علاج الصرع بالأدوية والوسائل الطبيعية
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
علاج الصرع بالأدوية والوسائل الطبيعية وتحفيز الأعصاب
يمكن علاج الصرع والتغلب على نوباته بالكثير من الطرق حتى يستطيع المريض أن يعيش بشكل طبيعي إلى حد كبير، مع التقليل من النوبات المزعجة وما تسببه من مشاكل له ولكل الأسرة، ومن البديهي أن بعض أنواع العلاج تصلح لبعض الأشخاص ولا تصلح لغيرهم، لذا عند تجربة علاج ما ولم يفلح لا يعني عدم وجود فائدة، بل أنه يجب تجربة علاج آخر، أو تجربة أكثر من نظام معا، ومن طرق علاج الصرع :
اولاً: الأدوية لأجل علاج الصرع
أغلب من يعانون من نوبات الصرع يسارعون في تجربة الأدوية في البداية، حيث بمجرد الشعور بالنوبات يتم الذهاب إلى الطبيب الذي يصف الأدوية وفقا للحالة التي أمامه، وتوقعاته بمدى شدة النوبات أو تكراها، وايضا عمر المريض وجنسه، أو إذا يعاني من أمراض أخرى ويأخذ أدوية معينة.
أو في حالة المرأة الحامل أو التي تخطط للحمل يكون التعامل مختلفا إلى حد كبير، ويمكن ألا ينجح علاج الصرع من المرة الأولى، لكن مع تجربة نوع أو اثنين من العلاج مع وصف الحالة بدقة للطبيب وأي أدوية أخرى يتم تناولها، يمكن أن ينجح علاج الصرع في معظم الأحيان.
وتتمثل الأدوية المستخدمة في علاج الصرع ما يلي:
-
الديلانتين أو الفينيتيك.
-
الفينوباربيتال.
-
التيجريتول.
-
ميسولين.
-
زارونتين.
-
ديباكين.
-
ترانكسين والكولونوبين، وهي من الأدوية المهدئة.
كما أن هناك عقاقير جديدة لأجل علاج الصرع مثل:
-
فيلباتول.
-
جابتريل.
-
كيبرا.
-
يريكا.
-
نيورونتين.
-
توباماكس.
-
زونيجران.
الآثار الجانبية لأدوية علاج الصرع
تساهم الادوية عموما في السيطرة على حوالي 70% من نوبات الصرع، وهناك اختلافات طفيفة بين الأدوية التي تساعد في علاج نوبات الصرع والتخفيف من حدتها، ويتم اعتماد أيا منها وفقا للحالة الصحية للمريض ومدى تحمله للآثار الجانبية لها.
وعادة تقل الآثار الجانبية لأدوية الصرع مع مرور الوقت واعتياد الجسم عليها، لذا يمكن تعاطي جرعات صغيرة في البداية ثم زيادتها تدريجيا للتقليل من الآثار الجانبية المحتملة والمتمثلة في:
1. آثار جانبية متوقعة:
وتكون شائعة لتناول نفس الدواء بالنسبة لنفس العمر والحالة وتتمثل في الرؤية الضبابية والتعب والنعاس، والشعور بالدوار، بالإضافة إلى وجود اضطراب في المعدة.
2. آثار جانبية خاصة:
وهي تكون خاصة بحالات واستجابات غير شائعة للمرضى نتيجة الحساسية من أي مكون من مكونات الدواء أو تفاعله مع أدوية أخرى وتشمل الطفح الجلدي ووجود انخفاض في عدد خلايا الدم بالإضافة إلى مشاكل في الكبد.
3. آثار جانبية نادرة:
وهي تحدث في حالات نادرة جدا مثل تضخم اللثة في حالة تناول الديباكين مما قد يؤثر على الأسنان.
ويناقش الطبيب عادة الآثار الجانبية المحتملة لكل دواء والتي يمكن أن تشمل أيضا زيادة الوزن وصعوبة الكلام وترقق العظام، مع مشاكل في الذاكرة وصعوبة التفكير، ويمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى وجود ميول انتحارية وهنا يجب مصارحة الطبيب فورا وطلب العناية الطبية.
