طرق علاج سرطان الرئة

علاج سرطان الرئة يمكن أن يتطلب الكثير من الصبر، مثله مثل جميع أنواع السرطانات الأخرى، كما أنه يعتمد على صحة الرئة قبل إصابتها بالسرطان والحالة الصحية للشخص نفسه بالإضافة بالطبع إلى درجة انتشار السرطان نفسه.

 

ويمكن أن يكون التدخين أحد أسباب سرطان الرئة الأكثر شيوعا، لذا فإن التوقف عن التدخين بعد تشخيص الإصابة بالسرطان يمكن أن يحد من الورم وانتشاره، عكس ما يعتقد المدخنون من أن الورم إذا تمكن من الشخص فلن يتأثر بالتدخين.

 

علاج سرطان الرئة في المرحلة ما قبل الأولى:

 

نعم هناك مرحلة ما قبل الإصابة الفعلية بسرطان الرئة، حيث أن المرض يكون بدأ في بطانة الشعب الهوائية ولم يصل بعد إلى أعماق الرئة، وهذا النوع يمكن شفاؤه بالجراحة فقط، مع نسبة نجاح كبيرة دون علاج إشعاعي أو كيميائي.

 

وهو غالبا يسمى بالسرطان الغامض حيث يمكن رؤية أثار غير محببة في البلغم لكن دون وجود أي أورام أو أعراض مزعجة من أي نوع، لذا يمكن تصوير الشعب الهوائية وهنا سيتم ملاحظة شيء غريب فيها ويبدأ العلاج في مرحلة مبكرة.

 

وإذا كان المصاب بصحة جيدة فيمكن استئصال الجزء المصاب من الشعب الهوائية وتركيب بدائل أو تقسيم القصبات الهوائية الباقية بين الجهتين اليمنى واليسرى، وإذا كان هذا صعبا فيمكن العلاج الموضعي عن طريق الليزر أو العلاج الضوئي، وكلها تكون فعالة في المرحلة (زيرو) أو المرحلة ما قبل الأولى لسرطان الرئة.

 

اولاً: علاج سرطان الرئة في المرحلة الأولى:

يمكن أن يتم علاج سرطان الرئة في المرحلة الأولى بعدة طرق منها:

 

1. الجراحة:

يمكن أن تكون الجراحة فعالة جدا في المرحلة الأولى من سرطان الرئة، ويمكن استئصال فص الرئة الذي أصيب بالورم، أو جزء منه، أو اقتطاع بعض الغدد الليمفاوية بين الرئتين اليمنى واليسرى دون التعرض للفص بأكمله.

 

لكن إذا كانت حالة المريض الصحية عموما تسمح باستصال فص الرئة المصاب كله فإن هذا يكون أفضل، حيث يوفر فرصة أفضل للشفاء، وتقل احتمالات عودة الخلايا السرطانية من جديد.

 

2. العلاج الكيميائي:

إذا كانت حالة الشخص الصحية لا تسمح باستئصال فص الرئة بأكمله فإنه يمكن استصال الورم فقط، ثم متابعة العلاج الكيميائي للتقليل من خطر عودة السرطان مرة أخرى، كما تم اكتشاف اختبارات معملية لتوجيه العلاج إلى الخلايا المصابة فقط وهي قيد التجربة.

 

حيث أن استئصال أي جزء من الرئة يعني تصغير الحجم المتاح من الرئة للتنفس وبالتالي تقليل حجم الأكسجين الذي يصل إلى المخ والأعضاء، مما يصيب الشخص بإنهاك جثماني لعدة أشهر حتى تستعيد الرئة عافيتها من جديد، لذا إذا كان الشخص أصلا يعاني من مشاكل صحية أخرى، فهذا سيعيق إتمام الشفاء بعد الجراحة.

(مقال متعلّق)  اعراض سرطان الرئه الاوليه

 

ولابد من فحص الأنسجة المستأصلة بعد الجراحة للتأكد من أن حوافها خالية من أي خلايا سرطانية، حيث لو أن حوافها إيجابية أو تحتوي على خلايا سرطانية، فإذن هناك احتمالات لولجود بقايا سرطانية في الرئة، وهنا يكون الحل في إجراء جراحة ثانية، أو متابعة العلاج الكيميائي، أو الإشعاعي.

 

3. الترددات الراديوية أو اللاسلكية:

يمكن أن يتم الاستئصال عن طريق الترددات الراديوية إذا كان سرطان الرئة في المرحلة الأولى وكان في الجزء الخارجي منها وكان حجمه صغيرا، حيث تساهم الترددات الراديوية في تسخين جدران الرئة.

 

واستهداف المنطقة المصابة، حيث أن هذه السخونة تقتل الخلايا المصابة، لكن يمكن أن تزيد كمية الهواء المحبوس في الرئة، ويمكن علاج هذا بوضع أنبوب في الرئة لتصريف الهواء الساخن المحبوس.

