علاج النقرس بالأدوية وبدون ادوية

ما هي أفضل طرق علاج النقرس

ربما يكون أقدم نوع معروف من التهاب المفاصل؛ حيث أن مرض النقرس أو التهاب المفاصل النقرسي يمتلك تاريخًا طويلًا وحافلًا لأقدم الأوصاف المعروفة للمرض والتي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد. فتاريخيًا كان النقرس يسمى (مرض الملوك) بسبب ارتباطه بالأطعمة الغنية وتعاطي الكحوليات.

 

ومع ذلك في العام 2011 عرفنا أن النقرس لا يتم تشخيصه بناءًا على أساس الوضع الاجتماعي والاقتصادي بل يرتبط مباشرة باستقلاب حمض اليوريك النقرس هو أحد أنواع التهاب المفاصل، وينتمي إلى مجموعة من اعتلالات المفاصل المعروفة باسم (المفصليات البلورية).

 

حيث تحدث الإصابة بالنقرس بسبب استجابة التهابية قوية لبلورات حمض اليوريك والتي تحدث في وضع فرط حمض يوريك الدم (ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم).

 

حيث يمكن أن يؤدي التشبع الفائق لحمض اليوريك إلى تراكم البلورات وترسبها في المفاصل والأنسجة والتي يتفاعل معها جهاز المناعة لدى الشخص المصاب.

 

علاج النقرس

 

اولاً: علاج هجمات النقرس الحاد

الهدف من علاج النقرس خلال هجومه الحاد هو مكافحة الالتهاب والتحكم في الألم؛ فمن المهم أن نلاحظ أنه إذا لم يكن المريض يأخذ علاج خفض حمض اليوريك في وقت حدوث الهجوم الحاد، فهذا ليس الوقت المناسب لبدء مثل هذا النوع من علاج النقرس.

 

ومع ذلك إذا كان المريض يأخذ بالفعل علاج انخفاض حمض اليوريك في وقت وقوع الهجوم الحاد، فلا ينبغي وقف العلاج حيث يمكن تخفيف الألم والالتهاب باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) أو الكولشيسين (colchicine) أو الكورتيكوستيرويدات (corticosteroids) (الشاملة أو بداخل المفصل).

 

يجب أن يتم اختيار أنسب نوع من علاج النقرس لمريض معين على أساس الحالة المرضية له، والأدوية الأخرى التي يأخذها، وإمكانية تعرضه للآثار الجانبية لأنواع العلاج المختلفة.

 

1. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية:

تكون شائعة الاستخدام خلال هجوم النقرس الحاد، وتشمل الأيبوبروفين (800 مللي جرام) ثلاث إلى أربع مرات يوميا أو الإندوميتاسين (25 إلى 50 مللي جرام) أربع مرات يوميا، ويجب التوقف عن أخذ العلاج عند توقف الأعراض عن الظهور.

 

2. الكولشيسين:

يرتبط الكولشيسين الذي يؤخذ عن طريق الوريد مع السميات والآثار الجانبية الخطيرة، لذلك يجب استخدامه كمستحضر عن طريق الفم فقط، الجرعة العالية من الكولشيسين عن طريق الفم (1.2 مللي جرام متبوعة ب 0.6 مللي جرام كل ساعة لعدد 6 جرعات) هي بشكل عام يصعب تحملها بسبب التأثيرات الجانبية على الجهاز الهضمي؛ لذا من الأفضل أن يتم أخذ الجرعات الأقل، ويمكن استخدامها مع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

 

3. الكورتيكوستيرويدات:

إذا كان المرضى لديهم موانع لاستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، فقد تكون الكورتيكوستيرويدات هي الخيار التالي لهم لعلاج النقرس؛ حيث يمكن إعطاء الكورتيكوستيرويدات كحقن في المفصل المتأثر (بداخل المفصل).

