مؤشر كتلة الجسم BMI ومعنى القِيَم

بات مؤشر كتلة الجسم مقياسا شائعا لقياس وزن الجسم والتعرف على درجة السمنة والنحافة التي يعاني منها الأشخاص الراغبين في تقليل أو زيادة أوزانهم حول العالم، وهو ما يجعلنا نطرح العديد من الأسئلة حول هذا المقياس، وتاريخه، وأسباب انتشاره كمقياس بارز لمعدلات السمنة والنحافة المختلفة، كما سنجيب من خلال هذه السطور عن السؤال الأهم: هل يعد مؤشر كتلة الجسم مقياسا فعالا وغير قابل للخطأ؟

 

مؤشر كتلة الجسم

 

ما هو مؤشر كتلة الجسم ؟

استخدم مؤشر كتلة الجسم BMI على مدار ما يزيد على 100 عام لمساعدةالمختصين في مجال الصحة على تحديد حالة السمنة التي يعاني منها الذين يعانون من زيادة الوزن، ما إذا كانت السمنة التي يعانون منها مرضية أمر غير ذلك يستخدم مؤشر كتلة الجسم في العديد من الدراسات السكانية والصحية من قبل الأطباء ومدربي اللياقة، بينما يستخدم على نطاق واسع في هذا الشأن خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

مؤشر كتلة الجسم عبارة عن صيغة رياضية بسيطة ابتكرها عالم الفلك والرياضيات والإحصاء والاجتماع البلجيكي لامبرت أدولف جاك كويتيليت في الثلاثينات من القرن التاسع عشر يهدف هذا المؤشر إلى حساب ما إذا كان الشخص يحظى بمعدل وزن صحي، وذلك من خلال قسمة الوزن بالكيلوجرام على الطول بالأمتار المربعة.

 

الصيغة المعتمدة لمؤشر كتلة الجسم BMI

مؤشر كتلة الجسم = الوزن (كيلوجرام) / الارتفاع 2 وتصنف نتائج هذه المعادلة وفقا للوزن على النحو التالي:

 

  • إذا كان مؤشر كتلة الجسم يساوي 18.49 أو أقل، يعني ذلك أن الشخص يعاني من نقص الوزن أو النحافة.

  • إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و 24.99، يعني ذلك أن الوزن طبيعي.

  • إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 25 و 29.99، يعني ذلك أن الشخص يعاني من زيادة في الوزن.

  • إذا كان مؤشر كتلة الجسم يساوي 30 أو أكثر يعني ذلك أن الشخص يعاني من السمنة المفرطة.

 

هل يعد مؤشر كتلة الجسم مقياسا فعالا وغير قابل للخطأ؟

على الرغم من استخدام الكثير من المتخصصين لمؤشر كتلة الجسم حتى يومنا هذا إلا أن الكثير منهم شككت في فعاليته بل وذهب البعض للقول إنه لا يعد مقياسا مثالي لتحديد الوزن الزائد ومعدلات السمنة التي يعاني منها أي شخص.

(مقال متعلّق)  رجيم النقاط وكيفية اتباعه ونتائجه

 

يشير العديد من المختصين إلى أن السبب الرئيسي في اعتبار مؤشر كتلة الجسم مقياسا غير مثالي هو أنه لا يميز عند حساب الوزن بين العضلات والدهون، ولذلك لا يحدد بدقة دائما إذا كان وزن الشخص قد يسبب له مشكلات صحية أم لا.

 

في دراسة أجريت على نحو 4 آلاف شخص من فئات سكانية مختلفة، تبين أن 29% من أصحاب الوزن الزائد الذين خضعوا للدراسة يتمتعون بصحة جيدة على الرغم من تصنيفهم سابقا ضمن الفئات التي تعاني من مشكلات صحية بسبب الوزن وفقا لقياس مؤشر كتلة الجسم.

 

أوضح مؤلفو الدراسة أن مؤشر كتلة الجسم ضلل نحو 74 مليون شخص من البدناء، إذ اعتبروا بسببه يعانون من مشكلات صحية بسبب الوزن والسمنة المفرطة، على الرغم من أن علاماتهم الصحية المستندة إلى تحليل معدلات الكوليسترول في الجسم، وقراءات ضغط الدم واختبار معدلات الأيض، ومستويات بروتين سي التفاعلي أكدت أنهم بصحة جيدة.

 

يعتبر بعض المختصين أن الرياضيين يعتبرون من الامثلة الواضحة على عدم دقة مؤشر كتلة الجسم في تحديد الحالة الصحية بناء على قياس الوزن والطول، إذ أن كثافة العظام والكتلة العضلية التي يتمتعون بها تجعلهم أثقل من غيرهم وبالتالي فقد لا يعتبر الرياضيين ذوي مؤشرات كتلة الجسم المرتفعة من أصحاب الحالات المرضية.

