ينمو نبات القرنفل في بعض بلدان أسيا وأمريكا الجنوبية ويستخدم الناس زيت القرنفل وأزهاره المجففة وبراعمه وأوراقه وسيقانه في الأغراض الطبية والعلاجية وفوائد القرنفل للاسنان واللثة عديدة وأهمها أنها قادر على تسكين الألم الناتج عن تسوس الأسنان والتهابات اللثة، وهو مطهر للفم ويقاوم الروائح الكريهة.

 

ويتم استخدام القرنفل على اللثة مباشرة للتخلص من ألم اللثة والأسنان وبعض المشكلات الأخرى التي تصيب الفم والأسنان ويمكن استخدام زيت القرنفل أو بذوره أو اوراقه أو سيقانه أو براعمه في الأغراض العلاجية، إلا أن القليل من الدراسات هي التي دعمت فوائد القرنفل للاسنان وللاستخدامات العلاجية الأخرى، بينما يستخدمه الطب الشعبي لهذا الغرض منذ مئات السنين.

 

ويستخدم القرنفل أيضا في صناعة الأغذية لاضفاء النكهة المميزة على الأطعمة والمشروبات المرطبة المختلفة كما يستخدم القرنفل في الصناعة في انتاج معجون الأسنان والصابون ومستحضرات التجميل، وسجائر القرنفل التي تحتوي على نسبة من التبغ تتراوح بين 60 – 80% بينما تكون النسبة الباقية من القرنفل المطحون.

 

المواد الفعالة في القرنفل

إن فوائد القرنفل للاسنان ترجع الى احتواءه على مركبات كيميائية فعالة تساعد على تقليل الألم ولكن يحتاج الأمر الى المزيد من الدراسات للتأكد من تأثيرات هذه المركبات وكيفية عملها.

 

ومن أهم المركبات الفعالة في القرنفل والتي تتمتع بخواص طبية الزيوت العطرية مثل إيوجينول وهو من المركبات الفينولية التي تستخدم في علاج الالتهابات وهو أيضا مقاوم للميكروبات والجرعة الموصى بها من القرنفل للاستخدام اليومي تعادل 2.5 ملليجرام لكل كيلو جرام.

 

فوائد القرنفل للاسنان

إن من أهم الاسباب التي تجعل من القرنفل وزيت القرنفل مهمين في علاج مشكلات الأسنان هو خواص القرنفل المضادة للميكروبات، حيث يثبط زيت القرنفل من نمو البكتريا المسببة للالتهابات ويحمي صحة الفم والأسنان ومن الصحة العامة، ويعد تسوس الأسنان من المشكلات الصحية المزمنة الأكثر شيوعا والتي يعاني منها نسبة كبيرة من الناس في مختلف أنحاء العالم.

 

ويصاب الأطفال أيضا بتسوس الأسنان كما تصل نسبة تسوس الأسنان في البالغين في بعض مناطق العالم الى 90% من السكان في بعض الحالات، ويمكن تجنب هذه المشكلة الخطيرة بالاهتمام بتنظيف الأسنان وتفريشها واستخدام خيط الأسنان وغسول الأسنان وبعض المواد الطبيعية مثل القرنفل الذي يتمتع بخواص مضادة للبكتريا ويحمي الأسنان من التسوس كما يحمي اللثة من الالتهابات.

 

ومن أهم الميكروبات المسببة لتسوس الأسنان البكتريا العنقودية، وأجريت دراسة معملية على هذا النوع من البكتريا استخدم فيها زيت القرنفل ومضاد حيوي من نوع اريثروميسين، وتبين أن زيت القرنفل كان يفوق الاريثروميسين في فاعليته كمقاوم لهذا النوع من البكتريا كما أنه التصق بالأسنان وتمكن من حماية الأسنان من التعرض للتسوس لمدة اضافية.

 

ويعمل زيت القرنفل على تدمير الغشاء الخلوي للبكتريا وهو ما يؤدي الى موت الخلية البكتيرية حيث تفتقد الخلية للحماية ولا تتمكن من التكاثر وتناولت دراسة أخرى تأثيرات زيت القرنفل على البكتريا المسببة لتسوس الأسنان مقارنة بتأثير البنسيللين والكلورامفينيكول وتبين أن القرنفل تمكن من تثبيط نمو البكتريا بمعدل 70% مقارنة بالمضاد الحيوي المستخدم في هذه الحالة.

 

وتشير الدراسات الى أن زيت القرنفل العطري وزيت النعناع العطري وزيت القرفة العطري من المركبات الطبيعية التي لها خواص فائقة في مقاومة البكتريا الممرضة والكائنات الدقيقة المسببة للمرض بما فيها خمائر المبيضات ويستخدم القرنفل في اليابان لحفظ الأطعمة بسبب فاعليته في مجال مكافحة الميكروبات وخاصة التي تتسبب في حدوث التسمم الغذائي.

