قصر النظر

قصر النظر
قصر النظر

ما هو قصر النظر، أعراضه، أسبابه، وطرق علاجه؟

يعتبر قصر النظر حالة مرضية تصيب الرؤية، والتي يرى فيها الأشخاص الأشياء القريبة منهم بوضوح، بينما تظهر الأشياء البعيدة بصورة غير واضحة أو ضبابية. قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر صعوبات في مشاهدة شاشة التلفزيون أو السبورة في المدرسة.

 

ويحدث قصر النظر إذا كانت مقلة العين طويلة جدًا أو القرنية (الغطاء الأمامي الشفاف للعين) منحنية للغاية. ونتيجة لذلك، لا يتركز الضوء الذي يدخل العين بشكل صحيح، فتبدو الأجسام البعيدة غير واضحة وضبابية.

 

ويؤثر قصر النظر على ما يقرب من 30 في المئة من سكان الولايات المتحدة. في حين أن السبب الرئيسي للإصابة بقصر النظر غير معروف حتى الآن؛ هناك عدة أدلة على أن الكثير من الأشخاص قد يرثون قصر النظر من عائلاتهم، أو على الأقل يرثون الميل لتطوير الإصابة به. فإذا كان أحد أو كلا الوالدين مصابًا بالمرض، فقد تتزايد فرص أبنائهم في الإصابة به أيضًا.

 

على الرغم من أن الميل إلى تطوير قصر النظر قد يكون أمرًا موروثًا، إلا أن تطوره الفعلي قد يتأثر بكيفية استخدام الشخص لعينيه؛ إذ أن الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلًا في القراءة، أو العمل على الكمبيوتر، أو القيام بعمل يحتاج لرؤية مكثفة عن قرب قد يكونوا أكثر عرضة لتطوير قصر النظر.

 

وبشكل عام، يحدث قصر النظر لأول مرة لدى الأطفال في سن المدرسة؛ نظرًا لأن العين تستمر في النمو خلال مرحلة الطفولة، فعادةً ما تتطور حتى عمر 20 عامًا تقريبًا. ومع ذلك، قد يتطور قصر النظر أيضًا لدى البالغين بسبب الإجهاد البصري، أو بعض الظروف الصحية الأخرى مثل مرض السكري. (1)

 

اعراض قصر النظر

إن أكثر الأعراض وضوحًا لقصر النظر هو رؤية الأشياء البعيدة بصورة ضبابية، وقد يواجه الأطفال صعوبة في رؤية السبورة في المدرسة، وقد لا يتمكن البالغون من رؤية علامات الطريق بوضوح أثناء القيادة وقد تشمل بعض العلامات الأخرى ما يلي:

 

  • الصداع

  • الشعور بالألم أو التعب في العين

  • العين الحولاء

 

عادة ما تختفي أعراض قصر النظر بعد العلاج باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة. وقد يستمر الصداع وإرهاق العين لمدة أسبوع أو اثنين بينما تتكيف مع النظارات الجديدة أو العدسات اللاصقة.

 

أسباب قصر النظر

يحدث قصر النظر في الأساس عندما تكون مقلة العين طويلة جدًا، بالنسبة إلى قوة التركيز لدى القرنية وعدسة العين. وقد يؤدي هذا إلى تركيز أشعة الضوء عند نقطة ما أمام شبكية العين، بدلًا أن يتركز مباشرة على سطحها.

 

كما يمكن أن يحدث قصر النظر أيضًا بسبب أن القرنية و / أو عدسة العين ينحنوا للغاية بالنسبة لطول مقلة العين. أما في بعض الحالات، يرجع سبب حدوث قصر النظر إلى مزيج من هذه العوامل.

 

يبدأ ظهور قصر النظر عادة في مرحلة الطفولة، وقد تكون هناك خطورة أكبر إذا كان أحد الوالدين مصابًا به بالفعل. وفي معظم الحالات، يستقر قصر النظر في مرحلة البلوغ المبكرة، ولكنه قد يستمر في التطور أحيانًا مع التقدم في العمر.

 

هل طفلك معرض لخطر الإصابة؟

غالباً ما يهتم الآباء -لاسيما أولئك الذين عانوا من قصر النظر، وكان يتعين عليهم ارتداء النظارات الطبية طوال فترة طفولتهم- بأسباب قصر النظر، وما إذا كان محكوم على أطفالهم بالإصابة به أيضًا ولكن لا يجب عليهم أن يقلقوا كثيرًا إذ أن قصر النظر يعتبر خطأ انكساري شائع، ويمكن علاجه بسهولة باستخدام العدسات اللاصقة والنظارات الطبية، وهو ليس مرضًا وراثيًا تمامًا.