وعموما يمكن التوقف عن دواء الصرع إذا لم تحدث نوبة خلال 2-4 سنوات، حيث يمكن للطبيب وقتها أن يقلل الجرعات حتى التوقف تماما، وبعض الأدوية تصلح مع الأطفال والمراهقين فقط، ولا تفلجح مطلقا مع الأكبر سنا.
ثانياً: الغذاء الكيتوني من اجل علاج الصرع
هو نوع من النظام الغذائي عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات، ويمكن أن ينصح به الطبيب وفقا لحالة الصرع لدى المريض وتكرار النوبات، لكنه ليس نظاما غذائيا يجب أن يتبعه المريض بمفرده.
وقد أثبتت الكثير من الدراسات فاعلية هذا النظام في علاج الصرع لدى الأطفال، ونجح أيضا في بعض الحالات للكبار، لكنه يرفع من نسبة الكوليسترول في الدم ويؤدي إلى تكون حصوات الكلى، والإمساك والجفاف وبالطبع زيادة الوزن وهشاشة العظام، لذا لا يجب اتباعه لفترة طويلة ودون إشراف طبي.
ثالثاً: تحفيز العصب لأجل علاج الصرع
يمكن لتحفيز العصب ببعض الاجهزة المتخصصة أن يساعد في التقليل من نوبات الصرع، وينقسم تحفيز العصب إلى:
1. تحفيز العصب التائه:
وهذا العصب يمتد من الصدر والبطن ويسير من خلال العنق حتى يصل إلى الجزء السفلي من الدماغ، وهو يتحكم في الاشياء التي تحدث بتلقائية في الجسم مثل نبضات القلب والتنفس وغيرها، حيث يقوم الطبيب بوضع جهاز صغير تحت جلد الصدر ويوصله بالعصب ثم يرسل إشارات كهربائية صغيرة عبر العصب إلى المخ لتقليل النوبات.
2. تحفيز عصبي متجاوب:
ويشمل وضع أداة تحفيز عصبي صغيرة تحت فروة الرأس، ومهمتها البحث عن أنماط معينة في نشاط الدماغ يمكن أن تؤدي إلى نوبات الصرع فتقطع إشارات التوصيل بين الخلايا في حالة رصد هذا النشاط لتوقفه بإطلاق نبضات صغيرة والتحفيز العصبي يعتبر مكملا للدواء ولا ينبغي التوقف عنه اعتمادا على التحفيز العصبي.
رابعاً: الجراحة من اجل علاج الصرع
لا يحتاج معظم مرضى الصرع إلى إجراء جراحة، لكن إذا لم ينجح 4 أو 5 أنواع من الادوية مع تحفيز العصب في السيطرة على النوبات هنا يمكن اللجوء إلى العملية الجراحية لإعادة ضبط مكونات في الدماغ والسيطرة على الصرع، ولا يلجأ للعملية إلا 30% فقط من مرضى الصرع.
ولابد قبل إجراء العملية من إجراء اختبارات الجراحة الشاملة للتأكد من أن الجراحة ستسيطر على النوبات دون المساس بالوظائف المعرفية الأساسية مثل الكلام والتذكر والتعليم وغيرها، ومن أنواع جراحة الصرع:
1. جراحة الصرع الجزئي:
وفيها يتم إزالة جزء من الدماغ الذي يسبب لصرع حيث يكون السبب فيه منطقة واحدة فقط في المخ، وهو يكون عادة في الفص الصدغي الأمامي، وبعد الجراحة غالبا لا يتعرض الشخص إلى أي نوبات على الإطلاق، وفي أحيان نادرة جدا يمكن ظهور الحاجة إلى عملية تكميلية.
2. جراحة الانفصال:
وهي تتم عادة للأطفال الصغار، فبدلا من استئصال جزء من الدماغ يتم قطع المسارات الموصلة بين أعصاب جانبي الدماغ، كما يمكن استئصال نصف الكرة المخية.
