اسباب نزول دم بعد الاربعين بعشرة ايام واعراضه

تعرف الغالبية العظمى من النساء ممن أنجنبن أو لم ينجبن من قبل أن عملية الولادة يعقبها نزيف يستمر لعدة أسابيع بعد الولادة، إلا أن الكثيرات قد لا يعرفن الفترة التي يمكن أن يستمر خلالها هذا النزيف وما هي مواصفاته وما هو الطبيعي والغير طبيعي في فترة النفاس.

 

ومن ذلك نزول دم بعد الاربعين بعشرة أيام حيث أن فترة التفاس تقدر بحوالي ستة اسابيع في المتوسط ونزول الدم بعد تلك الفترة يمكن أن يسبب القلق بالنسبة للأم التي ولدت حديثا.

 

ويعرف الدم الذي ينزل بعد انتهاء عملية الولادة بدم النفاس، وهو وسيلة الجسم لتنظيف الرحم مما تبقى بداخله من أنسجة وسوائل وافرازات لينقبض بالصورة الصحيحة ويعود الى وضعه الطبيعي.

 

ما هو دم النفاس؟

إن دم النفاس هو عبارة عن خليط من الافرازات والدم والأنسجة التي تخرج من الرحم والتي تنتج عن نزول الأنسجة المكونة للجزء من المشيمة الذي يرتبط بجدار الرحم خلال فترة الحمل، وخلال فترة الحمل تصبح بطانة الرحم التي تعمل على توفير الحماية والتغذية للجنين أكثر سماكة من حالتها العادية ثم يحاول الرحم العودة الى حالته الأولى بالتخلص مما بقى من أنسجة بطانة الرحم السميكة بعد انتهاء وظيفتها.

 

كما أن عنق الرحم يمكن أن ينتج عنه خروج بعض النزيف والمخاط حيث أنه يعمل على استعادة حالته الطبيعية والشفاء مما تعرض له خلال عملية الولادة من تمزقات. 

 

وخلال فترة الحمل يزيد حجم الدم أيضا بمقدار 50% عن مستواه في الحالات الطبيعية وذلك لتوفير الغذاء والأكسجين اللازم لتغذية الجنين ويعمل الجسم خلال مرحلة النفاس على التخلص من كميات الدم الزائدة حيث تفقد هذه الكميات خلال الولادة وفترة النفاس وتمتد فترة النفاس لدى الغالبية العظمى من النساء مدة تتراوح بين ثلاثة الى ستة اسابيع وتختلف المدة من حمل الى أخر لدى نفس المرأة.

 

من أين يأتي دم النفاس

تأتي الكمية الأكبر من دم النفاس من المنطقة الموجودة في جدار الرحم الى اليسار والتي كانت تلتصق بها المشمية خلال الحمل وينقبض الرحم بعد الانتهاء مباشرة من عملية الولادة ليعود الى حجمه الطبيعي ويوقف النزيف الحادث، ويحتاج الرحم الى حوالي اسبوعين ليشفى ويعود الى حجمه الطبيعي.

 

ومن المهم أن تعرف المرأة أن الدم الذي ينزل خلال فترة النفاس ناتج عن جروح بالرحم وهذه الجروح تحتاج الى فترة للشفاء وأنها قد تعاود النزف من حين الى أخر، ويستمر ذلك الى فترة قد تصل الى ستة اسابيع.

 

ومن الطبيعي أن يبدأ النزيف كثيفا في الأيام التالية للولادة ثم يصبح داكنا فيما بعد وبنهاية الأسبوع الأول من النفاس يجب أن يقل تدريجيا تدفق الدم ثم يتحول مع الوقت الى بقع بنية صغيرة ثم افرازات صفراء أو بيضاء في نهاية مدة النفاس.

 

اسباب نزول دم بعد الاربعين بعشرة ايام

في حالة قامت الأم بإرضاع طفلها طبيعيا عادة ما تتأخر دورتها الشهرية لعدة أشهر قبل أن تنزل للمرة الأولى بعد الولادة، أما في حالة كانت الأم لا ترضع طفلها رضاعة طبيعية فيمكن أن يحدث نزول دم بعد الاربعين بعشرة ايام نتيجة عودة الدورة الشهرية الى حالتها الطبيعية.

 

ويمكن أن تعاني المرأة أيضا من عودة نزول دم بعد الاربعين بعشرة ايام بسبب قيامها بمجهود بدني كبير بعد أن ظنت أنها قد انتهت من فترة النفاس ويمكن لها ممارسة الأنشطة البدنية بدون قلق.

 

فإذا كان نزول دم بعد الاربعين بعشرة ايام ناتج عن ممارسة نشاط بدني كبير فيمكن للمرأة في هذه الحالة الاستلقاء على ظهرها وتجنب بذل مجهود فإذا استمر النزيف مع ذلك فيجب أن تعرض نفسها على الطبيب فورا.

