نفسية الحامل في الشهر السابع
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
على غرار عداء ماراثون اقترب للتو من نهاية سباقه الشاق، تخوض النساء الحوامل سباقهن الخاص في تلك الفترة المهمة من حياتهن، وهي الفترة التي تمتلئ بالكثير من الصعوبات النفسية والجسدية على السواء.
على نحو خاص يمتلئ الثلث الأخير من فترة الحمل بالكثير من الضغط النفسي مع اقتراب موعد الولادة، ولهذا فإن التركيز على نفسية الحامل في الشهر السابع مهم للغاية نظرا للتقلبات والآلام التي يمكن أن تشهدها تلك الفترة.
التغيرات النفسية للحامل في الشهر السابع
تتأثر نفسية الحامل في الشهر السابع بالكثير من العوامل الجسدية التي تتطور في هذه المرحلة الحساسة من أشهر الحمل ليكون التركيز فيها بشكل كبير على الاستعدادات الخاصة بالتحضير للولادة جسديا ونفسيا، فهذا التوقيت يمكن القول بأنه وقت الترقب والقلق بشأن المخاض والولادة، ومن أبرز التغيرات التي تظهر على نفسية الحامل في الشهر السابع والثلث الأخير من الحمل عموما ما يلي:
1. تقلب المزاج
في العادة تظهر على نفسية الحامل تغيرات عاطفية متعددة ويصبح تقلب المزاج السمة الأبرز للنساء في تلك الفترة خاصة مع تجدد الآلام الجسدية مثل آلام الظهر والحوض ومشكلات النوم، وهو الأمر الذي تصبح معه مشاعر النساء الحوامل متناقضة.
من أهم أسباب تقلب مزاج النساء الحوامل في الثلث الاخير من الحمل الضغوط العصبية والإرهاق النفسي والمخاوف المتعلقة برعاية الطفل في فترة ما بعد الولادة والتفكير في المسؤوليات الجديدة والمتزايدة التي ستتولاها لاحقا.
الإجهاد البدني يعتبر من الأمور التي تؤثر كثيرا على نفسية الحامل في الشهر السابع ويساهم بشكل كبير في التقلبات المزاجية التي تظهر عليهن في تلك الفترة.
تعتبر التغيرات الهرمونية من مسببات التقلبات المزاجية للحوامل في الشهر السابع والثلث الأخير من الحمل بشكل عام، ذلك أن التغيرات التي تحدث في مستويات هرموني الاستروجين والبروجسترون لدى الحوامل تؤثر على مستويات الناقلات العصبية في دماغهن، وتعتبر الناقلات العصبية موادا كيميائية طبيعية في الدماغ تساهم في تنظيم المزاج.
يحدث تقلب المزاج غالبا لدى الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى ما بين 6 إلى 10 أسابيع تقريبا، ثم تعود التقلبات لتظهر من جديد في الثلث الثالث من الحمل عندما يقترب موعد الولادة.
تقلبات المزاج في الشهر السابع وتقلبات المزاج عموما خلال الحمل هي تقلبات مؤقتة وليست دائمة، لذلك يجب الانتباه إلى أنه في حالة استمرار تغير المزاج وتغير حدته لأكثر من أسبوعين دون تحسن، يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم الإصابة بالاكتئاب أو القلق الشديد وبعض الطرق المفيدة لإدارة تقلبات المزاج لدى الحوامل:
-
الحصول على فترة نوم كافية.
-
أخذ فترة استراحة خلال النهار للاسترخاء.
-
الأكل جيدا.
-
أخذ قيلولة في وسط اليوم.
-
ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة خاصة المشي بانتظام.
-
تدليك الجسم إن أمكن.
-
ممارسة بعض الأنشطة اليومية مع الأسرة.
2. الأحلام السيئة (الكوابيس)
مع تزايد المخاوف والضغوط على نفسية الحامل في الشهر السابع قد تأخذ هذه المخاوف والقلق لاشعوريا شكل أحلام سيئة ومزعجة أثناء تلك الفترة مع تزايد مشكلات النوم أيضا.
تعتبر النساء الحوامل أكثر قلقا بشأن حدوث أي نوع من الأضرار البدنية والحوادث خاصة في الثلث الأخير من الحمل ومع اقتراب موعد الولادة، وبعض هذه المخاوف قد تبرز في شكل أحلام سيئة وكوابيس.
في الكثير من التحليلات النفسية العلمية تعتبر الأحلام والكوابيس تمثيلا للقلق والمخاوف الواقعية التي تواجهها وتشعر بها الحوامل خلال أشهر الحمل، بينما يؤكد الكثير من المختصين أنها قد تعتبر أيضا أمرا طبيعيا قد يساعد على التعامل مع تلك المخاوف ومواجهتها بالشكل الصحيح.
