علاج الشلل الدماغي عند الاطفال

أهم طرق علاج الشلل الدماغي عند الاطفال

علاج الشلل الدماغي عند الاطفال له أوجه متعددة، وعادة يتطلب وجود أكثر من طبيب وتنوع شديد في العلاج المقدم، ويكون العلاج المبكر مفيدا للغاية في تحسن حالة الطفل، والشلل الدماغي هو مشكلة تؤثر في المهارات الحركية للطفل لتأثيرها المباشر على العضلات.

 

فيصعب على الطفل تحريك الاعضاء بتناسق طبيعي، كما تتأثر وظائف الجسم الأخرى مثل التنفس والهضم والسيطرة على المثانة وكيفية الحديث وتناول الطعام وغيرها.

 

والسبب الرئيسي للشلل الدماغي هو وجود تلف في الدماغ ويحدث عادة في الرحم وقبل الولادة، كما يمكن أن يحدث خلال أو 3-5 سنوات من عمر الطفل، سواء نتيجة عدوى أثناء الحمل أو السكتة الدماغية أو اليرقان أو وجود اضطرابات وراثية أو مشاكل طبية لدى الأم، كما يمكن أن يحدث تلف الدماغ في حالات نادرة للغاية اثناء صعوبات أو خطأ أثناء الولادة.

 

كما أن الأطفال المولودين قبل موعدهم لديهم فرصة أكبر في تطوير الشلل الدماغي أكثر من غيرهم، كما أن الأطفال المولودين بوزن أقل من الطبيعي أو في حالة وجود توأمين أو ثلاثة أكثر إصابة بالمرض أيضا، وتتمثل أهم طرق علاج الشلل الدماغي عند الاطفال في:

 

اولاً: الأدوية

يمكن علاج الشلل الدماغي عند الاطفال ببعض الأدوية لتحسين القدرة الوظيفية للعضلات والسيطرة على الألم والتقليل من المضاعفات الناتجة عن التشنج وغيرها من اعراض الشلل الدماغي، وعادة ما يستخدم نوعين من الأدوية وفقا لتأثير المشكلة على عضلات معينة فقط أو على الجسم بأكمله:

 

1. أدوية التشنج المعزول أو في عضلات معينة:

وفي هذه الحالة يوصي الطبيب بحقن بوتكس مباشرة في العضلة أو العصب أو كليهما، وتساعد حقن البوتكس في تحسين حركة العضلات، وسيحتاج الطفل إلى حقن كل 3 أشهر.

(مقال متعلّق)  اعراض الشلل الدماغي عند الرضع

 

وتتمثل أهم الاعراض الجانبية لهذا العلاج في الألم مع أعراض تشبه الأنفلونزا مع كدمات وضعف شديد، كما يمكن أن تحدث صعوبة في التنفس والبلع في حالات نادرة.

 

2. أدوية التشنج العام في الجسم

وهي الحالة التي يصيب فيها الشلل الدماغي الجسم كله ويمكن لبعض أدوية مرخيات العضلات أن تحسن من التصلب العام وذلك مثل الديازيبام والباكلوفين والدانتريوم، وهي كلها من أعراضها الجانبية النعاس والضعف والغثيان والإسهال، كما يمكن أن يتم حقن بعضها في الحبل الشوكي مباشرة بواسطة أنبوب أو يتم تناولها عن طريق الفم.

 

3. أدوية سيلان اللعاب:

حيث حيث يمكن حقن الروبينول فورت أو الاسكوبولامين للتقليل من سيلان لعاب طفل الشلل الدماغي، كما يمكن أن تكون حقن البوتوكس فعالة أيضا.

 

ثانياً: العلاج الطبيعي والوظيفي

يمكن لبعض الإجراءات الطبيعية والوظيفية أن تساهم بفاعلية في علاج الشلل الدماغي عند الاطفال وتحسين القدرات العامة للجسم وزيادة الاستجابة العقلية ومنها:

 

1. العلاج البدني

يمكن أن يساعد تدريب العضلات وممارسة تمارين معينة على يد معالج طبيعي على زيادة قوة الطفل والحفاظ على مرونة العضلات وتحقيق الحفاظ على التوازن، كما يمكن لهذه التمارين تنمية قدرته الحركية، فيتعلم كيفية تلبية حاجاته اليومية في المنزل بأمان مثل الاستحمام وتناول الطعام وغيرها مما يحسن من جودة حياته عموما.

 

كما يساعد المعالج الفيزيائي في التحكم في حركات الرأس والجذع ويمكن أن يساعد في تقييم الحصول على كرسي متحرك، كما يمكن استخدام الجبائر والأقواس وبعض الدعامات للمساعدة في الوظيفة الحركية مثل المشي، كما يمكن استخدام أدوات لتمديد العضلات وفك التصب.

 

2. العلاج الوظيفي:

وهو يساهم في تعزيز استقلالية الطفل ومشاركته في الأنشطة اليومية والاختلاط بالمجتمع ويمكن أن يشمل هذا العلاج معدات تكميلية مثل المشايات والعصى الرباعية وغيرها.

