علاج عسر الهضم

علاج عسر الهضم
علاج عسر الهضم

علاج عسر الهضم بالطرق الطبيعية والأدوية ودور التغذية في حل المشكلة

يمكن علاج عسر الهضم بأكثر من طريقة، سواء باتباع الطرق الطبيعية أو اللجوء إلى الأدوية، أو من خلال إجراء تغييرات قوية على النظام الغذائي اليومي مما يحد من تراكم الطعام في البطن وبالتالي عسر الهضم، ولا يعتبر عسر الهضم من الأمراض الخطيرة في حد ذاته.

 

فهو ليس من الحالات الصحية التي تؤدي إلى الوفاة مثل السرطان وأمراض الكبد وغيرها، ولكنه من ناحية أخرى يمكن أن يهدد جودة الحياة ويقلل من النشاط والطاقة ويزيد من حالة الإرهاق وبالتالي عدم قدرة المريض على ممارسة حياته العادية بكفاءة نتيجة عدم وصول المغذيات والفيتامينات بكفاءة من المعدة إلى بقية الجسم.

 

غالبا ما يدل عسر الهضم على وجود مشكلة صحية كامنة لا يستطيع المريض التعبير عنها مثل القرحة أو المرارة وأحيانا بعض الأورام، وعسر الهضم يسبب حالة من الحرقان والألم في الجزء العلوي من المعدة، إلى جانب انتفاخ لابطن والكثير من الغازات والشعور بارتباك في المعدة، ومن أهم طرق علاج عسر الهضم:

 

1. الأدوية

هناك مجموعة متنوعة من الأدوية التي يمكن استخدامها في علاج عسر الهضم خصوصا الناتج عن زيادة حمض المعدة أو القرحة أو ارتجاع المريء أو التهاب المعدة ومنها:

 

  • أوميبرازول أو بريلوسيك وزيجريد

  • لانسوبرازول أو Prefaced

  • الرابيبرازول أو Aciphex

  • بانتوبرازول

  • الايسوميبرازول أو نيكسيوم

  • الديكسلانسوبرازول أو المشهور بديكسيلانت

 

وبعض هذه الأدوية لا تستلزم وصفة طبية ويمكن صرفها من الصيدليات بسهولة ولكن لا يجب تناولها لأكثر من أسبوع أو 10 أيام دون استشارة الطبيب، أي أن الحالة إذا لم تتحسن بعد أسبوع من تناول الدواء لابد من الاستشارة الطبية لمعرفة سبب عسر الهضم.

 

كما يمكن لمعرفة الحالة الكامنة وراء عسر الهضم أن تساعد في تحديد المزيد من الادوية الفعالة، فمثلا إذا كان عسر الهضم ناجم عن كسل المعدة يمكن وصف الريجلان، وإن ارتبط بالاكتئاب والقلق يمكن لأحد مضادات الاكتئاب أن يكون فعالا.

 

كما يتم أحيانا وصف بعض المضادات الحيوية لعلاج عسر الهضم الناجم عن التعرض إلى بعض أنواع من البكتيريا المعوية والتي تتسبب في تشنجات شديدة مع حالة من الإعياء والألم.

 

2. تناول وجبات صغيرة الحجم

يمكن لإجراء بعض التغيرات على نمط الحياة والعادات الغذائية أن يساهم في علاج عسر الهضم،  ومن أهم طرق تغيير نمط الحياة هي التعود على عدم ملأ المعدة في كل وجبة بل تناول كميات قليلة كل ساعتين بما لا يتعدى حجم يد الإنسان.

(مقال متعلّق)  اسباب عسر الهضم

 

إذ أن هذه الطريقة تساعد على عدم زيادة أحماض المعدة ويستفيد الجسم من كل المغذيات في الوجبة، ولا تقلق من الشعور بالجوع، فبمجرد تناول الوجبة الصغيرة ستشعر بالشبع، وبعدها بساعة واحدة ستبدأ في الشعور بالجوع من جديد، لذا يمكنك التحمل لنصف ساعة أو ساعة ثم تناول وجبة صغيرة أخرى.

 

3. تجنب المهيجات

بعض حالات عسر المعدة ترتبط بأطعمة معينة تؤدي إلى رد فعل تحسسي مثل الجلوتين والقمح واللاكتوز في اللبن والفول السوداني والبيض وفول الصويا وغيرها، ولكن لا يجب التوقف عن أحد تلك الأطعمة وخصوصا الحليب دون دليل قوي على أنه يتسبب في عسر الهضم، ويمكن إجراء اختبارات تنفس الهيدروجين للتأكد.

 

4. الحد من البدانة

إن الوزن الزائد والبدانة يمكن أن يزيدان من حالة عسر الهضم، حيث تتراكم الدهون في البطن وتضغط على المعدة إلى أعلى مما يجعل الأحماض تصعد إلى المريء مسببة الحرقة.

