طرق علاج الجلطة القلبية والدماغية

علاج الجلطة

تحدث الجلطة عندما يتم إعاقة سريان الدم في الأوعية الدموية لسببٍ ما، فيحدث لتجمع الدم الراكد تجلط في منطقة واحدة أو أكثر، ويستوجب الأمر علاج الجلطة بسرعة بالغة.

 

حيث تصيب الجلطة أحيانًا أماكن خطيرة في الجسم كالرئة فيما يسمى بالتجلط الرئوي أو الجلطة الرئوية التي تؤثر بالطبع على عملية التنفس، أو تصيب الجلطة القلب وتؤثر على ضخه للدم، أو تحدث بأحد أجزاء المخ فيما يسمى بجلطة المخ أو السكتة الدماغية، إلى جانب بعض الجلطات الخفيفة نسبيًا التي تصيب الذراع أو الساق.

 

بالتأكيد يختلف علاج الجلطة بحسب اختلاف مكان حدوثها ودرجة تطورها وتأثيرها، كذلك يختلف العلاج باختلاف المريض نفسه وما يعاني منه من أمراض أخرى، إلى جانب ما يمارسه من عادات قد تكون مضرة بصحته مثل التدخين وغيره.

 

بل وأيضًا التاريخ المرضي للمصاب وعائلته يؤثر في سير عملية علاج الجلطة ، ولكن تبقى هناك خطوات أساسية تستخدم بشكل عام للمساعدة في علاج الجلطة بغض النظر عن كل ما سبق، وهو ما سنناقشه بالتفصيل فيما يلي.

 

كيف يتم علاج الجلطة

بمجرد الوصول إلى المستشفى وتشخيص حالة المريض يبدأ علاج الجلطة عن طريق العقاقير المذيبة للتجمعات الدموية مثل مذيبات الهيبارين أو فوندابارينوكس، كما يتم إعطاء عقاقير لتنشيط سيولة الدم ومنع حدوث جلطات أخرى داخل الجسم في وقت علاج الجلطة الأولى.

 

أما في الحالات الخطيرة والتي لا ينجح علاج الجلطة فيها بالعقاقير المذيبة للتجمعات الدموية، يتم عمل قسطرة موجهة تعمل على انحلال التجمع الدموي في الأوعية بشكلٍ أسرع من الأدوية وأكثر فاعلية إن كانت الجلطة في إحدى الشرايين الطرفية الدقيقة.

 

وهذا ما هو إلا شرحًا مبسطًا لكيفية علاج الجلطة حتى تكونوا على دراية بما يحدث بشكلٍ عام، لكن كما قولنا يؤثر نوع الجلطة ومكان حدوثها على عملية علاجها.

 

لهذا سنتعمق أكثر الآن ونتعرف على علاج الجلطة لبعض أنواع الجلطات الأكثر شيوعًا وخطورة على حياة الإنسان، لنتعرف على كم صعوبة وتعقيد علاج الجلطة في وقتٍ تكاد تؤثر اللحظات منه في حياة أو موت المريض.

 

علاج الجلطة الدماغية (جلطة المخ)

الجلطة الدماغية أو جلطة المخ أو السكتة الدماغية كلهم اسماء لنوع من أخطر أنواع الجلطات وأكثرها شيوعًا، حيث يتطلب علاج الجلطة من هذا النوع سرعة كبيرة في العلاج والحد من مخاطر الجلطة.

 

فأي تأخير من الممكن أن ينهي حياة المريض على الفور، أو حتى يسبب أضرار بالغة كالإصابة بالشلل في أحد أجزاء الجسم، لذا دعونا نرى ماذا يحدث بالضبط عند إصابة شخص ما بجلطة في المخ ووصلوه إلى المستشفى.

(مقال متعلّق)  علاج الجلطة الدماغية

 

أولًا: علاج الجلطة الدماغية كيميائيًا

بمجرد الوصول إلى المستشفى تتم عملية الفحص بأسرع ما يمكن للوقوف على حالة المريض بالضبط، من ثم يقوم الطبيب بإعطاء المريض مجموعة من العقاقير من أجل العمل على ثلاثة أشياء وهما:

 

1. إذابة الجلطة:

في هذه الخطوة يتم علاج الجلطة عن طريق مذيبات الجلطات لاستعادة تدفق الدم مرة أخرى، ويعتبر دواء الوارفارين من أكثر مذيبات الجلطات الفموية شيوعًا؛ حيث يُعتمد عليه لإذابة الجلطات منذ أكثر من 50 عام.

 

2. منع حدوث جلطة أخرى:

يتم إعطاء المريض جرعة أو أكثر من الأسبرين للتقليل من احتمالية حدوث جلطة أخرى أثناء علاج الجلطة الأولى أو فترة ما بعد علاج الجلطة مباشرتًا، حيث دائمًا ما تزيد مخاطر الإصابة بجلطة أخرى في فترة العلاج أو الاستشفاء.