 

ثانياً: علاج سرطان الرئة في المرحلة الثانية:

يمكن علاج سرطان الرئة في المرحلة الثانية أيضا بعد طرق:

 

1. إزالة الرئة:

إزالة فص الرئة أو الرئة المصابة بأكملها، إذا كانت صحة القلب تسمح بذلك، حيث تقل القدرة على التنفس بنسبة 50%، مما قد يعيق الشخص عن أداء مهامه اليومية، إذا كانت صحته أصلا ضعيفة.

 

2. العلاج الكيميائي:

يمكن اللجوء للعلاج الكيميائي في المرحلة الثانية من سرطان الرئة وذك قبل إجراء عملية الاستئصال حتى نقلل من حجم الورم مما يسهل استئصال فص فقط من الرئة وليست كلها، ثم استكمال العلاج الكيميائي بعد العملية للتأكد من عدم وجود بقايا.

 

ثالثاً: علاج سرطان الرئة في المرحلة الثالثة:

يعتمد العلاج في هذه المرحلة على حجم الورم ومعدل نموه والحالة الصحية العامة للشخص ويمكن علاج بالآتي:

 

1. العلاج الكيميائي والإشعاعي:

يمكن أن يشمل العلاج في هذه المرحلة المزج بين العلاجين الكيميائي والإشعاعي، وهذه المرحلة تتطلب تعاونا بين أخصائي أورام وجرّاح صدر.

 

2. الجراحة:

يمكن اللجوء إلى الجراحة إذا كانت الحالة العامة للشخص تسمح بذلك، وإذا رأى الطبيب أنه يمكنه استئصال الورم بالكامل.

 

رابعاً: علاج سرطان الرئة في المرحلة الرابعة:

تنقسم هذه المرحلة إلى قسمين:

 

الفترة الاولى:

يكون السرطان انتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة من الرئة الثانية، أو يكون وصل إلى الرقبة، وقد يكون انتشر أيضا إلى مناطق حساسة وخطيرة من الصدر، لذا في هذه المرحلة لا يمكن اللجوء إلى الجراحة.

 

لكن يتم اللجوء فورا إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي حتى تمام الشفاء، وتقل نسبة الشفاء في هذه المرحلة، لذا يلجأ غالبا المرضى به إلى التجارب السريرية لاكتشاف أنواع أخرى من العلاج.

 

الفترة الثانية:

يكون السرطان انتشر إلى أعضاء أخرى من الجيم يصعب نهائيا علاجها، ويمكن أن تتعدد الأورام وتنتشر وتؤثر على الحالة الصحية العامة للجسم، وتتمثل طرق العلاج في هذه المرحلة على تخفيف الألم، من خلال العلاج الضوئي الديناميكي، ويمكن استخدام الليزر للتخفيف من حدة الأعراض وليس العلاج.

(مقال متعلّق)  ماء الرئة والسرطان

 

علاج سرطان الرئة بالعلاج الموجَّه أو المستهدف:

 

العلاج الموجّه أو المستهدف للسرطان نوع جديد من العلاج حيث يتم استخدام مواد كيميائية أو أشعة لاستهداف الخلايا السرطانية فقط، وليس كل الخلايا مثلما يحدث في العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وهذا العلاج الموجَّه يشمل:

 

1. العلاج بالإرلوتينيب Erlotinib:

حيث يزيد من عمر الأشخاص المصابين بسرطان الرئة، حيث يمنع الخلايا السرطانية من النمو والانتشار ويعيق انقسامها، حيث يستهدف إنزيم التيروزين كيناز، المسئول عن إفراز المواد الكيميائية الخاصة بالنمو.

 

2. استخدام أفاتينيب:

يعتبر من العلاجات الواعدة للشفاء من سرطان الرئة خصوصا غير صغير الخلايا، حيث يستهدف مستقبلات النمو، ويمنع الطفرات السرطانية، مما يعيق انتشاره خارج الرئة ويقلل من حجمه على المدى الطويل، خصوصا إذا كانت صحة المريض تسمح باستخدام العلاج الكيميائي معه.

 

3. جيفيتينيب:

معروف أيضا باسم (اريسا)، وقد أثبت فعالية كبيرة في الحد من أعراض سرطان الرئة في المرحلة المتقدمة، لكنه غير فعال في العلاج نفسه من السرطان.

 

4. بيفاسيزوماب (Avastin):

وهو يعيق مدّ الخلايا السرطانية بالدماء والأكسجين، عن طريق استهداف مادة تعمل على نمو بطانة الأوردة الدموية اسمها VEGF، حيث تعمل هذه المادة على تقوية الأوعية الدموية لتخترق الأورام، لكن عقار بيفاسيزوماب يمنع هذه المادة، مما يجعل الأوعية الدموية غير قادرة على اختراق الأورام وتغذيتها.

 

ومن أهم مميزاته أنه لا يؤثر على الأنسجة الطبيعية غير المصابة، حيث يتم مدها بالأكسجين والتغذية بطرق طبيعية دون الحاجة إلى نمو في الأوعية الدموية، مما يُطيل من فترة بقاء مريض سرطان الرئة على قيد الحياة، ويمكن أن يساهم في الشفاء التام إذا صوحب باستخدام العلاج الكيميائي.