 

5. ممارسة الرياضة

تساعد الرياضة المنتظمة لمدة 10 دقائق يوميا على الأقل إلى تنظيم حركة الأمعاء وتقليل التوتر والحفاظ على قوة عضلات المعدة مما يقي من عسر الهضم ويزيد من قدرة الجسم على الاستفادة من المغذيات.

 

6. السيطرة على الاجهاد

تم التعرف على الاجهاد كأحد المسببات الرئيسية لعسر الهضم وآلام المعدة وذلك لوجود الكثير من النهايات العصبية في الامعاء وتتأثر بأي ضغط نفسي أو توتر، لذا يمكن للبعض الامتناع عن الطعام تماما وقت الضيق والقلق في حين يقبل الآخرون بشراهة على الحلوى في أوقات الغضب وهذا نتيجة اختلاف الاستجابات العصبية.

 

لذا يمكن لممارسة التنفس اليومي بعمق لمدة دقيقتين ومحاولة ممارسة اليوجا والنوم لـ6 ساعات يوميا أن يقللا من الاجهاد ومن اضطرابات المعدة ويساعد في علاج عسر الهضم.

 

7. تغيير الأدوية

بعض الأدوية يمكن أن تتسبب في عسر الهضم مثل مسكنات الألم والمضادات الحيوية وأدوية ضغط الدم، لذا إذا كان عسر الهضم يتزامن مع تناول أدوية معينة يمكن قراءة الأعراض الجانبية لها في البداية ومناقشة الطبيب في إيجاد بدائل أخرى للحالة المرضية التي يعاني منها الشخص أو اتباع إجراءات أخرى للتخلص من عسر الهضم.

 

8. تقليل الدهون

تعتبر الدهون واحدة من المواد الغذائية الاكثر ارتباطا بعسر الهضم، حيث تؤثر الدهون بقوة على الجهاز الهضمي وتُبطئ من عمل العضلات مما يؤدي إلى تقلص المرارة، أي أن تأثيرها ليس مباشرا كما قد يعتقد الكثيرون.

 

لكنها أيضا تؤثر سلبا على المعدة، لذا يمكن لاتباع نظام غذائي خالٍ من أو قليل الدهون إلى أقصى درجة أن يساهم في علاج عسر الهضم ويخلصك من عدم الراحة وهذه الاطعمة تشمل الوجبات السريعة والأطعمة المقلية والمطبوخة بالسمن أو الزبدة.

(مقال متعلّق)  عسر الهضم

 

9. العلاج النفسي السلوكي لعسر الهضم

وهو نوع من أنواع العلاجات البديلة حيث يمكن اللجوء إلى التنويم المغناطيسي والعلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الديناميكي أو الشخصي، وتعلم السيطرة على الاجهاد ومعرفة طرق الاسترخاء وغيرها، وقد تبين فاعليتها إلى حد كبير في علاج عسر الهضم المرتبط بالقولون العصبي.

 

10. الأعشاب والمكملات الغذائية

هناك الكثير من الأعشاب الطبيعية التي يمكن أن تساهم في التغلب على الكثير من مشاكل المعدة وتحسين حالة عسر الهضم وتحسين الحالة النفسية أيضا، وهي يمكن استخدامها بمفردها أو على هيئة مجموعات بالإضافة إلى اتباع نصائح الطبيب والابتعاد عن الضغوط، ومن أهم تلك الأعشاب:

 

  • النعناع:

يستخدم النعناع عادة في تعطير الفم، ولكن فاعليته تتعدى هذا بكثير، إذ أن له تأثير فعال ضد التشنجات ويقلل من الغثيان وعسر الهضم، ويمكن لكوب من النعناع الدافئ بعد الوجبة أن يعمل على تهدئة المعدة، ولكن لا يجب تناوله في حالة ارتجاع المريء، حيث يعمل على إرخاء العضلة العاصرة بين المريئ والمعدة مما قد يؤدي إلى الحرقة.

 

  • البابونج:

وهو فعال في تهدئة القلق والمساعدة على النوم وبالتالي تقليل أثر الاجهاد الذي يتسبب في عسر الهضم، كما أن البابونج ايضا يقلل من أحماض المعدة ويخفف من الالتهابات، ويمكن غليه في الماء لمدة 10 دقائق وتصفيته، ولكن البابونج يؤدي إلى تخفيف الدم لذا لا يجب تناوله مع أدوية التخثر.

 

  • خل التفاح:

وهو علاج فعال للسيطرة على الوزن والتقليل من حالة عسر الهضم حيث أنه أقل حدة من أحماض المعدة فيقلل من تأثيرها، ويمكن إضافة ملعقتين إلى كوب من الماء الساخن وتناوله قبل الطعام بـ30 دقيقة أو صباحا على معدة خاوية، ولا يجب تناوله دون تخفيف حتى لا يضر بالأسنان.