وعادة اللجوء للجراحة يكون آخر اختيار ويتم باشراف طبي كامل من جراح أعصاب ومتخصص في الصرع مع أخصائي اجتماعي، وآخر مختص في الأشعة، بحيث يتم تحديد المكان الذي يتسبب في الصرع ومدى نجاح العملية في التخلص منه.
خامساً: وسائل طبيعية لأجل علاج الصرع
يمكن لبعض الوسائل الطبيعية أن تساهم كثيرا في التخفيف من حدة نوبات الصرع، وخصوصا إذا تزامنت مع الأدوية أو التحفيز العصبي، ولكن يجب أيضا أن تكون تحت الإشراف الطبي، حتى لا تتداخل سلبا مع الأدوية، ومن هذه الوسائل الطبيعية في علاج الصرع :
1. الاعشاب الطبية
ومن الأعشاب التي يمكن أن تخفف من الصرع زنبق الوادي وشجرة الجنة والناردين والقريض، ومعظم هذه الاعشاب مستخدمة في الطب الصيني والكامبو الياباني، وأيضا في الطب الهندي، والطب البديل ولكن الإدارة الامريكية للغذاء والدواء تحذر من تلك الأعشاب حيث يمكن أن تسبب الصداع والطفح الجلدي ومشاكل في الهضم.
ويجب الحرص من المكملات العشبية التي تحتوي على الكافيين أو الإفيدرا حيث يمكن أن تزيد من نوبات الصرع وهناك بعض الأعشاب الاخرى في علاج الصرع لكنها تتداخل بقوة مع الأدوية لذا يجب الحرص التام عند استخدامها وهي مثل:
-
الكافا وشجرة العاطفة والهاردين حيث لهما أثار مهدئة.
-
نبات سانت جون والجنكة ويتفاعلان مع الأدوية المضادة للنوبات.
-
الثوم يهدئ النوبات ويتفاعل مع الأدوية.
-
البابونج حيث يطيل مفعول الأدوية التي يتم تناولها للصرع مما يجعل الجرعة الثانية ذات تأثير مضاعف ويمكن أن يضر بالمريض.
2. الفيتامينات من الوسائل الطبيعية لأجل علاج الصرع
الفيتامينات تساعد الأدوية في التخفيف من نوبات الصرع فهي لا يمكن الاعتماد عليها بمفردها، ومن الفيتامينات الضرورية لمرضى الصرع:
-
فيتامين ب6:
وهو يستخدم لعلاج نوع نادر من الصرع يبدأ عادة من الرحم و بعد الولادة مباشرة، ويكون ذلك بسبب عدم القدرة على امتصاص فيتامين ب6، ولا تزال الابحاث تجرى لمعرفة تأثير فيتامين ب6 على أنواع الصرع الأخرى.
-
المغنسيوم:
حيث أن النقص الحاد في المغنسيوم قد يكون من أسباب تكرار النوبات، وأشارت دراسة في 2012 إلى أهمية المغنسيوم في علاج الصرع، لكن يحتاج الأمر إلى إجراء المزيد من التجارب.
-
فيتامين هـ:
يزيد فيتامين هـ من فاعلية مضادات الأكسدة التي يتم تناولها في النظام الغذائي، مما يساعد في ضبط الأعصاب وتقليل السموم.
كما أن النقص في البيوتين وفيتامين د أيضا يرتبط بتكرار نوبات الصرع وزيادة الأعراض، كما أن من الضروري لمريض الصرع تناول حمض الفوليك، ولكن تحت الإشراف الطبي.
3. تغيير العادات الغذائية
يمكن للتقليل من البروتين والإكثار من الخضروات الورقية أن يزيد من نسبة الفيتامينات في الجسم ويقلل من النوبات، كما أن النظام الغذائي المعتمد على الدهون يقلل من النوبات أيضا، ولكن له الكثير من المخاطر، ولكنه مفيد للأطفال.
4. ضبط النفس والارتجاع البيولوجي
كشفت بعض التجارب إمكان مريض الصرع من السيطرة على النوبة وتقليل عددها بالتدريب، حيث ان مريض الصرع عادة يعاني من هالة معينة قبل حدوث النوبة بنحو 20 دقيقة، فيلاحظ روائح غريبة أو أضواء أو تكون الرؤية ضبابية.