تظهر بعض الدراسات الوصفية أنه من الشائع جدا أن تحلم المرأة الحامل بالحمل والولادة وطفلها الذي لم يولد بعد، وتشير إحدى الدراسات التي اجريت عام 2007 أن ثلث احلام الحمل على الأقل تشير إلى أحد هذه الموضوعات.
كما أن العديد من هذه الاحلام تترجم المخاوف النمطية للحمل مثل التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها الطفل، أو السلامة الجسدية للمرأة الحامل نفسها، أو المخاوف بشأن قدرتها على رعاية الطفل والاعتناء به بعدالولادة.
في المجمل يمكن القول أن رؤية الأحلام المخيفة والكوابيس هو أحد المظاهر التي تبين تأثر نفسية الحامل في الشهر السابع وعواطفها الكبيرة نحو طفلها المنتظر، إذ تعكس الأحلام مشاعرها حول هذا الصغير الذي بداخلها بسبب الحب الذي تكنه له، ولذلك فهذه الأحلام ليست غريبة في هذه الفترة وتعتبر طبيعية جدا وغير مقلقة.
3. الخوف
الخوف يعتبر من العواطف الشائعة والمعبرة عن نفسية الحامل في الشهر السابع وفي الكثير من أشهر الحمل، ويتعلق الخوف بأمور كثيرة تتعلق أبرزها بصحة الجنين والخوف من الإجهاض إلى جانب الخوف من عملية الولادة نفسها، والخوف من الفشل كأم ورعاية الأسرة بشكل عام بعد قدوم الطفل الجديد وهو الشعور الذي يتزايد لدى الامهات الجدد.
4. القلق
غالبا ما يترافق القلق مع الخوف، ومن الشائع أن تؤدي مخاوف النساء الحوامل خاصة في الشهر السابع والثلث الأخير من الحمل بشكل عام إلى إطلاق أنماط تفكير قلقة ومستمرة، الأمر الذي يمكن تفسيره وربطه بالغريزة الطبيعية لحماية الطفل القادم.
على الرغم من أن القلق خلال فترة الحمل عموما، وخلال الأشهر الثلاث الأخيرة من الحمل يعد طبيعيا وشائعا لارتباطه باقتراب موعد الولادة إلا أنه في بعض الحيان قد يؤثر سلبا على صحة الأم ويسبب العديد من المشكلات المختلفة في حالة تزايد القلق إلى درجة التأثير على النوم والصحة البدنية والأنشطة اليومية المعتادة يجب على الفور الاستعانة بالأطباء المختصين.
5. الحزن
الحزن يعتبر أحد مظاهر التغير في نفسية الحامل في الشهر السابع، إذ تميل النساء للحزن في هذه الفترة إلى درجة البكاء في بعض الأحيان وذلك نتيجة الاضطرابات والتقلبات المزاجية المختلفة التي يمرون بها خلال أشهر الحمل، وخاصة الأشهر الأخيرة التي تسبق موعد الولادة.
تعاني النساء الحوامل في الشهر السابع والثامن والتاسع من الحمل إلى جانب الثلث الأول من الحمل من مجموعة من المشاعر المعقدة والتقلبات الهرمونية والصحية المختلفة مما قد يؤثر على حياتهن بشكل عام.
قد تواجه الحوامل في هذه الفترة الحساسة مشاعر حزن شديدة تؤدي إلى صعوبة النوم والأكل وأداء المهام والأنشطة اليومية البسيطة، الأمر الذي قد يذر بإصابتهن بالاكتئاب هناك ما يقرب من 10% من النساء عموما يعانين من الاكتئاب أثناء أو بعد الحمل، ولذلك تعد الرعاية الطبية المتخصصة في هذه الحالة مطلوبة على الفور لتخطي هذه المشاعر السيئة.
كيف يمكن تحسين نفسية الحامل في الشهر السابع
كما أشرنا في السطور السابقة فإن نفسية الحامل في الشهر السابع والثلث الأخير من فترة الحمل بشكل عام تتأثر بالقلق العام والمخاوف التي تسيطر على النساء في ظل تفكيرهن الدائم في اقتراب موعد الولادة وتغير حياتهن بشكل كامل فيما بعدها إلى جانب الآلام الجسدية التي تؤثر على غالبية أعضاء الجسم خاصة الظهر والرقبة والساق والقفص الصدري، وإليكم بعض النصائح التي يجب اتباعها في تلك الفترة:
1. حافظي على الهدوء:
يتسبب التفكير المستمر في اقتراب موعد الولادة والمخاض في زيادة قلق النساء الحوامل في الأشهر الأخيرة من الحمل، وكيفية تأثير ذلك الطفل على حياتهن، لكن يجب تفهم هذه الأمور مع التأكيد على أن تجربة الحمل تختلف من امرأة إلى أخرى فإن الضغط النفسي المتزايد أثناء الحمل قد يكون له آثار سلبية على الطفل.
