مرض الجرب
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
- 1 مرض الجرب عبر التاريخ :
- 2 العامل الممرض و أسباب حدوث مرض الجرب :
- 3 أماكن انتشار مرض الجرب وتوزعه بين الأعمار:
- 4 طرق عدوى الجرب:
- 5 الجرب والحيوان:
- 6 تشخيص المرض:
- 7 مرض الجرب المقشر أو الجرب النرويجي .
- 8 اختلاطات المرض المتقدمة :
- 9 الوقاية من مرض الجرب :
- 10 علاج مرض الجرب :
- 11 أدوية علاج مرض الجرب
- 12 ملاحظات هامة فيما يخص علاج مرض الجرب:
- 13 قصة سريرية علن مرض الجرب
( حكة السبع سنوات ) او ما يعرف بمرض الجرب ! في هذا المقال المعمّق سنخوض بجوانب عديدة و معلومات هامة عن مرض الجرب .
يعد الجلد واحداً من أهم العناصر الوظيفية في جسم الإنسان،فهو الحاجز الفيزيائي الواقي من الإصابة بالأمراض، ومنه نتخلص من سموم أجسامنا عبر التعرق ، وهو مصنع هام لفيتامين (D) عن طريق خلاياه الفيتامينية؛ و للمعلومة فإن هذه الخلايا تحول وبتأثير أشعة الشمس طليعة الفيتامين (D) فيها إلى فيتامين فعال يقوي عظامنا ويؤمن النمو الجيد لها .
ونظراً لأهمية الجلد البالغة, احتلت أمراضه (كمرض الجرب و غيرها) مرتبة متقدمة من اهتمامنا، فمن منا لا يملك في صيدلية منزله الصغيرة مراهم جلدية كمرهم (جينتامايسين Gentamicin) أو مرهم (تري ديرم Tri derm) .
دعونا نسلط الضوء اليوم على واحد من الأمراض الجلدية الهامة ألا وهو مرض الجرب أو ما يعرف باسم (حكة السبع سنوات).
مرض الجرب عبر التاريخ :
في العصور القديمة لم نكن تسمية مرض الجرب كما هي عليه فقد كان يعتقد أنه نوع من أنواع الجذام، وقد ذكر ذلك في الكتاب المقدس، وتم تداول تسميات مختلفة حتى جاء الموسوعي اليوناني (أولوس كورنيليوس سيلسوس) وأطلق عليه اسمه و رسم بعضاً من معالم هذا المرض.
و مرض الجرب كان أكثر انتشاراً في الماضي من وقتنا الحالي بكثير وذلك طبعاً يعود إلى الاختلاف الكبير بين وقتنا والعصور القديمة على أقل تقدير من الناحية الصحية والثقافية.
العامل الممرض و أسباب حدوث مرض الجرب :
العامل الممرض هو طفيلي من فصيلة القارمة الجربية يدعى (أنثى العث) والتي هي سبب المرض نفسه عند جميع البشر ،والتي تقوم بحفر أنفاق على سطح جلد المريض وتضع بيوضها فيها، وتقوم بحفر الأنفاث في أكثر من مكان وخاصة بين ثنيات أصابع اليدين والقدمين، منطقة المرفق والمعصم، الثنية الإبطية، قرب حلمة الثدي وخاصة عند الإناث، منطقة العانة، والأرداف، وأخيراً منطقة الكتف المجاوره للإبط.
المريض الذي لم يصب بأثنى العث سابقاً قد تستمر عملية حفر الأنفاق ـ والتي قد يصل عمقها إلى قرابة 1 سنتيمتراً ـ لديه قرابة الشهرين {من 3 إلى 8 أسابيع} دون أن تبدأ الأعراض بالظهور عليه،بينما المريض الذي تعرض لها سابقاً فوتيرة سرعة ظهور الأعراض أعلى،إذ يبدأ ظهور الأعراض خلال ثلاثة أو أربعة أيام من بدء الإصابة.
