كيف اتعامل مع الطفل العنيد

نعلم أن العناد بصفة عامة شيئ سيئ نمتعض منه كثيراً نحن البشر، وقد يولّد العناد العنف في بعض الأحيان ومشاكل أخطر بكثير, لكن عناد الأطفال شئ أخر ليس كمثلنا نحن الكبار، لعلكِ تسألين نفسك كيف اتعامل مع الطفل العنيد ؟

 

ما لا تعلميه عزيزتي الأم أن عناد الطفل ليس صفة به وإنما مرحلة عمرية يمر بها الطفل، إذاً فعناد الطفل شيئ طبيعي لذا من الواجب أن نحسن التعامل معه حتى لا تستاء الأمور ويصبح العناد صفة دائمة في طفلكِ الصغير، هو في النهاية بشر مثلنا يريد من يحتويه ويستوعب احتياجاته، لذا فكوني أنتِ الجسر الذي يعبر به الحياة في أولى مراحله العمرية بدلاً من أن تكوني عائق في طريقه بعنادك معه وبسوء فهمك لشخصيته واحتياجاته او قلة ادراكك في اسباب العناد عند الاطفال بشكل عام

 

الطفل ليس كالآلة التي نملي عليها أوامرنا فتقوم بالتنفيذ، بل هو إنسان يريد أن يصبح له شخصية مستقلة عن الآخرين، الضرب والصراخ به لن يجدي معه نفعاً، بل ستؤثر بالسلب على نفسيته إلى جانب تدمير شخصيته، لذا من الواجب أن تتعاملي بحرص وذكاء مع طفلك حتى لا تفسدي علاقته بكِ.

 

و قد تتواتر مشكلة عناد الطفل مع مشاكل اخرى مترابطة, فعلى سبيل المثال:

 

  1. الطفل العنيد كثير البكاء
  2. الطفل العنيد كثير الحركة
  3. الطفل العنيد و الشقي او المشاغب
  4. الطفل العنيد و العنيف

 

مراحل وطبيعة عناد الطفل:

يبدأ العناد منذ سنة ونصف ويختفي عندما يصل الطفل إلى 3 سنين إذا تم التعامل معه بشكل صحيح وفي حالة تجنب الصراخ والضرب معه، ويعود العناد مع الطفل مجدداً في سن الخامسة ولكن بشكل مختلف، فإذا قالت له الأم أن يفعل أو ألا يفعل شيئ ما سيسألها عن السبب، حيث تزداد أسئلته في تلك المرحلة العمرية وتنمو رغبته في فهم كل شيئ حوله، وهذا للأسف الشديد تقابله بعض الأمهات بضجر وعصبية ظناً منهن أن رغبة الطفل في الفهم ما هي إلى عناد منه وعدم طاعة، ونلاحظ اختفاء العناد عند الطفل في سن السادسة ولكنه يعود مجدداً في سن التاسعة تمهيداً لمرحلة المراهقة.

 

قبل كل شيئ: إحذري من كسر شخصية الطفل

 

ماذا لو قامت الأم بضرب الطفل:

إذا قامت الأم بمقابلة عناد الطفل الطبيعي بضجر وعصبية وضرب، سيستسلم الطفل وسيصبح شخص جباناً وعديم الشخصية ومن ثم يلجأ عقله للعناد السلبي وهنا يكمن الخطر الأكبر، حيث قد تظهر عليه أعراض مختلفة مثل التبول الا إرادي وعنف إلى جانب صعوبة في الكلام،

نعم فلقد نجحت الأم في إسكات الطفل عن الكلام ولكنها لن تستطيع إيقاف جسده عن الحركة، أو من الممكن أيضاً أن تصبح شخصية الطفل قوية جداً ومن ثم يزداد عناده، حيث سيدرك الطفل أن العناد سلوك مقبول طالما أن الأم تعاند معه، وهنا يتحول العناد من مرحلة عمرية إلى صفة تعاني منها الأم كثيراً بعد ذلك، ولكن كيف اتعامل مع الطفل العنيد ؟

(مقال متعلّق)  علاج العناد عند الاطفال

 

ضرب الطفل العنيد ليس حلاً:

نرى الكثير من الأمهات التي تقوم بضرب أطفالها بسبب عنادهم أو أن الطفل يريد تنفيذ شيئ ما والأم غير موافقة عليه، مما يدفعهن إلى العصبية واللجوء إلى الضرب، وهذا خطأ كبير تقع فيه أغلب الأمهات، يجب أن تعرفي عزيزتي الأم أن العناد ممكن ان يكون شيئ إيجابي!

