علاج مرض الايدز

علاج مرض الايدز
طرق علاج مرض الايدز

يتضمن علاج مرض الايدز أخذ أدوية من شأنها أن تبطئ من تطور الفيروس بداخل جسدك. حيث يعد فيروس نقص المناعة البشرية – والذي يسبب الايدز – نوع من الفيروسات التي تسمى الفيروسات الرجعية (retrovirus)، والأدوية المستخدمة لعلاج تلك الفيروسات تسمى مضادات فيروسات النسخ العكسي (الفيروسات الرجعية).

 

يتم إعطاء هذه الأدوية دائمًا بجانب العقاقير المضادة للفيروسات الأخرى، ويسمى هذا العلاج المركب العلاج المضاد للفيروسات الرجعية، وقد استخدمت من أجل علاج مرض الايدز منذ منتصف التسعينات؛ حيث كانت السبب في انخفاض المعدل السنوي للوفيات المرتبطة بالإيدز على مدى العقدين الماضيين.

 

على الرغم من أنه لم يتم إيجاد علاج مرض الايدز بعد، لكن هذه الأدوية يمكنها أن تحافظ على صحة الشخص المصاب لسنوات عديدة، وتقلل كثيرًا من فرصة انتقال الفيروس إلى الاخرين إذا تم أخذها باستمرار وانتظام وبشكل صحيح؛

 

حيث يقلل هذا العلاج من كمية الفيروس (أو الشحنة الفيروسية) في الدم وسوائل الجسم، ويوصى بهذا العلاج لجميع الأشخاص المصابين بالفيروس، بغض النظر عن فترة إصابتهم به أو حتى إذا كانوا يتمتعوا بصحة جيدة.

 

ما هي أهمية علاج مرض الايدز

من أجل الحفاظ على صحتك، من المهم الحصول على علاج مرض الايدز والاستمرار والمحافظة على تناوله. حيث تكمن أهمية هذا العلاج في أنه يساعد جسمك على محاربة الفيروس قد تسمع عبارة (الالتزام بالعلاج)، والتي تعني البقاء والمحافظة على خطة العلاج الخاصة بك؛ حيث أن معظم الأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية ولا يحصلون على العلاج يتطور لديهم الفيروس إلى مرض الايدز.

 

حيث يهاجم الفيروس النظام المناعي الخاص بك؛ وبذلك تكون عرضة لتطور أنواع مختلفة من العدوى والسرطانات التي سوف تهدد حياتك؛ حيث إذا كان عدد خلايا CD4 المناعية الخاصة بك أقل من مستوى معين.

 

فأنت عرضة لخطر الإصابة بالعدوى الانتهازية حيث أن هذا النوع من العدوى لا يؤثر عادةً على الأشخاص الذين لديهم أنظمة مناعية صحية، ولكن يمكن أن يصيب الأشخاص الذين لديهم أجهزة مناعية ضعفت بسبب عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، وقد يصف لك طبيبك أدوية محددة لمنع حدوث بعض أنواع تلك العدوى.

(مقال متعلّق)  طرق انتقال الايدز

 

علاج مرض الايدز يكون ناجحاً عندما تحدد توقعاتك منه، وتلتزم بأخذ الأدوية الخاصة بك تماما كما تم وصفها لك ويجب عليك العمل مع طبيبك لوضع خطة علاج مناسبة؛ والتي سوف تساعدك على تعلم المزيد عن فيروس نقص المناعة البشرية، وإدارة ذلك بشكل فعال، واتخاذ القرارات التي من شأنها أن تساعدك على العيش حياة أطول وبصحة أفضل.

 

متى ينبغي بدء علاج مرض الايدز

توصي المبادئ التوجيهية للعلاج من (وزارة الصحة الأمريكية) أن يبدأ الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية العلاج بمضاد الفيروسات الرجعية (ART) في أقرب وقت ممكن بعد تشخيص إصابته بالفيروس؛ حيث أن بدء العلاج بمضادات الفيروسات الرجعية يؤدي إلى إبطاء تطور الفيروس.

 

ويمكن أن يبقيك بصحة جيدة لسنوات عديدة وإذا تأخرت في علاج مرض الايدز، فسيستمر الفيروس في الإضرار بنظام المناعة ويعرضك لخطر أكبر للإصابة بالعدوى الانتهازية والتي يمكنها أن تهدد حياتك.

