤلات حول فترة النقاهة وما هي افضل وسيلة يمكنهم بها مساعدة المريض على الشفاء و هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا بصورة كاملة أو هل يمكن ان يكون المرض معديا خلال تلك الفترة؟ والعديد من التساؤلات الأخرى.

 

وعموما فإن أغلب الناس يمكنهم ان يشفوا بشكل جيد بعد اصابتهم بالتهاب السحايا، ولكنهم قد يواجهوا بعض الصعوبات عندما يحاولون العودة الى نشاطاتهم اليومية الطبيعية ويعاني بعض المرضى خلال فترة النقاهة من الصداع والتعب ومتاعب الذاكرة وتغيرات في الشخصية واكتئاب وكلها مشكلات قد تكون مخفية وقت العودة من المستشفى ولكنها تبدأ في الظهور مع الوقت.

 

وعلى الرغم من ان الكثير من المرضى الذين تم علاجهم من التهاب السحايا قد يكون مظهرهم طبيعيا ونشطا ويبدو عليهم الصحة والعافية الا ان على الأسرة والأصدقاء توقع اصابتهم ببعض المشكلات الصحية فيما بعض، وعليهم مساندة المريض ومساعدته على تجاوز هذه المشكلات.

 

العودة الى العمل

بالنسبة للبالغين الذين يعودون الى العمل بعد ان يتم علاج التهاب السحايا فإن اغلبهم سيجدون تراجعا في قدرتهم على العمل وقد يحتاج الأمر الى بعض الوقت قبل ان تعود اليهم قدرتهم السابقة على ممارسة اعمالهم وعلى اصحاب العمل والمديرين تقدير ذلك والتوقف عن سؤالهم هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا وممارسة المريض لعمله بكفاءة؟ واعطائهم الوقت الكافي للتأقلم والعودة الى العمل.

 

العودة الى المدرسة

بالنسبة للأطفال فإن العودة الى صفوف الدراسة قد تكون بمثابة تحديا كبيرا وبعض الاطفال يعانون عند العودة الى صفوف الدراسة بعد العلاج من التهاب السحايا وخاصة وان عليهم دراسة ما فاتهم من دروس ومتابعة الدروس الجديدة مع زملاء الدراسة، وهم مازالوا في مرحلة النقاهة ويعانون من صعوبات في التركيز والتذكر والتعلم والصداع الشديد.

 

وقد يتعرض الاطفال لبعض المضاعفات والتعقيدات الناتجة عن الاصابة بالمرض وعلى الأهل في هذه الحالة المتابعة مع الطبيب المختص وعرض أي تغيرات تطرأ على الطفل على الطبيب لمعرفة هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا بشكل كامل في حالته او انه قد اصيب ببعض المضاعفات ويحتاج الى نوع خاص من الرعاية والعناية.

 

ما الذي عليك عمله؟

عليك ان تتذكر ان الشفاء من التهاب السحايا يتطلب فترة نقاهة طويلة في بعض الحالات وأن المربض قد يمر بأيام جيدة حيث يتصرف فيها بشكل طبيعي ويعود الى ما كان عليه قبل المرض، وقد يمر بأيام اخرى يحتاج فيها الى المساندة والدعم وان مريض الالتهاب السحائي يحتاج من المحيطين به الى الكثير من الصبر والتفهم والمساندة وحتى يمكنه تجاوز تأثيرات المرض.

 

بعض الاعراض التي تظهر في فترة النقاهة قد تكون مخادعة وغير ملحوظة مثل الصداع والتعب والتغيرات المزاجية وصعوبات التذكر وكلها امور قد يمر بها اي شخص في وقت ما من اوقات حياته بدون مرض، ولذلك فمن المهم ان يكون المحيطون بالمريض مدركين لحالته ومتابعين للتغيرات التي يمكن ان تطرأ عليه لدعمه عند الحاجة.

