كيفية تربية الاطفال تربية سليمة

قال الله تعالى في كتابه العزيز ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )، فالأبناء هم الهبة التي رزقها الله للآباء والأمهات لكي تمنح حياتهم البهجة والسعادة، ولا قيمة أكبر من تربية الاطفال تربية سليمة نفسيًا وصحيًا وعقليًا.

 

ولكن تربية الاطفال تربية سليمة لا تعني فقط مراعاة احتياجاتهم الأساسية، وإنما ذلك المجهود المبذول من الآباء لتربية أجيال قادرة على إفادة نفسها ومجتمعها، دون تشوهات نفسية.

 

ومن المعروف أن لكل أسرة طريقتها ونظامها في تربية أبنائها، فهناك من تعتمد على الحزم في التعامل مع الأطفال، وأخرى تتسم باللين، بينما هناك أسر تفضل لغة الحوار والمناقشة مع الطفل،

 

ولذلك لمعرفة الأسلوب الأفضل في تربية الاطفال تربية سليمة قسّم الباحثان روبرت لارزيلير، و سادا نولز بجامعة أوكلاهوما، أساليب التربية إلى نوعين :

 

أولاً: النموذج التربوي الإيجابي :

وهو الذي يعتمد على لغة الحوار لتعليم الطفل وفهم احتياجاته، وهذا الأسلوب يبتعد عن أساليب التمييز بين الأطفال، ومقارنتهم بآخرين، أو العقاب البدني، أو حتى إحباط الطفل تشكيكه في قدراته.

 

حيث يقوم الآباء في هذا النموذج بإيجاد طرق وسطية لحماية أطفالهم دون اللجوء إلى المواجهات، فيعاملون أطفالهم باحترام، ويكونون صداقات معهم ويعطونهم أسباب وبدائل لأي فعل، بدلًا من إملاء الأوامر.

 

وهذا الأسلوب التربوي له قدرة على تنمية شخصية الطفل الاستقلالية وقدرته على الاعتماد على الذات في تصرفاته.

 

ثانياً: النموذج التربوي السلوكي : 

وفي هذا النموذج يتبع الأباء الأسلوب الحازم في التربية، كضرورة اتباع الأوامر، والعقاب المادي، وحرمان الطفل من بعض الامتيازات أو الضرب، وفي هذا النموذج يهدف الآباء إلى تنشئة شخصية الطفل.

 

و في دراسة أجراها نفس الباحثين السابقين على 102 سيدة وأبنائهن، رأوا أن الآباء يدمجون بين هذه النماذج بحسب تصرفات الأطفال، ولكنهما اكتشفا أن الأسلوب الإيجابي وإعطاء الأطفال الأسباب والبدائل لأفعالهم أكثر فعالية، بالإضافة إلى ضرورة استخدام لغة الحوار مع الأطفال، على الرغم من أن كمية هذه الحوارات قد تكون لها أثر سلبي، فالعبرة هنا بجودة الحوار وليس الكمية.

(مقال متعلّق)  نصائح ذهبية للامهات

 

وقد استنتجت الدراسة أيضًا والتي تحمل عنوان (الأطفال يحتاجون كلًا من التربية الإيجابية والجزاء الملائم) ، أن الأكثر فعالية في التربية هو توازن وملائمة استجابة الأباء لأفعال أطفالهم, بمعنى أن الآباء غير ملزمين باختيار نموذج واحد لاتباعه في تربية أبناءهم ولكنهم يجب أن يراعوا مدى ملائمة استجابتهم لهذا الفعل، فمن المؤكد أن الطفل يحتاج لكثير من الشروحات والأسباب التي يجب أن يعرفها ويقدمها له الأباء وهو ما يعلمه الاستقلالية وتحمل مسؤولية تصرفاته فيما بعد، لذلك على الآباء أن يوازنو بين لغة الحوار والحزم في التربية.

 

 

 أفضل النصائح في تربية الاطفال تربية سليمة :

 

1. أظهر الحب دائمًا لطفلك: 

مشاعر الحب والانتماء للطفل ستزيد من التأثير الإيجابي عليه، بينما البخل في المشاعر وعدم إظهار الحب للأبناء قد يكون سببًا في بناء سلوك عدواني عند الطفل، لذلك من المهم تقديم الدعم دائمًا للطفل ومساندته وفهم احتياجاته، وإظهار المشاعر بتقبيل الطفل واحتضانه.

 

 

2. علم طفلك الأخلاق الحميدة :

الصدق والأمانة والذوق في المعاملة واحترام الآخر هي من اهم عناصر تربية الاطفال تربية سليمة ، كل هذه الصفات وأكثر يجب أن تعلمها لطفلك، كأن يقول (شكرًا) إذا قدم له شخص المساعدة، أو أن يطلب ما يريد بأدب وذوق، أو أن يحترم الكبير ولا يعلو بصوته عليه، وآداب المائدة، وحسن استقبال الضيف، كل هذه السلوكيات يجب أن يتعلمها الطفل منذ صغره.

 

 

3. كن أنت القدوة :

من شابه أباه فما ظلم، لهذا على الآباء أن يكونوا قدوة لأطفالهم، لذلك لا تأمر طفلك بالأمانة والصدق، وأنت تكذب أمامهم، فالأطفال يراقبون الكبار ويفعلون مثلهم، ومن المعروف أن لا أحد كامل وأن كل بني آدم خطّاء، لذلك استغل الفرصة فإذا وقعت في خطأ ما أمام طفلك اتخذ ذلك فرصة للتحدث عن ذلك الخطأ ولماذا هو ضار وغير مفيد.

