نقص فيتامين د وتساقط الشعر

العلاقة بين نقص فيتامين د وتساقط الشعر وكيفية الوقاية منه

هناك علاقة مؤكدة بين نقص فيتامين د وتساقط الشعر، حيث أن فيتامين د يعتبر من العناصر الغذائية المهمة والأساسية التي تلعب دورا حيويا في الحفاظ على كل وظائف الجسم، ونقص فيتامين د يمكن أن يتسبب في الكثير من المشاكل والتي من بينها تساقط الشعر، وهنا سنعرف إذا كان هناك علاقة بين فيتامين د ونمو الشعر، وهل نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى فقدان وخسارة الشعر، وهل الأمر قابل للعلاج أم لا؟

 

هل هناك علاقة بين نقص فيتامين د وتساقط الشعر

أثبت الكثير من الخبراء وجود علاقة قوية بين نقص فيتامين د وتساقط الشعر، وهذا بسبب:

 

1. تحفيز نمو بصيلات الشعر من مهام فيتامين د:

يؤكد الخبراء أن فيتامين د من الفيتامينات المسؤولة عن تحفيز نمو بصيلات الشعر على النمو وإخراج الشعر، وبالتالي نقصه في الجسم يؤدي إلى خلل ملحوظ في وظيفة البصيلات فإما تُخرج عدد قليل جدا من الشعيرات أو لا تخرجها على الإطلاق.

 

حيث أن الإنسان يفقد بشكل طبيعي وإذا كان في كامل صحته نحو 100 شعرة يوميا، وإذا لم تستطع البصيلات تعويض الشعر المفقود يوميا فإن الشعر يُصبح أقل كثافة بالتدريج ويمكن أن يتعرض الإنسان إلى فقدان الشعر أو الصلع عند الرجال خصوصا.

 

كما أن عدد البصيلات نفسها في الشعر تتأثر أيضا بالنقص في فيتامين د وليس فقط وظيفتها، حيث أنه يساعد على نمو البصيلة نفسها وهي عبارة عن المسام الصغيرة التي يخرج منها الشعر الجديد.

 

إذا كانت قوية وصحية أخرجت عددا أكبر من الشعر الصحي المقاوم لعوامل التلف والإجهاد المختلفة، أما إذا لم تكن قوية ومليئة بالمغذيات فإنها يمكن أن تخرج شعيرات أقل كثافة وأكثر ضعفا وتتعرض إلى التلف بسهولة.

 

2. نقص فيتامين د وداء الثعلبة:

بيّنت الكثير من التجارب أن نقص فيتامين د يمكن أن يكون له علاقة بالإصابة بداء الثعلبة، وهو عبارة عن ظهور بقع خالية من الشعر في فروة الرأس، ويتطلب الأمر الكثير من العلاجات للتخلص منها بما فيها فيتامين د، ويعتبر داء الثعلبة أيضا حالة من أمراض المناعة الذاتية حيث يتم فقدان الشعر قبل اكتمال نموه بالفعل.

 

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا إلى الإصابة بداء الثعلية كانت مستويات فيتامين د لديهم أقل بكثير مقارنة بالأشخاص الذين لم يتعرضوا إلى هذا الداء، كما يمكن لفيتامين د أن يلعب دورا أيضا في تساقط الشعر لدى الأشخاص الذين لا يعانون من داء الثعلبة وخصوصا لدى النساء.

(مقال متعلّق)  فوائد فيتامين د للشعر وكيفية الحصول عليه

 

3. الحالة النفسية ونقص فيتامين د:

والعلاقة بين نقص فيتامين د وتساقط الشعر لا تقتصر فقط على دوره الوظيفي والحيوي في نمو البصيلات، حيث أن تناقص فيتامين د يؤثر بشدة على الحالة النفسية والمزاجية للأشخاص، وقد ثبت أن هناك علاقة بين الاكتئاب الذي نعاني منه في الشتاء ونقص فيتامين د الذي ينتج بسبب غياب الشمس.

 

لذا على الشخص تعويض نقص فيتامين د من الشمس بالمزيد من الأغذية التي تحتوي على هذا الفيتامين، لتحسين الحالة النفسية والمزاجية ووظائف الجسم عموما وتجنب تساقط الشعر.

 

حيث من المعروف أن الحالة النفسية والمزاجية تؤثر فورا على نمو الشعر، وكلما كان الشخص يعاني من الاكتئاب أو القلق أو حالة نفسية ظهر ذلك على شعره فورا، إما بالتساقط أو البهتان أو فقدان اللون أو حتى الشيب المبكر، وهي كلها ترتبط في جزء كبير منها بالحالة النفسية والمزاجية.

