سنناقش خلال هذا المقال كيفية علاج التهاب المسالك البولية بأنواعه المختلفة، كما سنتعلم معًا الطرق والوسائل الفعالة للوقاية من عدوى التهاب المسالك البولية والتي موصى بها من قبل أهم المؤسسات الطبية، ولكن أولًا دعونا نأخذ نظرة سريعة عن مرض التهاب المسالك البولية بشكلٍ عام والمناطق المتأثرة بالإصابة بالضبط، وكيف يتم تشخيص المرض بشكلٍ دقيق.

 

ما هو مرض التهاب المسالك البولية

يعد التهاب المسالك البولية من أكثر الامراض التي تسببها العدوى انتشارًا بين البشر، حيث أنه يحدث نتيجة عدوى تسببها الميكروبات الدقيقة جدًا بمختلف أنواعها عند استهدافها الجهاز البولي، وتحدث هذه العدوى في الغالب بسبب البكتيريا، وأحيانا تسببها بعض أنواع الفطريات، وقد يحدث التهاب المسالك البولية بسبب الفيروسات أيضًا، ولكن العدوى الفيروسية للجهاز البولي نادرًا ما تحدث.

 

وبالرغم من أن هذه العدوى أو الالتهابات يمكنها أن تصيب الجهاز البولي في أي جزء من أجزائه، سواء كان الجزء العلوي المكون من الكلي والحالب فيما يعرف بالمسالك العليا، أو المثانة و الإحليل فيما يعرف بالمسالك السفلى، إلا أن المسالك البولية السفلى في الغالب هي الأكثر تعرضًا للالتهابات الميكروبية، ولكنها تكون أقل تأثيرًا وحدة من ألم التهاب المسالك البولية العليا.

 

كيفية تشخيص التهاب المسالك البولية

يبنى علاج التهاب المسالك البولية بالكامل على التشخيص الجيد والدقيق للمرض، حيث أن أي خلل في التشخيص ونتائج غير دقيقة سيجعل رحلة علاج المسالك البولية تسير في الاتجاه الخاطئ مما سيزيد بالطبع من الآثار السيئة لهذه الالتهابات ليس على الجهاز البولي فقط بل على جسم الإنسان بالكامل.

 

حتى صحته النفسية ومزاجه الذي لن يكون في أفضل حالته بالطبع وهو يعاني من هذه الألم المزعج والأعراض المقلقة التي تصاحب عدوى التهاب المسالك البولية لذا عليك اختيار طبيب جيد ذو خبرة وهو بدوره سيقوم بالتأكد جيدًا من نتائج الفحوصات التالية:

 

1. أخذ عينة من البول:

وذلك لتحليلها والكشف عن خلايا الدم الحمراء و البيضاء بالبول أو الكشف عن البكتيريا، ولأخذ هذه العينة عدة شروط حتى نبتعد تمامًا عن أي احتمال لتلوث العينة، فقد يطلب منك الطبيب مسح المنطقة التناسلية بالكامل جيدًا بقطن أو ضمادة مطهرة، كما سيطلب منك عدم أخذ العينة في بداية تبولك بل في منتصف التبول.

 

2. عمل مزرعة بكتيرية في المختبر:

حيث أنه للتعرف بشكلٍ دقيقة عن نوع البكتيريا التي تسببت في عدوى التهاب المسالك البولية، قد يلجئ الطبيب إلى إعادة زراعة البكتيريا المأخوذة من عينة بولك في مزرعة بولية بكتيرية في المختبر، وهذا الإجراء من شأنه أن يساعد كثيرًا في تحديد الأدوية اللازمة لعلاج العدوى وأكثرها فاعلية وتأثيرًا على البكتيريا.