أما عن اشتداد الإصابة فيكون في فترة النشاط الأكبر لأنثى العث وهو فترة الليل،والسبب الآخر هو أن المريض يكون منفرداً ويقوم بالحك بشدة ،وتعد الحكة الليلية من أكثر العلامات الموجهة للمرض،ويميل المريض بشكل عام إلى المعاناة من الأرق واضطراب النوم والقلق وهذه عوامل نفسية مهمة مرافقة لسير المرض،لذلك دعونا نطلق على الجرب ب ( المرض الذي يبقي المريض يقظاََ في الليل )
والحكة عند الأطفال والبالغين هي أكثر ملاحظة من كبار السن فكما نعلم أن الإحساسات بشكل عام تقل كلما تقدم الإنسان في العمر،و للمعلومة فالأشخاص المصابون بالسكري مثلاً بمرحلة متقدمة يكون شعورهم بالحكة أقل بكثير من الشخص السليم و ذلك نظراً للإصابات العصبية التي يسببها مرض السكري والتي تعيق نقل الإشارات الحسية ووصولها إلى المراكز العصبية العليا،ولكن في نفس الوقت فالمضعفون مناعياً كمرضى الإيدز أو السرطانات والأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية وراثية هم أكثر عرضة للإصابة بسبب ضعفالآليات الكابجة لديهم.
يمكننا تلخيص الفكرة السابقة في هذه المقولة:
(عندما تضعف المناعة قد يضعف إحساس المريض بالأذية ولكن إصابته في الحقيقة تكون أشد).
و بالعودة إلى الحكة فسببها الرئيسي يعود إلى فرط الاستجابة المناعية من قبل المضيف، حيث يسارع الجسم إلى إطلاق العوامل الالتهابية كالهيستامين والبروستاغلاندينات كردة فعل وخصوصاً أثناء عملية حفر الأنفاق من قبل هذه الطفيليات (كأنثى العث)
و هذا ما يسبب حساسية تكون أسرع عند الشخص الذي تعرض لأنثى العث سابقاً كما سبق وذكرت، ويفسر لنا أيضاً أن الشخص الذي يشفى تماماً من الجرب قد تستمر الحكة لمدة بعد الشفاء.
أماكن انتشار مرض الجرب وتوزعه بين الأعمار:
الجرب يميل للانتشار في المناطق الموبوءة، المناطق العشوائية التي لا تتوافر فيها أدنى الشروط الصحية، وبعض السجون، ومناطق السكن الجامعي غير المتوافقة مع الصحة والتي تصنف حسب منظمة الصحة العالمية من أبرز مشكلات الدول النامية،
ولهذا السبب أدرجته منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة الأمراض التي تسعى لمكافحتها، والعمل على توفير الشروط الصحية المناسبة .
أما جغرافياً, تعد قارة أفريقيا الأكثر تأهباً لانتشار المرض وكذلك المناطق الاستوائية .
و أما عن انتشار المرض فهو أكثر شيوعاً عند الأطفال بين أعمار أربع إلى عشر سنوات ،يليهم مباشرة الشباب وكبار السن بنسبة متساوية بين الرجال والنساء.
طرق عدوى الجرب:
مرض الجرب يصيب بشكل أساسي الأفراد قليلي النظافة، ومن الفرد المصاب ينتقل إلى المحيط عبر التماس الطويل وخاصة أثناء الجماع،
وكذلك استعمال ملابس المريض منشفته أو فراشه، و طبعا لا يفيد الواقي الذكري (الكوندوم) في منع الانتقال لأن الجرب ينتقل من أماكن أخرى غير الأعضاء التناسيلية.
وبما أن الجلد هو موطن أنثى العث، فهي لا تستيطع الابتعاد لأكثر من يومين إلى ثلالة أيام، لذلك تعد الطرق السابقة التي ذكرتها أقل شيوعاً للانتقال.
ولم يثبت أبداً أن أنثى العث المسببة للمرض يمكن أن تخترق كامل الجلد وتصل إلى الأدمة أو النسيج الخلوي تحت الجلدمما يجعل العدوى بالمرض سطحية بحتة.
الجرب والحيوان:
قد نسأل أنفسنا أليس من الممكن أن ينتقل الجرب من حيوان إلى إنسان بالتماس المباشر؟ الجواب بسيط وهو: لا؛ حيث أثبتت الدراسات أن الجرب الذي يصيب الحيوانات ناجم عن أنواع أخرى من القارمات الجربية ولم يتم حتى الآن إثبات انتقالها إلى الإنسان .
تشخيص المرض:
كما يبدو فإن مرض الجرب ليس من الأمراض المبهمة أو خفية الأعراض, فالقصة المرضية لشخص من منطقة موبوءة, تظهر عليه حطاطات جلدية طولانية الشكل وبثور، يعاني من حكة مستمرة تشتد ليلاً, يمكن أن يوجهنا تشخيصياً.
ولكن لا بد من التشخيص الحاسم وهو برؤية القارمة الجربية المسببة أو بيوضها إما مباشرة عبر مجاهر خاصة أو عن طريق فحص مجهري لمنطقة مكشوطة من سطح الجلد ؛ولا بد قبل الفحص أن نضيف قطرات من محلول هيدروكسيد البوتاسيوم للتخلص من التوسفات الجلدية.
