علاج دوالي الساقين

علاج دوالي الساقين
علاج دوالي الساقين

علاج دوالي الساقين وأنسب طرق الوقاية منها

تتعدد طرق علاج دوالي الساقين، وهي الحالة المرضية التي تظهر فيها العروق أو الأوردة الدموية زرقاء متضخمة في الساقين من خلف وعلى جانبي الركبة، وهي في العادة غير مؤلمة إلا أن مظهرها يكون مزعجا للغاية.

 

يمكن في بعض الأحيان القليلة أن تتسبب في الألم وعدم الراحة، وتتمثل أهم خيارات العلاج في إغلاق أو إزالة الأوردة المتضخمة لتجنب الحكة والنزيف وتطور مشاكل الدورة الدموية، حيث أن هذه الأوعية تعني امتناع الدم عن العودة إلى القلب من جديد ويترسب في الساقين بفعل الجاذبية مما قد يؤدي إلى أعراض أكثر خطورة.

 

وهي تظهر عادة لدى التقدم في العمر والحمل وأنواع الأعمال التي تتطلب الوقوف المستمر أو الجلوس لفترات طويلة للغاية مع عدم مد الساقين والبدانة وغيرها من أسباب.

 

علاج دوالي الساقين بالتدخلات الطبية

تتعدد التدخلات الطبية التي يمكن إجراؤها لأجل علاج دوالي الساقين، والأمر عادة لا يستدعي التدخل الطبي إلا في حالات قليلة للغاية، حيث يمكن ببعض الإجراءات الطبيعية في المنزل أن تتم السيطرة على الدوالي.

 

إن كانت الاستشارة الطبية لا يمكن تجاهلها وخصوصا إذا تم ملاحظة تغير لون الجلد المحيط بالدوالي أو يتغير شكله أو مع الشعور بالحكة أو في حالة وجود ألم متواصل، ومن أهم الإجراءات الطبية لأجل علاج دوالي الساقين:

 

1. العلاج بالحقن:

وفي هذا الاجراء المستخدم في علاج الدوالي يقوم الطبيب بحق العروق الصغيرة ومتوسطة الحجم بمحلول رغوي يعمل على جرح تلك الأوردة المنتفخة لتصريف الدماء منها ثم إغلاق الأوردة، ويمكن في خلال عدة أسابيع أن تختفي الأوردة المنتفخة تماما.

 

يمكن أن يحتاج الوريد نفسه إلى حقن أكثر من مرة، وهذا يعتبر من أكثر الإجراءات الطبية فاعلية خصوصا إذا تم تنفيذه بشكل صحيح، وهو لا يتطلب التخدير ويمكن القيام به في العيادة الخارجية للطبيب، كما يمكن في بعض الاحيان حقن الوريد الكبير أيضا وإن كان يتطلب تقنية متطورة بعض الشيء عن الحقن العادية.

 

2. جراحة الليزر لأجل علاج دوالي الساقين:

حيث يلجأ هنا الأطباء إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في إغلاق الدوالي العنكبوتية الصغيرة، وتعتمد جراحة الليزر على إرسال حزم قوية من الضوء إلى الوريد المتضخم وهذا يؤدي إلى تلاشيه ببطء ثم اختفاؤه، ويتم إرسال الضوء عبر أي شقوق موجودة بشكل طبيعي في الجلد كما يمكن استخدام الإبر لإجراء تلك الشقوق لعبور ضوء الليزر منها.

 

3. ترددات الراديو أو طاقة الليزر عن طريق القسطرة:

وفي هذا الإجراء يلجأ الطبيب إلى إدخال أنبوب رفيع للغاية أو قسطرة في الوريد المتضخم ويعمل على تسخين طرف القسطرة إما باستخدام ترددات الراديو أو عن طريق طاقة الليزر، وعندما يتم سحب القسطرة فإن الحرارة تدمر الوريد عن طريق التسبب في انهياره وبالتالي إغلاقه، وهو من الإجراءات الأكثر تفضيلا في علاج  الدوالي الكبيرة.

(مقال متعلّق)  اسباب الدوالي

 

4. ربط الوريد:

وهو من الاجراءات الطبية لعلاج دوالي الساقين عن طريق تقييد الوريد المتوسط أو الصغير قبل أن ينضم إلى أحد الأوردة الأخرى ويُصبح أكثر ضخامة، ثم يتم إزالة الوريد الذي تم تقييده عن طريق شقوق صغيرة.

 

هذا هو الإجراء الذي يتم في العيادات الخارجية لدى معظم الناس، وهذه العملية لا قلق منها على الإطلاق ولا تتسبب في أي ضرر للدورة الدموية في الساق، حيث أن الأوردة العميقة في الساق هي المسؤولة عن ضخ الكميات الأكبر من الدم.