فعندما يقوم الطفل بالعناد فهو يريد أن يقول أن له شخصية مستقلة، ومن ثم يجب علينا أن نفهم أنه كلما كان الطفل عنيداً في الصغر كلما كانت شخصيتة قوية في الكبر، تكمن المشكلة الأكبر عندما تقوم الأم بمقابلة عناد الطفل بعناد أخر ظناً منها أنه يقوم بالعناد نكاية فيها، ومن ثم يشت عقل الأم وتقوم بالصراخ في الطفل الذي يمارس حقه الطبيعي في النمو، يجب أن تعلمي عزيزتي الأم أن العناد مرحلة عمرية في حياة الطفل مثل التسنين والمشي.. إلخ.

 

كيف اتعامل مع الطفل العنيد

 

هنالك نقطتين محوريّتين للجواب على سؤال ” كيف اتعامل مع الطفل العنيد ” , بالتالي تفصيلاََ:

 

1) افهمي ماذا يختبئ وراء العناد:

دعونا نضرب مثال بسيط حتى نستوعب الأمر، نفترض أن الطفل يريد أن يفتح الدولاب من أجل إستكشافه والأم رافضة، كلما أبعدته عن الدولاب ذهب إلى هناك مجدداً بدافع غريزة الاستكشاف عنده، ولكن تظن الأم أن الطفل يقوم بعصيان أوامرها ومن ثم تشعر بالغضب حيال الطفل، الذي يواجه غضبها بإبتسامة وضحك فتعتقد الأم أنه يقوم بعنادها ومن ثم تقوم بالصراخ في وجه الطفل واستخدام العنف أحياناً وهنا تكمن المشكلة، كان الأولى لكي عزيزتي الأم أن تقومي بفتح الدولاب أمام الطفل حتى يستكشف ما بداخله تحت إشرافك، أما إذا قام هو بإفساد شيئ ما من وراء ظهرك فلا مشكلة إذاً، إطلبي منه أن يساعدك في ترتيب الأشياء التي أفسدها وقتها سيتعلم النظام دون أدنى عصبية، ولا تتردي في سؤال أخصائي التربية عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد إذا استدعى الأمر.

 

2) عاملي طفلك العنيد بذكاء ودعيه يختار:

تذكري عزيزتي الأم أن الغضب والعصبية الشديدة تؤذي طفلك العنيد، عندما تزداد الأمور سوءاً وتشعري أنكِ على وشك أن تفقدي أعصابك، لا بأس إذاً اتركيه ثواناً وفكري مع نفسك بهدوء ثم عودي إليه، تذكري أيضاً أن قيامك بأفعال مثل الضرب أو السب تهدم شخصية الطفل وتجعله أكثر عناداً، الطفل لا يحتاج إلى الضرب أو العصبية في المعاملة هو فقط يحتاج إلى الذكاء، دعونا نضرب مثال بسيط حتى أوضح الأمر، بدلاً من أن تقولي له تعالى حتى تأكل ويقابل طلبك بالرفض، فالأفضل أن تقولي له “ماذا تحب أن تأكل اليوم؟! أرز أم مكرونة؟!” ومن ثم لا مجال أن يقابل طلبكِ بالرفض، نفس الأمر أيضاً عند اللبس، أنتِ لا تريديه أن يرتدي القميص الأبيض إذاً فلتقومي بإخفائه من أمامه وإظهار له الأشياء المسموح له بإرتدائها، وفي رواية أخرى دعيه يختار ضمن خياراتك، وبالتالي سيفعل ما أردتيه أن يفعله دون عناد أو عصبية أو ضرب.