(مقال متعلّق)  علاج النقرس بالاعشاب

 

أو تعطى بشكل منتظم (عن طريق الفم، مثل بريدنيزون أو ميدرول). الستيرويدات بداخل المفصل تكون مفيدة إذا تأثر فقط واحد أو اثنين من المفاصل، وان كان الطبيب المعالج بارع في حقن العلاج بتلك المفاصل المتضررة. حيث يمكن استخدام الكورتيكوستيرويد الفموي ابتداءًا من 30 إلى 40 مللي جرام يوميًا مع تناقص الجرعة تدريجيًا من 10 إلى 14 يوم.

 

ثانياً: علاج النقرس عن طريق خفض حمض اليوريك

 

دواعي الإستعمال

المرضى الذين يصابون بعدة نوبات من هجمات النقرس الحادة في السنة، أو الذين تظهر لديهم رواسب رملية عند الاختبار التشخيصي يكونوا مرشحين لعلاج خفض حمض اليوريك.

 

حيث سيقلل استخدام عوامل خفض حمض اليوريك من تواتر هجمات النقرس، وبمرور الوقت سيقلل من تشكل الرواسب الرملية، ويقلل أيضًا من خطر تلف المفاصل، وفيما يلي مؤشرات لعلاج النقرس بخفض حمض اليوريك:

 

  • وجود الرواسب الرملية أو التهاب المفاصل المزمن عند الاختبار.

  • فشل العلاج الوقائي بالكولشيسين من التهاب المفاصل النقرسي الحاد.

  • حصى الكُلى.

  • مستويات عالية للغاية من حمض اليوريك في الدم (أكثر من 12 مللي جرام / ديسيلتر).

 

حمض اليوريك هو المنتج النهائي لاستقلاب البيورين (المكون للحمض النووي)، ويتم إنتاجه بشكل طبيعي من قبل الجسم خلال إعادة تشكيل وتحلل الأنسجة حوالي 20٪ من حمض اليوريك مشتق من البيورينات المبتلعة من خلال الطعام يمكن تقسيم أسباب فرط حمض يوريك الدم إلى فئتين رئيسيتين: انخفاض إزالة حمض اليوريك من الكلية، وزيادة تخليق حمض اليوريك.

 

انخفاض إزالة حمض اليوريك من الكلى يحدث في حوالي 90٪ من المرضى، وتكون أسبابه كما يلي:

 

  • امراض الكلى الداخلية.

  • أمراض القلب التي تسبب انخفاض تدفق الدم إلى الكلية.

  • بعض الأدوية (مثل مدرات البول الحلقيّة، الأسبرين المنخفض الجرعة، والسيكلوسبورين).

  • الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض.

  • مشاكل العمر المتعلقة بانخفاض معدل تكوين الكبيبات.

زيادة تخليق حمض اليوريك، وتكون أسبابه كما يلي:

 

  • التهور في أكل الطعام.

  • الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض.

  • زيادة عملية تغيير الأنسجة، والأورام، والاضطرابات التكاثرية اللمفية.

  • الإجهاد الناجم عن زيادة تغيير ثلاثي فسفات الادينوزين.

 

يجب تشجيع جميع المرضى على تعديل نمط حياتهم بما في ذلك الحد من تناول الكحوليات، وتشجيعهم على فقدان الوزن عند الحاجة، وتقليل استخدام المواد الغذائية الغنية بالبيورينات، وينبغي أيضا السيطرة على الحالات المرضية المشتركة بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري وفرط دهون الدم.

 

الأغذية الغنية بالبيورينات:

 

  • مرتفعة جدا – سمك الرنجة، بلح البحر، الخميرة، السردين، والخبز المُحلّى.

  • ارتفاع معتدل – الأنشوجة، الطماطم، لحم الضأن، لحم العجل، لحم الخنزير المقدد، سمك السلمون في الكبد.