كما يمكن أن يشعر المريض بأعراض أخرى قبل النوبة بيوم أو عدة أيام وتشمل القلق الزائد والصداع المستمر والشعور بالإعياء، لذا يمكن السيطرة على النفس ببعض التقنيات التي تعتمد على التركيز مثل:
-
التأمل: حيث يساعد على تصفية الذهن والتركيز على المناطق الإيجابية مما يهدئ الأعصاب.
-
المشي: وهو من الرياضات المرحة للاعصاب عموما.
-
السباحة والغطس تحت الماء: حيث يزيد كثير من الشعور بالاسترخاء.
-
استنشاق روائق قوية: حيث تقلل من التوتر وتهدئ نبضات الأعصاب وتشغل الذهن عن الضغوط التي تزيد من حدة النوبات.
-
الارتجاع البيولوجي: وهي تكون باستخدام أجهزة كهربائية لتغيير موجات الدماغ والموصلات العصبية بينها.
وإجراءات ضبط النفس تأخذ بعذ الوقت، ولابد من اتباعها قبل النوبة بفترة كافية، ومن الضروري أيضا الاستعانة بأحد الخبراء للحصول على النتيجة المطلوبة، حيث تتطلق الاتساق بين رغبة المريض وتنفيذ الإجراءات بدقة.
5. الوخز بالإبر وتقويم العمود الفقري
وهي بدائل العلاج التقليدي للتخفيف من حدة نوبات الصرع، ولم يتمكن الأطباء حتى الآن من فهم الطريقة الدقيقة التي تقوم بها الإبر في علاج الصرع، لكن الكثير من الممارسات الصينية القديمة أثبتت نجاحا كبيرا وإن كان مؤقتا في هذا المجال.
ويقول البعض أنها تعيق توصيل النبضات العصبية بين أجزاء الدماغ مما يقلل من النوبات، كما يقول البعض أن تضغط على مراكز الإجهاد وتقلل من التوتر، وأيا كانت نتيجة عملها فيجب الاستعانة بمتخصصين معتمدين ولا يجب تنفيذها في المنزل.
كما يتبع بعض متخصصي العلاج التقليدي وسيلة تقويم العمود الفقري، بالضغط على مناطق معبنة يصل تأثيرها إلى المخ وتهدئ من النوبات وعلاج الصرع عموما يتطلب الكثير من الصبر والمواظبة على العلاج وعدم الانقطاع عنه إلا تحت الإشراف الطبي التام.
المراجع:
- Web MD: What Are the Treatments for Epilepsy
- Medicine Net: Treatment for Epilepsy
- Health Line: Natural Treatments for Epilepsy: Do They Work
دعاء رمزي
الكاتبة دعاء رمزي حاصلة بكالوريوس إعلام قسم صحافة من جامعة القاهرة عام 2004, عملت في موقع بص وطل الإلكتروني ابتداء من عام 2005 إلى عام 2013 كمسؤولة رئيسية عن الباب الاجتماعي والعلاقات الزوجية، والرد على مشاكل القراء وترجمة مواضيع اجتماعية وطبيّة متخصصة ومحررة في أبواب السياسة والفن والأدب والتكنولوجيا.
كما وعملت مترجمة لمدة عام في مكتب نشر متخصص في الترجمة داخل جمهورية مصر العربية موحررة ومترجمة أخبار متنوعة بالمراسلة في موقع أكشنها السعودي من ينايرعام 2014 إلى أبريل 2015
وأضاف الى خبراتها العمل كمحررة ومترجمة بالمراسلة في موقع ياللابوك وفي موقع اليوم العربي من أكتوبر 2017 حتى ديسمبر 2017 ومحررة ديسك مركزي بالمراسلة في موقع "العرب اليوم" من أبريل 2015 وحتى فبراير 2018.
الآن تتفرغ دعاء رمزي بالعمل مع موقع موثّق لإنتاج المحتوى المعرفي المعمّق كمحترفة في مجال الترجمة الطبية والإجتماعية.