وفي حالات قليلة جداً نلجأ إلى تقنية الPCR {تفيد في فحص DNA الطفيلي}.
وهناك علامة مخبرية مفيدة أيضاً وهي ارتفاع الأضداد من نوع (IGE) والتي تطلقها الكريات الأسسة وهذه العلامة تدل على وجود إصابة تحسسية في الجسم.
ولا بد عند التحقق من وجود المرض من إجراء الفحص لباقي أفراد العائلة وللأشخاص الذين هم على اتصال وثيق مع المريض لأنهم فئة معرضة للإصابة بالمرض .
مرض الجرب المقشر أو الجرب النرويجي .
هو نمط أقل شيوعاً من الجرب المذكور وسببه القارمة الجربية أيضاً، و لكنه يختلف في اللوحة السريرة عن الجرب المذكور ،وذلك بما يلي:
- الحكة هنا أقل حدوثاً
- الحطاطات الجلدية تميل إلى أن تكون متقشرة وتغطي مساحات كبيرة من سطح الجسم،وأكثر المناطق إصابة هي فروة الرأس واليدين والقدمين
- يستهدف المسنين ومضعفي المناعي تحديداً
و للدقة العلمية تذكر بعض المصادر أن مرض الجرب المقشر هو مرحلة متقدمة من الجرب ولكن أكثر المصادر تعتبره نوعا مستقلاً وتطلق عليه تسمية (الجرب النرويجي) حسب المنطقة التي ظهر وانتشر فيها .
اختلاطات المرض المتقدمة :
باستمرار الطفيلي بغزو الجلد دون علاج تزداد حدة المرض وظهور أعراض أكثر شدة ونذكر من أبرزها:
- التسحجات والتهابات الجلد والأكزيما الناجمة عن ردة فعل الجهاز المناعي وهي أكثر مشاهدة عن الأسوياء مناعياً.
- إصابة الجلد بالإنتانات وهذا أكثر مشاهدة عن المضعفين مناعياً،وذلك بسبب تخيش الجلد.
- زيادة الألم الموضعي في مناطق الأنفاق بسبب شدة الحكة من قبل المريض .
- اضطرابات عصبية ونفسية تعكس حالة المريض العامة السيئة.
الوقاية من مرض الجرب :
عن الوقاية من مرض الجرب يمكننا قول التالي:
اولا: الأهم هو الحفاظ على النظافة الشخصية، بالاستحمام مرتين الى ثلاثة مرات على الأقل أسبوعياً في فصل الشتاء، ومره كل يومين على الأقل
في فصل الصيف.
يجب أيضاً غسل الملابس جيداً قبل ارتدائها وغليها لأن الرطوبة بؤرة لانتشار المرض. و غسل اليدين مرتان يومياً بالماء والصابون، و غسل وتجفيف مناطق الثنيات الجلدية كالإبط والعانة وغيرها.
ثانياً: يجب الابتعاد عن مصادر العدوى، أي عدم استخدام الأدوات الشخصية للآخرين أو ملابسهم حتى لو كان أخاً أو أختاً،لأن المرض يمكن أن ينتقل حتى قبل أن تبدأ اعراض الجرب بالظهور.
لا بد من إجراء الفحوصات عند الشك بالمرض من خلال الأعراض المذكورة وذلك لمنع الوصول إلى الاختلاطات المتقدمة.
علاج مرض الجرب :
من المهم معرفة أن مرض الجرب لا يشفى عفوياً وليس محدداً لذاته، و من المهم أيضاً العلاج الجماعي الوقائي للمحيطين بالمريض رغم أن الكثيرين لا يقومون بالعلاج الوقائي ولكن هذا لا ينفي أهميته.
و العلاج يرتكز على قتل الطفيلي بشكل كامل مع بيوضه وأهم الأدوية المستخدمة :
أدوية علاج مرض الجرب
1. بيرمترين {permetrin} :
العلاج الأول وهو كريم يطبق موضعياً ويستخدم قبل النوم ويجب تغطية كامل سطح الجلد وخصوصاً مناطق الثنيات الجلدية للقضاء على القارمة تماما فقد تكون هناك أنفاق لا تظهر بالعين المجردة،وتعد أول مره كافية تماما لقتل الطفيلي ولكن توصيات الأطباء تقول بوجوب استعمال العلاج مرة ثانية بعد 7 أيام وقائياً لتجنب حالة النكس .
