عمليات تصحيح النظر (انواعها, فوائدها, مخاطرها)

عملية تصحيح النظر وأنواعها وفوائدها ومخاطرها وأنسب الأشخاص لها

تتنوع طرق إجراء عملية تصحيح النظر وفقا لعمر الشخص وحالته الصحية العامة وحالة عينيه خصوصا، والفوائد التي ستعود عليه وأيضا المخاطر المحتملة، فليس كل سن وكل حالة يصلح لها نفس العملية.

 

فإذا كنت تعاني من قصر النظر أو بعد النظر أو الاستجماتيزم فيمكن لإجراء جراحة في العين أن تعيد الأمور إلى طبيعتها لتحسين حالة البصر، وذلك بعد أن يتم تشخيص الحالة جيدا ويحدد الطبيب البدائل المتاحة أمامك للعلاج ويترك الاختيار النهائي لك مع ذكر مخاطر وفوائد كل إجراء بالإضافة إلى التكلفة المالية.

 

ما هي عملية تصحيح النظر

وعملية تصحيح النظر عبارة عن إجراء شقوق عميقة في القرنية لأغراض تصحيحة، وقد تطورا تلك العملية تطورا كبيرا على مر الـ50 عاما الماضية، وتم استخدام طرق أكثر حداثة للحفاظ على القرنية وهي عادة تفيد الحالات الآتية:

 

  • قصر النظر:

وهي حالة يرى فيها المريض الاشياء القريبة بشكل واضح للغاية، لكن عندما تبعد تكون الرؤية ضبابية للغاية، وهذا يكون عادة بسبب انحدار شديد في القرنية مما يفقدها قدرتها على التركيز فتكون الأشياء البعيدة غير واضحة.

 

  • طول النظر:

وهي عكس الحالة السابقة إذ يرى المريض الأشياء البعيدة بوضوح تام، ويمكنه قراءة الترجمة على التلفزيون مثلا عن بعد، لكن لا يستطيع قراءة ورقة أمام عينيه، حيث تكون الأشياء القريبة ضبابية، وهنا تكون القرنية مسطحة للغاية مما يؤدي إلى هذا التشويش.

 

  • الاستجماتيزم:

وهو الرؤية المشوهة أو غير الواضحة سواء للاشياء القريبة أو البعيدة بسبب سطح العين غير المنتظم في الشكل، حيث تحتوي العين وقتها على نقاط بؤرية متنوعة مما يتسبب في تشوه شديد أو متوسط للرؤية.

 

  • طول النظر الشيخوخي:

حيث مع التقدم في السن يمكن أن تبدأ القرنية في التسطح فلا تستطيع التركيز على الأشياء القريبة، وهنا الجراحة تفيد في إعادة وضع القرنية لتركيز الضوء على الجزء الخلفي من العين.

 

وهناك حالة قصر النظر الشيخوخي، وهي تصيب عادة الأشخاص من سن 40-45 عاما، وللأسف لا توجد جراحة تصلح لتصحيح هذه الحالة حتى الآن، ولكن يتم ارتداء النظارات ثنائية البؤرة أو العدسات اللاصقة.

 

أنواع عملية تصحيح النظر

تتعدد أنواع عملية تصحيح النظر ويمكن أن تصلح طريقة واحدة لعلاج أكثر من حالة أخطاء انكسارية في العين، كما في بعض الحالات الأخرى لا تصلح معها إلا طريقة واحدة، وذلك وفقا للحالة الصحية للمريض وسمك القرنية وغيرها من عوامل، ومن أهم أنواع عملية تصحيح النظر:

(مقال متعلّق)  معلومات متكاملة عن إجراءات تصحيح النظر

 

1. الليزك:

وهي تعني دعم القرنية الموضعي بواسطة الليزر، وهي تعتبر الجراحة الأكثر شيوعا الآن لإجراء عملية تصحيح النظر، حيث يقوم الطبيب بقطع جزء رقيق دائري في نهاية القرنية ثم إطلاق ضوء الليزر غير الحراري في المنطقة المطلوبة للتصحيح، فيوجهة إلى مركز القرنية في حالة كان المريض قصير النظر، ويوجهه إلى الأطراف في حالة طول النظر أو يقوم بتسوية سطح القرنية في حالة الاستجماتيزم.

 

ولا تصلح هذه العملية لأي مريض، فيجب أن يكون عموما بصحة جيدة وفي عمر الشباب وليس الطفولة أو الكهولة، فهي عادة تصلح للمرضى بين 18-35 عاما، كما يجب أن تكون حالة العين سليمة والقرنية سميكة، وتتوفر أشكال عدة من الليزك وهي عادة تستغرق حوالي 15 دقيقة لكلتا العينين.