 

1. يخفف من ألم الأسنان:

إن من فوائد القرنفل للاسنان أيضا قدرته على تخفيف ألم الأسنان حيث يمكن للمصاب بألم الأسنان أو اللثة ان يضع بذور القرنفل بجوار اللثة في المنطقة المصابة بالألم فيتمكن القرنفل من تقليل الشعور بالألم.

 

وترجع الخواص المثبطة للألم في القرنفل الى وجود بعض المركبات به يمكنها أن تقوم بتنشيط قنوات الكالسيوم والكلورايد في الخلايا، وهي تعمل على تثبيط عملية تخليق البروستاجلاندين ومركب السيكوأوكسيجينيز والليبوكسجينيز وكلها عمليات تساهم في تقليل الشعور بالألم.

 

2. القرنفل له خواص مثبطة لنمو الخلايا السرطانية:

أشارت دراسة معملية الى أن القرنفل له امكانيات واعدة في مجال مكافحة الخلايا السرطانية حيث تمكن زيت القرنفل من تثبيط نمو خلايا سرطان الجلد معمليا كما تبين أنه قادر على تقليل حجم الأورام بشكل واضح وتمكن زيت القرنفل من تقليل حجم الورم بمعدل 40% تقريبا من حجمه الأصلي.

 

وفي هذه الدراسة توفيت نصف الحيوانات التي لم تخضع للعلاج بزيت القرنفل من تأثير الأورام السرطانية بينما لم يمت أي من الحيوانات التي استخدم زيت القرنفل في علاجها من المرض ومن فوائد القرنفل للاسنان والفم أنه يقلل من مخاطر الاصابة بالأورام السرطانية التي تصيب الفم ويحسن من صحة اللثة.

 

ويحتوي القرنفل على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والتي يمكنها أن تقي أنسجة وخلايا الجسم من الشوارد الحرة والتي تتسبب في اضطراب عمل الخلايا وتصيبها بالتلف ويمكن أن تؤدي في النهاية الى الاصابة بالسرطان.

 

ويعد القرنفل وغيره من التوابل من أهم الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من مضادات الأكسدة بما فيها الميرمية والأوريجانو ويحتوي القرنفل على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تحفز من عمل جهاز المناعة.

 

3. يحسن من صحة اللثة والفم:

يعمل زيت القرنفل على حماية صحة الفم واللثة والأسنان وهو من العلاجات التقليدية التي استخمت في الطب الشعبي منذ القدم للتخلص من ألم الأسنان ويعمل مركب ايوجينول على تثبيط حساسية المستقبلات التي تساهم في الشعور بالألم وعدم الارتياح ويحتوي القرنفل على مركب بيتا كاريوفيللين والذي يمكن أن يساعد على التخفيف من الألم وعدم الارتياح بشكل سريع.

 

4. التخلص من رائحة الفم السيئة:

إن التخلص من رائحة الفم السيئة أحد فوائد القرنفل للاسنان حيث أنه يتميز بخواصه المطهرة والمقاومة للالتهابات وبالاضافة الى ذلك فإن له رائحة عطرة ونكهة جيدة، ويمنح الفم النظافة والرائحة المقبولة.

 

5. فوائد اخرى للقرنفل:

بالاضافة الى فوائد القرنفل للاسنان فإنه يمكن أن يساعد ايضا على علاج العديد من المشكلات الصخية الأخرى وهو يحسن من صحة الجسم عموما ومن فوائد القرنفل الأخرى للجسم أنه يحسن من صحة الجهاز الهضمي ويقلل من الغازات والانتفاخات ويقلل من تراكم الغازات في المعدة ومن الشعور بعدم الارتياح وهو فعال ضد الغثيان والفواق والغثيان الناتج عن الحركة وضد القيء.

 

ويساهم القرنفل ايضا في تحسين مستويات السكر في الدم ويحتوي القرنفل على مركبات فعالة يمكنها أن تحسن من مستويات السكر في الكبد وفوق ذلك فإن القرنفل مفيدا في حماية صحة العظام ويعد مركب ايوجينول الموجود في براعم القرنفل الجافة على حماية كثافة العظام وتقليل معدلات فقدان الكتلة العظمية.

 

وأشارت بعض الدراسات الى أن المناطق الأسيوية التي تستخدم القرنفل في الاستخدامات اليومية تنخفض لديهم معدلات الاصابة ببعض الأمراض مقارنة بالغربيين ويرجع ذلك الى أن هذه المناطق تعتمد على القرنفل والأغذية الاخرى التي لها خواص مشابهة للقرنفل مثل الكركم والفلفل الأسود والقرفة والزنجبيل وكلها أغذية تقلل من الالتهابات وتدعم صحة المخ والجهاز العصبي وهي تقاوم علامات التقدم في العمر.

