علاج الصداع المستمر
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
علاج الصداع المستمر
خلال هذا المقال سنضع بين أيديكم كل ما تمكنا الوصل إليه ومعرفته عن الأساليب والطرق الصحيحة لعلاج الصداع المستمر، ذلك الألم الدائم والمزعج الذي يعاني منه 5% من البشر تقريبًا، حتى أصبح ألم الرأس جزء طبيعي من المعاناة التي أعتدوها يوميًا؛ مما يؤثر بالطبع على مسار يومها بشكلٍ كبير، لانعكاس هذا الانزعاج الذي يسببه الصداع المستمر على أدائهم في العمل والدراسة.
وكلما تأخر علاج الصداع المستمر أثر هذا على الحالة المزاجية لمن يعاني منه؛ فتتأثر طريقة تعامله مع من حوله ويتغير سلوكه اليومي المعتاد، مما قد يسبب له الكثير من المتاعب والمشكلات على المستوى العملي والعائلي أيضًا، لذا دعونا نرى سريعًا هل يمكن علاج الصداع المستمر سريعًا وبفاعلية؟
يرتبط علاج الصداع المستمر وتجنب عودته مجددًا معرفة ما هو نوعه بالضبط، حيث أن للصداع المستمر أنواع عديدة، كالصداع النصفي والصداع التوتري، والصداع الناجم عن التهاب الجيوب الانفية، والصداع العنقودي.
فإن لم يستطيع الطبيب التوصل إلى سبب الصداع ونوعه بالضبط، فهناك بعض الأدوية والأساليب المساعدة التي تقدم بشكلٍ عام في عملية علاج الصداع المستمر، وتنقسم إلى قسمين رئيسيين هما:
علاج الصداع المستمر من خلال العلاج الكيميائي
يعتبر العلاج الكيميائي أو العلاج بالأدوية هو العلاج الأكثر فاعلية واستخدامًا في علاج الصداع المستمر أو الحد من ألمه، كما أنه بالطبع علاج الصداع المستمر الأول لدى الأطباء، لكونه علاجًا مدروسًا جيدًا، وتم التوصل له نتيجة أبحاث وتجارب علمية دقيقة، ويشمل علاج الصداع المستمر الكيميائي ما يلي:
1. مضادات الاكتئاب:
تستخدم بعض مضادات الاكتئاب أحيانًا للمساعدة في علاج الصداع المستمر والمزمن، مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات nortriptyline، أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية فلوكستين، حيث تعمل هذه المضادات على علاج الصداع المستمر عن طريق علاج القلق واضطرابات النوم والاكتئاب، وهي من أكثر الأعراض التي تأتي مصاحبة للصداع المستمر شيوعًا.
2. الأدوية المضادة للصرع:
أثبتت الأبحاث فاعلية العقاقير المضادة لمرض الصرع في علاج الصداع المستمر والحد من الألم الناتج عنه، حيث تستخدم لعلاج الصداع النصفي الذي يعد من أكثر أنواع الصداع التي تستمر لفترة طويلة وتكون مزمنة غالبًا.
3. حاصرات بيتا:
تساعد هذه الأدوية الصداع المستمر نظرًا لكونها معالج هام لارتفاع ضغط الدم الذي يصاحبه غالبًا الشعور بالصداع، كما تستخدم لعلاج ومنع حدوث الصداع النصفي.
4. مضادات الالتهاب:
تستخدم مضادات الالتهاب التي تعرف بمضادات الالتهاب الغير ستيرويدية مثل الصوديوم نابروكسين في عملية علاج الصداع المستمر في الحالات التي يكون بها ألم الصداع حاد ولا يحتمل، مما يجعل المسكنات الأخرى غير مجدية فيتجه الطبيب إلى إعطاء تلك المضادات.
5. حقن البوتوكس:
البوتوكس هو الاسم الشائع لسم البوتولينيوم ، وهو يستخدم غالبًا في علاج الصداع المستمر عندما يكون من نوع الصداع النصفي؛ حيث يعتبره الأطباء الخيار الأفضل لتخفيف الألم وإعطاء شعورًا بالراحة لن توفره الأدوية والعقاقير الأخرى حتى وإن أخذت يوميًا، خصوصًا مع الأشخاص الذين لا يحبون أو لا تتحمل صحتهم أخذ الأدوية والمسكنات بشكلٍ يومي.
من بين كل هذه الأدوية المستخدمة في علاج الصداع المستمر بالطريقة الكيميائية يفضل استخدام دواء واحد فقط للعلاج، فإن لم يأتي بالنتيجة المطلوبة، يقوم الطبيب بتغيره بنوع آخر، لا يستحب الجمع بين أكثر من دواء لمعالجة الصداع، كما أنه قد يضر بالصحة أيضًا.
