ما هي السحايا

قبل التعرف على التهاب السحايا و التوسع في مضاعفاته، يجب على القارئ أن يعرف أن السحايا هي الأغلفة المحيطة بالمراكز العصبية، أي الدماغ والنخاع الشوكي، و تلك السحايا تؤمن الحماية للمراكز العصبية ، كما أنه عبر السحايا تمر الأوعية الدموية المغذية للدماغ و النخاع، ومن هنا نستنتج أن التهاب السحايا سينعكس سلياً على وظائفها، كما أن ذلك الالتهاب يمكن أن يصيب تلك الأنسجة الحساسة، و يصل في حالات متقدمة إلى أنحاء أخرى من الجسم ، وسنتعرف في هذا المقال على مضاعفات التهاب السحايا ؟ .

 

ما هو التهاب السحايا

الحدثية الالتهابية التي تصيب السحايا، نتيجة تعرض تلك السحايا إلى أنواع مختلفة من الجراثيم و الفيروسات والفطور، مما يسبب ظهور الأعراض أولاً، وقد يتطور الأمر إلى مضاعفات التهاب السحايا والتي تعد مهددة لحياة الإنسان بنسبة لا يمكن الاستهانة بها.

 

ما الفرق بين التهاب السحايا الحاد و المزمن

 

1. الالتهاب الحاد عادة ما تكون أعراضه صارخه، و إذا عولج بشكل جيد، فإن نسبة الشفاء عالية.

2. إذا لم يعالج بشكل جيد، قد تختفي الأعراض مؤقتاً و يتحول إلى مرض مزمن.

3. خطورة التهاب السحايا المزمن تكمن في مضاعفاته الأخطر، فالمرض ينتشر بصمت، ليعطي بعدها أعراضاً خطيرة، و بشكل مفاجئ.

4. يمكن تشبيه التهاب السحايا المزمن بمرض السرطان، حيث قد لا تظهر على مريض السرطان الأعراض منذ بداية المرض.

 

هل للإصابة بالتهاب السحايا علاقة بالفصول 

أكثر ما يظهر ذلك هو التهاب السحايا الفيروسي وكذلك الجرثومي، حيث أن الأنواع الفيروسية تختلف في فترات العدوى التي تحدثها، منها ما تكون ذروة نشاطه في فصل الشتاء كالمكورات الرئوية، وغيرها في الربيع، وغيرها فيروسات صيفية تتهم بالتهاب السحايا مثل الفيروس المسبب لحمى غرب النيل، والفيروس المسبب لمرض التهاب الدماغ لسان لويس.

 

ما هو الثالوث الأساسي للالتهاب السحايا

يتم التركيز على هذا الثالوث لأنه يمثل أكثر ثلاثة أعراض شيوعاً فيما يتعلق بالتهاب السحايا، وخاصة نوع التهاب السحايا الجرثومي، و كلما كانت تلك الأعراض أكثر شدة كان الوصول إلى مضاعفات التهاب السحايا أكثر خطورة، ويتألف هذا الثالوث من:

 

1. الحمى.

2. صداع الرأس الشديد و الذي قد لا يزول بالمسكنات العادية .

3. تصلب الرقبة بجس الرقبة نجد قساوة واضحة لا يجب أن تخفى على أي طبيب يقوم بفحص مريض بهذه الحالة.

4. الغثيان و الإقياء.

5. الحساسية الضوئية حيث أن المريض يشعر بالحساسية الشديدة عندما ينظر إلى ضوء قوي أمامه.

6. فقدان الشهية.

7. ألم عضلي و تعب شديد ، أي لا يستيطع المريض في مرحلة ما من المرض القيام بالنشاطات اليومية التي اعتاد على القيام بها.