(مقال متعلّق)  طرق عقاب الطفل فى المراحل العمرية المختلفة

 

نصائح هامة عند معاملة الأطفال

 

1) كيف تربي طفلك بشكل صحيح:

بعض من الأمهات تبرر ضربها للطفل بقول أنه يقوم بإحراجها أمام الآخرين، فهل هذا معقول؟! أن تقومي بتدمير شخصية طفلك وجعله جباناً من أجل هيئتكِ أمام الآخرين!!، تذكري عزيزتي الأم أنه لا يجوز معاقبة الطفل في أول سنتين من عمره، بل التكشير في وجه فقط في حال قام بشيئ خطأ وهو سيستوعب الأمر من نفسه، إلى جانب مدحه في حال أنه قام بشيئ جيد حتى يدرك ما هي الأشياء الجيدة ويقوم بتكرارها.

 

و لا يصح أن يبقى كل دورك في تربيته هو إعطاء الأوامر والتوعد له فقط، الطفل يعاند لأنه يريد أن يبقى له رأي وشخصية مستقلة، تذكري عزيزتي الأم أنكِ لا تقومي بتربية حيوان أليف يجب عليه طاعة كل أوامرك بل إنسان يريد أن يكون له كيان خاص به، مهما حدث من الطفل لا تقدمي على ضربه أو إيذائه خصوصاً في مراحله العمرية الأولى، إذا فعل الطفل أي مكروه أو قام بفعل خطأ لا تستخدمي العنف معه أياً كان ما فعله، هدأي من روعك وحاولي أن تصلحي ما أفسده هو بمساعدته، تذكري عزيزتي الأم أن الضرب يؤثر جداً على شخصية الطفل بشكل سلبي ونفسية الأطفال تتأثر بأي شيئ.

 

2) كوني صبورة في تعاملك مع الطفل:

فعندما يقوم برفض طلبك حاولي أن تفهمي سبب رفضه، ففي أغلب الأحيان سيكون رده أنه مشغول باللعب أو شيئ ما، بالظبط كما يفعل الكبار فهو يمارس حقه في الرفض أو تأجيل الأشياء، ومن ثم يجب عليكي أن تستوعبي هذه النقطة وتعطيه الفرصة للتعبير عن رأيه والاستقلال بشخصيته، من الأفضل أيضاً عدم الإكثار من كلمة “لا” في ردودك مع الطفل لأنه ببساطة يتعلم منك ويقوم بتقليدك ومن ثم سيقابل معظم طلباتك بالرفض.

 

3) تجنبي إصدار الأوامر لطفلك:

من الأفضل أن تقومي بتحديد الخيارات أمامه فيما تراه أنتي مناسباً وذلك تفادياً لقيام الطفل بفعل أشياء لا تريدي أن يفعلها، إذا أردتيه ألا يفعل شيئ ما فمن الأفضل أن تخبئي هذا الشيئ بعيداً عنه تجنباً لمرحلة العناد والخلاف بينكما، وتذكري دائماً أنه في النهاية طفل وليس إنسان واعي وكامل مثلك عزيزتي الأم، فلا يصح أن تضعي رأسك برأسه بل من الأفضل أن تكوني مرنة مع طلباته، تجنبي صيغة الأمر في كل تعاملاتك معه فبدلاً من القول له (إفعل الشيئ كذا) من الأفضل أن تقولي له (هيا بنا لفعل كذا) أو (حان وقت فعل كذا)، فهذا يساعد على تعزيز شخصيته والنمو بطريقة سليمة، إلى جانب تجاوبه معكِ في كل طلباتك وتفادي العناد من جانبه.

