يهدف علاج الغدد الصماء إلى الحفاظ على توازن إنتاج الهرمونات المختلفة في الجسم، حيث أن الهرمونات هي من تساعد على تنفيذ الكثير من الوظائف الحيوية مثل تحويل السعرات الحرارية إلى طاقة تحرك العضلات وتكون الخلايا، كما تعمل الغدد الصماء على تنظيم ضربات القلب وتنمية العظام والأنسجة، كما تلعب دورا مهما في الإنجاب وفي الإصابة أيضا بالأمراض المختلفة مثل السكري أو اضطرابات النمو أو حتى الضعف الجنسي.
علاج الغدد الصماء
تتنوع الغدد الصماء وتنتشر في كل أنحاء الجسم وتطلق كل منها الهرمونات التي تحافظ على توازنه فهناك الغدد الكظرية والصنوبرية والدرقية والنخامية وأيضا غدد المبايض والخصيتين وغدد البنكرياس، واي اضطراب في أي غدة منها يؤثر على وظيفة حيوية في الجسم، ومن طرق علاج الغدد الصماء والحفاظ على توازن الهرمونات:
1. الحصول على نسبة البروتين والألياف المناسبة في كل وجبة:
يعتبر البروتين من العناصر الغذائية المهمة في علاج الغدد الصماء حيث يُنتج الأحماض الأمينية الرئيسية التي يعجز الجسم عن إفرازها بنفسه، لذا يجب استهلاك كمية مناسبة من البروتين يوميا لمد الجسم بحاجته من هذه الأحماض، كما أن البروتين يفرز الأحماض التي تتحكم في الشهية، حيث يقلل من مستويات هرمون الجوع ويزيد من إنتاج الهرمون الذي يُشعر الشخص بالشبع.
كما يحسن من التمثيل الغذائي ويحرق الدهون، وتعتبر النسبة المثالية من 20-30 غرام بروتين في كل وجبة، كما لابد من نسبة كبيرة من الألياف يوميا، لتقليل هرمون الأنسولين، وزيادة إفراز هرمون الشبع للمساعدة في السيطرة على الشهية وتجنب كثرة الأكل التي تزيد من السمنة وإفراز هرمونات الكورتيزول، حيث أن الألياف سريعة الذوبان وتعزز من صحة الجهاز الهضمي والجسم عموما.
2. الرياضة المنتظمة:
تحسن الرياضة من إفراز الهرمونات المختلفة في الجسم، حيث تقل من مستويات الأنسولين الذي لو زادت نسبته يشجع الجسم على تناول المزيد من السكريات، مما يزيد من خطورة التعرض إلى مرض السكري، لكن الرياضة تزيد من حساسية الأنسولين.
مما يجعل الجسم أكثر قدرة على حرق السكر وتحويله إلى طاقة حيث يستجيب الجسم وقتها سريعا لأي نسبة من الأنسولين ويبدأ في القيام بوظائفه، كما تساعد الرياضة على إفراز الهرمونات التي تحافظ على قوة العضلات، فلا تتدهور الصحة مع التقدم في العمر، ويقل التعرض إلى أمراض الشيخوخة.
3. التقليل من السكريات والكربوهيدرات المكررة:
السكر والكربوهيدرات المكررة يزيدان من نسبة السكر في الدم، ويعملان على اضطراب الهرمونات، حيث يزيد الفركتوز من مقاومة الأنسولين ويرفع من مستوياته، وعلى النقيض من ذلك فإن النظام الغذائي قليل الكربوهيدرات والسكريات يقلل من تكون الأنسولين، ويقي من الأمراض المقاومة للأنسولين مثل تكيس المبايض.
4. التقليل من مستويات الإجهاد:
تعتبر السيطرة على الإجهاد من أهم طرق علاج الغدد الصماء والحفاظ على الهرمونات، حيث يزيد الإجهاد من إنتاج هرموني الكورتيزول والأدرينالين، ورغم أنهما من الهرمونات التي تحافظ على حياة الإنسان وتساعده على مقاومة الخطر، إلا أن زيادتهما يسببان الكثير من الارتباك في الجسم، فالزيادة الكبيرة في هرمون الكورتيزول تؤدي إلى الشراهة الشديدة ومن ثم السمنة وأمراض الجهاز الهضمي والقلب وغيرها.
أما ارتفاع مستوى الأدرينالين فيمكن أن يضر بالقلب ويرفع من ضغط الدم، ويمكن السيطرة على الإجهاد بتمارين اليوجا والتدليلك وتعلم استراتيجيات الاسترخاء والحصول على قسط وافر من النومكما وجدت الدراسات أن التقليل من مستويات الإجهاد عن طريق التدليك يزيد من إفراز هرمون السيروتونين الذي يعمل على تعزيز المزاج بنسبة 28%، ويُنتج أيضا الدوبامين الذي يساهم في السعور بالسعادة بنسبة 31%.
5. تناول الدهون الصحية:
وهي الدهون الثلاثية المتوسطة وهي نوع من الدهون ينتجه الكبد ويُستخدم مباشرة كطاقة، أي لا يتطلب أي مجهود لتحويله إلى طاقة، وهي تقلل من مستويات الأنسولين، وتعمل على سد الشهية، وهي الدهون التي توجد في الأبان وزيت الزيتون وزيت جوز الهند والمكسرات والأسماك البحرية وغيرها، حيث أن الدهون الصحية تساعد على إفراز الهرمونات التي تساعد على الشعور بالشبع.