 

أسباب نقص فيتامين د وتساقط الشعر

يمكن للكثير من العوامل أن تؤدي إلى نقص فيتامين د ومن ثم الإصابة بتساقط الشعر مع الكثير من الأعراض الأخرى مثل هشاشة العظام والتعرض إلى الكسور ووهن العضلات والتعب والإرهاق المستمر، والعقم أيضا وغيرها، ومن أسباب نقص فيتامين د وتساقط الشعر:

 

1. انخفاض معدل التعرض إلى الشمس:

يمكن للتعرض الكثيف إلى الشمس أن يضر بالشعر ويُتلف مادة الكولاجين التي تساهم في نموه وحيويته، ولكن هذا يحدث إذا حدث التعرض المكثف في ساعات الذروة، لكن المكوث في أشعة الشمس الصباحية من 30-45 دقيقة يوميا، يساعد الجسم على امتصاص كمية مهمة من فيتامين د التي يستفيد منها الجسم في تأدية وظائفه المختلفة بكفاءة ومنها دعم نمو بصيلات الشعر بكثافة.

 

2. الاضطرابات الهضمية:

اضطراب الهضم ووجود مشاكل في المعدة يؤثر مباشرة على نقص فيتامين د وتساقط الشعر، حيث أن مرض الاضطرابات الهضمية ومرض كرون وغيرها من أمراض تؤثر مباشرة على قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د من الطعام، وإن كان يبقى قادرا في الغالب على امتصاصه من الشمس.

 

كما أن أمراض المعدة والهضم نفسها تؤثر أيضا على الشعر وقوته وحيويته، حيث أنها تعيق امتصاص المغذيات الأخرى من الطعام وتمنع وصول الفيتامينات والمعادن إلى الأطراف وفروة الرأس مما يزيد من مشاكل الشعر، أي أن وجود حالة صحية في المعدة يؤثر على الشعر بطريقتين، إما بالتسبب في نقص فيتامين د أو بالتسبب في نقص مغذيات أخرى مهمة لنمو الشعر.

 

3. بعض الأدوية:

هناك بعض الادوية التي تتسبب في تكسير فيتامين د قبل أن يتمكن الجسم من الاستفادة منه، وهي مثل الأدوية المضادة للفطريات، والأدوية السكرية، والأدوية التي تقلل من اعراض الايدز أو فيروس نقص المناعة البشرية، ومضادات الاختلاج.

(مقال متعلّق)  علاج نقص فيتامين د

 

فإذا شعر الشخص بتناقص في كثافة شعرة وزيادة عدد الشعيرات التي تتساقط منه عند كل تسريح أو استحمام أو حتى بدون هذا أو ذاك فلابد من التحدث مع الطبيب لمعرفة بدائل العلاج الأخرى أو إمكان الحصول على مكملات فيتامين د.

 

علاج نقص فيتامين د وتساقط الشعر

يمكن لعلاج نقص فيتامين د أن يؤدي بالتدريج غلى تحسن نمو الشعر ووقف تساقطه، كما سيتطلب الأمر أيضا بعض الزيوت والعناصر المغذية الأخرى للعناية بالشعر، ومن طرق علاج نقص فيتامين د وتساقط الشعر:

 

1. المكملات الغذائية:

توصي جمعية الغدد الصماء بأن الأشخاص البالغين الذين يتراوح عمرهم بين 19-55 سنة عليهم تناول 600 وحدة دولية يوميا من فيتامين د لتجنب تناقصه في الجسم، والأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 55 سنة يحتاجون إلى 800 وحدة دولية، أما الأطفال فيحتاجون إلى 400-600 وحدة دولية.

 

2. تناول الأطعمة الغنية بالدهون الصحية:

هناك أطعمة غنية بالدهون الصحية التي تزيد من كثافة الشعر سواء لوجود نسبة فيتامين د مرتفعة فيها أو غيره من فيتامينات ومعادن تحسن من وظائف الجسم عموما وتساعد على تقوية وكثافة الشعر وسرعة نموه ومقاومته لعوامل التلف والاجهاد.

 

من هذه الأغذية كل من الأفوكادو والبيض وبذور الشيا وبعض أنواع الأسماك مثل السلمون والسردين والماكريل، وأيضا الجوز والجبن، وزيوت كبد الأسماك، وبعض أنواع الحبوب والحليب وأيضا عصير البرتقال، ويجب على الأشخاص النباتيين الحذر، إذ أن نظام التغذية النباتي يمكن ألا يدعم الجسم بما يحتاجه من فيتامين د، لذا سيكون عليهم تناول بعض المكملات الغذائية.