 

5. استئصال الوريد الإسعافي:

وفي هذا الإجراء يقوم الطبيب بإزالة الدوالي الأصغر وذلك من خلال سلسلة من الثقوب الصغيرة في الجلد، ويتم تخدير أجزاء من الساق ووخذها فقط بشكل خارجي دون تعمق في الأوردة مما يؤدي إلى تندبات صغيرة سريعا ما تزول من عملية تجديد خلايا الجلد.

 

6. جراحة الأوردة بالمنظار:

وهي يتم اللجوء إليها في حالة كانت دوالي الساقين في مرحلة متقدمة للغاية وتتضمن قرحة في الساق وهذا إذا فشلت التقنيات والإجراءات الأخرى، حيث يقوم الجراح باستخدام كاميرا فيديو دقيقة للغاية ويعمل على إدخالها في الساق وذلك لتصوير وإغلاق الدوالي ثم إزالة الأوردة المنتفخة من خلال شقوق صغيرة، وعلى الرغم من تعقيد هذا الإجراء عن الإجراءات الأخرى إلا أنه أيضا يمكن تنفيذه في العيادة الخارجية.

 

علاج دوالي الساقين بالوسائل الطبيعية

وهي الأكثر اعتمادا في علاج دوالي الساقين، حيث أنها في العادة حالة طبية غير خطرة على الإنسان ولكن شكلها يكون مزعجا ومن الأفضل علاجها في بدايتها، ومن أهم طرق علاج دوالي الساقين في المنزل:

 

1. جوارب الضغط:

وهي يمكن شراؤها من معظم الصيدليات الكبيرة أو المتوسطة ويتم الحصول عليها دون وصفة طبية، حيث توفر الدعم للركبتين والساقين حيث تعمل على مساعدة عضلات الساق لدفع الدم إلى أعلى من خلال توفير ضغط متدرج يبدأ من الكاحلين وينخفض بالتدريج وصولاً إلى أعلى، ويتم وضعهم عند الاستيقاظ من النوم صباحا وقبل النهوض من الفراش، ويتم رفع الساقين في الهواء وسحب الجوربين بالتساوي.

 

يجب ألا يتم الشعور بأي ضغط على ربلة الساق أو الفخذ، ويجب ارتداؤها طوال اليوم مع محاولة رفع الساق عاليا لمدة من 10-15 دقيقة عدة مرات في اليوم. وقد بينت دراسة عام 2018 أن من يستخدمون جوارب ضغط عالية للركبة مع ضغط من 18-21 ملم زئبقي لمدة أسبوع واحد ينخفض لديهم الشعور بالألم المرتبط بدوالي الساقين.

(مقال متعلّق)  علاج الدوالي

 

2. ممارسة الرياضة:

التمارين الرياضية تعمل على تجديد الدورة الدموية بشكل أفضل في كل الجسم ومنها الأطراف والساقين، وهذا يساعد في دفع الدم المتراكم في القدمين والساقين إلى أعلى والعودة من جديد إلى القلب وتخفيف الانتفاخ.

 

كما أن التمارين تعمل على خفض ضغط الدم وهو العامل الآخر الذي يساهم في استرخاء الأوعية الدموية وتمددها وتصريف الدم بأمان منها دون تدخلات جراحية، ولكن يجب اختيار الرياضات التي لا تمثل ضغطا زائدا على عضلات الساق ولا تتضمن أيضا مجهودا مفرطا ومن هذه الرياضات المناسبة كل من السباحة والمشي وركوب الدراجات واليوجا.

 

3. الزيوت الأساسية:

أعلنت دراسة عام 2006 أن زيت جوز الهند الأساسي يمكن أن يساعد كثيرا في تقليل آلام الساقين وعلاج الثقل والحكة عند المرضى الذين يعانون من القصور الوريدي المزمن وهو يعتبر السبب الرئيسي لدوالي الساقين، كما أعلنت دراسة عام 2010 أن مستخلص الصنوبر البحري يمكن أن يقلل من تورم الساق ومن الوذمة وهي الحالة التي ترتبط أيضا بدوالي الساقين.

 

كما توجد الكثير من الزيوت الأساسية الأخرى مثل زيت النعناع وزيت القرفة وأيضا زيت الزنجبيل وإن كان لابد من تخفيفه قليلا لخواصه الحارقة، وكلها تعمل على تنشيط الدورة الدموية عند تدليكها في المنطقة المصابة، كما أن تناولها على قليل من الماء يجدد الدورة الدموية من داخل الجسم ويحسن من حالة الأطراف عموما.