علاج الصداع المستمر عن طريق الطب البديل
يعتبر علاج الصداع بطرق الطب البديل علاج مكمل للعلاج الكيميائي، يفضله البعض ويجد فيه راحة كبيرة من ألم الصداع، فيما يبتعد عنه البعض نظرًا لكون بعض طرقه غير مدروسة بدقة، أما عن الطرق الأشهر والأكثر استخدامنا في علاج الصداع المستمر عن طريق الطب البديل، فقد جمعناها لكم فيما يلي:
1. علاج الصداع المستمر بالأعشاب:
تشير بعض الأبحاث والتجارب إلى أن الأعشاب خاصة الاعشاب الزهرية تساعد بشكلٍ جيد على علاج الصداع المستمر حيث أنها تعمل على الحد من ألم الصداع النصفي ومنع حدوثه أحيانًا، كما أن هذه الأعشاب تقريبًا ليس لها أي أثار سيئة على الصحة.
2. علاج الصداع المستمر بالفيتامينات:
قد يستخدم الأطباء أحيانًا بعض أنواع الفيتامينات كوسيلة مساعدة في علاج الصداع المستمر، والتخلص من بعض مسبباته، ويعتبر فيتامين ب 2 (B-2) أحد الفيتامينات الفعالة والشائعة في علاج الصداع المستمر الناتج عن الصداع النصفي.
3. علاج الصداع المستمر بالمكملات الغذائية:
بعض الدراسات ترجح أن للمكملات الغذائية كتلك التي تحتوي على إنزيم Q 10 ومكملات كبريتات المغنيسيوم فعالة في علاج الصداع المستمر، وتعمل على الحد من مرات حدوثه.
4. علاج الصداع المستمر بالإبر:
العلاج بالوخز بالإبر أسلوب قديم يستخدم من زمن، وهو شائع في الكثير من البلاد باسم الإبر الصينية، وهي إبر رقيقة جدًا توضع في أماكن محددة بالجلد يقال أنها تخفف من قوة الصداع المستمر أو المزمن، ولكن تختلف أراء العلماء حول كون هذه الطريقة فعالة حقًا في علاج الصداع المستمر أم لا.
طرق أخرى تستخدم في علاج الصداع المستمر
تستخدم بعض الطرق البديلة الأخرى في علاج الصداع المستمر، كتدليك العنق والرأس للمساعدة على الاسترخاء والتخفيف من ألم الصداع، كما يستخدم الارتجاع البيولوجي في علاج الصداع المستمر عن طريق التحكم في بعض الاستجابات الجسدية، كتشنجات العضلات والشد العضلي، والتحكم في درجة حرارة الجسم و معدل ضربات القلب للتقليل من حدة الصداع.
التدخل الجراحي لعلاج الصداع المستمر
قد يكون التدخل الجراحي طريقة غير شائعة في علاج الصداع المستمر لكنها موجودة ويستخدمها الأطباء في حال فشل العلاج واستمرار الصداع بنفس الشدة، وفي هذه الطريق يتم تركيب قطب كهربائي صغير يعمل على تحفيز العصب القذالي الموجود عند قاعدة العنق كهربائيًا.
فيقوم بإرسال نبضات مستمرة إلى العصب للتخفيف من ألم الصداع المستمر لدى المصاب وجدير بالذكر أنه لا يجب تجربة علاج الصداع المستمر بأي من هذه الطرق دون استشارة الطبيب والتأكد من تقبل جسدك لها وعدم وجود أي أثار سلبية على صحتك عند استخدامها.
أعراض الصداع المستمر
تظهر أعراض الصداع المستمر بوضوح على المصاب لشدة الألم الذي يعاني منه، ولا تزيد المدة بين نوبة الصداع اليومي لدى مريض الصداع المستمر والنوبة الأخرى عن 4 ساعات تقريبًا، كما يحدث في حوالي 15 يومًا في الشهر أو أكثر ويستمر لمدة تزيد عن 3 شهور، وفيما يلي أكثر أعراض الصداع المستمر شيوعًا.
-
ألم في جانب من الرأس أو الرأس كله.
-
الشعور بنبض مزعج ومستمر في الرأس.
-
حساسية تجاه الضوء.
-
الانزعاج الشديد من أي صوت تقريبًا.
-
الغثيان والقيء.
أسباب حدوث الصداع المستمر
علميًا ليس هنالك سبب رئيسي ومباشر للإصابة بالصداع المستمر أو الصداع بشكلٍ عام، ولكن هناك عوامل الأمراض والممارسات الخاطئة التي يصاحبها دائمًا الشعور بألم الصداع المستمر، وقد جمعناها لكم في القائمة التالية:
1. الالتهابات:
عادة ما يصيب الصداع المستمر من يعانون من الأنواع المختلفة من الالتهابات، سواء كان التهابًا في الجيوب الأنفية، أو في الاعصاب مثل التهاب السحاية، إلى جانب أيضًا أنه أحيانًا تكون المشاكل التي تحدث في الأوعية الدموية حول الدماغ كالتي تسبب السكتة الدماغية سببًا من حدوث الصداع المستمر.