 

المتابعة

قد يشعر المريض بالقلق عند العودة الى المنزل وترك المستشفى والابتعاد عن المتخصصين في الرعاية الطبية وعلى المحيطين بالمريض اخذ خطة علاجية من طبيبه قبل عودته لمعرفة الأدوية التي عليهم اعطائها له وكيفية رعاية المريض بالصورة الصحيحة ومعرفة المضاعفات التي قد يكون تعرض لها بسبب المرض بالتفصيل و هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا بشكل كامل في حالته.

 

ومن المهم ان يقوم المريض بعمل بعض الفحوصات قبل عودته الى المنزل لمعرفة تأثيرات المرض عليه، مثل عمل اختبار للسمع ويمكن اجراء اختبار السمع خلال اربعة اسابيع من خروج المريض من المستشفى بعد علاج التهاب السحايا.

 

يجب على المريض زيارة الطبيب للمتابعة بعد مرور اربعة الى ستة اسابيع من خروجه من المستشفى للتعرف على تأثيرات المرض عليه وما اذا كانت فترة النقاهة تسير كما يجب.

 

النقاهة من التهاب السحايا

ان الاجابة على السؤال المطروح هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا تعتمد على الكثير من العوامل ومن ضمنها فترة النقاهة فأي مرض خطير مثل التهاب السحايا يحتاج الى دعم جسدي ونفسي للمريض خلال فترة النقاهة وبسبب المضاعفات المحتملة لالتهاب السحايا يمكن ان يكون الوضع اكثر صعوبة على المحيطين بالمريض.

 

ويجب على الاسرة في هذه الحالة معرفة كيفية التعامل مع الاعراض الجسدية وكذلك الاعراض النفسية التي قد تظهر على المريض خلال فترة النقاهة ومعرفة كيفية التعامل مع هذه الاعراض بشكل علمي وسليم للتعجيل من شفاء المريض وتقليل الخسائر النتجة عن المرض لأقصى درجة.

 

الوقاية من الالتهاب السحائي

ينتقل الالتهاب السحائي عادة بسبب بعض انواع البكتريا او الفيروسات، ويكون التهاب السحايا الفيروسي اقل خطورة من النوع البكتيري والنوع البكتيري يمكنه ان يتسبب في فقدان السمع وتلف بالدماغ وبعض الاعاقات الاخرى وفي بعض الحالات قد يسبب الموت وتنتقل العدوى عن طريق التقبيل ومشاركة الملابس ومخالطة المريض، وفيما يلي وسائل الوقاية من التهاب السحايا:

 

1. التطعيم:

ان افضل سبل الوقاية من المرض هي نيل التطعيم ضد المرض وعادة ما يعطى هذا التطعيم في سن 11 – 12 سنة تقريبا ثم تعطى جرعة منشطة في عمر 16 – 18 سنة.

 

2. لا تشارك اي شخص الاشياء الشخصية:

يمكن ان ينتقل المرض من المريض الى السليم عند التعرض للعاب المصاب او البلغم او المخاط وهي اشياء يمكن ان تنتقل بالتقبيل، ويمكن التقليل من تناقل المرض عبر عدم مشاركة الاخرين اشيائك الشخصية.

 

3. ابتعد عن المرضى:

حاول الابتعاد عن الاشخاص الذين يسعلون او يعطسون وابقي بينك وبينهم مسافة أمنة، وأحرص على تهوية المكان ويمكن للبكتريا والفيروسات ان تنتشر عن طريق العطس او السعال وعادة ما يكون مرض التهاب السحايا في مراحله الاولية مشبها في اعراضه للعديد من المشكلات الصحية الاخرى مثل الانفلونزا.

 

وخلال الفترة الاولى من ظهور الاعراض يمكن للمريض ان ينقل المرض الى المحيطين به وقبل ان يعرف انه مصابا بالمرض ولذلك فمن المهم معرفة سبل الوقاية من المرض بدلا من التساؤل هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا واعراضه.

 

المراجع:

1. Brain Injury: Meningitis
2. Meningitis Now: Recovering from meningitis and septicaemia
3. Web MD: How to Help Your Teen Recover From Meningitis
4. Everyday Health: 6 Ways to Prevent Meningitis