 

هل يسبب العلاج بمضادات الفيروسات الرجعية آثارًا جانبية؟

بالطبع مثل معظم الأدوية، فإن هذا النوع من العلاجات يمكنه أن يسبب آثارًا جانبية. ومع ذلك لا يواجه جميع الأشخاص آثارًا جانبية بسبب تلك الأدوية. حيث أن هذه الأدوية المستخدمة اليوم لها آثار جانبية أقل، ويتعرض لها عدد أقل من الأشخاص المصابين، كما أنها أصبحت أقل حدة مما كانت عليه في الماضي. ولكن يمكن أن تختلف الآثار الجانبية لكل نوع من هذه الأدوية، وأيضًا من شخص إلى آخر.

 

حيث يمكن أن تظهر بعض الآثار الجانبية بمجرد بدء تناول الدواء، وقد تستمر بضعة أيام أو أسابيع فقط. ولكن هناك بعض الآثار الجانبية الأخرى التي يمكن أن تبدأ في وقت لاحق وتستمر لفترة أطول. إذا كنت تعاني من آثار جانبية شديدة تجعلك ترغب في التوقف عن تناول الدواء الخاص بك فتحدث إلى طبيبك أو الصيدلي قبل أن تفوت أي جرعات أو تتوقف عن تناول الدواء.

 

حيث أن تخطي الجرعات أو بدء العلاج وإيقافه يمكن أن يؤدي إلى خلق مقاومة لهذه الأدوية من قبل الجسم، والتي يمكن أن تضر بصحتك وتحد من خيارات العلاج المستقبلية وتتضمن بعض الآثار الجانبية للعلاج المضاد للفيروسات الرجعية الأكثر شيوعًا ما يلي: الغثيان، والقيء، والإسهال، وصعوبة النوم، جفاف الفم، الصداع، الطفح الجلدي، الدوخة، التعب والألم.

 

اتصل بطبيبك أو الصيدلي فورًا إذا بدأت تواجه مشاكل، أو إذا كان علاجك يسبب لك المرض. وإذا كانت الآثار الجانبية تجعلك ترغب في تخطي أدويتك أحيانًا أو التوقف عن تناولها تمامًا، فتحدث إلى طبيبك أو الصيدلي على الفور للعثور على الحلول المناسبة لك؛ حيث أن الطبيب قد يصف لك بعض الأدوية للحد من أو القضاء على تلك الآثار الجانبية، أو قد يوصي بتغيير الدواء إلى نوع آخر والذي قد يعمل على نحو أفضل بالنسبة لك.

(مقال متعلّق)  متى تظهر اعراض الايدز بعد ممارسه الجنس

 

مقاومة جسدك للأدوية

يمكن أن تكون مقاومة الجسد للأدوية سببًا في فشل العلاج للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث عندما يتكاثر الفيروس بداخل الجسد؛ فيمكنه في بعض الأحيان أن يتحور (يغير من تكوينه) وينتج سلالات أخرى من نفسه.

 

يمكن أن تؤدي هذه التغيرات التي تطرأ على الفيروس وتطوره – في الوقت الذي يستخدم فيه الشخص العلاج الخاص به – إلى إنتاج سلالات جديدة من الفيروس بإمكانها مقاومة تلك الأدوية، ومع هذه المقاومة فإن الأدوية الحالية التي كانت تتحكم في الفيروس تصبح غير فعالة ضد النوع الجديد منه المقاوم لها. او بعبارة أخرى، تتوقف فعالية هذه الأدوية في منع تكاثر الفيروس بداخل الجسد.

 

مما يسبب فشل عملية علاج مرض الايدز ومن الممكن للإنسان في البداية أن يصاب بفيروس مقاوم للأدوية أو يتطور الفيروس بعد البدء في استخدام تلك الأدوية. حيث يحدد اختبار مقاومة الأدوية أيها -إن وجدت- لن تكون فعالة ضد فيروس الإيدز.

 

كما أن نتائج هذا الاختبار تساعد في تحديد أي أدوية يمكن أن تدرج في نظام معالجة الفيروس إن الالتزام بمواعيد الدواء وأخذ أدويتك كل يوم وبانتظام كما هو موصوف لك يقلل من خطر مقاومة جسدك للأدوية.

 

لماذا من المهم بالنسبة لك أن تأخذ أدويتك كل يوم؟

إن أخذ علاج مرض الايدز كل يوم يوفر لك العديد من الفوائد، مثل:

 

1. تقلل تلك الأدوية من كمية الفيروس بداخل جسدك:

وإذا تخطيت مواعيد الأدوية الخاصة بك في بعض الأوقات، فإنك بذلك تعطي فرصة للفيروس للتكاثر بسرعة؛ حيث أن الحفاظ على أقل كمية من الفيروس في دمك قدر المستطاع هو أفضل طريقة لحماية صحتك ويساعدك في الحفاظ على الجهاز المناعي أقوى بحيث يظل قادرًا على مكافحة العدوى المختلفة.

