طرق علاج الصدفية

ما هو مرض الصدفية الجلدي؟

الصدفية هو مرض جلدي شائع والذي يسرع من دورة حياة خلايا الجلد؛ مما يسبب ارتفاع نمو الخلايا على سطح الجلد. وتقوم هذه الخلايا الزائدة بتشكيل طفح وبقع حمراء والتي عادة ما تسبب الحكة وفي بعض الاحيان تسبب الألم.

 

الصدفية يعتبر من الأمراض المزمنة، والتي غالبا ما تظهر وتختفي بمرور الوقت، فالهدف الاساسي من العلاج هو ايقاف خلايا الجلد من النمو بهذه السرعة.

 

فلا يوجد علاج للمرض نفسه، ولكن هناك بعض العلاجات التي تجعلك تسيطر على أعراض المرض وانتشاره. مثل الأدوية البيولوجية، والأدوية التقليدية المنتظمة، والعلاج الضوئي.

 

علاج الصدفية : 

علاج الصدفية مهم وحيوي للحفاظ على صحة جيدة، قم بالعمل مع طبيبك لإيجاد علاج أو علاجات تقلل أو تزيل أعراض المرض. فما يصلح لشخص قد لا يصلح لشخص أخر. لذا من المهم أن تعلم الأنواع المختلفة لعلاج الصدفية وتستمرفي المحاولة حتى تجد النظام العلاجي المناسب لك.

 

1. الأدوية البيولوجية (Biologics):

هي أدوية يتم إعطائها للمريض عن طريق الحقن أو عن طريق الحقن الوريدي (نقاط من الدواء تتدفق ببطئ في الوريد). و علاج الصدفية عن طريق الدواء البيولوجي و الذي هو عبارة عن عقار مبني على البروتين المشتق من الخلايا الحية المُخلقة في المعمل.

 

حيث يتم استعمال الأدوية البيولوجية لعلاج الأمراض على مدار أكثر من مائة عام، فأن التقنيات الحديثة جعلت هذه الأدوية أكثر انتشارًا وتوفرًا كعلاج في العقد الأخير.

 

تختلف الأدوية البيولوجية عن العلاج التقليدي المنتظم بالعقاقير الأخرى والتي تؤثر على الجهاز المناعي بأكمله. فبدلًا من ذلك تستهدف هذه الأدوية أجزاء مُحددة من الجهاز المناعي.

 

فعند استخدامها في علاج الصدفية فأنها تمنع عمل نوع مُعين من خلايا الجهاز المناعي تُسمى (T Cell) أو تمنع بروتينات في الجهاز المناعي مثل عامل نخر الورم ألفا (TNF-alpha)، إنترلوكين 17-A أو إنترلوكين 12 و23.

 

كيف تُستخدم الأدوية البيولوجية؟

يتم إعطائها كما ذكرنا سابقًا عن طريق الحقن أو عن طريق الوريد، عقاقير مثل (Cimzia, Cosentyx, Enbrel, Humira, Simponi and Taltz) يتم حقنها في الأرجل، البطن، أو الأذرع، غالبا عن طريق الشخص المُصاب أو أحد أفراد عائلته.

 

أما بالنسبة لعقار (Stelara) فيتم إعطائه كحقنة تحت الجلد عن طريق مركز طبي، وعقار (Remicade) يتم إعطائه عن طريق الحقن الوريدي في عيادة الطبيب، أما عقار (Orencia) من الممكن إعطاؤه عن طريق الحقن أو الحقن الوريدي.

 

يتم وصف الأدوية البيولوجية للأشخاص ذوي صدفية الطبقات المعتدلة وحتى الشديدة منها، وأيضًا للمصابين بالتهاب المفاصل الصدفي. هذه الأدوية هي خيار حيوي ومهم لهؤلاء ممن لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى أو يعانوا من أثارها الجانبية.

(مقال متعلّق)  اعراض الصدفية واكتشافها

 

ولا يجب عليك أخذ الأدوية البيولوجية إذا كان:

 

– جهازك المناعي مُخترق بشكل كبير

– لديك التهاب أو عدوى نشطة.