 

ما هي المقاييس الأخرى المعتمدة لقياس خطورة السمنة؟

نظرا لاحتمالات الخطأ التي تحيط بمؤشر كتلة الجسم أوصت المعاهد الوطنية للصحة NIH بالولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1998 بأن يتم الجمع بين هذا المقياس وعدد من المقاييس الأخرى لتقييم الحالة الصحية خاصة لأصحاب الأوزان المرتفعة، أهمها:

 

1. محيط الخصر ونسبة الخصر إلى الطول:

يقول عدد من المختصين أن الجمع بين مؤشر كتلة الجسم وقياس نسبة محيط الخصر إلى الطول قد تخرج بنتائج أكثر دقة من النتائج المنفردة لمؤشر كتلة الجسم على الرغم من ذلك إلا أن هناك من العلماء من يرى أن معادلة نسبة الخصر إلى الطول أكثر دقة من قياسات مؤشر كتلة الجسم منفردا او حتى من نتائج نسبة الخصر إلى الطول (WHtR) ومؤشر كتلة الجسم مجتمعين.

 

يعتمد قياس محيط أو نسبة الخصر إلى الطول، على اعتبار الحالة الصحية لأي شخص جيدة إذا كان محيط الخصر أقل من نصف الطول، بينما يرى المؤيدين لهذا المقياس أن في حالة الالتزام بهذه المعادلة يمكن لجميع الناس أن يعيشوا حياة صحية ويزدي متوسط أعمارهم البيولوجية المتوقعة.

 

وفقا للعديد من الدراسات التي أجريت في هذا الشأن، يعاني كثير من المصابين بالدهون في محيط الخصر من خطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات التمثيل الغذائي وفقا للدراسات نفسها تؤثر الدهون التي تتركز حول محيط الخصر على الكثير من الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان، وفي مقدمتها الكبد والقل والكليتين، بينما تشير الدراسات إلى أن الدهون حول الوركين والفخذين تعتبر أقل خطورة من دهون الخصر.

(مقال متعلّق)  فوائد الليمون للتخسيس وانقاص الوزن

 

2. قياس نسبة الدهون في الجسم:

بينما اعتبر مؤشر كتلة الجسم غير قادر على التمييز بين كتلة العضلات والدهون، يرى بعض المختصين أن قياس نسبة الدهون منفردة إلى جانب المقاييس الأخرى يعد مثاليا تشير الكثير من الدراسات الحديثة إلى أن قياس نسبة الدهون في الجسم سواء للرجال أو النساء على اختلاف كميات الدهون لدى الجنسين، يعتبر أكثر دقة ويعطى نظرة قريبة للمخاطر الصحية التي يمكن أن تحيط بالشخص.

 

مع التأكيد على أنه حتى الآن لا يمكن الحصول على نتائج دقيقة بنسبة 100 في كل الأحوال وفقا لقياس نسبة الدهون في الجسم كأحد القياسات المعتمدة اخيرا في تحديد الحالة الصحية للجسم مقارنة بالوزن، تعتبر نسبة 2 إلى 4 في المائة من الدهون في جسم الرجال صحية.

 

بينما إذا زادت النسبة لدى الرجال لأكثر من 25% فتعد إشارة إلى البدانة أما بالنسبة للنساء فتعتبر النسبة بين 10 و 13 في المائة نسبة صحية لهن، ولكن في حالة زيادتها عن 32% تعتبر مؤشرا واضحا على السمنة.

 

هل يمكن الحصول على الوزن الصحي المثالي بدقة تامة؟

تستخدم جميع القياسات المذكورة في السطور السابقة وفي مقدمتها مؤشر كتلة الجسم في الحصول على نتائج تقريبية أو يمكن اعتبارها دقيقة نسبيا وفقا للعوامل التي يعتمد عليها كل مقياس، إلا أنه وفقا للعديد من الباحثين والمختصين لا يمكن تحديد الصحي بشكل تام وحاسم، خاصة أن هناك الكثير من العوامل التي تختلف من شخص لآخر وتساهم في تحديد وزنه وطوله، أبرزها:

 

  • الصحة العامة والتاريخ المرضى.

  • الطول.

  • نسبة العضلات والدهون في الجسم.

  • كثافة العظام.

  • نوع الجسم.