 

3. معالجة الأعراض:

يهتم الأطباء كثيرًا بعلاج الأعراض المصاحبة للجلطة؛ حتى لا تؤثر سلبًا على سير عملية علاج الجلطة أو صحة المريض بشكلٍ عام، كعلاج ارتفاع ضغط الدم، وإعطاء الأدوية التي تخفض من نسبة الكوليسترول في الدم، إلى جانب العمل على ضبط معدل ضربات القلب، والتأكد من أن المريض يتنفس بشكلٍ طبيعي.

 

ثانيًا: علاج الجلطة الدماغية جراحيًا

في بعض حالات السكتة الدماغية لا يجدي العلاج بالأدوية فقط، حيث تطلب الحالة التدخل الجراحي، أو أساليب أخرى للمساعدة في علاج الجلطة، وفيما يلي شرحًا لما يتم بالضبط:

 

1. استئصال باطنة الشريان السباتي:

يتم التدخل الجراحي لإزالة باطنة الشريان السباتي في محاولة لتوسيعه والتخلص من تصلبه، مما يعيد تدفق الدم مرة أخرى بسلاسة داخله، فقد أثبتت الأبحاث والتجارب فاعلية استئصال باطنة الشريان السباتي في علاج الجلطة، كذلك فاعلية هذه الخطوة في الوقاية من الإصابة بالجلطات في المستقبل.

 

2. تركيب دعامة للشريان السباتي:

يلجأ الأطباء إلى تركيب أنبوب شبكي رقيق في الشريان السباتي فيما يسمى بالدعامة، للمساعدة في سريان الدم بشكل سلس داخل الشريان، إلى جانب التأكد من تدفقه بدون أي معيقات قد تؤثر على الشريان وتتسبب في تضيقه مرة أخرى.

 

3. علاج الجلطة بالقسطرة:

وهي عبارة عن بالون رقيق يتم إدخاله بالشريان السباتي أو اي وعاء دموي مصاب بانسداد، ثم يتم نفخ هذا البالون ليقوم بالضغط على التجمع الدموي أو العائق أمام سريان الدم أيًا كان ليتم فتح الأوعية الدموية وتدفق الدم بشكلٍ طبيعي.

 

علاج الجلطة القلبية

تحدث الجلطة القلبية نتيجة لانسداد أحد الشرايين التاجية مما يسبب إعاقة في تدفق الدم قد تؤدي إلى موت جزء من القلب وأضرار بالغة أخرى تهدد حياة المريض إذا لم يتم علاج الجلطة بشكلٍ فوري بعد نقل المريض إلى المستشفى.

 

لهذا يعتبر علاج الجلطة القلبية من أكثر عمليات علاج الجلطات تعقيدًا، حيث يتطلب الكثير من الدقة والفحوصات وفي نفس الوقت يجب أن يتم هذا بسرعة فائقة، لأنه إن توقف القلب انتهى كل شيء وفيما يلي نظرة أكثر تفصيلًا على ما يتم إجرائه في عملية علاج الجلطة القلبية التي تتم بطرق متعددة:

(مقال متعلّق)  اعراض الجلطة الخفيفة

 

أولًا: علاج الجلطة القلبية بالأدوية

 

1. إعطاء الأسبرين:

في اللحظات الأولى للمريض في المستشفى يتم إعطائه جرعة من الأسبرين على الفور، أو قد يعطيها المسعفون في سيارة الإسعاف للمريض بأنفسهم للحفاظ على تدفق الدم إلى أن يصلوا فالأسبرين الحل الأول دائمًا الذي يتم اللجوء إليه للتقليل من عملية تخثر الدم، والحفاظ على سيولته وسريانه في الشرايين والأوعية الضيقة.

 

2. منع تفاقم الجلطة أو حدوث جلطة أخرى:

للحفاظ على سير عملية علاج الجلطة بشكلٍ سريع وناجح يحاول الأطباء منعها من أن تطور وتصبح أكبر وأشد خطورة، فيتم اللجوء إلى بعض العقاقير التي تعرف باسم مثبطات تجمع الصفائح الدموية لمنع تفاقم الجلطة، كما أنه يتم الاستفادة منها أيضًا في منع حدوث جلطة أخرى جديدة.

 

3. إذابة الجلطة:

يعتمد علاج الجلطة القلبية بالأدوية على التخلص من الجلطة عن طريق إذابة التجمع الدموي العالق في الشريان التاجي الذي يعيق تدفق الدم خلاله، ويتم ذلك عن طريق مجموعة من الأدوية تسمى بالمذيبات.

 

3. علاج المضاعفات:

يصاحب حدوث الجلطة مجموعة من المضاعفات والأعراض التي تؤثر على الجسم، ويعد علاجها جزءً هامًا من علاج الجلطة؛ للحفاظ على حياة المريض ومنع عودة الجلطة مرة أخرى، فيتم استخدام النتروجليسرين لعلاج ألم الصدر وحل مشكلة نقص الأكسجين ويحسن تدفق الدم.