 

2. يقلل من خطر انتقال الفيروس إلى الآخرين:

حيث أن الحفاظ على خطة العلاج وابقاء كمية الفيروس في جسمك عند أدنى مستوى يعني أنه من غير المرجح أن تتمكن من نقل الفيروس إلى الآخرين.

 

3. يساعدك على منع مقاومة جسدك للأدوية:

حيث كما ذكرنا تتطور تلك المقاومة عندما يتغير شكل الفيروس، ولم يعد يستجيب لبعض الأدوية؛ وإذا لم تتناول الأدوية الخاصة بك في موعدها يكون من السهل تطور هذه المقاومة.

 

ما الذي ينبغي القيام به في حال قمت بتفويت جرعة من دوائك؟

تناول أدويتك كما تم وصفها لك من قبل الطبيب، سوف يساعدك على ابقاء الشحنة الفيروسية في اقل مستوى لها، كما أنه سوف يحافظ على عدد خلايا CD4 مرتفعًا. إذا تخطيت مواعيد الأدوية الخاصة بك في بعض الأوقات، فإنك بذلك تعطي فرصة للفيروس للتكاثر بسرعة، وهذا يمكن أن يضعف جهاز المناعة الخاص بك مما يؤدي إلى إصابتك بالأمراض.

(مقال متعلّق)  ما هي اسباب مرض الايدز ؟

 

تحدث مع طبيبك إذا قمت بتفويت جرعة من أدويتك. وفي معظم الحالات، إذا قمت بتفويت جرعة، خذ الدواء حالما يمكنك، ثم خذ الجرعة التالية في الموعد المحدد المعتاد الخاص بك (ما لم يخبرك الطبيب أو الصيدلي بشيئًا مختلفًا).

 

إذا كنت قد تخطيت الكثير من الجرعات، تحدث مع طبيبك أو الصيدلي عن طرق لمساعدتك على تذكر مواعيد الأدوية الخاصة بك. ويمكنك أن تقرر مع طبيبك تغيير نظام العلاج الخاص بك لتناسب احتياجات الرعاية الصحية والحالة الجسدية بالنسبة لك، والتي قد تتغير بمرور الوقت.

 

هل يجب عليك أن تستمر في أخذ الدواء إذا كانت الشحنة الفيروسية لديك قليلة جدًا؟

بالطبع، حيث أن العلاج المضاد للفيروسات الرجعية (ART) يقلل من الشحنة الفيروسية، وبشكل مثالي إلى مستوى قليل جدًا (ربما غير ملحوظ). وإذا استمرت الشحنة الفيروسية في الانخفاض بعد بدء العلاج بمضادات الفيروسات الرجعية، فعندئذ تتأكد أن العلاج يؤتي مفعوله ويعمل بشكل صحيح، ويجب عليك دائمًا تناول الدواء كما هو موصوف لك من قبل طبيبك.

 

حتى عندما تقل الشحنة الفيروسية لديك لمستويات لا يمكن ملاحظتها، يمكن أن يظل الفيروس موجودًا في السائل المنوي والسوائل المهبلية والمستقيم ولبن الثدي وأجزاءًا أخرى من جسمك، لذلك يجب عليك أن تستمر في اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع انتقال الفيروس لأشخاص آخرين.

 

وذلك عن طريق الاستمرار في تناول أدويتك، والتي سوف تساعدك في تقليل الشحنة الفيروسية لديك، كما سوف تبقيك بصحة جيدة. كما أنه يصعب عملية نقل الفيروس إلى الآخرين.

 

بعض النصائح لمساعدتك على تناول أدويتك كل يوم بانتظام

إليك بعض النصائح البسيطة التي من شأنها مساعدتك في المحافظة على تناول أدويتك بشكل يومي ومعتاد:

 

  • خذ الدواء في نفس الوقت كل يوم.

  • حاول أن تطابق الجدول الزمني الخاص بالأدوية مع أنشطة حياتك اليومية.

  • جرّب وضع حبوب الدواء في شريط به سبعة حجيرات تمثل كل يوم من أيام الأسبوع.

  • اضبط وقت منبه في هاتفك ليذكرك أن تتناول الأدوية الخاصة بك في الموعد المحدد لها.

  • استخدم تقويمًا للتحقق من الأيام التي تناولت بها أدويتك.

  • قم بتحميل أحد التطبيقات المجانية من الانترنت على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف ليساعدك في تذكر مواعيد أدويتك.

  • اطلب من احد افراد عائلتك أو احد اصدقائك أن يساعدك على تذكر مواعيد تناول أدويتك.

 

المراجع:

  1. HIV GOV: HIV Treatment Overview