6. التوازن في الأكل:
التوازن في الأكل واحد من أكثر الطرق فاعلية في علاج الغدد الصماء، ويعني التوازن في الأكل عدم الإفراط وعدم الندرة، بل الأكل باعتدال لمنح الجسم العناصر الغذائية التي يحتاجها دون زيادة أو نقصان، حيث أن الإفراط في الأكل يؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين.
كما أن النحول يسبب الإجهاد ويزيد من إفراز الكورتيزول ويسبب الأنيميا وغيرها من أمراض تؤثر على الغدد الصماء، فيجب ألا تقل عدد السعرات الحرارية اليومية عن 1200 سعرة، مع توازن بين البروتينات والفيتامينات والمعادن، للحفاظ على الغدد الصماء وتوازن الهرمونات.
7. تناول الشاي الاخضر:
يعتبر الشاي الأخضر من أكثر المشروبات الصحية على مستوى العالم، حيث يساعد على تحسين الأيض والتمثيل الغذائي، ويحتوي على مضادات الأكسدة التي تزيد من حساسية الأنسولين وتقلل من إفرازه في الجسم، كما يضبط مستويات السكر لدى مرضى السكري، ويساعد على حرق الدهون لدى من يعانون من زيادة الوزن.
8. الإكثار من أوميغا 3:
أحماض أوميغا 3 من الأغذية التي يُنصح بها على الدوام لأجل علاج الغدد الصماء، ووقايتها من أي أمراض حيث أثبب فاعلية كبيرة في الحفاظ على توازن الكثير من الهرمونات، حيث تقلل من إفراز هرموني الكورتيزول والأدرينالين الذين ينتجان عن الإجهاد.
كما أن لها خصائص مضادة للالتهابات، حيث أثبتت الكثير من الدراسات أن المواظبة على تناول أوميغا 3 يوميا يقلل من الإجهاد الذهني، كما يقلل من مقاومة الأنسولين، ويقي من سكر الحمل ومن تكيس المبايض. وتعتبر الجرعة المناسبة يوميا 3 أكواب.
9. النوم الجيد:
لا يساهم النوم فقط في تقليل مستوى الإجهاد والتقليل من إفراز هرموني الكورتيزول والأدرينالين، بل يساعد على إفراز هرمونات النمو ويعزز من صحة الدماغ ويقلل من إفراز هرمون الجوع، ولا يجب أن تقل عدد ساعات النوم اليومية عن 6 ساعات.
ويجب أن يكون الجزء الأكبر منها أثناء الليل للمساعدة على إفراز الهرمونات الليلية التي تعيد للجسم طاقته التي فقدها أثناء اليوم، كما لا يجب أن تكون هناك أي أجهزة تكنولوجية بجوارك أثناء النوم للمساعدة في النوم الجيد دون أرق، ويمكن الاستعانة بالأعشاب المهدئة ليلا للحصول على نوم صحي، مع ارتداء ملابس مريحة وضبط درجة حرارة الغرفة.
10. أدوية ضبط الهرمونات:
يمكن علاج الغدد الصماء ببعض الأدوية لضبط الهرمونات في الجسم، ومعظم هذه الأدوية تعتمد على منح الجسم هرمونات صناعية لعلاج الخلل الموجود في الهرمونات نتيجة أمراض الغدد الصماء، وهي يمكن أن تأتي بنتيجة مؤقتة، لكن زيادتها يقلل من الهرمونات الطبيعية في الجسم مما يزيد من الآثار الجانبية.
لذلك فيمكن تجربة تغيير نمط الحياة وفقا للطرق الطبيعية السابقة قبل اللجوء إلى الأدوية، وإن كان مرضى فشل الغدة الكظرية ومرضى أديسون ومتلازمة كوشينغ ومرضى جريفز يمكن أن تكون الأدوية هي العلاج الأمثل لهم، ورغم ذلك لا مانع من تجربة الطرق الطبيعية والتحدث مع الطبيب قبل إجراء أي تغييرات في الأدوية.
المراجع:
- Web MD: Endocrine Disorders
- Health Line: 12 Natural Ways to Balance Your Hormones
- Dr. Axe: 7 Steps to Balance Hormones Naturally
دعاء رمزي
الكاتبة دعاء رمزي حاصلة بكالوريوس إعلام قسم صحافة من جامعة القاهرة عام 2004, عملت في موقع بص وطل الإلكتروني ابتداء من عام 2005 إلى عام 2013 كمسؤولة رئيسية عن الباب الاجتماعي والعلاقات الزوجية، والرد على مشاكل القراء وترجمة مواضيع اجتماعية وطبيّة متخصصة ومحررة في أبواب السياسة والفن والأدب والتكنولوجيا.
كما وعملت مترجمة لمدة عام في مكتب نشر متخصص في الترجمة داخل جمهورية مصر العربية موحررة ومترجمة أخبار متنوعة بالمراسلة في موقع أكشنها السعودي من ينايرعام 2014 إلى أبريل 2015
وأضاف الى خبراتها العمل كمحررة ومترجمة بالمراسلة في موقع ياللابوك وفي موقع اليوم العربي من أكتوبر 2017 حتى ديسمبر 2017 ومحررة ديسك مركزي بالمراسلة في موقع "العرب اليوم" من أبريل 2015 وحتى فبراير 2018.
الآن تتفرغ دعاء رمزي بالعمل مع موقع موثّق لإنتاج المحتوى المعرفي المعمّق كمحترفة في مجال الترجمة الطبية والإجتماعية.