 

كما يتم استخدام حاصرات بيتا لتقليل ضغط الدم عن طريق إبطاء ضربات القلب والعمل على استرخائه، إلى جانب الأدوية التي تقلل من لزوجة الدم كحقن الهيبارين، والأدوية التي تساعد على ضبط نسبة الكوليسترول في الدم.

 

ثانيًا: علاج الجلطة القلبية جراحيًا

يتم علاج الجلطة القلبية جراحيًا أو بوسائل أخرى مساعدة في حالة فشل إذابة الجلطة بالأدوية، أو للمساعدة في الحد من تكرر حدوث الجلطات للمريض مرة أخرى، وفيما يلي بعض الطرق المستخدمة:

 

1. عمل قسطرة للقلب:

وهي عبارة عن تمرير أنبوب رقيق عبر شرايين الفخذ أو اليد ليصل إلى الشريان المسدود في القلب، ثم يتم نفخ البالون الموجود فيه الذي يعمل على توسيع الشريان وتخليصه من العائق الذي يمنع تدفق الدم خلاله.

 

2. تركيب دعامة:

غالبًا ما يتم اللجوء إلى هذه الخطوة بعد عمل قسطرة للقلب، وفيها يتم إدخال شبكة معدنية رقيقة للشريان المصاب، للمساعدة في إبقائه مفتوحًا، والتأكد من تدفق الدم بدون أي عوائق معه.

 

3. تغير الشريان:

في حالة تلف الشريان أو زيادة الحمل عليه مما يجعله سببًا في حدوث الجلطات يتم عمل عملية جراحيه لتغير مساره أو تغيره بالكامل.

(مقال متعلّق)  اسباب الجلطة الدماغية

 

والآن بعد أن عرفنا كم الصعوبة في علاج الجلطة والمعاناة التي يمر بها المريض، سنلقي معكم نظرة على أكثر العوامل التي تزيد من فرص حدوث الجلطات شيوعًا، لكي نحاول إصلاحها ووقاية أنفسنا من المرور بتجربة مؤلمة كتجربة الإصابة بالجلطات.

 

الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بالجلطة

 

1. ضغط الدم:

يرتبط حدوث الجلطات بمعدل ضغط الدم، حيث أن الأشخاص أصحاب التاريخ الطويل مع ضغط الدم المرتفع تزداد لديهم فرص الإصابة بتجلط الدم.

 

2. داء السكري:

من الأمراض التي إذا لم يتم السيطرة عليها بشكلٍ جيد والحد من خطورتها سيسبب أضرار بالغة للجسم قد تؤدي إلى العديد من المشكلات الأخرى، كتلف الأوعية الدموية الذي يجعل المصاب بمرض السكري عرضة أكثر من غيره للإصابة بالجلطات.

 

3. السمنة:

ترتفع معدلات الإصابة بالجلطات لدى الأشخاص الذين لديهم زيادة كبيرة في الوزن، حيث تتسبب السمنة في العديد من المشكلات التي تؤثر على أداء الجسم، وقد تصل إلى حد الجلطات نظرًا لكونها سببًا رئيسيًا في ارتفاع ضغط الدم.

 

4. قلة الحركة:

اثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يجلسون لوقتٍ كبير من اليوم دون حركة كمن يسافرون لمسافات طويلة باستمرار أو ينامون لفترات طويلة كثيرًا ما يتعرضون لتجلط الدم.

 

5. عامل السن:

تشير الإحصائيات إلى أن الأشخاص فوق ال 60 عام معرضون بنسبة كبيرة للإصابة بالجلطة الدموية.

 

6. التاريخ المرضي للعائلة:

يؤثر التاريخ العائلي مع الجلطات على فرص الإصابة بها، حيث يكون الأشخاص الذين لديهم أقرباء من الدرجة الأولى قد أصيبوا من قبل بالجلطات الدموية مهددون بخطر الإصابة بالجلطة بنسبة كبيرة.

 


وتزداد فرص الإصابة بالجلطات أيضًا لمن يعانون من بعض أنواع الأورام السرطانية، والنساء اللاتي يستخدم أدوية منع الحمل، إلى جانب زيادتها عند ممارسة بعض العادات السيئة كالإفراط في التدخين وشرب الكحول.

 

إذًا بعد أن عرفنا عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بتجلط الدم، يمكننا أن نقي أنفسنا منها بسهولة إذا ما إتبعنا نهج صحي في حياتنا وأصلحنا ما يمكنها إصلاحه في هذه العوامل، كفقدان الوزن، والبعد عن التدخين، وممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم ومستمر.

 

المراجع:

  1. Wikipedia: Thrombus
  2. Wikipedia: Stroke
  3. Health Line: Cerebrovascular Accident
  4. Medical News Today: What you need to know about cerebrovascular disease
  5. Wikipedia: Myocardial infarction
  6. Mayo Clinic: Heart attack