 

(مقال متعلّق)  دور الام في تربية الابناء

 

4. تجنب حدوث مشاكل عائلية أمام طفلك :

من اسس تربية الاطفال تربية سليمة الحد من الصراعات الأسرية والمشاكل أمام الأطفال، لأن تلك المشاكل قد تسبب لهم الاكتئاب، والقلق، والشعور بالذنب، لذلك إظهار الحب والاحترام من الآباء لبعضهم البعض سيحقق للطفل الأمان والحب اللذان يحتاجهما، أما العنف البدني للأزواج فسيكون عاقبته طفل عدواني مثير للمشاكل.

 

 

5. إدماجهم في الأنشطة الاجتماعية :

أكد باحثون من جامعة بنسلفانيا أن المهارات الاجتماعية للأطفال خلال مرحلة الروضة تؤثر في بناء شخصياتهم في فترة المراهقة والشباب، وأجريت هذه الدراسة لمدة 20 عامًا على 200 طفل في مرحلة الروضة حتى وصولهم إلى سن الخامسة والعشرين.

 

حيث كان الأطفال الذين يندمجون في الأنشطة الاجتماعية ويساعدون الآخرين، ويتعاونون مع من في سنهم، أكثر قدرة على الحصول على شهادة جامعية ووظيفة بدوام كامل قبل سن الخامسة والعشرين، أما الذين لم ينم فيهم أولياء أمورهم تلك المهارات الاجتماعية كانوا أكثر عرضة للإدمان والسجن.

 

ولذلك أوضحت الدراسة أهمية أن يتم تنمية مهارات الأطفال الاجتماعية وتنمية حب مساعدة الغير والتعاون معهم، وقد يكون ذلك بإدماجهم في الأنشطة التطوعية ومساعدة الفقراء منذ صغرهم، فيكتسبون في شبابهم مهارات العمل الجماعي والتعاون.

 

6. اجعله مسئولًا منذ الصغر :

بمعنى أجعله هو المسئول عن ترتيب غرفته، أو المساعدة في إعداد الطعام وتنظيم السفرة، أن يكون هو المسئول عن تنظيم ما بدر منه من فوضى، كذلك المساهمة في مسئوليات البيت الخفيفة، كل ذلك سيعلمه المسؤولية، وسيجعله يشعر بإنجاز وسعادة لمبادرته ومساهمته في الأعمال المنزلية .

 

 

7. الإشادة بمجهوده دائمًا :

استنتجت دراسة لجامعة ستانفورد أن عند الإشادة بشئ جيد فعله الطفل يجب الإثناء على جهده وعمله الشاق لفعل هذا الشئ بدلًأ من وصفه بالذكي أو الموهوب، وذلك لأن وصفه بقدرة فطرية كالذكاء قد تجعله يتردد في مواجهة التحديات في كبره لأنه يعتقد أن سر نجاحه هو قدرته الفطرية، وإنما بالإشادة بجهده المبذول سيجعله يؤمن بإمكانية خوض التحديات بمزيد من الجهد، فالتحصيل العلمي ليس دائمًا دليل على الذكاء، وإنما هو يعتمد على الجهد المبذول في المذاكرة.

(مقال متعلّق)  14 طريقة من طرق تربية الاطفال عمر سنتين

 

8. تشجيعهم وتنمية مهاراتهم :

من المهم أن يتم تشجيع الطفل على تنمية مهارة لديه بعيدًا عن التحصيل العلمي كالالتحاق بتمرين رياضي أو دروس تعلم الآلات الموسيقية، وحتى وإن لم تسمح ميزانية المنزل بذلك، فيمكنك تخصيص وقت له في المنزل للرقص أو الرسم أو التلوين، حيص أثبتت الدراسات أن تلك المهارات تزيد من معدلات ذكاء الأطفال وتجعلهم أكثر انفتاحًا على العالم، كما أن مشاهدة الطفل لوالديه يقومون بتنمية موهبة لديهم يجعله بفكر بالموهبة التي سيختارها ليمارسها معهم.

 

9. تخصيص وقت أسبوعي لمشاركاتهم هواياتهم :

في دراسة لجامعة هارفرد، توصل الباحثون إلى أن الأطفال ترتفع لديهم قيمة الحب والتقدير للآخرين عندما يتم منحهم إياها، وذلك عن طريق تخصيص أوقات معينة لهم في الأسبوع لمشاركتهم أوقات مميزة وجميلة كقراءة قصة لهم قبل النوم أو مشاركتهم إحدى الألعاب.

 

بالإضافة إلى مشاركتهم أفكارهم كأسئلة ما أفضل وقت لك قضيته اليوم، أو ما النشاط الذي فعلته اليوم وكان مفيد، بهذه الأسئلة التفاعلية البسيطة ستجعل لطفلك نظرة عميقة لما يقوم به في يومه بعيدًا عن النظرة السطحية الغير مبالية بما يفعله.

 

وكما أكدت الدراسة التي عرضناها في هذا التقرير فإن لكل أسرة أسلوبها في التعامل مع الطفل، ولكن على الوالدين أن يراعوا مشاعر الطفل ونظرته لنفسه فلا يلجأون إلى العقاب البدنى أو مقارنته بزملائه حتى لا يقللون من ثقته في نفسه وقدراته.

 

المراجع:

  1.  HUFFPOST: Best ways to raise children, according to research
  2. Parents: 7 Ways to Raise a Well-Rounded Kid
  3. Business Insider:  Science says parents of successful kids have 17 things in common