 

3. أخذ صورة أشعة للجهاز البولي بالكامل:

يقام هذا الإجراء غالبًا عند تكرار عدوى التهاب المسالك البولية لديك، حيث يرجح في حال تكرار العدوى أن هنالك خلل في الجهاز البولي نفسه هو الذي يسببها، لذا يقوم الطبيب على الفور بتعريض الجهاز البولي بالكامل للأشعة فوق الصوتية، أو عمل تصوير مقطعي له، أو تصويره عن طريق الرنين المغناطيسي.

 

4. الفحص عن طريق المنظار:

يجرى هذا الفحص عند العدوى المتكررة بالتهاب المسالك البولية السفلى فقط، فهو عبارة عن أنبوب طويل مزود بعدد من العدسات يطلق عليه منظار المثانة، يتم إدخاله إلى الإحليل حتى يصل إلى المثانة، للكشف عن أي خلل محتمل يصيبهما ويتسبب في تكرار العدوى والالتهابات.

 

طرق علاج التهاب المسالك البولية

يعتمد تحديد نوع علاج التهاب المسالك البولية الذي سوف يعطى للمريض، على نوع البكتيريا التي سببت العدوى له، وهذا ما ستوضحه الفحوصات السابقة بدقة شديدة ما إن تمت على يد متخصصين ومعامل تحليل وأشعة موثوق بها، كما يتأثر نوع علاج التهاب المسالك البولية أيضًا بالحالة الصحية العامة للمريض، ولكن بشكل عام يشمل علاج التهاب المسالك البولية ثلاث طرق رئيسية مختلفة يلجأ لهم الناس، وهم:

 

1. علاج التهاب المسالك البولية بالأدوية والمضادات:

يتم تحديد العلاج الأدوية المناسبة بناءً على مسبب العدوى بالطبع ونوعها، ولكن هنالك عامل آخر يجب وضعه في الحسبان لتحديد جرعات الأدوية وفترة العلاج اللازمة، وهو قوة العدوى، حيث تندرج العدوى ونوعية علاجها لدينا تحت ثلاث تصنيفات وهم:

 

• علاج التهاب المسالك البولية البسيط:

يعتمد علاج التهاب المسالك البولية على أخذ بعض المضادات الحيوية سواء مضادات الفيروسات أو للبكتيريا، ولكن لمدة قصيرة أسبوع أو أكثر بقليل، حيث أن في حالة العدوى الغير معقدة أو البسيطة لا تستمر أعراضها إلا لبضعة أيام فقط.

 

قد تحتاج بعض الحالات فترة أطول للعلاج تأثرًا باستجابة جسدك وتاريخك المرضي، و أيًا كانت فترة علاج التهاب المسالك البولية البسيط يجب الالتزام بالدورة الكاملة للمضاد الحيوي التي حددها لك الطبيب وأن تؤخذ في مواعيدها دون تغير.

 

وإلى جانب المضادات الحيوية قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية المضادة للألم أو ما يعرف بالمُسكنات، والتي تقوم بدورها بتخدير المثانة والإحليل للتخفيف من الألم وشعور الحرقان الذي يشعر به مصاب التهاب المسالك البولية أثناء عملية التبول، ولكن لا تظهر نتائج المسكن غالبًا إلا مع تناول المضاد الحيوي المعالج لفترة.

 

• علاج التهاب المسالك البولية المتكرر:

في حال تكرر عدوى المسالك البولية يحدد لك الطبيب المضاد الحيوي المناسب لنوع العدوى وقوتها سواء كانت بسيطة أم شديدة، مع بعض التوصيات الهامة لتناوله، والتي تتلخص فيما يلي:

 

أخذ جرعات منخفضة من المضادات الحيوية على فترات طويلة تقدر ب 6 أشهر تقريبًا، وفي بعض الحالات تطول المدة أكثر من 6 أشهر بأيام أو شهور حسب طبيعة العدوى لدى المصاب ومكان حدوثها وإذا كان تكرار العدوى يحدث بسبب النشاط الجنسي، فسوف يطلب منك طبيبك تناول جرعة واحدة من المضاد الحيوي بعد الجماع.