 

4) خذي وقتاً للتحدث مع طفلك كل يوم:

على الأرجح أنه لن يستمع إليكِ على الإطلاق، فقد يستغرق الأمر بضع محاولات من جانبك قبل أن تتمكني حقاً من إقناعه بشيئ ما، من الأفضل أيضاً أن تتركي المجال لطفلك لكي يفكر، اسأليه عن أسباب فعل شيئ أو لماذا يجب عليكِ الامتثال لطلباته، اجعليه يفكر في مساعدتكِ في فعل شيئاً ما.

(مقال متعلّق)  اسباب الكذب عند الاطفال

 

تذكري عزيزتي الأم أن التعامل مع الطفل مثل الكبار, يجب عليكي أن تمنحيه فرصة للتعبير عن نفسه واحتياجاته، أما إذا وصلتي معه إلى نقطة الخلاف حاولي التفاوض معه بهدوء، وليس صحيح أن الاطفال لا يمكنهم عمل مفاوضات ناجحة، الأهم أن تحدثيه بهدوء وليس بأسلوب تهديد، إلى جانب أن تبقي صوتك منخفضاً فلا ترفعيه أبدا أو تستخدمي العنف إتجاه طفلك، لأن هذا سيجعله أكثر عداونية وعنف اتجاهك.

 

5) استخدمي أسلوب (التواصل قبل التوجيه):

كما ينصح أخصائي التربية والعلاج النفسي، على سبيل المثال قبل أن تصطحبي الطفل نحو غرفة النوم خذي بضع دقائق للجلوس بجانبه ,أظهري له الاهتمام باللعبة التي يلعب بها أو البرنامج التلفزيوني الذي يحرص على مشاهدته، حاولي أن تقومي بطرح بعض الأسئلة الجيدة عليه أو قولي شيئاً داعماً له مثل “أستطيع أن أرى لماذا يعجبك هذا العرض” أو “إنه مضحك حقا”،عندما يشعر الأطفال بأنهم على اتصال بك فمن المرجح أن يفعلوا ما تطلبوه منهم بعد ذلك.

 

6) حاولي الحفاظ على الراحة لطفلك:

وتوفير له السعادة والهدوء في المنزل، فلا يجب أن يشعر طفلك بالسوء تجاه والديه أو منزله، حاولي أيضاً خلق جو من الاحترام المتبادل والتفاهم والمودة بينكما، تأديب طفلك هو أيضاً ضروري ولكن تأكدي أنكِ تفعلي ذلك بكل مودة وحرص، فلا يجب أن تستخدمي معه عبارات التهديد والوعيد مثل (أنا أقول لك أن تفعل ذلك) أو (افعل ذلك دون جدال)، فبدلاً من تهديده بهذا الأسلوب حاولي إقناعه بأهمية إتباع القواعد المنصوص عليها في المنزل.

 

من الأفضل أن تدعي طفلك يتعلم من خلال اللمس، فالطريقة الوحيدة التي يعرف بها الطفل الأشياء تكون من خلال لمسه لها، فمثلا هناك موقد نار وتريده الابتعاد عنه لكنه مصمم على الإقتراب منه، دعيه يقترب ويلمسه بنفسه مالم يكن هناك خطراً عليه لكي يشعر بحرارته ويبتعد عنه.

 

7) حاولي ألا تقومي بمقابلة عناد الطفل بعناد أخر:

لأن الطفل يقوم بتقليدك وليس العناد معكِ، ألم تلاحظي أنه يقوم بترديد الكلمة عليكي بكلمة والصراخ بصراخ!! إذاً فمن الأفضل أن تحسني معاملته حتى يحسن هو معاملتك، فلا تقومي بالعناد معه وضربه حتى لا يعاند وتظهر عليه أعراض العنف، من الأفضل أن تحتويه وتقربي من وجهة نظره لأنه في النهاية إنسان ولديه شخصية وكيان وليس حيوان أليف، حاولي أن تتفهمي قدرات وإحتياجات طفلك وتتجاوبي معه بدون إحداث له أيه أضرار نفسية قد تدمر حياته في المستقبل.

 

المراجع

  1. NewkidsCenter
  2. WikiHow
  3. Parenting.com