علاج السكتة القلبية
علاج السكتة القلبية
تعد عملية علاج السكتة القلبية من أخطر وأدق العمليات التي تجرى للشفاء من مرض خطير أو التصدي لإصابة طارئة قد تقضي على حياة المصاب بها، فبلا شك ليس هنالك شيء أخطر على حياة الإنسان من توقف قلبه، فتوقف القلب يعني توقف الحياة على أمل أن ينبض هذا القلب مرة ثانية وفي أسرع وقت إلا ظلت الحياة متوقفة للأبد.
ولا أعتقد أنه من المفاجئ أن تعرفوا أن السكتة القلبية تحتل المركز الأول من بين أسباب الوفاة الأكثر خطورة في العالم، كما أن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن تستمر السكتة القلبية في كونها الخطورة الأكبر على حياة الإنسان إلى أكثر من عقد أخر من الزمن، أي حتى عام 2030 تقريبًا.
كما أوضحت المنظمة أن البلدان النامية صاحبة أعلى نسبة في الوفاة نتيجة الإصابة بالسكتة القلبية مقارنة بأسباب الوفاة الأخرى، وذلك لقلة الإمكانيات وعدم وجود الوعي الكافي عن كيفية علاج السكتة القلبية ايضاً.
لذلك فنحن نقدم لكم معلومات وموثقة ودقيقة حول كيفية علاج السكتة القلبية في أسرع وقت ممكن، إلى جانب التعرف على ما علينا فعله بعد النجاة من السكتة القلبية لتجنب التعرض لها مرة أخرى أو حدوث أي مضاعفات صحية أخرى، وكذلك سنحاول الوقوف على الأسباب الرئيسية لتوقف القلب، والأسباب التي تزيد من خطورة التعرض إلى سكتة قلبية.
خطوات وطرق علاج السكتة القلبية
بمجرد توقف قلب شخصًا ما معك عليك وقبل أي شيء طلب النجدة الفورية الخاصة بالمنطقة التي تسكن بها وإخبارهم بالأمر وضرورة أن يأتوا في أسرع وقت، عليك القيام بهذا سريعًا جدًا ومن ثم القيام بعمل الإسعافات الأولية للمريض، إن كان الهاتف بعيد عنك وتستغرق وقت في الوصول إليه عليك القيام بالإسعافات لمدة دقيقة ودقيقتين أولًا، وتشمل هذه الإسعافات ما يلي:
1. الإنعاش القلبي والرئوي:
يُعد الإنعاش القلبي الرئوي علاج السكتة القلبية الرئيس، الذي يجب البدء به بعد اللحظات الأولى من حدوث السكتة القلبية، لا يوجد مجال للتأخير حيث أن سرعة ودقة عمل الإنعاش القلبي الرئوي يتوقف عليهم حياة المريض بالكامل.
فالإنعاش القلبي الرئوي هو عبارة عن عملية إسعاف طارئة يتم عملها للمريض حتى يتم الحفاظ على عمل الدماغ وسلامة وظائفه، وذلك عن طريق وذلك عن طريق المساعدة على إبقاء عمل الدورة الدموية في أقرب صورة لما تكون عليه عند عمل القلب بشكلٍ طبيعي، إلى جانب المساعدة في استمرار تدفق الأكسجين إلى المريض واستمرار عملية التنفس.
حيث أن توقف هذه العمليات الحيوية الرئيسية يعني تلف خلايا الدماغ والموت في خلال 10 دقائق تقريبًا من موت الخلايا وتوقف الدورة الدموية والتنفس، لذا يجب أن تتم معالجة السكتة القلبية في أسرع وقت بالإنعاش القلبي الرئوي الذي ينقسم إلى نوعين.
2. الإنعاش القلبي الرئوي الابتدائي أو الأساسي:
يطلق على هذا النوع الإنعاش الأساسي، حيث أنه أساس عملية علاج السكتة القلبية كما يطلق عليه الابتدائي لأنه أول ما يقام به عند حدوث توقف للقلب، ويستمر عمله للمريض إلى أن تصل الإسعاف أو النجدة المحلية المختصة، ويقوم به أي شخص على علم بكيفية القيام بتلك الإسعافات دون الحاجة لمتخصص.
حيث يعمل الإنعاش القلبي الرئوي الأساسي على منع موت خلايا المخ أثناء توقف القلب أو كما يطلق عليها حالة الموت السريري إلى حين وصول الإسعاف والمساعدة الطبية الأكثر تقدمًا.