 

ما هي أخطار علاج الصدفية بالأدوية البيولوجية؟

يجب على من سيبدأ العلاج بهذه الأدوية أن يتشاور مع الطبيب الخاص به عن الأعراض الجانبية قصيرة وطويلة المدى وعن مخاطرها. من المهم أن تُفاضل وتُقارن بين المخاطر والفوائد لاستخدام هذه الأدوية.

 

فمن الممكن أن تتسبب هذه الأدوية في زيادة خطورة العدوى، فالأشخاص الذين يظهر عليهم أي عرض من أعراض العدوى مثل الحمى أو الكحة أو أعراض الانفلونزا، أو لديهم أي جروح أو قروح مفتوحة يجب أن يتواصلوا فورًا مع الطبيب الخاص بهم.

 

وهذه بعضًا من الأعراض الجانبية الشائعة للأدوية البيولوجية:

 

– التهابات في الجهاز التنفسي.

– أعراض تشبه أعراض الانفلونزا.

– رد فعل مكان الحقن.

 

أعراض جانبية نادرة للأدوية البيولوجية:

 

– مشاكل وإضطرابات خطيرة في الجهاز العصبي مثل التصلب، أو نوبات الصرع أو التهاب أعصاب.

– إضطرابات في الدم.

– أنواع مُعينة من السرطان.

 

2. الأدوية التقليدية المنتظمة (Traditional Systemic Medications):

هي عقاقير موصوفة والتي تعمل من خلال الجسم، وهي في الغالب تُستخدم في الأشخاص المُصابون بصدفية معتدلة وحتى الشديدة منها، وأيضًا لالتهاب المفاصل الصدفي. تُوصف هذه الأدوية للأشخاص الذين لم يستجيبوا أو لا يستطيعوا أخد العلاج الموضعي أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية.

 

يتم إعطائها عن طريق الفم على شكل سائل أو حبوب أو بالحقنة، تُستخدم هذه الأدوية التقليدية على مدار أكثر من عشر سنوات.

 

أنواع الأدوية التقليدية:

 

1. أسيتريتين (Acitretin):

هي عبارة عن شكل إصطناعي من فيتامين أ (vitamin A)، لا يُعرف تحديدًا كيفية عملها في السيطرة على مرض الصدفية، لكن بشكل عام فأنها تتحكم في تضاعف الخلايا والذي يشمل سرعة أيا من الخلايا تنمو وأيها تتقلص.

 

كيف يُستخدم الأسيتريتين؟

يأتي في كبسولات بحجم 10 مللجرام، و25 مللجرام. الجرعة الموصوفة يتم أخذها مرة في اليوم مع الطعام، وهناك عوامل عديدة تحدد هذه الجرعة لكل فرد، ومنها نوع الصدفية المُصاب بها الشخص.

 

لا تأخذ هذا الدواء إذا:

 

– أثناء الحمل، أو تنوي الحمل، أو تقومي بالرضاعة الطبيعية.

– لديك مرض كبدي أو كلوي شديد.

– لديك دهون ثلاثية مرتفعة.

 

ما هي الأعراض الجانبية المُمكنة؟

هذه الأعراض تزول عند التوقف عن تعاطي دواء الأسيتريتين:

 

– فقدان للشعر.

– شفايف مشقوقة وفم جاف.

– جفاف البشرة والعين.

– نزيف من اللثة والأنف.

– ازدياد الحساسية لضوء الشمس.

– تقشير أطراف الأصابع وتغير في شكل الأظافر.

– تغيرات في مستويات الدهون في الدم.

– الاكتئاب.

– صداع.

– ألم في المفاصل.

 

(مقال متعلّق)  ما هو مرض الصدفية الجلدي؟

2. سيكلوسبورين (Cyclosporine):

هو عقار من مثبطات المناعة، والذي تم استخدامه أول مرة لمنع رفض الجسم للأعضاء المزروعة به حديثًا. فهو يقوم بتثبيط الجهاز المناعي ويبطئ نوم خلايا مناعية مُعينة.