 

خيارات الدواء المتاحة لخفض حمض اليوريك

من المهم أن نلاحظ أنه عند بدء علاج النقرس بخفض حمض اليوريك، فهناك خطر لتعجيل التعرّض لنوبات النقرس الحادة لذا يجب وضع خطة للتحكم في هذه النوبات في حالة حدوث ذلك، ويمكن تجنب هذا عموما مع استخدام الأدوية الوقائية (الستيرويدات، الكولشيسين، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية) جنبا إلى جنب مع علاج خفض حمض اليوريك.

(مقال متعلّق)  نظام غذائي لمرضى النقرس

 

1. البروبينيسيد (Probenecid):

يمكن وصفه للمرضى الذين يعانون من انخفاض في عملية إزالة حمض اليوريك عن طريق الكلى، وبشكل عام يجب أن يقتصر استخدامه على المرضى الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا.

 

حيث يعمل عن طريق تثبيط إعادة امتصاص حمض اليوريك في القنوات القريبة من الكلى؛ حيث أن الجرعة المبدئية هي من (500 مللي جرام إلى 1000 مللي جرام) يوميًا وتزداد إلى (1500 مللي جرام إلى 2000 مللي جرام) حسب الحاجة، وفي بعض الأحيان تكون هناك حاجة لجرعات أعلى.

 

قد يعجل من تشكيل حصوات الكلى، وينبغي تشجيع الترطيب الفموي الجيد، ويمنع استخدامه في المرضى الذين يعانون من حصوات الكلى (بما في ذلك حصوات الكالسيوم وحصوات حمض اليوريك)، وفي المرضى الذين يعانون من اعتلال الكلية اليوراتي (الكلية النقرسية).

 

2. الوبيورينول (Allopurinol):

هو عامل خفض لحمض اليوريك جيد التحمل، ورخيص السعر، ويستخدم بشكل شائع. يمكن البدء بالالوبورينول بجرعات منخفضة تصل إلى (100 مللي جرام) يوميًا، ويتم معايرتها بمقدار 100 مجم كل 10-14 يومًا، لتحقيق مستوى حمض اليوريك المطلوب حتى يصل إلى 4-5 مللي جرام / ديسيلتر، ولكن يجب اجراء اختبارات الكبد، واختبارات عدد خلايا الدم، ومراقبة وظائف الكلى أثناء العلاج.

 

تشمل السمية الناتجة عن آثاره الجانبية الطفح الجلدي، والتسمم الكبدي، وضمور النخاع العظمي، وردود فعل شديدة الحساسية ويمكن أن تحدث تفاعلات الدواء مع الوبيورينول والوارفارين والثيوفيلين ويجب مراقبة مستويات تلك الأدوية، كما يجب تجنب الوبيورينول في المرضى الذين يأخذون دواء الأزاثيبين، الميركابتوبورين والسيكلوفوسفاميد بسبب خطر التعرض لتسمم النخاع العظمي.

 

4. فيبوكسوستات (Febuxostat):

في عام 2009، وافقت ادارة الاغذية والعقاقير على استخدام مثبط جديد، الفيبوكسوستات، لعلاج فرط حمض يوريك الدم في مرض النقرس. وقد أظهرت انخفاض – معتمدًا على الجرعة – في حمض اليوريك (جرعات يومية 80 مللي جرام أو 120 مللي جرام). وقد ثبت فعاليتها في المرضى الذين يعانون من ضعف كلوي خفيف أو معتدل، ومرض النقرس.

 

ومع ذلك يمكن أن يسبب هذا النوع من علاج النقرس تشوهات لوظائف الكبد، كما يجب إجراء الفحص الروتيني لوظائف الدم عند تناول هذا العلاج. وكما هو الحال مع الالووبورينول، فهناك تفاعلات من الفيبوكسوستات مع الآزويثوبرين، والثيوفيلين.

 

5. بجلوتيكاز (Pegloticase):

اليوريكاز هو إنزيم يحول اليورات ضعيفة الذوبان (حمض اليوريك) إلى أنتوين أكثر قابلية للذوبان (تفرز في البول)؛ حيث توجد إنزيمات اليوريكاز في معظم الثدييات، لذلك لا تصاب تلك الثدييات بالنقرس.