إليكم خطوات القيام بالإنعاش القلبي المبدئي حتى تكونوا على كامل الاستعداد للمساعدة في علاج السكتة القلبية إن أصابت أي شخص بمحيطكم، فمن الممكن أن تكون هذه المساعدة سببًا في الحفاظ على حياة هذا الشخص.
خطوات الإنعاش الرئوي الأساسي
أولًا عليك التأكد من أمان المكان الذي تتواجد فيه مع المريض، مثل أن يكون المكان جيد التهوية، ومن ثم قم بنداء المريض وتحريكه وتابع ردود فعله؛ لمعرفة ما إن كان فاقد الوعي أم لا، وفي الغالب في حالة السكتة القلبية يفقد المريض وعيه على الفور لذا عليك القيام بالخطوات التالية بأقصى سرعة عندك مع الدقة في الأداء.
-
قم بطلب النجدة والتأكيد على أن يأتوا بأسرع وقت.
-
تأكد من كون المريض نائم على ظهره وعلى سطح مستوي.
-
قم بعملية التدليك القلبي للمريض، وهو عملية ضغط على عظمة الصدر بمعدل 100مرة في الدقيقة لعمق 4 إلى 5 سنتمتر
-
يتم الضغط على أسفل منتصف الصدر وليس على الجانب الأيسر كما هو شائع، ويجب أن تتم العملية بالشكل الأتي :
-
ضع يديك الاثنان فوق بعضهم وركزهما على عظمة الصدر في الثلث الأخير من منتصف الصدر.
-
اجعل يداك ممدودة تمامًا وفي وضع مستقيم فوق صدر المصاب.
-
قم بالضغط باستخدام جذع يدك للاستفادة من كامل وزن الجسم في عملية الضغط.
-
كذلك لتوفير جزء من طاقة المسعف ومجهوده حتى لا يشعر بالتعب ويتوقف بعد دقائق قليلة وقبل أن تصل النجدة والمساعدة.
-
قم بعمل إنعاش رئوي للمريض، عن طريق إعطائه نفس صناعي لتحريك الهواء في الرئتين
-
قم بثلاثين تدليكة قلبية.
-
ثم قم بالتنفس الصناعي بمعدل نفختين.
-
عند التأكد من إعادة التنفس وتجدد الهواء بالرئتين، عد لتدليك القلب بوتيرة 100 مرة في الدقيقة.
الإنعاش القلبي الرئوي المتقدم لعلاج السكتة القلبية
هو الإنعاش الذي يتم عند وصول الإسعاف بالمساعدة الطبية اللازمة، لإخراج القلب من حالة السكتة القلبية وإعادة الدورة الدموية إلى حركتها الطبيعية، ويتم ذلك باستخدام أقنعة التنفس الصناعي وجهاز مزيل الرجفان وبعض الأدوية المساعدة، حيث لنجاح علاج السكتة القلبية عن طريق عملية الإنعاش القلبي الرئوي المتقدم يجب أن يتم الإنعاش بمنتهى السرعة والدقة على النحو التالي:
إن لم يكن المريض حصل على إنعاش قلبي رئوي ابتدائي يقوم المسعفون بعمله له قبل الانتقال إلى إنعاش القلب والرئة المتقدم، وذلك بوتيرة نفختين من الأكسجين ثم 30 تدليكة قلبية وتسمى بوتيرة 2 إلى 30 وذلك لمدة دقيقتين.
يتم عمل تخطيط قلبي للمريض حتى يتم معرفة ما إذا كانت السكتة القلبية قابلة للصعق الكهربائي أم لا، حيث إن كانت غير قابلة يستمر الإنعاش بوتيرة 2 إلى 30 لمدة دقيقتين من ثم عمل تخطيط قلبي مرة أخرى.
في حالة كانت السكتة القلبية قابلة للصعق الكهربائي، يتم تنفيذ صعقة واحدة على الفور، حيث أن فرص نجاح علاج السكتة القلبية في هذه الحالة تكون متزايدة وذلك لتوافر الأكسجين بعضلة القلب، بالإضافة إلى عامل الوقت الذي يؤثر كثيرًا في نجاح عملية الإنعاش، فكل دقيقة يتأخر فيها علاج السكتة القلبية تقل فرص النجاح بنسبة 5 إلى 10%.
بعد إعطاء الصعقة الأولى يتم إعادة تدليك القلب مرة أخرى لمدة دقيقتين بعد تدليك القلب يتم عمل تخطيط جديد للقلب وإعطائه صعقة أخرى إن كان قابل لذلك، وهذا حتى تعود الدورة الدموية إلى طبيعتها.