 

في حال تكرار العدوى عند النساء، فسيتم المساهمة في علاج التهاب المسالك البولية المتكرر باستخدام علاج الإستروجين عن طريق المهبل، ولكن شرط أن تكون المرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.

 

سيتوجب عليك طوال فترة العلاج المتابعة مع طبيبك باستمرار، كما عليك القيام بدورك في العلاج الذاتي بالمنزل عن طريق إتباع بعض النصائح لتخفيف الألم سنذكرها لك بالتفصيل في نقاط قادمة عن علاج التهاب المسالك البولية في المنزل. 

 

• علاج التهاب المسالك البولية الشديد:

عند الوصول إلى هذه المرحلة من العدوى قد يتطلب علاج التهاب المسالك البولية الذهاب إلى المستشفى، حيث سيتم فيها إعطائك المضادات الحيوية المناسبة عن طريق الحقن الوريدي.

 

2. علاج التهاب المسالك البولية بالطب البديل

يعتقد بعض الناس أن تناول التوت البري سواء كان في شكل عصير أو أقراص مصنعة يساعد على تخفيف الم التهاب المسالك البولية والوقاية من حدوثها في المستقبل، ولكن الدراسات العلمية إلى حد الآن لم تقدر على التوصل إلى نتائج حاسمة تثبت فاعلية التوت البري في علاج التهاب المسالك البولية بشكلٍ تام.

 

لكن وجد أن له دور في الوقاية منها لاحتوائه على مركبات تمنع أنواع معينة من البكتيريا من الالتصاق ببطانة المثانة، ويصر رواد الطب البديل ومن يفضلونه على تناول الأدوية الكيميائية على الإقرار والتأكيد على فاعلية التوت البري في علاج العدوى وفائدته الكبيرة في حماية المسالك البولية.

 

وعلى كل حال فالتوت البري من الفاكهة الغير مضرة على الإطلاق إلا في سعراتها الحرارية، لذا انتبه للكمية التي تتناولها إن كنت تتبع حمية ما لتقليل الوزن، فإن كنت تتناوله للوقاية من الإصابة بالتهابات المسالك البولية فلا تقلق فهو طعام آمن، ولكنه قد يتسبب فقط لبعض الناس في حدوث اضطراب في المعدة أو الإصابة بالإسهال.

 

كما أن الأطباء والمتخصصون يحذرون من تقديم عصير التوت البري إطلاقًا لمن يعانون من تجلطات الدم أو لديهم مخاطر حول الإصابة بالجلطات، و من يتناولون الأدوية المسيلة للدم مثل الوارفاين.

 

3. علاج التهاب المسالك البولية في المنزل

هو ليس علاج بالمعنى الكامل لهذه الكلمة فلا يمكن الاعتماد عليه بمفرده للشفاء من عدوى المسالك البولية، بل يعمل كعلاج مساعد يمنحنا بعض الشعور بالراحة عند القيام ببعض الخطوات التي تقلل من تأثير الألم وتمنع تطوره في الوقت الذي يعمل الأطباء فيه على علاج التهاب المسالك البولية بالأدوية والمضادات المناسبة للتخلص من العدوى والالتهاب نهائيًا، وتتمثل هذه الخطوات فيما يلي:

 

• شرب الكثير من الماء للمساعدة على تمييع البول وإخراجه بشكلٍ سلس مع إخراج البكتيريا معه.
  

• تجنب مجموعة من المشروبات مثل القهوة وجميع المشروبات التي تحتوي على الكافين والكحول.

• كذلك المشروبات الخفيفة التي تحتوي على عصائر السيتروس

• وضع وسادة دافئة على منطقة البطن من الأسفل، للتقليل من احساس عدم الراحة والألم الذي يسببه ضغط المثانة

• أحرص على ألا تكون الوسادة ساخنة يجب أن تكون دافئة إلى حدٍ مقبول ومريح فقط.