2. اضطراب الضغط:
تتسبب التغيرات المستمرة لمعدل ضغط الدم في حدوث الصداع الذي يستمر باستمرار ها الاضطراب في الضغط سواء كان المصاب يعاني من ارتفاع في معدل ضغط الدم أو انخفاض في هذا المعدل.
3. الأورام الإصابات:
يقوم الأطباء غالبًا بعمل فحص شامل على دماغ المريض الذي يشتكي من صداع مستمر وشديد وذلك للتأكد من عدم وجود أورام في المخ، حيث أنه في حالة إصابة المخ بالأورام يعاني المريض ضمن أعراض الورم من صداع شديد ومزمن، كما أن الإصابات المتكررة في الدماغ حتى البسيط منها قد يتسبب بصداع مستمر للشخص الذي تعرض لها.
4. الإفراط في المسكنات:
يربط الأطباء بين استمرار الصداع لفترات طويلة وبين الممارسات الخاطئة في تناول الأدوية المسكنة للصداع، خصوصًا تلك التي تؤخذ بدون استشارة الطبيب، ويتم تناولها لأكثر من يومين في الأسبوع أو 9 أيام في الشهر.
عوامل تزيد من فرص الإصابة بالصداع المستمر
يرتبط الصداع المستمر عادة ببعض العادات السيئة في حياتنا إلى جانب بعض العوامل الأخرى الخارجة عن إرادتنا، مثل:
1. اضطرابات النوم:
تزيد اضطرابات النوم من فرص الإصابة بالصداع المستمر، حيث يؤثر الأرق أو النوم لأقل من 7 ساعات يومًا أو النوم لأكثر من 10 ساعات تقريبًا على الساعة البيولوجية للإنسان وعلى أدائه اليومي بشكلٍ عام، مما قد يؤدي إلى ألم في الرأس ومع استمرار هذا الاضطراب والتخبط يستمر هذا الألم حتى يصبح صداع مزمن.
2. الاضطرابات النفسية والمزاجية:
تصنف الاضطرابات النفسية والمزاجية كالاكتئاب والتوتر والقلق من ضمن العوامل الأعلى في زيادة فرص الإصابة بنوع من أنواع الصداع المستمر؛ لما ينتج عنها من اضطراب في النوم والتصرف بتهور، والإدمان أو الإفراط في شرب الكحول أحيانًا.
3. مرض السمنة:
الأشخاص المصابون بالسمنة لديهم عادة تاريخ طويل مع الإصابة بالصداع المستمر؛ نظرًا لما يعانوه من الأمراض التي تسببها السمنة كالارتفاع ضغط الدم مثلًا.
4. تناول الكافيين:
على عكس ما هو شائع فالمشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة لا تساعد على علاج الصداع المستمر أو الخفض من ألمه؛ فقد ثبت علميًا أن الإفراط في تناول تلك المشروبات عالية الكافيين يجعلكم أكثر عرضة إلى الإصابة بالصداع المزمن.
إلى جانب كل ما سبق فإنه الإفراط في تناول الأدوية التي تساعد في علاج الصداع المستمر على مدار اليوم بدون الالتزام بعدد المرات التي حددها الطبيب، سوف يزيد من إمكانية استمرار الصداع أكثر، كما تزيد أيضًا الأمراض التي يصاحبها ألم مزمن من خطر الإصابة بالصداع المستمر.
كما رأينًا يمكن علاج الصداع المستمر والتخفيف من ألمه بأكثر من طريقة، لكن أيضًا رأينا أن هنالك أكثر من عامل قد يكون سببًا في شدة الصداع وتحوله إلى صداع مزمن؛ لذا إن كنتم تعانون من الصداع المستمر منذ فترة فعليكم زيارة الطبيب وعدم الاستهانة بالأمر، فهنالك من 10 إلى 15 في المائة من البشر يعانون من ألم الصداع بشكلٍ عام.
وقد وصل حجم التوعية بمخاطر الصداع في البلاد المتقدمة إلى أن يتم إنشاء عيادات خاصة لمعالجة أنواع الصداع المختلفة في الكثير من هذه البلدان، يتم في تلك العيادات التشخيص بشكلٍ علمي دقيق للوقوف على بعض الأسباب المباشرة لهذا الألم المزعج في الرأس المسمى بالصداع.
والتوصل إلى أنسب علاج لحالة المريض مع الأخذ في الحسبان عمره وجنسه، وتاريخه المرضي، حتى لا تكون للأدوية المساعدة في علاج الصداع أثار سيئة على الصحة أو أداء الجسم.
المراجع:
- Wikipedia: Headache
- Mayo Clinic: Chronic daily headaches
- Springer Link: Chronic daily headache