متى يتم التوقف عن إنعاش مصاب السكتة القلبية
يتم التوقف عن إجراء إنعاش للقلب والرئة في حالتين:
إما أن تعود الدورة الدموية للعمل بشكلٍ طبيعي، وهو الغرض الأساسي للإنعاش القلبي الرئوي، وفي هذه الحالة يتم نقل المريض إلى المستشفى حتى يتم استكمال علاج السكتة القلبية هناك.
الحالة الثانية مع الأسف هي في حالة فشل الإنعاش في إعادة الدورة الدموية للعمل وظهور علامات الموت المؤكدة على المريض، أو مرور زمن من غير المتوقع أن يسترد المريض حياته بعده.
وهي مدة يقدرها الفريق الطبي وتختلف باختلاف بعض العوامل مثل عمر المريض، لكن يستثنى من ذلك من تعرضوا للسكتة القلبية نتيجة التجمد أو انخفاض درجة حرارة أجسامهم عن 30 درجة مئوية.
3. علاج السكتة القلبية في المستشفى:
بعد نقل المريض إلى المستشفى والتأكد من انتهاء توقف القلب وعودة الدورة الدموية للعمل، يتم تحديد ما إذا كان هنالك تلف في صمامات القلب أو الأوعية الدموية أم لا، فإن وجدت أيًا من هذه المشاكل يمكن اللجوء إلى عملية جراحية لإصلاحها.
أما الخطوة الثانية التي يتم علاج السكتة القلبية خلالها، هي أن يتم إعطاء المريض أدوية لضبط الضغط ومستوى الكولسترول في الدم، بالإضافة إلى معالجة الأسباب التي قد تكون أدت إلى حدوث السكتة القلبية، والتأثيرات الناتجة عن تلك التجربة الصعبة.
اسباب السكتة القلبية
بالطبع الرجفان سواء الرجفان البطيني أو الرجفان الأذيني هو السبب الأكثر شيوعًا لحدوث السكتة القلبية، ولكن هناك بعض العوامل الأخرى المؤثرة وقد جمعناها لكم فيما يلي:
-
حدوث جلطة في القلب.
-
حدوث احتشاء رئوي.
-
حدوث تسمم.
-
الإصابات والجروح نتيجة الحوادث الخطيرة.
-
حدوث استرواح صدري.
-
حدوث انصباب تاموري.
-
نقص الأكسجين.
-
نقص السؤال في الجسم.
-
انزلاق السكري.
-
فرط الحموضة بالجسم.
-
اضطراب نسب البوتاسيوم في الدم.
-
تعرض الجسم إلى البرودة الشديدة التي تؤدي إلى انخفاض درجة حرارته عن 30 درجة مئوية، مما يؤدي إلى تجمده بالكامل.
-
تضخم عضلة القلب.
-
مرض الشريان التاجي.
-
وجود عيب خلقي في القلب، حتى وإن تم إصلاحه فإنه قد يكون سبب في التعرض للسكتة القلبية عند الأطفال والمراهقين.
ويستمر علاج السكتة القلبية حتى بعد مغادرة المستشفى، لا بالأدوية فقط بل بإلزام المريض إتباع نهج صحي في حياته، عن طريق تناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية التي تساعد قلبه وجسده على العمل بأداء أفضل.
ممارسة الأنشطة البدنية المختلفة بشكلٍ منتظم، إلى جانب الإقلاع عن بعض العادات السيئة مثل التدخين والإفراط في شرب المشروبات الكحولية، وضبط مستويات الكولسترول وضغط الدم، إلى جانب السيطرة على داء السكري وخفض الوزن في حالة كان المصاب يعاني من البدانة.
وأخيرًا كما رأينا الإنعاش القلبي الرئوي العامل الأهم في علاج السكتة القلبية والنوع الابتدائي منه وهو تدليك القلب والتنفس الصناعي ليس بالصعب تعلمه، لذا من الجيد أن نحاول جميعًا تعلم إنعاش القلب والرئة وكافة الإسعافات الأولية المتاحة، فعسى أن تكون يومًا سببًا في إنقاذ حياة شخصًا ما عزيز عليك أو حتى لا تعرفه.
المراجع:
- Wikipedia: Cardiac arrest
- Heart.org: Cardiac Arrest
- Health Line: Cardiac Arrest
- Mayo Clinic: Sudden cardiac arrest