 

3. التعرض اليومي إلى الشمس:

أصبح التعرض إلى الشمس قليلا للغاية في هذه الأيام خصوصا مع عدم وجود الوقت للنزهات أو التمشية في الشمس خصوصا وقت الصباح الباكر أو قبل الغروب، حيث نسبة فيتامين د مرتفعة، وفي المقابل يقل تأثير الأشعة الضارة.

 

لكن النزهة القصيرة يوميا لمدة 15 دقيقة في الشمس يمكن أن تقي من نقص فيتامين د، وإذا لم تستطع السير في الشمس لفترة طوية فيمكن فتح النافذة في المنزل والبقاء إلى جوارها لمدة نصف ساعة في ضوء الشمس.

 

4. علاج الأمراض التي تسبب عدم امتصاص فيتامين د:

ومن البديهي أن تناول الأغذية والمكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د لن يؤدي إلى الأثر المطلوب في علاج تساقط الشعر وزيادة كثافته دون علاج الحالة الصحية التي أدت إلى هذا التناقص، فسواء كان الفرد يعاني من اضطراب المناعة الذاتية أو من الاضطرابات الهضمية أو مرض كرون أو غيرها فلابد من محاولة علاج هذه الاضطرابات في البداية والتغلب على آثارها السلبية على الجسم كله والشعر.

 

كيفية الوقاية من تساقط الشعر

يمكن أن يأخذ الشعر وقتا قبل أن يستعيد عافيته سواء بعد علاج الحالات الصحية التي تؤثر على امتصاص المغذيات وفيتامين د، أو حتى بعض تناول نسبة يومية كافية من فيتامين د.

(مقال متعلّق)  علاج تساقط الشعر بالطرق المنزلية

 

حيث أن الأطراف وفروة الرأس من المناطق التي يمكن أن تعاني من نقص وصول الدم بكفاءة، فيذهب إلى القلب والكلى والرئة وبقية أعضاء الجسم بشكل أسهل، مما قد يؤخر نتائج العلاج إلى حد كبير، ولكن يمكن اتخاذ بعض الاجراءات الوقائية لمنع زيادة سقوط الشعر الناتج عن نقص فيتامين د ومنها:

 

  • تصفيف الشعر ببطء وروية دون جذبه بشدة بالفرشاة.

  • تجنب بعض أنواع تصفيفات الشعر التي تشده مثل تسريحة ذيل الحصان وغيرها مع ترك فرصة للشعر للتنفس.

  • استخدام غسول طبيعي للشعر ويُفضل تلك المخصصة للأطفال حيث تكون خالية من أي مواد كيميائية 

  • إذا كان الشعر طويلا فمن الأفضل تصفيفه على شكل جدييلة فضفاضة وواسعة دون شدُّه أو جذبه بطريقة قاسية

 

وعموما إذا لم يعاني الشخص من أي حالة صحية أدت إلى هذا نقص فيتامين د وتساقط الشعر، وكان الأمر فقط نتيجة حالة نفسية طارئة أو نظام غذائي سيء أو الاعتماد على المصادر النباتية فقط للحصول على فيتامين د، فإن الأمر يمكن أن يستغرق من شهرين إلى أربعة أشهر لبدء استعادة الشعر لنموه الطبيعي من جديد.

 

حيث كما ذكرنا من الطبيعي للغاية أن يسقط الشعر بمعدل 100 شعرة في اليوم، أما إذا زاد الامر إلى 200 شعرة أو أكثر فهنا يكمن الخطر الحقيقي، لذا لابد عند البدأ في علاج نقص فيتامين د يجب محاولة معاملة الشعر بلطف ومن الافضل تقصيره قليلا أو قصّ الأطراف حتى لا يستهلك الشعر الطويل الكثير من المغذيات.

 

ومع أهمية فيتامين د لدعم نمو الشعر ومنع تساقطه إلا أن المبالغة في تناوله يمكن أن تتسبب في حالة من الإعياء والغثيان مع ألم في المعدة خصوصا لبعض الأشخاص ممن يعانون من بعض الاضطرابات المعوية، حيث أن بعض المكملات الغذائية تمنح 200% من النسبة اليومية من فيتامين د.

 

فإذا تناولها الشخص يوميا مع أنواع أخرى من الفيتامين يمكن أن تؤدي إلى نتائج سلبية، لذا لابد من استشارة الطبيب قبل تناول المكملات لمعرفة مدى وجود نقص من عدمه في نسبة فيتامين د في الجسم وعلى هذا الأساس يتم تحديد المكمل الغذائي الضروري.

 

المراجع:

  1. Medical News Today: Can a vitamin D deficiency cause hair loss
  2. Health Line: Vitamin D Deficiency and Hair Loss
  3. Livestrong: Low Vitamin D & Hair Loss