(مقال متعلّق)  علاج شلل الاطفال

 

3. علاج النطق وكيفية الكلام:

وهو النوع من العلاج الذي يساهم في تحسين التواصل اللغوي مع الطفل أو تعليم لغة الإشارة، ويمكن استخدام أجهزة مساعدة مثل الكمبيوتر أو أجهزة الصوت، ويساعد هذا العلاج في حل صعوبات الأكل والبلع والتحكم في الفم عموما.

 

4. العلاج الترفيهي:

ويستجيب الكثير من الأطفال لهذا النوع من العلاج مثل ركوب الخيل الترفيهي مثلا أو الألعاب التعليمية المختلفة، حيث تحسن من الوظيفة الحركية والعقلية للطفل وتساهم في اندماجه أكثر في المجتمع وتحسين قدرة العضلات عموما.

 

3. الجراحة لأجل علاج الشلل الدماغي عند الاطفال

يمكن أن يتم اللجوء إلى إجراء عملية جراحية للتقليل من الشد العضلي أو إجراء تصحيح في تشوه العظام الناتج عن التشنج، وتضم خيارات الجراحة كل من:

 

1. جراحة العظام:

حيث يمكن أن يحتاج الطفل المصاب بتقلص أو تشوه شديد إلى إجراء جراحة لتعديل وضع الذراعين أو الوركين أو الساقين ووضعهما في المكان الصحيح وتركيب مفاصل أو علاج المفاصل وغيرها لضمان سيطرة أفضل على الأطراف.

 

كما يمكن لجراحة العظام أن تساهم في تطويل العضلات والأربطة والتي تكون قصيرة للغاية نتيجة التقلصات الشديدة التي يعاني منها مريض الشلل الدماغي مما يقلل من الألم ويزيد القدرة على الحركة.

 

2. جراحة قطع الأعصاب:

وهي عملية تسمى الجريبية الجذعية الظهرية الانتقائية، وفيها يتم تقطيع الاعصاب التي تزيد من التشنجات، وهذا يخفف من الألم ويكن يمكن أن تزيد من حالة التنميل والخدر.

 

رابعاً: الطب البديل العربي

حيث يمكن لبعض الأطفال والمراهقين المصابين بالشلل الدماغي استخدام بعض أشكال الطب البديل والتكميلي والتي لا زالت كلها تخضع للدراسة وتجاربها قابلة للنجاح والفشل وفقا لحالة المريض وتتمثل أهم طرق هذا العلاج في:

 

1. علاج الأكسجين عالي الضغط:

وهو من التجارب التي يُجرى الترويج لها مؤخرا لأجل علاج الشلل الدماغي عند الاطفال، وفيه يتم ارتداء ملابس خاصة والدخول في غرفة يرتفع بها الضغط بمعدل 3 أضعاف عن المعدل الطبيعي ويكون الأكسجين بها مضغوطا وشديد النقاء، والمفترض أن يساهم هذا الاجراء في زيادة الاكسجين الذي تتلقاه الأنسجة فتقوم الخلايا بالعمل بشكل ملائم، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات عن هذا النوع.

(مقال متعلّق)  شلل الاطفال

 

2. التحفيز الكهربائي:

وهو أيضا يساعد على تحفيز الأعصاب من خلال استخدام إشارات كهربائية.

 

3. العلاج بالخلايا الجذعية:

ويشمل ضخ خلايا جذعية من دم الحبل السري في الأطفال المصابين بالشل الدماغي، وهو إجراء سيكون نافعا في حالة الاحتفاظ بالحبل السري الخاص بالمصاب، وإلا يمكن استخدام الخاص بأحذ افراد أسرته المقربين في حالة ولادة طفل آخر.

 

خامساً: الدعم والتكيف

إن إصابة طفل بشلل دماغي يضع الأسرة كلها في تحديات كبيرة، لذا لابد من تعلم طرق التكيف مع هذه الحالة ومعرفة أفضل طرق العلاج وأنسبها لحالة الطفل، كما يمكن للدعم النفسي أن يحسن من حالة الأبوين وخصوصا الأم نتيجة الإحساس بالذنب من أن تكون مسؤولة عن إصابة الطفل.

 

كما تقوم مجموعات استشارية بتهيئة الطفل وعائلته نفسيا وتشجيع استقلال الطفل ولو في أبسط الأنشطة حتى يتم الاستفادة الكاملة من العلاج المقدم ورؤية نتائج فعالة إن شاء الله.

 

وهكذا فإنه يمكن علاج الشلل الدماغي عند الاطفال بطرق متعددة، ويتوقف نجاح العلاج عادة على نوع الشلل الدماغي، وموقع المناطق التي تأثرت بعدم الحركة، ومستوى العجز الكلي لدى الطفل، وشروط أخرى مثل الحالة الصحية العامة للطفل ومدى التبكير في علاج الحالة، ويتم عادة استخدام أكثر من علاج بشكل متزامن.

 

المراجع:

  1. Mayo Clinic: Cerebral palsy
  2. Kids Health: What Is Cerebral Palsy