 

كما أن قصر النظر لا يؤثر عادةً على الأداء الأكاديمي للطفل، أو يعيقه بأي شكل من الأشكال. في الواقع، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الأطفال الذين يصابوا بقصر النظر يميلون إلى تحقيق أداء أفضل في المدرسة مقارنة بنظرائهم ذوي البصر الطبيعي أو بعد النظر أو اللابؤرية (الاستجماتيزم).

 

أسباب قصر النظر لدى الأطفال

على الرغم من أن السبب الرئيسي وراء إصابة أحد الأطفال بالمرض دون عن غيرهم يظل غير مفهومًا، فقد يبدو أمرًا وراثيًا، ولكنه ليس السبب الوحيد وبعبارة أخرى، إذا كان كلا الوالدين مصابين بالمرض، فسوف تزداد المخاطر بالنسبة لأطفالهم أيضًا. ولكن لا يمكنك التنبؤ بمن سيصاب بقصر النظر بمجرد النظر إلى شجرة عائلته.

 

قد يظل سبب (أو أسباب) قصر النظر أمرًا غامضًا، لكن اكتشف بعض الباحثون حديثًا شيئًا عن تطور قصر النظر مثير للاهتمام للغاية، وهو أن النظارات التقليدية والعدسات اللاصقة التي تم وصفها لسنوات لتصحيح قصر النظر قد تزيد في الواقع من خطر تفاقم المرض طوال فترة الطفولة!

 

كما يقوم العديد من هؤلاء الباحثين بمحاولة إيجاد بعض التصاميم الجديدة للعدسات، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تطوير العدسات اللاصقة أو النظارات التي يمكنها التحكم في قصر النظر، ووقف أو إبطاء تطوره أيضًا لدى الأطفال.

 

تشخيص قصر النظر

قد يستخدم الفحص اللازم لقصر النظر عدة إجراءات لقياس كيفية تركيز الضوء على العين، وتحديد قوة أي عدسات بصرية مطلوبة لتصحيح الرؤية المتضررة.

 

وكجزء من هذا الفحص، سوف يقوم المريض بتحديد بعض الحروف على لوحة بعيدة المسافة. ويقيس هذا الفحص مدى حدة البصر، والتي تُكتب على شكل كسر مثل 6/12.

 

الرقم الأعلى للكسر هو المسافة القياسية التي يُجرى بها الفحص (6 متر). أما الرقم السفلي هو أصغر حجم لحرف يمكن قراءته على اللوحة. فسيتعين على الشخص الذي لديه نسبة 6/12 من الحدة البصرية أن يصل إلى مسافة 6 متر للتعرف على الحرف الذي يمكن رؤيته بوضوح عند 12 متر إذا كانت عينه سليمة. المسافة البصرية الطبيعية هي 6/6.

 

وباستخدام جهاز يسمى محرك الإبصار، يضع طبيب العيون عددًا من العدسات أمام عينيك ويقيس كيفية تركيز الضوء باستخدام أداة يمسكها في يده تُسمى منظار الشبكية (جهاز يستعمل لتقرير قدرة العين على كسر الضوء عن طريق توجيه الضوء على الشبكية).

 

أو قد يختار الطبيب استخدام أداة آلية لتقييم قوة التركيز لدى العين. ثم يختار لك العدسات المناسبة، التي تسمح لك بأوضح رؤية، بناءً على ردودك عليه ويمكن لطبيب العيون إجراء هذا الفحص دون استخدام قطرات العين، لتحديد كيفية استجابة العين تحت ظروف الرؤية العادية.

 

لكن في بعض الحالات، مثل حالات المرضى الذين لا يستطيعون التجاوب لفظيًا، أو عندما تختفي بعض من قوة التركيز في العين، فقد يستخدم الطبيب قطرات العين حينها. وتحافظ هذه القطرات على وضع تركيز العين أثناء الفحص.

 

وباستخدام المعلومات المتوفرة من هذه الفحوص، جنبًا إلى جنب مع نتائج فحوص أخرى لتركيز العين، يمكن أن يحدد طبيب العيون الخاص بك ما إذا كان لديك قصر النظر أم لا. وسيحدد أيضًا قوة العدسة اللازمة لتصحيح الرؤية، لتوفر لك رؤية أوضح. وبمجرد اكتمال الفحص، يستطيع الطبيب مناقشة خيارات العلاج المتاحة معك.

 

علاج قصر النظر

يمكن علاج وتصحيح قصر النظر باستخدام النظارات والعدسات اللاصقة، أو عن طريق إجراء جراحة الانكسار. واعتمادًا على درجة قصر النظر لديك، فقد تحتاج إلى ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة طوال الوقت أو فقط عندما تحتاج إلى النظر بعيدًا، مثل القيادة أو رؤية السبورة أو مشاهدة فيلم.