 

وفي بعض الأحيان يكون الرحم لم يتخلص بعد من كل الأنسجة الزائدة الموجودة به وهو ما يعوق عودته الى حالته الطبيعية وهي حالة تحتاج الى تدخل طبي.

 

كما يمكن أن تعاني المرأة من نزول دم بعد الاربعين بعشرة ايام في حالة كانت تتناول حبوب منع الحمل أو وسائل منع الحمل الأخرى التي تحتوي على الهرمونات كما يمكن أن يستمر النزف نتيجة تعرض المرأة لالتهابات ميكروبية، وهي مشكلة تسترعي العلاج الطبي العاجل وفي كل الحالات يفضل أن تعرض المرأة نفسها على طبيبيها لتستشيره بشأن استمرار نزول الدم بعد مرور أكثر من ستة اسابيع على الولادة.

 

ما الذي عليك توقعه خلال فترة النفاس؟

 

العشرة أيام الأولى من النفاس

خلال هذه الفترة تختبر المرأة نزيف ثقيل بدم وردي اللون كما يمكن أن تنزل قطع من الدم المتجلط صغيرة أو متوسطة الحجم خلال تلك الفترة ويمكن للمرأة خلال تلك الفترة أن تستهلك المناشف الصحية التي تستخدم خلال دورتها الشهرية بمعدل واحدة كل ثلاثة ساعات تقريبا.

 

ويمكن للمرأة ان تمرر قطعة أو قطعتين من الدم المتجلط الكبير الحجم بالاضافة الى قطع صغيرة الحجم وحتى مع الولادة القيصرية تعاني المرأة خلال الفترة التالية للولادة من النزيف وقد يكون النزيف ثقيلا وتلاحظ المرأة تغير في لون الدم النازف بعد مرور اربعة أيام تقريبا على الولادة.

 

انتبهي الى لون دم النفاس

خلال الأيام العشرة الأولى من النفاس يكون اللون عميقا ورديا ويخف اللون بعد اربعة أيام تقريبا ليصبح فاتحا وبعد ايام قليلة يصبح اللون بنيا ثم في النهاية يتحول الى اللون الأصفر المبيض.

 

استمرار النزف

على الرغم من أن المرأة تنزف لمدة تتراوح بين ثلاثة ايام الى اسبوع تقريبا من الولادة، تظل تنزف بكميات قليلة لفترة تمتد الى حوالي ستة اسابيع حيث يقل تدريجيا تيار الدم النازف كما يتغير لونه وحتى يتوقف الدم والافرازات اللاحقة له بشكل كامل.

 

إذا كانت الأم تقوم بارضاع الطفل رضاعة طبيعية ستلاحظ الأم أن النزيف يقل سريعا بسبب أن الرضاعة الطبيعية تساعد على انقباض الرحم بشكل أسرع وذلك بسبب مستويات الهرمونات التي تتواجد في دماء المرضع إذا كانت المرأة تتناول حبوب منع الحمل فيمكن أن يستمر الدم في النزول في صورة بقع صغيرة بعد مرور أكثر من ستة اسابيع على الولادة.

 

متى عليك طلب الرعاية الطبية؟

يمكن أن تتعرض المرأة الى نزيف ما بعد الولادة بعد الولادة مباشرة أو خلال اسابيع من فترة النفاس، فإذا فقدت المرأة في حدود لتر من الدماء اثناء اجراء العملية القيصرية أو نصف لتر في حالات الولادة الطبيعية فإنها في هذه الحالة تكون تعرضت لنزيف ما بعد الولادة.

 

حيث تصاب 1 – 10% من النساء بنزيف ما بعد الولادة، ويمكن أن يحدث هذا النزيف خلال الأربعة وعشرين ساعة التالية للولادة أو يمكن أن يحدث أيضا في أي وقت خلال الأسابيع الستة التالية للولادة.

 

واكثر الأسباب شيوعا لحدوث مشكلة نزيف ما بعد الولادة هي عدم تمكن منطقة اتصال المشمية بجدار الرحم من الشفاء نتيجة لعدم انقباض الرحم بالصورة الصحيحة وعدم قدرته على العودة الى طبيعته، ويمكن أن يحدث النزيف أيضا نتيجة لعدم التئام جزء من التمزقات التي حدثت في عنق الرحم أو المهبل خلال عملية الولادة.

 

ويمكن أن يستمر النزيف لفترات طويلة نتيجة لالتصاق جزء من المشيمة بالرحم أو نتيجة لحدوث عدوى ميكروبية، وكلا الحالتين تمثل خطورة على صحة المرأة.

 

المراجع:

1. Women’s Health: Postpartum Bleeding