 

4. إجراء التغييرات الغذائية:

لا يربط الكثيرون بين التغذية وبين دوالي الساقين رغم أن بينهما علاقة وثيقة للغاية، ومن أهم تلك التغيرات المطلوبة:

 

  • زيادة الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم:

فالأطعمة الغنية بالبوتاسيوم يمكن أن تكون علاجا فعالا وداخليا للدوالي، وهو يوجد في اللوز والفستق وأيضا في العدس والفاصوليا البيضاء والبطاطا والخضروات الورقية وسمك السلمون والتونة، وهذا يساعد في علاج دوالي الساقين من خلال الحد من احتباس الماء في الجسم مما يساهم في توسيع الأوردة.

 

  • الحد من الصوديوم والأملاح:

كما أنه من الضروري الحد من الأملاح أو الأطعمة الغنية بالصوديوم حيث تزيد من احتفاظ الجسم بالماء وتسبب المزيد من الضغط على الأوردة، والصوديوم موجود بوفرة في الكثير من الأطعمة المحفوظة كمادة حافظة لذا يجب التقليل من المعلبات.

 

  • الألياف:

ومن المهم أيضا تناول الأطعمة الغنية بالألياف وذلك للحفاظ على حركة الامعاء ومنع الاجهاد الذي يزيد من تلف صمامات الأوردة ويمنع من صعود الدم من جديد إلى القلب ويزيد من التسرب إلى الساقين، ومن الأطعمة الغنية بالألياف كل من الشوفان وبذور الكتان والبقوليات وأطعمة الحبوب الكاملة وهي كلها تساهم في التخلص من الوزن الزائد والذي يعتبر أحد أسباب الدوالي.

 

  • تناول المزيد من الفلافونيد:

إضافة المزيد من الفلافونيد إلى النظام الغذائي اليومي يساهم أيضا في علاج دوالي الساقين حيث أن هذا المركب من المركبات المضادة للأكسدة يساهم في تحسين الدورة الدموية في الجسم ويعمل على استرخاء الشرايين ويقلل من الدوالي.

(مقال متعلّق)  اسباب الدوالي

 

هو موجود في كل من الخضروات مثل السبانخ والفلفل والبصل والقرنبيط، وموجود في الحمضيات مثل العنب والكرز والتفاح وأيضا في الكاكاو والثوم.

 

5. العلاج بالاعشاب:

بيَّنت الكثير من التجارب أن مستخلص بذور العنب يمكن أن يقلل من التورم في أسفل الساقين وعلاج غيرها من مظاهر قصور الدورة الدموية، كما أن كستناء الحصان والبرسيم الحلو أثبتا فاعلية كبيرة في علاج انتفا الأوردة الدموية.

 

لكن يجب التحدث مع الطبيب قبل تجربة أي علاج عشبي، وهو عادة يتم استخدامه إما عن طريق الفم، وإما عن طريق غلي القليل في ماء وتدليك المنطقة المصابة به.

 

5. اختيار الملابس غير الضيقة:

إن ارتداء الملابس الضيقة يمكن أن يؤدي إلى تقييد تدفق الدم إلى أعلى من جديد، وفي هذه الحالة فإن المريض يشعر بتحسن كبير عند الانتظام في ارتداء ملابس فضفاضة طوال اليوم مما يسمح للدم بالتدفق بحرية من وإلى الجزء السفلي من الجسم، كما أن ارتداء الاحذية المسطحة بدلا من الكعب العالي يقل أيضا من الضغط على أوردة الساق ويمكن أن يساهم كثيرا في علاج دوالي الساقين.

 

6. رفع الساقين:

إن الاستلقاء ورفع الساقين على شيء مرتفع قليلا يساهم بشدة في علاج هذه الحالة، وهو الإجراء الذي يتم اللجوء إليه غالبا في بداية ظهور الدوالي، حيث يساهم رفع الساقين في إعادة تدفق الدماء من جديد إلى القلب وتجنب تركيزها في القدمين والساقين.

 

هذا الإجراء يُصبح أكثر فاعلية عندما يتجنب المريض أيضا الوقوف لفترات طويلة أو الجلوس لفترات طويلة أيضا، وإذا كانت ظروف العمل تجبرك على البقاء ثابتا لفترة طويلة فيجب كل ساعتين تحريك الساق.

 

بعد الانتهاء من العمل يجب التمدد التام ورفع الساقين حتى عند النوم إن أمكن لتجنب الدوالي والمساعدة على علاجها أيضا مع التدليك المستمر أثناء الجلوس أو الوقوف حتى دون زيوت أساسية لتجديد الدورة  الدموية.

 

وفي النهاية فإن علاج دوالي الساقين يتطلب محاولة تجنب الأسباب التي أدت له في الأساس، كما أنه في حالة الحمل فإنها تزول من تلقاء نفسها خلال 3 إلى 12 شهرا من الولادة، وكذلك دوالي الساقين الناجمة عن البدانة، يمكن ببعض التدليك وخسارة الوزن أن تتحسن الحالة كثيرا.

 

المراجع:

  1. Mayo Clinic: Varicose veins
  2. Medical News Today: Home remedies for varicose veins