2. ليندان {lindane}:
عبارة عن هيدروكربون مكلور وهو علاج مستعمل و لكنه غير محبب لكثرة آثاره الجانبية ، فعال ضد القمل والجرب،يطبق المحلول على الجلد مباشرة،
ونذكر من آثاره الجانبية ممكنة الحدوث : تهيج والتهاب جلد دوائي وبالاستعمال المديد نشاهد دوار وتشنجات عضلية واختلاجات وفي حالات خالصه مسبب للقصور التنفسي .
لا يعطى الدواء لأطفال تقل أعمارهم عن ست سنوات.
3. كروتاميتون {Crotamiton}:
يثبط عمل أنزيم الكولين أستيراز لدى الطفيلي ويؤدي بالتالي إلى موته،وهوي يطبق على شكل كريم موضعي على كامل سطح الجلد، يجب تجننب استعماله للوجه والعينين لأنه يسبب حروقاً بالغه،عادة يستعمل على جرعتين،وهوي ييقلل الحكة الجلدية عبر تبخره عن سطح الجلد معطياً تأثيراً تبريدياً,
4. إيفرميكتين {Ivermectin}:
الخط الرابع للعلاج يفضل فقط استخدامه للحالات الشديدة أو عند مضعفي المناعة، يمكن استعماله بالطريق الفموي ،وهوي يتنشر جيداً ولا يعبر الحاجز الدماغي الدموي.
طرق علاج او تقليل الحكة المصاحبة لمرض الجرب :
من الممكن استعمال مضادات الهيستامين، والكورتيزون عند الحاجة. والصادات الحيوية تستعمل عند وجود إنتانات جانبية .
يعتبر الكورتيزون من المركبات الكابحه للمناعة،لذلك يجب استعماله بحذر عند المرضى المضعفين مناعياً، وذلك لوقايتهم من تطور إنتان فيروسي أو جرثومي من منشأ دوائي قد يؤدي لوفاة المريض في حال كان شديداً. ولا ننسى الاستحمام بالماء الدافئ والصابون يومياً خلال فترة العلاج.
ملاحظات هامة فيما يخص علاج مرض الجرب:
الملاحظة الأولى: يعتبر الكورتيزون من المركبات الكابحه للمناعة، لذلك يجب استعماله بحذر عند المرضى المضعفين مناعياً،وذلك لوقايتهم من تطور
إنتان فيروسي أو جرثومي كامن من منشأ دوائي قد يؤدي لوفاة المريض في حال كان شديداً.
الملاحظة الثانية: هي أن الحكة قد تستمر عدة أيام أو أسبوع بعد الشفاء وهذا طبيعي كرد فعل مناعي من الجسم،ولكن عند استمرارها لمدة
أطول يجب إعادة العلاج فوراً. الخطة العلاجية والأدوية المستخدمة تتم وفقاً لاستشارة الطبيب فقط حرصاً على سلامتكم.
قصة سريرية علن مرض الجرب
مريض اسمه :ع.ل ،عمره 40 عاماً وزنه 90 كليو غراماً وطوله 178 سم ، غير مدخن،يقطن في سكن عشوائي.
حضر إلى الطبيب بقصة حكة شديدة تشتد ليلاً، مع حالة اضطراب وأرق .
بالتأمل والفحص الحذر لاحظ الطبيب وجود حطاطات وبثور جلدية، تأخذ شكلاً طولانياً، تنتشر في كامل جسمه تقريباً وخصوصا بين ثنيات أصابعه
والثنية الإبطية مع حالة عامة سيأه لدى المريض .
المريض بالاستجواب لم يسبق له أن تعرض لإصابات تحسسية مزمنة،ولم تذكر قصة مرض مناعي وراثي .
طلب الطبيب فحوصات مخبرية و هي تعداد دم ،وطلب فحص مكان الآفة مجهرياً.
عاد المريض إلى الطبيب و تبين معه ارتفاع بالكريات البيض الأسسة و الحمضة {ارتفاعها يشير إلى وجود حالة تحسس} وتبين إيجابية وجود القارمة الجربية المسببة لداء الجرب تحت المجهر و بالتالي تأكد التشخيص.
بعدها وجه الطبيب إلى ضرورة فحص أفراد العائلة وقائياً.
خطة العلاج: قام الطبيب باختيار الأدوية المناسبة مع مراقبة الحالة :
بيرمترين {Permetrin}، مضاد هيستامين جيل أول {كلورفينيرامين}، مع توصيتة بقيام المريض بالاستحمام بالماء الدافئ والصابون مرتان يومياً.