 

كيف يُستخدم السيكلوسبورين؟

يتم أخذه يوميًا عن طريق الفم في شكل سائل أو كبسولة، يجب أن يُخفف السائل قبل الاستخدام، ويُفضل تخفيفه بعصائر مثل عصير البرتقال أو التفاح، يجب أن يؤخذ هذا الدواء بناءًا على جدول زمني متسق.

 

لا تأخذ هذا الدواء إذا:

 

– لديك جهاز مناعي مُخترق.

– مشاكل في وظائف الكلى.

إرتفاع في ضغط الدم.

– سرطان، أو تاريخ سابق للإصابة بالسرطان.

– مُصاب بالنقرس.

– تخضع لعلاج بالإشعاعات.

 

ما هي الأعراض الجانبية المُمكنة؟

 

– اضطراب في وظائف الكلى.

– صداع.

– إرتفاع في ضغط الدم.

– إرتفاع في الكوليسترول.

– نمو مفرط للشعر.

– حساسية في الجلد.

– نمو متزايد في أنسجة اللثة.

– الشعور بالتعب.

– ألم في العضلات أو المفاصل أو العظام.

 

3. ميثوتريكسات (Methotrexate):

يُستخدم هذا الدواء من السبعينيات لعلاج الحالات الخطرة من الصدفية، فهو يقوم بتثبيط الإنزيم الذي يشارك في النمو السريع لخلايا الجلد، مما يبطئ من نموها.

 

لا تأخذ هذا الدواء إذا:

 

– كنت تتعاطي الكحوليات، أو لديك مرض في الكبد بسبب الكحوليات.

– لديك متلازمة نقص المناعة، أو مرض معد نشط.

– كنت تنوي إنجاب الأطفال.

– كنت مصابًا بقرحة في المعدة.

– كان لديك مشاكل في الكلى.

– إذا كنت مصابًا بالأنيميا، أو لديك نقص في عدد كرات الدم البيضاء.

 

3. العلاج الضوئي (Phototherapy):

العلاج بالضوء يشمل تعرض الجلد للأشعة الفوق بنفسجية بانتظام وتحت إشراف طبي، تتم عملية العلاج في عيادة الطبيب أو مراكز علاج الصدفية ، وأهم عناصر نجاح هذا النوع من العلاج هو تحقيق الاتساق.

 

– العلاج بالأشعة فوق البنفسجية ب (Ultraviolet light B):

وهي الأشعة الموجودة في ضوء الشمس، وهي نوع فعال لعلاج الصدفية، فهي تخترق الجلد وتبطئ من نمو خلاياه المصابة، يشمل العلاج تعريض الجلد لمصدر ضوء صناعي يُصدر الأشعة فوق البنفسجية لبعض الوقت وذلك بصفة دورية.

 

ويوجد نوعين من العلاج بالأشعة فوق البنفسجية وهما بالطول الموجي العريض والطول الموجي الضيق، أثناء العلاج من الممكن أن تسوء حالة الصدفية قبل أن تتحسن في النهاية، مع احمرار الجلد والشعور بالحكة بسبب التعرض للأشعة.

 

– العلاج بأشعة الشمس (Sunlight):

الأشعة فوق البنفسجية ب القادمة من ضوء الشمس تعمل بنفس طريقة العلاج بالأشعة فوق البنفسجية في العلاج الضوئي، ينصح بالتعرض مرات متتعدة ولكن لأوقات قصيرة لأشعة الشمس، فتبدأ من خمسة دقائق إلى عشرة في وقت الظهيرة، وتدريجيًا يزيد التعرض لمدة ثلاثون ثانية إذا كانت حالة الجلد تسمح بهذا.