 

علاج سرطان الرئة بالخلايا الجذعية:

 

حيث تمت تجارب على حقن الخلايا الجذعية من نخاع عظام الإنسان داخل منطقة الورم، مما أدى في بعض حالات السرطان إلى وقف انقسام الخلايا، وبالتالي إجبارها على التقلص والموت، بعد حدوث تغيرات كبيرة ومهمة في الأوعية الدموية التي تمد الأورام بالتغذية التي تتسبب في نموها وانتشارها إلى مناطق أخرى.

 

وتعتمد هذه الطريقة على تحفيز الجهاز المناعي للإنسان، من خلال تقليل إفراز بروتين PD-1 الذي يمنع جهاز المناعة للإنسان من مهاجمة الأورام، كما يزيد العلاج بالخلايا الجذعية من زيادة تنبيه الجهاز المناعي لخطورة الأورام، فلا يراها خلايا طبيعية مع الوقت، فيزيد من إفراز كريات الدم البيضاء التي تستهدف الخلايا السرطانية.

 

ولكن هذا النوع من العلاج لا يزال قيد التجربة والدراسة، حيث يمكن في بعض الأحيان أن يسبب نموا في الخلايا السرطانية، عن طريق تحفيز نموها في منطقة سليمة، إلا أنه أثبت فاعلية في علاج سرطان الرئة وسرطان الجلد، مما يطيل فترة بقاء الشخص المصاب بالسرطان على قيد الحياة، وربما يساهم في الشفاء مع أنواع أخرى من الأدوية.

(مقال متعلّق)  سرطان الرئة :اسباب وانواع ونسب الشفاء

 

متوسط العمر عند اكتشاف سرطان الرئة:

 

عادة ما يتم اكتشاف سرطان الرئة في المرحلة الرابعة من تطوره، حيث أنه بلا أعراض تقريبا، إلا إذا تم اكتشافه مصادفة، وكشفت الإحصاءات أن 4% فقط ممن يعانون من السرطان يمكن أن يعيشوا 5 سنوات بعد تشخيص المرض.

 

لكن عموما تقل هذه الفترة كثيرا، ويمكن أن تصل إلى 8 أشهر لدى نصف المصابين به، ويعتمد متوسط العمر بعد تشخيص الإصابة بسرطان الرئة على عدة عوامل وهي:

 

1. نوع سرطان الرئة وموقعه:

حيث يمكن أن يكون بعيدا عن الرئة فيسهل علاجه أو يمكن أن يكون بدأ قريبا منها للغاية فيصعب معه الاستئصال، كما أن هناك أنواع إيجابية من السرطان تكون لها طفرات مستهدفة.

 

2. عمر الشخص:

يمكن أن يعيش الشخص صغير السن المصاب بسرطان الرئة فترة أطول من كبار السن، بسبب عوامل عدة، أهما قوة الأنسجة، وقوة العضو عموما.

 

3. جنس المريض:

يمكن للمرأة المصابة بسرطان الرئة أن تعيش فترة أطول من الذكر، وخصوصا إذا لم تكن من المدخنات.

 

4. الصحة العامة للمريض:

إذا كان الشخص يتمتع بصحة جيدة وقت تشخيص إصابته بالسرطان فإن احتمالات الشفاء أكبر، واحتمالات بقائه على قيد الحياة حتى دون الشفاء تكون أكبر أيضا.

 

5. الاستجابة للعلاج:

الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي تختلف من شخص إلى آخر، فيمكن أن تكون شديدة لدى الشخص حتى لو كانت صحته جيدة، ويمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى انتفاخ الرئة، وهذا ليس في الجميع.

 

6. مضاعفات سرطان الرئة:

تؤثر هذه المضاعفات المحتملة على متوسط عمر المريض، إذ يمكن أن يصاب بجلطات الدم، والسكتة القلبية والجلطة الدماغية.

 

7. معدل انتشار سرطان الرئة:

من العوامل التي تؤثر على العلاج وعلى متوسط العمر، حيث يمكن أن يكون قد انتشر إلى العظام والكبد والغدد الكظرية، مما يؤدي إلى صعوبة أكبر في العلاج.

 

وعموما يظل الأمل كبيرا في علاج سرطان الرئة، حيث أن الإحصاءات التي تمت بعد عام 2016، أكدت وجود 300 شخص قادرين على الحياة مع سرطان الرئة، وأن ضعف هذا العدد عاشوا 10 سنوات بعد تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة في المرحلة الرابعة.

 

المراجع: 

  1. American Cancer Society : Treatment Choices for Non-Small Cell Lung Cancer, by Stage
  2. Very Well : Understanding Stage 4 Lung Cancer Life Expectancy
  3. Lung Cancer : Non-Small Cell Lung Cancer Treatment