 

2. اللازك:

وهي تختلف عن الليزك في أن الطبيب لا يحدث الشق في القرنية نفسها، ولكن في الغطاء الواقي الرقيق للغاية الموجود على القرنية، ويقوم بنفس ما يفعله في الطريقة السابقة لتصحيح النظر ثم يُعيد وضع الطبقة الخارجية من جديد.

 

وهي تتطب اترداء عدسات لاصقة كنوع من الضمادات لعدة أيام بعد العملية، وهي تستغرق عادة 10 دقائق لكل عين، وهي تناسب أكثر من لديهم قرنية رقيقة للغاية فلا يمكن إجراء الشقوق فيها.

 

3. استئصال القرنية الضوئي:

وهي تعتبر من أول أنواع عملية تصحيح النظر، وهي لا تزال مستخدمة بشكل كبير حتى الآن، وإن كانت ليست شائعة مثل الليزك، حيث تستسغرق وقتا أطول للشفاء.

 

حيث يزيل الطبيب في هذه الحالة الغطاء الخارجي للقرنية تماما والتي ستنمو من جديد لتتخذ شكل القرنية بعد التصحيح، وهو يستخدم عادة للتصحيح نفس الطريقة السابقة لليزك أو اللازك سواء بالتركيز على مركز القرنية أو أطرافها أو سطحها عموما.

 

4. سوبر ليزك:

وهو إجراء تم تطويره حديثا جدا ويستخدم طريقة علاج هي مزيج بين الليزك واللازك مع وجود بعض الاختلافات لمحاولة حل عيوب والتغلب على مشاكل كل طريقة من الطرق السابقة، والتكلفة مماثلة لتكلفة عمليتي الليزك واللازك.

 

5. رأب القرنية:

وهي يمكن أن تفيد الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر، كما تفيد مرضى طول النظر الشيخوخي، حيث يتم استخدام ترددات راديوية حيث يتم تطبيق الحرارة على البقع الصغيرة التي تكون موجودة حول القرنية.

 

حيث تتسبب الحرارة في تمدد القرنية وتغيير انحنائها وفقا لعدد البقع الموجودة والمسافة بينها، ويستمر ثبات النظر لمدة طويلة، لكنه ليس مث الليزك أو اللازك، والتكلفة مشابهة لهما، وهي تتم دون إحداث شقوق في القرنية.

(مقال متعلّق)  عملية الليزك : تقرير كامل

 

6. زرع عدسة داخل العين:

وهي تفيد فقط في حالة قصر النظر المعتدل أو الشديد، حيث تكون العدسات ليصت لاصقة ولكنها قابلة للزرع أما بين القرنية والقزحية، أو يضعها خلف القزحية بشكل مباشر، وذلك دون إزالة العدسة الطبيعية في العين أو إجراء أي شقوق في القرنية، وهي تعتبر من أغلى عمليات تصحيح النظر ويصل سعرها إلى الضعف تقريبا.

 

7. استبدال العدسة:

وهي تفيد الأشخاص الذين يعانون من طول النظر وطول النظر الشيخوخي، حيث يتم استبدال العدسة تماما ووضع عيون صناعية داخل تجويف العين، وهي أيضا من العمليات مرتفعة التكلفة إلى حد كبير.

 

فوائد عملية تصحيح النظر

تتعدد فوائد عملية تصحيح النظر ومنها:

 

1. تحسن كبير في الرؤية:

بينت الدراسات مدى فاعلية عمليات تصحيح النظر وخصوصا الليزك الذي أصبح اسمه يعني عند العامة عملية تصحيح النظر فلا يعرفون اي نوع آخر عادة للعمليات، وبينت التقديرات أن 95% ممن خضعوا لجراحة الليزك وصلت حدة نظرهم إلى أكثر من 20/20، مما يعني تحسن كبير في رؤية الأشياء القريبة والبعيدة.

 

2. نتائج طويلة المدى:

يمكن لعمليات تعديل النظر أن تستغرق عدة أسابيع لتعديل نهائي للرؤية، ولكن بمجرد استقرار وضع العين فإن النتائج عادة تكون دائمة، وفي بعض الأحيان القليلة يمكن أن يحتاج المريض جراحة مساعدة مع تقدم العمر.

 

3. نتائج أسرع:

معظم عمليات تصحيح النظر تسمح للمريض بالعودة إلى حياته الطبيعية بعد 24 ساعة فقط من الخضوع إلى الجراحة مع متابعة لا تستغرق أكثر من شهر مع الطبيب للاطمئنان على حالة العين والقرنية وقياس النظر.

 

4. جراحة دون غرز أو ضمادات:

عدم وجود ضمادات أو غرز تتيح للمريض نفسه العناية بعينيه بعد الجراحة مباشرة من خلال إغلاقهما أو تجنب غسلهما لفترة من الوقت وغيرها من محاذير يقولها الطبيب ويسهل على المريض التعامل معها.