 

  • الزنجبيل:

وهو من أكثر العلاجات شيوعا لعسر الهضم حيث يقلل من حمض المعدة، لذا يمكن تناول شاي الزنجبيل بعد الطعام بنصف ساعة، كما يمكن لزيت الزنجبيل على العسل أن يكون له مفعول مهم أيضا لراحة المعدة.

 

  • بذور الشمر:

وهي من الأعشاب المضادة للتشنج والتقلصات وتعمل على إرخاء عضلات المعدة والتقليل من الانتفاخ والغثيان، ويمكن وضع نصف ملعقة من مسحوق الشمر وغليها في الماء لـ10 دقائق، كما يمكن مضغ بذور الشمر بعد الوجبات إذا تسبب أكلات معينة في الشعور بعسر الهضم.

 

  • صودا الخبز:

وهي من العلاجات المتوفرة في المنزل دائما وتساعد في التخلص من الانتفاخ والغازات بعد الطعام، وذلك بوضع نصف ملعقة صغيرة من صودا الخبز على كوبين من الماء الدافئ وتناوله، وهي آمنة تماما وغير سامة لكن لا يجب أيضا المبالغة في تناولها حتى لا تتسبب في الإسهال وتهيج المعدة وتشنج العضلات، ولا يجب تناول أكثر من كوبين في اليوم بينهما ساعتين على الأقل.

 

  • جذر العرق سوس:

يمكن لمضغ العرق سوس أو غليه في الماء وتناوله أن يعالج عسر الهضم سريعا، إلا أن المبالغة في تناوله يمكن أن يؤثر على مستويات الصوديوم والبوتاسيوم ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والسكر لمرضى السكري، ويمكن تناول المشروب دافئا أو باردا قبل الطعام بنصف ساعة أو بعد الطعام بساعة واحدة على الأقل لعلاج عسر الهضم.

(مقال متعلّق)  اعراض سوء الهضم

 

  • ماء الليمون:

ماء الليمون له تأثير قلوي يعمل على تحييد مفعول حمض المعدة مما يقلل من عسر الهضم، لذا يمكن إضافة عصير ليمونة إلى الماء الساخن أو الدافئ وتناوله قبل الطعام ببضع دقائق، كما أن محتوى الليمون من فيتامين ج يساعد على تقوية المناعة والحد من التهابات المعدة، ولكن لا يجب المبالغة فيه حرصا على صحة الأسنان.

 

هل الأدوية المرخية للعضلات الملساء يمكن أن تساهم في علاج عسر الهضم

من أكثر العقاقير التي تم دراسة تأثيرها على علاج مشاكل البطن هي مجموعة من الادوية التي تسمى مرخيات العضلات الملساء، حيث أن الجهاز الهضمي من مجموعة من العضلات الملساء، وهي تختلف عن العضلات المختلطة مثل التي في الذراعين مثلا أو الساقين.

 

هذه الادوية تقلل من قوة تقلص العضلات الملساء ولكنها لا تؤثر على العضلات الأخرى، لذا شاع استخدامها في علاج الاضطرابات الوظيفية خصوصا المرتبطة بالقولون العصبي، حيث تعمل على افتراض أن التقلصات القوية في الأمعاء هي التي تتسبب في عسر الهضم، كما يتم استخدامها لعلاج الذبحة الصدرية.

 

ولكن لا توجد دراسات كافية على مرخيات العضلات الملساء ودورها في علاج عسر الهضم والحد من الألم، ولكن بما أن آثارها الجانبية قليلة إلى حد كبير فإن الكثيرون يشجعون تجربتها لمدة أسبوع ثم إعادة تقييم الحالة من جديد.

 

هل مضادات الاكتئاب يمكنها علاج عسر الهضم؟

بينت الكثير من التجارب السريرية أن مضادات الاكتئاب فعالة في علاج القولون العصبي، وهو إحدى الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى عسر الهضم، ولكن لم تتم دراسة تأثير مضادات الاكتئاب مباشرة على عسر الهضم وغيرها من اضطرابات وظيفية.

 

لكن من يتحيزون إلى هذا العلاج يؤكدون أن جرعات صغيرة للغاية من مضادات الاكتئاب ستعمل على تعديل نشاط الأعصاب والتي تتسبب في ألم المعدة، كما أن لمضادات الاكتئاب تأثير مسكن أيضا.

 

لذا يمكن للطبيب ان يلجأ إليها في حالة ثبت وجود تغيرات مزاجية أو صدمات نفسية ساهمت في تغيير العادات الغذائية لدى الشخص وبالتالي زادت من حالة عسر الهضم، لكن لا يجب على المريض تناولها من تلقاء نفسه.

 

المراجع:

  1. E Medicine Health: Indigestion (Upset Stomach) Causes and Treatments
  2. Mayo Clinic: Indigestion
  3. Medicine Net: Indigestion (Dyspepsia, Upset Stomach Pain) Symptoms, Relief Remedies, and Medicine
  4. Health Line: How to Treat Indigestion at Home