أظهرت دراسات عدة أن النساء الحوامل اللاتي يرتفع لديهن مستوى هرمون التوتر (الكورتيزول) أكثر عرضة للإجهاض مقارنة بغيرهن ممن تنخفض لديهن مستويات هذا الهرمون ويحافظن على هدوئهن بشكل أكبر.
يمكن خلال تلك الفترة الاستعانة بعدد من الوسائل المختلفة لتقليل التوتر والقلق للحوامل في الشهر السابع وما يليه حتى موعد الحمل، مثل أداء تمارين اليوجا، وتمارين التنفس، والتأمل التي تساعد على إبقاء حالتك الذهنية والعصبية إيجابية.
2. الالتزام بمواعيد زيارة الطبيب:
من الأمور المهمة التي يجب الالتزام بها هي مواعيد زيارة الطبيب خاصة في الثلث الأخير من الحمل، إذ أن هذه الفترة تشهد تقلبات صحية ونفسية عدة تحتاج للمتابعة الدقيقة.
خلال الثلث الأخير من الحمل تواجه النساء الحوامل تغيرات في مستويات الهرمونات أكثر من أي وقت سابق، إلى جانب التغيرات الجسدية والآلام التي تصاحب تلك الفترة، ولذلك تعتبر استشارة الطبيب المختص والمتابع لحالتك من ضرورات هذه الفترة حتى تحصلين على الإرشادات الصحيحة للتعامل مع هذه التغيرات.
3. ابدئي في إعداد منزلك للترحيب بالمولود الجديد:
يمكن للنساء الحوامل تقليل الضغط والقلق الذي يشعرن به في الأشهر الأخيرة للحمل من خلال التركيز على كيفية استقبال المولود الجديد وإعداد المنزل لاستقباله وتوفير كل ما يحتجن إليه لتوفير الرعاية الكاملة له.
يمكن تجهيز منطقة النوم الخاصة به، وتوفير الإمدادات الرئيسية مثل الحفاضات والمستحضرات الطبية العلاجية المتنوعة، حتى زجاجات الحليب وغير ذلك، الأمر الذي قد يقلل التوتر والقلق حول الولادة.
4. اطلبي الدعم دائما:
طلب الدعم من العوامل المهمة التي تساهم كثيرا في نجاح فترة الحمل بتغيراتها المختلفة، يجب ألا تتحملي كل أعباء الحمل وحدك، اطلبي الدعم من الزوج أو العائلة وحتى الأصدقاء للمساعدة في كل احتياجاتك.
إذا كنت من النساء الحوامل العاملات فهذا هو الوقت المناسب لطلب الدعم من زملاء العمل، وتفويضهم بمسؤولياتك المختلفة، حتى تحافظي على الطاقة اللازمة للعناية بنفسك قبل الولادة بذهن صافي.
5. حافظي على نظام غذائي متوازن:
تحتاج النساء الحوامل لرعاية إضافية خلال الأشهر الأخيرة من الحمل ويأتي في مقدمة تلك الرعاية الحفاظ على نظام غذائي متوازن يساهم كثيرا في تحسين الصحة العامة خلال فترة الحمل، وكذلك تحسين الصحة النفسية والمزاج العام.
اختاري نظاما صحيا مناسبا والتزمي به على أن يشمل العناصر الغذائية الأساسية التي تفيدك مع الوضع في الاعتبار اختيار الأطعمة المناسبة التي يتطلبها نمو الطفل.
قد تساهم استشارة طبيبك الخاص في توفير النظام الغذائي المناسب لحالتك الصحية والنفسية والأطعمة التي يجب عليك تناولها لتحسين الحالة النفسية خصوصا في الأشهر الأخيرة من الحمل، وكذلك الأطعمة التي يجب عليك تجنبها بشكل نهائي للحفاظ على صحتك وصحة الجنين.
المراجع:
- How Stuff Works: Understanding Psychological Changes during Pregnancy
- First Try Parenting: Understanding Emotional and Psychological Changes in Pregnancy
- Everyday Family: Psychological Changes to Expect During Pregnancy