علاج نقص فيتامين د

علاج نقص فيتامين د

عند الحديث عن علاج نقص فيتامين د فإن أول سؤال يتبادر الى الذهن هو: هل تنال قسطا كافيا من ضوء الشمس؟ قد يبدو سؤالا سهلا وأمرا يسيرا، ولكن في حقيقة الأمر فإن الكثير من الناس لا ينالون قسطا وافرا من التعرض لضوء الشمس، وقد يرجع ذلك لوجودهم في مناطق تتسم بمناخ غائم أغلب فترات العام، أو بسبب نمط حياتهم الذي يجعل من تعرضهم لضوء الشمس أمرا نادرا.

 

والشمس ليست فقط مصدرا للطاقة والضوء على كوكب الأرض ولكنها تقوم بالعديد من الوظائف ومن ضمنها أنها تمنح الجسم فيتامين د وهي تخفض من ضغط الدم المرتفع وتحارب الاكتئاب وتدعم عمل جهاز المناعة بالجسم ورغم أن المناطق المشمسة تغطي مساحات واسعة من كوكب الأرض الا أن نقص فيتامين د ينتشر بين نسبة كبيرة من الناس، وتحدث أعراض نقص فيتامين د عندما لا ينال الانسان كفايته من هذا الفيتامين الهام.

 

وفيتامين د هو عائلة من الفيتامينات تضم فيتامين د2 وفيتامين د3 وهما الفيتامينان الرئيسيان في هذه العائلة، ويتكون فيتامين د3 عندما تصل الأشعة الفوق بنفسجية الى الجلد حيث تحول أحد المركبات الموجودة تحت الجلد والذي يعرف باسم 7 – ديهيدروكوليستيرول الى فيتامين د3.

 

ويرجع الأطباء انتشار نقص فيتامين د بين نسبة كبيرة من الناس الى تفضيلهم البقاء في الداخل وعدم تعرضهم لأشعة الشمس المباشرة، فالصغار يقضون الكثير من الوقت في الداخل سواء في فصول الدراسة أو أمام الشاشات ويمارسون ألعاب الفيديو وغيرها، والكبار يعملون اغلب أوقاتهم في المكاتب.

 

ويرتبط نقص فيتامين د بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة منها الخرف والشيزوفرينيا وبعض امراض المناعة الذاتية، ففيتامين د يحمي الجسم من خلل المناعة الذي يؤدي الى ظهور أمراض خطيرة مثل التصلب المتعدد والروماتويد والتهاب القولون.

 

كيفية علاج نقص فيتامين د

 

1. تحديد الكميات المطلوبة:

عندما يبدأ علاج نقص فيتامين د عليك أولا أن تحدد النسبة الناقصة والتي يحتاج اليها الجسم من هذا الفيتامين الهام بدقة، وهناك تحاليل متخصصة يمكنها أن تبين مقدار ما لديك من فيتامين د وهو ما يمكن أن يحدد الكميات التي يحتاجها الجسم من الفيتامين.

 

2. المكملات الغذائية:

تعد المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين د طريقة مضمونة للحصول على حاجة الجسم من هذا الفيتامين وعلاج نقص فيتامين د بالمكملات الغذائية أظهر فاعلية في أغلب الحالات ومن أهم هذه المكملات:

 

  • كبسولات زيت السالمون:

من أفضل المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين د هي كبسولات زيت السالمون اللينة، حيث يمكن لهذا المكمل الغذائي أن يحسن من نمط المعيشة ويساهم في رفع كفاءة الجسم على المستويين الجسدي والعقلي وهو مفيد للغاية للرياضيين والمتنافسين.

(مقال متعلّق)  فوائد فيتامين د للجسم و الصحة

 

وهذا النوع من المكملات الغذائية لا يحتوي على فيتامين أ بعكس اغلب زيوت الأسماك الأخري، ولذلك هو يضمن عدم ظهور اعراض السمية الناتجة عن تناول جرعات كبيرة من فيتامين أ.

 

  • جيكسو مغنسيوم:

من المكملات الغذائية الهامة التي توصف في حالة علاج نقص فيتامين د وتعود أهمية هذا المكمل الغذائي الى احتواءه على المغنسيوم وهو عنصر ضروري لامتصاص الجسم للكميات المطلوبة من فيتامين د.

 

وهذا النوع من المكملات الغذائية يطلق فيتامين د والمغنسيوم في الجسم ببطء ما يضمن امتصاص كامل له داخل الجسم بدون ظهور أي أعراض جانبية مثل الشعور بعدم الراحة وهو العرض اذي يظهر عند تناول كميات كبيرة من المغنسيوم.