 

5. تحسن نوعية الحياة:

عملية تصحيح النظر توفر تصحيحا دائما إلى حد كبير للأخطاء الانكسارية في العين مما يصحح النظر لفترة طويلة دون الحاجة إلى عدسات لاصقة أو نظارات معرضة للكسر أو الضياع مما يحسن حياة المريض عموما ويجعله أكثر ثقة في نفسه.

 

كما يوفر عليه مبالغ مالية دائمة لتجديد النظارات والمتابعة مع الأطباء سواء لتعديل العدسات مع تدهور حالة النظر أو شراء نظارات وعدسات جديدة بعد ضياع الأولى.

 

مخاطر عملية تصحيح النظر

رغم فوائدها الكثيرة إلا أنها مثلها مثل أي عملية جراحية أخرى تنطوي على بعض المخاطر التي يجب وضعها في الاعتبار وهي:

 

1. العدوى:

يمكن أن تصاب العين أثناء الجراحة بأي عدوى بعد شق القرنية سواء نتيجة وجود ملوثات على العين وتدخل في القرنية أو بسبب غرفة الجراحة، لذا يجب اختيار مكان له سمعة طيبة، وعموما فحتى العدوى لا تؤثر في نتيجة العملية، ولكنها ستؤخر قليلا مدة الشفاء.

(مقال متعلّق)  تصحيح النظر بالليزك

 

2. التصحيح المفرط:

وهو يحدث في بعض الأحيان عند المبالغة في تعديل شكل القرنية، ولن يمكن للمريض معرفة ذلك الضرر إلا بعد فترة من إجراء العملية يمكن أن تصل إلى شهر، لذا يمكن وقتها إجراء جراحة ليزر مساعدة.

 

3. عدم وضوح الرؤية:

وهو عرض نادر الحدوث للغاية، إذ أن أسوأ ما يمكن أن يحدث في تلك العمليات هو بقاء الوضع على ما هو عليه أو تحسن ضعيف في الرؤية، ولكن تدهور الرؤية يمكن أن يحدث إذا بالغ الطبيب في إزالة الأنسجة الزائدة.

 

4. ضبابية القرنية:

وهي حالة طبيعية تحدث بعد العملية مباشرة، إذ على المريض غالبا أن يضع قطع من القطن على عينيه والبقاء في الظلام أو مغمض العينين قدر الإمكان لمدة 6 ساعات على الأقل من إجراء العملية، وهو عموما عرَض يمكن المعاناة منه في حالة عملية استئصال القرنية الضوئي، وهذا يكون بسبب استخدام دواء ميتوميسين والذي تم منعه حاليا.

 

5. تراجع الرؤية:

يمكن أن تعود العين إلى وضعها الأول بعد سنوات مما قد يتطلب إجراء جراحة أخرى إذا كانت الحالة الصحية تسمح بذلك.

 

6. الرؤية المزدوجة:

حيث يمكن أن يرى المريض انعكاس الأشياء أمام عينيه وخصوصا في الضوء الخافت، حيث تنتج القرنية صورة ثانية مشابهة للتي أمام المريض، ويكون الأفضل أن يعمل الطبيب على مشاهدة ثلاثية الأبعاد للعين لتجنب هذا العرَض.

 

كيف يمكن التحضير لإجراء عملية تصحيح النظر؟

قبل إجراء عملية تصحيح النظر لابد من بعض التحضيرات التي يقوم بها الطبيب والمريض وهي:

 

  • قياس سُمك القرنية لمعرفة كمية النسيج المتبقي بعد العملية، فإذا كانت رقيقة للغاية فهذا لن يتيح إجراء بعض العمليات.

  • استبعاد وجود أي مشاكل في القرنية مثل القرنية المخروطية والتي ستؤدي إلى مشاكل أثناء الجراحة.

  • قياس سُمك لاقرنية في الضوء والظلام لمعرفة رد فعل العين على كل وضع.

  • التحقق من الخطأ الانكساري في العين المصابة وتحديد كمية الضوء المستخدم قبل بدء العملية، وهذا يضمن وجود أخطاء اقل.

  • في حالة ارتداء المريض عدسات لاصقة لتصحيح النظر يمكن أن يطلب منه الطبيب عدم ارتداؤها لفترة من الوقت قبل العملية.

 

المراجع:

  1. E Medicine Health: Vision Correction Surgery
  2. Angies List: 6 Eye Surgery Options to Correct your Sight
  3. Web MD: A Guide to Refractive and Laser Eye Surgery
  4. Optilase: THE 5 BIGGEST BENEFITS OF LASIK EYE SURGERY