 

الجرعات الموصى بها من القرنفل

يمكن استخدام القرنفل في صور عديدة فهو يتوافر في صورة توابل وفي صورة زيت عطري كما يمكن شراء البذور أو البراعم أو الأزهار المجففة ويعد الزيت العطري من أكثر صور القرنفل تداولا وشيوعا في الاستخدام.

 

ويستخدم زيت القرنفل موضعيا لعلاج ألم الأسنان الناتج عن التسوس بصفة خاصة حيث يمكن وضع خنمسة قطرات تقريبا من زيت القرنفل على قطنة طبية نظيفة ثم وضعها مباشرة على مكان الألم.

 

الأثار الجانبية للقرنفل

يعد القرنفل أمنا بالنسبة للغالبية العظمى من الناس في حالة تم تناوله عن طريق الفم بكميات متوسطة كما هو الحال عند اضافته الى الغذاء لاضفاء النكهة المميزة ولا يعرف بشكل محدد تأثيرات الافراط فيه تظهر بعض من اضرار القرنفل.

 

والمراهم والكريمات التي يدخل القرنفل في تركيبها عادة ما تكون أيضا أمنة للغالبية العظمى من الناس عندما يتم استخدامها مباشرة على سطح الجلد ولكن عند استخدام القرنفل على اللثة مباشرة لفترات طويلة فيمكن أن يتسبب في حدوث تلف باللثة أو بجذور الاسنان أو بالأغشية المخاطية.

 

استنشاق الدخان الناتج عن سجائر القرنفل أو الحقن بزيت القرنفل في الوريد يعد غير أمن على الصحة ويمكن أن يتسبب في حدوث اثار جانبية خطيرة في بعض الحالات بما فيها صعوبات التنفس وأمراض الرئة.

 

محاذير واحتياطات

 

1. الأطفال:

يعد القرنفل غير أمنا بالنسبة لاستهلاك الأطفال ويمكن أن يصاب الطفل ببعض المشكلات الخطيرة مثل نوبات الصرع أو تلف الكبد عند تناول القرنفل عن طريق الفم كما يمكن أن يؤدي الى عدم اتزان السوائل بالجسم.

 

2. الحمل والارضاع:

يعد القرنفل امنا عند تناوله عن طريق الفم بكميات معتدلة كما هو الحال عند اضافة القرنفل الى الأغذية لاضفاء النكهة عليها، ولا يوجد دراسات وتفية أو معلومات حول مدى أمان تناول القرنفل في حالات الحمل والارضاع ولذلك يفضل في هذه الحالة البقاء على الجانب الأمن وعدم تناوله خلال هذه الفترة.

 

3. اضطراب النزف:

يحتوي زيت القرنفل على مادة كيماوية فعالة تعرف باسم ايوجينول والتي يمكن ان تبطيء من عملية تجلط الدم وهناك دراسة تشير الى ان تناول القرنفل يمكن ان يتسبب في حدوث نزيف وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نزفية.

 

4. الجراحات:

لا يفضل ابدا تناول القرنفل قبل اجراء العمليات الجراحية ويرجع ذلك الى تأثيراته على تجلط الدم، حيث أن مركب ايوجينول يتسبب في زيادة زمن النزف والتجلط ما يمكن ان يؤدي الى اصابة المريض بالنزف اثناء الجراحة ويؤخر من التئام الجرح.

 

زراعة القرنفل

يحتاج القرنفل الى الكثير من الصبر لزراعته منذ وضع البذور في التربة وحتى الاثمار وهو ما يتطلب من 15 الى 20 عاما وهو ينمو في المناطق الاستوائية وبصفة خاصة في المنطقة 10، 11، كما يمكن للأشجار ان تنمو في المناطق المدارية وان كانت في بعض الحالات لا يزهر النبات في هذه المناطق ما يعني انه لن ينتج البذور.

 

المكملات الغذائية التي تحتوي على القرنفل

للقرنفل نكهة قوية للغاية وقوام يمكن ان لا يكونا مفضلين عند الكثير من الناس ولكن لا يمنع ذلك من امكانية اضافة القرنفل الى النظام الغذائي اليومي ولتجنب نكهته القوية يمكن اضافة قطعة منه على قهوة الصباح لمنحها النكهة.

 

ويمكن ايضا استخدام زيت القرنفل لهذا الغرض أو القرنفل المسحوق وكل هذه الصور متواجدة في متاجر بيع الأغذية كما أنه يتوفر في صورة كبسولات مكملات غذائية تحتوي على مستخلص القرنفل.

 

المراجع:

1. Web MD: CLOVE
2. Global Healing Center: The Health Benefits of Cloves
3. Mercola: Cloves Can Help Improve Your Oral Health and Immune Function