 

3. الأغذية التي تساعد في علاج نقص فيتامين د:

الغذاء جزء من الحياة اليومية للانسان وهو هام للغاية لعلاج نقص الفيتامينات عموما ولينال الجسم ما يحتاج اليه من عناصر ومغذيات، وبالاضافة الى التعرض لضوء الشمس يمكنك علاج نقص فيتامين د بالحرص على ادخال بعض الأغذية الى نظامك الغذائي اليومي مثل:

 

  • الأسماك:

وخاصة الأسماك الدهنية مثل التونة والماكريل والسالمون والتي يمكنها أن تمنح الجسم نسبة من فيتامين د والأحماض الدهنية، ويمكن لشريحة من السالمون ان تحتوي على 450 وحدة دولية من فيتامين د.

 

  • فطر عش الغراب:

يعد فطر عش الغراب من الأغذية الغنية بمحتواها من فيتامين د2 ويمكن أن تساهم بدرجة كبيرة في علاج نقص فيتامين د.

 

  • حليب اللوز:

يعد حليب اللوز بديلا غنيا وصحيا لحليب الأبقار وهو يحتوي على نسبة عالية من فيتامين د.

 

  • زيت كبد الحوت:

يحتوي زيت كبد الحوت على نسبة عالية من فيتامين د تصل الى 400 وحدة دولية في الملعقة الصغيرة.

 

  • صفار البيض:

يمكن لصفار بيضة واحدة أن يمنحك 20 وحدة دولية من فيتامين د.

 

  • الماكريل المعلب:

يمكن لمائة جرام من سمك الماكريل المعلب أن تمنحك 250 وحدة دولية من فيتامين د.

 

  • السالمون المعلب:

كل مائة جرام من السالمون المعبأ يمكن أن تمد الجسم بكميات من فيتامين د تتراوح بين 300 – 600 وحدة دولية.

 

  • الأغذية المدعمة بفيتامين د:

مثل الحليب وعصير البرتقال وحبوب الافطار.

 

نصائح لزيادة فترات تعرض الجسم لأشعة الشمس والحصول على فيتامين د

إن مسؤوليات المنزل والعمل قد تجبر الانسان على البقاء في الداخل وعدم التعرض لضوء الشمس المباشر ولكن من المهم للصحة أن يجد الانسان بعض الوقت للبقاء في الخارج وتعريض جسمه لأشعة الشمس ولو لدقائق قليلة في اليوم، ويمكنكم تجربة بعض هذه الأفكار لنيل قسطا من أشعة الشمس والتمتع بالفوائد التي تمنحها للجسم ومنها منحه فيتامين د الهام للصحة:

(مقال متعلّق)  اسباب نقص فيتامين د

 

1. المشي:

حاولوا ايجاد وقتا في الصباح الباكر للمشي في الخارج أو التوجه الى خارج المبنى في اوقات الراحة في منتصف يوم العمل، وسيسمح لكم ذلك بالحصول على الكميات المطلوبة من فيتامين د كما أن ممارسة التمرينات الصباحية يمكنها أن تمنحكم المزيد من الفوائد الصحية وتمد الجسم بالقوة والحيوية.

 

2. تتبعوا ضوء الشمس:

حتى في فصل الشتاء وفي حالة كان الجو باردا فإن تعرض الوجه للقليل من ضوء الشمس يمكنه أن يحقق لكم بعض الفائدة وهو عموما سيكون أفضل من عدم تلقي اي جرعة من ضوء الشمس على الاطلاق.

 

3. الدهانات الواقية من الشمس:

ان استخدام كميات كبيرة من واقي الشمس يمكنها أن تمنع وصولها بشكل كامل الى الجلد وهو ما يقلل من امتصاص الاشعة الفوق بنفسجية ويمنع تكون فيتامين د، حاولوا استخدام نوعيات عالية الجودة من هذه المستحضرات.

 

الجرعات الموصوفة في حالات علاج نقص فيتامين د

 

الأطفال من 1 – 18 سنة:

الأطفال في عمر من 1 – 18 سنة والذين يعانون من نقص حاد في فيتامين د ينصح باعطائهم جرعات يومية تقدر بحوالي 2000 وحدة دولية يوميا من فيتامين د3 لمدة ستة اسابيع على الأقل، وحتى تصل مستويات فيتامين د في الدم لمستويات أعلى من 30 نانوجرام لكل ملليلتر، وبعدها تعطى جرعات وقائية من الفيتامين في حدود 600 وحدة دولية يوميا.

 

البالغون:

ينصح الأطباء الأشخاص البالغون في حالات علاج نقص فيتامين د بتناول جرعة اسبوعية من الفيتامين تقدر بخمسين الف وحدة دولية من فيتامين د3 لمدة ثمانية اسبيع متتالية، بعدها يمكن تناول جرعات وقائية يومية في حدود 1500 وحدة دولية.