 

الخيارات الجيدة لعدسات النظارات من أجل قصر النظر تشمل العدسات عالية الجودة (لنظارات أنحف وأخف وزنًا)، والطلاء المضاد للانعكاس. كما يمكنك أن تأخذ في اعتبارك استخدام العدسات الضوئية لحماية عينيك من الأشعة فوق البنفسجية، والضوء الأزرق ذو الطاقة العالية، والتخلص من الحاجة إلى النظارات الشمسية عندما تكون خارج المنزل.

 

في حالة إذا كنت مصابًا بقصر النظر، فسوف يسبق الرقم الأول (sphere) على وصفة النظارة أو العدسات اللاصقة الطبية علامة ناقص (-). كلما ازداد هذا الرقم، كلما كنت أقصر في النظر بينما يمكن أن تقلل جراحة الانكسار أو حتى تلغي حاجتك إلى هذه النظارات أو العدسات اللاصقة، ويتم إجراء معظم هذه العمليات باستخدام الليزر.

 

  • في عملية اقتطاع القرنيَّة الضوئيّ الانكِساري:

يزيل الليزر طبقة من نسيج القرنية، والذي يسطح القرنية ويسمح للأشعة الضوئية بالتركيز بشكل أكثر دقة على الشبكية.

 

  • عملية الليزك:

بينما في عملية الليزك -الجراحة الانكسارية الأكثر شيوعًا- يتم صنع سديلة رقيقة على سطح القرنية، ويزيل الليزر بعض من نسيج القرنية، ثم يتم إرجاع السديلة إلى موضعها الأصلي.

 

ثم هناك أيضًا علم سوائية التقرن، وهو إجراء غير جراحي، حيث ترتدي فيه عدسات لاصقة صلبة في الليل والتي تعيد تشكيل القرنية أثناء النوم. وعندما تنزع هذه العدسات في الصباح، فإن القرنية تحتفظ بشكل مؤقت بالشكل الجديد، بحيث يمكنك الرؤية بوضوح خلال اليوم دون نظارات أو عدسات لاصقة.

 

وقد أثبت هذا النوع من العلاج فعاليته في تصحيح مؤقت لحالات خفيفة إلى معتدلة من قصر النظر. وهو بديل جيد لعمليات الانكسار الأخرى، خاصة في حالة إذا كان الشخص ما زال صغير السن ليخضع لجراحة الليزك، أو لديه بعض الأسباب الأخرى التي قد تمنعه من ذلك.

 

وتعتبر العدسات القابلة للزرع أحد خيارات العلاج الجراحي لتصحيح قصر النظر، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بحالات متقدمة من المرض، أو يمتلكوا قرنيات أرق من المعتاد والتي يمكن أن تزيد من خطر حدوث مضاعفات من عملية الليزك أو إجراءات تصحيح الرؤية بالليزر الأخرى وهي تعمل مثل العدسات اللاصقة، ولكنها توضع جراحيًا بداخل العين وبصفة دائمة، مما يعني أنها لن تحتاج إلى التغيير.

 

السيطرة على قصر النظر  

مع تعرض المزيد من الأشخاص لقصر النظر في هذه الأيام، هناك اهتمام واضح لإيجاد طرق للسيطرة على تطور قصر النظر في مرحلة الطفولة، وقد تم تجربة عدة تقنيات لهذا الغرض.

 

في الآونة الأخيرة، أبلغ باحثون في نيوزيلندا عن نتائج مشجعة من استخدام العدسات اللاصقة اللينة (ذات التركيز المزدوج) المصممة خصيصا للتحكم في قصر النظر عند الأطفال الذين يعانون منه.

 

وتمتلك هذه العدسات التجريبية طاقة أقل في محيط العدسة مقارنة بالمركز، ويعتقد أن هذه «البؤرة المحيطية» قد تقلل الميل إلى إطالة أكبر للعين، مما يؤدي إلى تفاقم قصر النظر.

 

في دراسة نشرت في عام 2011، وجد الباحثون أن 70٪ من الأطفال المصابين بالمرض (الذين تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 14 عامًا) والذين ارتدوا العدسات التجريبية في عين واحدة وعدسة لاصقة عادية في العين الأخرى، انخفض معدل قصر النظر لديهم بنسبة 30٪ أو أكثر في العين التي يضعوا بها العدسات اللاصقة مزدوجة التركيز.

 

وعلى الرغم من عدم توفر هذه العدسات اللاصقة المزدوجة التركيز في الولايات المتحدة حتى الآن، إلا أن الأبحاث ما زالت جارية لتقييم فعاليتها على عدد أكبر من الأطفال.

 

المراجع:

  1. AOA: Myopia
  2. Health Line: Nearsightedness
  3. All About Vision: Nearsightedness