  • الجنس

  • العمر

 

ما هي الفكرة الرئيسية التي ابتُكر على أساسها مؤشر كتلة الجسم ؟

ارتكزت الفكرة الرئيسية لمعادلة مؤشر كتلة الجسم كمقياس الوزن للتعرف على الحالة الصحية للأشخاص بناء على أوزانهم خرجت هذه الصيغة الرياضية لهذا المقياس الصحي قبل أكثر من قرن في زمن لم تكن هناك أي أجهزة كمبيوتر أو حاسبات أو أي نوع من الأجهزة الإلكترونية الدقيقة، وبالتالي يصفها الكثير من المتخصصين بالبسيطة بل ويذهب العديد منهم للتشكيك في صحة نتائجها.

 

اعتمد العالم البلجيكي كويتيليت مبتكر صيغة مؤشر كتلة الجسم على الأبعاد المختلفة لجسم الإنسان كدليل على الصحة أو المرض المرتبط بالوزن في عام 1842 كتب البروفيسور كويتيليت أنه (إذا زادت جميع أبعاد جسم الإنسان بالتساوي فإن وزنه في أعمار مختلفة سيساوي مكعب طوله)، مشيرا إلى أن زيادة أبعاد الجسم بما لا يتناسب مع الطول هو مؤشر على الحالة الصحية السيئة لأي شخص.

 

في المقابل يعلق البروفيسور آلان جوريلي وهو عالم رياضيات بجامعة أوكسفورد على هذه الاعتبارات التي اعتمد عليها كويتيليت، فقال إن الأخير يرى أن ارتفاع الرضيع الذي يبلغ عمره عاما واحدا يجب أن يكون مكعبا، ثم يتم تربيع الطول عندما ينتقل الإنسان إلى مرحلة البلوغ.

(مقال متعلّق)  لائحة من 9 اعشاب للتنحيف

 

ما هو بالضبط تاريخ مؤشر كتلة الجسم ؟

ظهرت الحاجة إلى قياسات الوزن من جانب الكثير من الباحثين والمهنيين الطبيين لتتبع المخاطر الصحية بين سكان الولايات المتحدة الامريكية، فقام أحد الباحثين البيولوجيين ويدعى أنسيل كيز بصياغة المصطلح الذي تم تداوله لاحقا على نطاق واسع وهو (مؤشر كتلة الجسم)، كان ذلك تحديدا في عام 1972.

 

جاءت صياغة كيز للمصطلح في ورقة بحثية نشرها في العام المشار إليه تحت عنوان مؤشرات اولزن الوبدانة النسبية وبنى بحثه على اختبارات خضع لها 7400 رجل من 5 بلدان مختلفة، قبل ان يحلل من خلالها كثافة الدهون تحت الجلد استنادا إلى الصيغة الرياضية التي ابتكرها كويتيليت عام 1832، ومن هنا ظهر إلى العلن مؤشر كتلة الجسم كمقياس مباشر لتحديد وزن الجسم بالنسبة إلى الطول.

 

لماذا انتشر استخدام مؤشر كتلة الجسم ؟

مع زيادة أعداد الأشخاص الذين يعانون من السمنة خاصة في الولايات المتحدة الامريكية زادت بالتبعية المخاطر الصحية المرتبطة بزيادة الوزن، ثم ساهم علماء الأوبئة حول العالم في نشر مؤشر كتلة الجسم كمقياس رئيسي لتتبع الامراض المرتبطة بالسمنة زيادة الوزن بين السكان بشكل عام.

 

في عام 1985 اعتمدت معاهد الصحة الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية NIH مؤشر كتلة الجسم كمقياس رسمي لتحديد السمنة في الولايات المتحدة وهو ما ساهم بشكل أكبر في انتشاره واعتماده لدى الكثير من المنظمات الصحية حول العالم.

 

خلاصة:

  • يمكن اعتبار مؤشر كتلة الجسم دليلا مهما لقياس العلاقة بين الوزن والحالة الصحية خاصة عند إجراء بعض الدراسات السكانية والإحصائية، كما يمكن الاستناد إليه للحصول على نظرة تقريبية لتصحيح الوضع الصحي لأجسامنا.

 

  • يقول بعض الخبراء إن الأهم من الأنظمة والمقاييس التي تحدد حالتنا الصحية ومن بينها مؤشر كتلة الجسم، يجب علينا جميعا اتباع أنظمة غذائية صحية متوازنة والانتظام في ممارسة الرياضة للحفاظ على الصحة العامة وتجنب مخاطر زيادة الوزن بشكل عام.

 

المراجع:

  1. How Stuff Work: Body Mass Index
  2. Everyday Health: Why BMI Is Flawed and the History Behind How the Scale Came to Define Obesity
  3. Medical News Today: How useful is body mass index BMI