 

البدناء:

للأشخاص البدناء والذين يعانون من مشكلات في الامتصاص أو عيوب في تمثيل فيتامين د في الجسم ينصح بتناول كميات اعلى من فيتامين د وقد تصل الكميات الموصوفة يوميا في هذه الحالة الى 6000 وحدة دولية يوميا وحتى يصل تركيز الفيتامين في الدم الى 30 نانوجرام لكل ملليلتر يلي ذلك تناول جرعات وقائية من الفيتامين في حدود 3000 وحدة دولية يوميا.

 

واشارت دراسة حديثة الى أن كل زيادة في وزن الجسم قيمتها 15 كيلو جرام تترافق مع انخفاض في مستويات فيتامين د في الدم بحوالي 4 نانوجرام لكل ملليلتر، وهو ما يجعل هناك اختلافا كبيرا في جرعات علاج نقص فيتامين د في حالة كان المريض مصاب بالبدانة.

 

اصحاب البشرة الداكنة:

تنخفض مستويات فيتامين د في الدم لدى الأشخاص من اصحاب البشرة الداكنة مقارنة بالبيض ولكن لا يحدث ذلك اختلافا في تركيزات المكملات الغذائية التي توصف لعلاج نقص فيتامين د.

 

الوقاية من نقص فيتامين د

للوقاية من نقص فيتامين د ينصح بالتعرض اليومي لضوء الشمس، وينصح الخبراء بتناول كميات معتدلة من فيتامين د يوميا للحفاظ على الصحة العامة وتجنب المشكلات الخطيرة التي تنشأ عن نقص الفيتامين ولحماية صحة العظام.

(مقال متعلّق)  نقص فيتامين د وتساقط الشعر

 

  • وينصح بتناول كميات من فيتامين د للرضع تقدر بحوالي 200 وحدة دولية يوميا.

  • بالنسبة للأطفال والبالغين حتى سن 51 عاما ينصح بتناول 200 وحدة دولية من فيتامين د يوميا.

  • للكبار بين 51 – 70 ينصح بتناول 400 وحدة دولية من فيتامين د.

  • لمن هم أكبر من عمر 70 عاما ينصح بتناول 600 وحدة دولية من الفيتامين يوميا.

 

ويعتقد بعض الخبراء أن هذه الكميات ليست كافية للقيام بكل العمليات التي يدخل فيها فيتامين د في الجسم مثل امتصاص الكالسيوم وتنظيم عمل هرمونات الغدة الفوق درقية وهو ما يجعل الجمعية الأمريكية لطب الأطفال تنصح بمضاعفة الجرعات الموصوفة من فيتامين د يوميا.

 

الجرعات الزائدة من فيتامين د

فيتامين د من الفيتامينات التي تذوب في الدهون وهناك احتمال أن يتعرض الأشخاص الذين يتناولون مكملات غذائية من اجل علاج نقص فيتامين د للتعرض لمشكلة تناول جرعات زائدة وخاصة اذا ترافق ذلك مع تناولهم للأغذية المدعمة بالفيتامين مثل حبوب الافطار والحليب.

 

ولذلك فمن المهم للغاية أن يتم تناول المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين د بحرص وبحسب الحاجة لها، وأن يكون هناك متابعة دقيقة لكميات الفيتامين التي تصل الى الجسم عبر الغذاء والمشروبات.

 

ويتعرض الانسان لمخاطر التسمم بفيتامين د عندما تفوق الجرعات اليومية منه 2000 وحدة دولية على المدى الطويل وفي هذه الحالة تظهر على الانسان مجموعة من الأعراض منها:

 

  • الصداع.

  • الشعور بطعم معدني بالفم.

  • ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم.

  • التهاب البنكرياس.

  • غثيان.

  • قيء.

  • ضعف.

  • فقدان في الشهية.

  • زيادة نسبة الكالسيوم في البول.

  • قد يصاب المريض بتكلس في بعض الأنسجة والأوعية الدموية.

  • قد يتعرض المريض لتلف في عضلة القلب في حالة استمر التسمم بفيتامين د على المدى البعيد.

  • ارتفاع مستويات الفسفور بالدم.

 

وتشير بعض الدراسات الى أن التسمم بفيتامين د يزيد من فرص التعرض للسقوط والاصابة بالكسور ومن أجل ذلك يجب ان يتم علاج نقص فيتامين د تحت اشراف طبي لتجنب التعرض للتسمم الناتج عن زيادة الجرعات.

 

المراجع:

  1. Honey Colony: 7 Excellent Ways To Overcome Vitamin D Deficiency
  2. AAFP: Recognition and Management of Vitamin D Deficiency
  3. Medicine Net: Vitamin D Deficiency