 

للحصول على الاستفادة القصوى من أشعة الشمس يجب تعريض كل المناطق المصابة بنفس المقدار. وينصح بوضع كريم واقي من الشمس على باقي المناطق الغير مصابة، وتجنب التعرض الزائد لأشعة الشمس حتى لا تتعرض للحروق، من الممكن أن يستغرق هذا النوع من العلاج عدة أسابيع.

(مقال متعلّق)  علاج الصدفية بالاعشاب

 

– العلاج بالليزر:

باستخدام جهاز الليزر الإكسيمري، والذي يُستخدم لعلاج صدفية الطبقات المزمنة والموضعية، وهو يقوم بإصدار شعاع عالي الكثافة من الأشعة فوق البنفسجية ب (ultraviolet light B).

 

ويمكنه استهداف الأماكن المصابة بالصدفية المعتدلة إلى الشديدة، وتظهر الأبحاث أنه فعال خاصة في علاج الصدفية التي تُصيب فروة الرأس.

 

استجابة الأشخاص المصابون للعلاج تتباين، فمن الممكن أن يحتاج الشخص في المتوسط إلى عشرة جلسات حتى تظهر نتائج العلاج وذلك بناءًا على حالة الصدفية المصاب بها المريض.

 

4. علاجات جديدة عن طريق الفم:

هي أدوية جزيئية صغيرة والتي تؤخذ عن طريق الفم، وعلى عكس حبوب الدواء السابقة التي كانت تُستخدم لعلاج الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي، هذه الأدوية الجديدة تستهدف بإنتقائية جزيئات معينة داخل الخلايا المناعية للإنسان.

 

وعن طريق تعديل العمليات المعقدة لإلتهاب الخلايا، فإن هذه الأدوية تقوم بتصحيح رد الفعل المناعي المفرط في النشاط والذي يسبب الالتهاب في الأشخاص المصابين بالصدفية أو التهاب المفاصل الصدفي، ومما يؤدي إلى تحسن في احمرار وتقشير الجلد بالإضافة إلى تقليل ألم المفاصل.

 

أشهر أنواع هذه العلاجات هو أقراص الأوتيزلا (Otezla):

وهي تستخدم لعلاج الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي، وهي تقوم بتثبيط إنزيم معروف باسم فسفودايستراز 4 (PDE4)، هذا الإنزيم يتحكم في عملية إلتهاب التي تحدث في الخلايا المناعية، والذي يؤثر في درجة الالتهاب المرتبطة بمرض الصدفية.

 

كيف يستخدم هذا العلاج؟

هو متوفر كقرص حجمه 30 مللجرام، يبدأ في الخمس أيام الأولى بهذه الجرعة، ثم يتم زيادتها تدريجيا حتى تصل ل60 مللجرام في اليوم، يجب أن يؤخذ هذا الدواء باستمرار لاتمام عملية العلاج.

 

ما هي أخطاره؟

هناك بعض الأخطار النادرة وهي:

 

– مشاكل في الجهاز الهضمي، وتشمل الإسهال أو الغثيان أو الاسترجاع.

– الاكتئاب.

– إنخفاض في الوزن.

– الأعراض الجانبية الأكثر شيوعًا هي الإسهال والغثيان والصداع والتهاب الجهاز التنفسي العلوي.

 

5. الأدوية الموضعية:

وهي أدوية يتم وضعها على الجلد، وهي غالبًا خط الدفاع الأول في علاج الصدفية، فهي تبطيء وتعادل الانتاج المفرط لالتهاب الصدفية. هناك أدوية موضعية كثيرة ويمكن شرائها مباشرة من الصيدلية، ولكن هناك أنواع أخرى يجب أن يصفها لك الطبيب.

 

 

المراجع: 

  1. National psoriasis foundation : Psoriasis Treatments
  2. National Psoriasis foundation : Psoriatic Arthritis: Biologic Drugs
  3. National Psoriasis foundation : Traditional Systemic Medications
  4. National Psoriasis foundation : Phototherapy
  5. National Psoriasis foundation : New Oral Treatments
  6. National Psoriasis foundation : Topical Treatments