طرق الوقاية من الإصابة بعدوى التهاب المسالك البولية

يمكننا الحد من مخاطر العدوى والوقاية من الإصابة بالتهاب المسالك البولية بإتباع مجموعة من النصائح والتعليمات كنمط أساسي في حياتنا اليومية، وتنقسم هذه النصائح إلى قسمين وهما:

 

1. نصائح عامة للوقاية من عدوى التهاب المسالك البولية:

 

• شرب من 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا؛ حتى تضمن التبول بشكلٍ متكرر.

• تخلص من البول باستمرار ولا تحاول حبسه لفترة طويلة داخل مثانتك.

• افرغ مثانتك مباشرتًا بعد كل عملية جماع مع شرب كوبًا من الماء قبل ذلك للمساعدة على طرد البكتيريا.

• عليك استشارة طبيبك إن كنت تعاني من عدم القدرة على التبول وإفراغ مثانتك بشكلٍ كامل، لإعطائك مدر البول المناسب لك.

• شرب التوت البري من فترة إلى أخرى نظرًا لترجيح بعض الآراء الطبية والأبحاث أنه يلعب دورًا في الحماية من عدوى التهاب المسالك البولية.

وهذه النصائح يجب السير عليها بصفة دائمة وعدم إهمال أيًا منها، كما أنها مناسبة للجميع من رجال ونساء، ولكن نظرًا لأن النسبة الأكبر ممن يتعرضن لعدوى التهاب المسالك البولية من النساء، بنسبة 8 إلى 1، أي أن أما كل 8 إصابات من النساء يوجد رجل واحد فقط يصاب بالتهاب المسالك البولية، لذا هنالك توصيات ونصائح خاصة بالنساء فقط للوقاية من العدوى.

2. نصائح للوقاية من عدوى التهاب المسالك البولية لدى النساء:

على النساء اللاتي انقطع عنهن الطمث أن يستخدمن الإستروجين الموضعي لدوره الكبير في وقاية جهازك البولي من البكتيريا ومختلف أنواع العدوى ايضاً استشيري طبيبك الخاص في استخدام المضادات الحيوية الوقائية من أمراض الجهاز البولي والأعضاء التناسلية بعد الجماع، فقد أثبتت الأبحاث دورها الكبير في الحماية من العدوى إذا ما تم تناولها على المدى الطويل خصوصًا مع تقدم السن.

 

يزيد الحجاب العازل والواقي الذكري الغير منزلق أو المعالجة بمبيد النطاف من نمو البكتيريا، لذا استبدلي وسائل الحمل هذه سواء الخاصة بكِ أنتِ أو بزوجك بوسائل أخرى أكثر أمانًا على المهبل.

 

تجنبي تعريض المهبل أو منطقة الأعضاء التناسلية بالكامل إلى المنتجات النسائية الغير أمنة مثل : مزيل العرق أو الدش المهبلي أو المساحيق، حيث أنها تعد سببًا مباشرًا في تهيج المثانة.

 

وفي الختام نعيد ونؤكد أن أهم خطوات علاج التهاب المسالك البولية هي التشخيص الجيد والبدء في تنفيذ تعليمات الطبيب سريعًا وبدقة، لذا لا تحاولوا معالجة العدوى في البيت بأنفسكم أو تتناولون أي من المضادات الحيوية دون استشارة طبيب.

 

فنصائح العلاج المنزلي هي مجرد وسائل مساعدة للحد من الألم والشعور بعدم الراحة حتى يقوم الدواء الذي وصفه لك الطبيب بالقضاء على التهاب المسالك البولية لديك بالكامل، وطرق الوقاية تستخدم فقط للحد من حدوث العدوى والوقاية من مسبباتها وليس لعلاجها.

 

المراجع:

1. Mayo Clinic: Urinary tract infection
2. Health Line: Everything You Need to Know About Urinary Tract Infection
3. Medical News Today: What to know about urinary tract infections