 

ومع ذلك فإن البشر وبعض الثدييات يفتقرون إلى اليوريكاز (بسبب خمول الجينات الناتجة من التطور) ويفتقرون إلى القدرة على جعل حمض اليوريك أكثر قابلية للذوبان وبالتالي يمكن أن يصابوا بالنقرس.

(مقال متعلّق)  اعراض الاصابة بمرض النقرس

 

البجلوتيكاز هو يوريكاز تم استخلاصه من الخنازير، والذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الأغذية والعقاقير في سبتمبر 2010 لعلاج النقرس في المرضى الذين فشل معهم العلاج التقليدي الآخر.

 

وتعطى عن طريق الحقن في الوريد كل أسبوعين، ويجب أن يعامل المرضى بشكل وقائي من أجل ردود الفعل التحسسية تجاه الحقن الوريدي باستخدام الستيرويدات ومضادات الهيستامين، ومراقبتهم عن كثب في حالة تطوير رد فعل تحسسي تجاه الحقن الوريدي، كما يجب توخي الحذر عند وصف هذا العلاج في المرضى الذين لديهم تاريخ للإصابة بأمراض القلب.

 

علاج النقرس بدون أدوية

 

1. التغذية:

تجنب الأطعمة الغنية بالبيورين، وكذلك الكحوليات قد تساعد على خفض مستويات حمض اليوريك ومنع التقلبات الكبيرة في الحمض والتي قد تتسبب في حدوث هجمات حادة، كما أن السمنة وزيادة توزيع الدهون هي أحد عوامل الخطر للإصابة بمرض النقرس.

 

يساعد اتباع نظام غذائي لمرضى النقرس متوازن من البروتينات قليلة الدسم، ومنتجات الألبان والخضروات قليلة الدسم في الحفاظ على وزن صحي، مما يفيد للوقاية من هجمات النقرس أيضًا.

 

2. استخدم الكمادات الباردة:

إذا لم يكن الألم شديدًا، فجرّب الكمادات الباردة على المفصل لتخفيف الالتهاب وتهدئة الألم، لف الثلج بمنشفة رقيقة وضعه على المفصل لمدة 20 إلى 30 دقيقة عدة مرات في اليوم.

 

3. إراحة المفصل:

حيث أنها فكرة جيدة أن تريح المفصل حتى يخف الألم، ربما لن ترغب في تحريكه على أي حال. وإذا استطعت فقم برفع المفصل على وسادة أو أي شيء آخر ناعم.

 

4. اشرب الكثير من المياه:

عندما يكون جسمك لا يحتوي على كمية كافية من الماء، ترتفع مستويات حمض اليوريك لديك بشكل أكبر؛ فحاول الحفاظ على رطوبتك للمحافظة على هذه المستويات في صورة طبيعية.

 

متى تطلب طبيبك إذا تعرضت لنوبة النقرس

من المهم دائمًا أن تخبر طبيبك أنك تعاني من الإصابة بنوبات النقرس عندما تحدث، وفي بعض الأحيان قد تحتاج إلى المتابعة للتأكد من أن خطة علاج النقرس تعمل بشكل صحيح، أو إذا لم تتحسن الأعراض لديك، حيث يجب عليك الاتصال بطبيبك إذا:

 

  • كانت هذه أول نوبة اندلاع للنقرس لديك.

  • كنت مصابًا بحمى وارتفاع في درجة حرارة جسدك، بالإضافة للقشعريرة.

  • لم تتحسن الأعراض لديك في غضون 48 ساعة، أو إذا استمرت في الظهور لمدة تزيد عن الأسبوع.

 

المراجع:

  1. Johns Hopkins Medicine: Treatment of Gout
  2. Web MD: How to Treat Gout Attacks at Home