 

ما هي أهم مضاعفات التهاب السحايا

بعد الاطلاع على أهم الأعراض يمكننا الآن تعداد قسم هام من مضاعفات التهاب السحايا ان أكثر هذه الاختلاطات تنجم عن طول فترة الالتهاب دون علاج، أو مع علاج غير فعال تماماً في القضاء على العامل المسبب، ويجب أن ننوه أن حدوث مضاعفات التهاب السحايا مرتبط بشكل مباشر مع نوع العامل المسبب.

 

حيث نجد أن الاختلاطات ترافق التهاب السحايا الجرثومي أكثر ما ترافق التهاب السحايا الفطري و الفيروسي، ولكن بكل الأحوال مهما قلت إمكانية حدوث تلك الاختلاطات يجب علينا الحذر منها  والأمر الجيد أن النسبة العظمى من الناس الذين يتلقون علاجاً فعالاً يمكن شفاؤهم تماماً من التهاب السحايا وعن أهم هذه مضاعفات التهاب السحايا نذكر:

 

1. وذمة حليمة العصب البصري:

مترافقة مع إصابات أخرى على مستوى العصب البصري، وبإصابة العصب البصري فإن المريض مهدد بفقدان البصر.

 

2. إصابات عصبية:

من الممكن حدوث إصابات عصبية على أي مستوى من الأعصاب القحفية، وما ينتج عنه هو فقدان جزئي أو كلي في وظيفة العضو الذي يقوم هذا العصب بنقل أو استقبال التنبيه منه و إليه، فقد نجد فقدان السمع، شللاً على مستوى العضلات التعبيرية في الوجه، عدم القدرة على تحريك الفك السفلي بشكل جيد، تحدد حركة اللسان و غيرها من الإصابات.

 

3. اعتلال العقد اللمفية:

و ذلك لأن الالتهاب قد لا يتوقف عند حدود السحايا، بل يمتد العامل الممرض و خاصة الجراثيم و الفيروسات لتصيب العقد اللمفية، و بالتالي تتضخم تلك العقد، و يصبح بالإمكان جسها ونذكر بعض الأمراض التي تتضخم فيها العقد اللمفية:

 

• العوز المناعي المكتسب أو الايدز.

• مرض السل بأنواعه، تتضخم العقد اللمفية حسب المنطقة المصابة.

 

4. الصرع:

نوبات صرعية قد يرافقها فقدان الوعي أحياناً، و قد لا يرافقها، و السبب الأساسي في الصرع هو خلل في نقل الإشارات العصبية المنظمة في الدماغ.

 

6. مشاكل في العظام والمفاصل:

و التهابها أيضاً في حال وصول الجراثيم إلى مجرى الدم، ثم وصولها إلى المفاصل والعظام، وإطلاقها للعملية الالتهابية.

 

7. اضطرابات في الذاكرة:

والقدرة على التركيز أيضاً بسبب أذيات عصبية و مركزية على مستوى الدماغ.

 

8. البتر:

في مراحل متقدمة من وصول الحراثيم عن طريق الأعصاب إلى الأطراف، قد يضطر الأطباء لبتر العضو المتأذي بشدة لحماية باقي الأعضاء السليمة.

 

9. اضطراب وظائف الكلى:

وذلك في حال وصول العامل المسبب إلى الكليتين عن طريق الدم، ومما يزيد احتمال إصابة الكليتين، هو أنها من الأعضاء التي تتزود بكميات كبيرة من الدم، بل إن كل دم الإنسان يمر عبر الكليتين لتقوما بتنقيته وتصفيته من الشوائب و تطرح المواد الزائدة عن حاجة الجسم.

 

10. فقدان الحياة:

لا يمكن أن نستبعد موت المريض عند وصول التهاب السحايا إلى مرحلة متقدمة، و يمكن أن يحدث ذلك للعديد من الأسباب، و منها حدوث وذمة دماغية شديدة نتيجة ارتفاع الضغط الحاد، وتتهم الجراثيم أكثر من غيرها بإحداث هذا الشكل من الوذمات.

 

المراجع:

1. Medscape: Meningitis Clinical Presentation
2. NHS: Meningitis