علاج التهاب السحايا (حسب نوعه)
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
ما هي أفضل الطرق عند علاج التهاب السحايا
التهاب السحايا هو حالة طبية طارئة؛ حيث يمكن أن تتطور الحالة بسرعة، وذلك ربما على مدار ساعات ويختلف تشخيص وعلاج التهاب السحايا من بلد إلى آخر، اعتمادًا على إمكانية الوصول إلى الرعاية الطبية، وتوافر المضادات الحيوية، وأنماط مقاومة المضادات الحيوية المحلية ، أينما كان مكان تواجدك، من المهم معرفة العلامات واعراض التهاب السحايا والحصول على علاج التهاب السحايا بأسرع وقت ممكن من أجل تشخيص التهاب السحايا.
يمكن للأطباء إجراء فحص الدم وأخذ عينة من السائل النخاعي (CSF) وهو السائل المائي الذي يتدفق داخل وحول الدماغ والحبل الشوكي ويتم جمع عينة السائل من خلال البزل القطني، وفحصها للتأكد من وجود خلايا الدم البيضاء والبكتيريا.
اولاً: علاج التهاب السحايا البكتيري
التهاب السحايا البكتيري (بما في ذلك التهاب السحايا بالمكورات السحائية، والتهاب السحايا المستدمِية النزلية، والتهاب السحايا العنقودي) هو حالة عصبية طارئة، ويرتبط بارتفاع معدلات الأمراض والوفيات؛ ولذلك، فإن بدء العلاج التجريبي المضاد للبكتيريا ضروري لتحقيق نتائج أفضل.
المضادات الحيوية هي حجر الاساس عند علاج التهاب السحايا البكتيري وبالإضافة إلى المضادات الحيوية، يشمل العلاج تدابير أخرى لتقليل التهاب الدماغ والعصب القحفي، وزيادة الضغط داخل الجمجمة وايضاً يُحتجز معظم المرضى في وحدة العناية المركزة.
1. علاج التهاب السحايا البكتيري بالمضادات الحيوية:
يجب أن تكون المضادات الحيوية مبيدة للبكتيريا المسببة للمرض، كما يجب أن تكون قادرة على اختراق الحاجز الدموي الدماغي وإذا ظهر المرض بوضوح، وأشارت النتائج إلى التهاب السحايا، حينها يبدأ العلاج بالمضادات الحيوية والكورتيكوستيرويدات حالما يتم التأكد من فحوصات الدم، وحتى قبل اختبار البزل القطني.
وفي حالة إذا تأخر اختبار البزل القطني في انتظار نتائج التصوير العصبي، يبدأ العلاج بالمضادات الحيوية والكورتيكوستيرويدات قبل إجراء التصوير العصبي وتعتمد المضادات الحيوية المناسبة على عمر المريض، وحالة جهازه المناعي، وطريقة إصابته بالعدوى.
وبشكل عام، يجب على الأطباء استخدام المضادات الحيوية الفعالة ضد بكتيريا العقدية الرئوية ، النسيرية السحائية، والمكورات العنقودية الذهبية حيث أن المضادات الحيوية شائعة الاستخدام تشمل:
-
الجيل الثالث من السيفالوسبورينات (cephalosporins) لكل من البكتيريا العقدية الرئوية والنسيرية السحائية.
-
الأمبيسلين (Ampicillin) لبكتيريا اللستيريا.
-
الفانكوميسين (Vancomycin) للسلالات المقاومة للبنسلين من البكتيريا العقدية الرئوية، والمكورات العنقودية الذهبية.
2. علاج التهاب السحايا البكتيري بالكورتيكوستيرويدات:
يستخدم ديكساميثازون (Dexamethasone) لتقليل التهاب كل من العصب الدماغي والقحفي؛ حيث يجب أن يؤخذ عند بدء علاج التهاب السحايا البكتيري يُعطى البالغون (10 مللي جرام) عن طريق الوريد.
ويٌعطى الأطفال (0.15 مللي جرام/ كج عن طريق الوريد أيضًا)؛ حيث يتم إعطاء الديكساميثازون مباشرة قبل أو مع الجرعة الأولية من المضادات الحيوية، و يؤخذ كل 6 ساعات ولمدة 4 أيام أفضل وسيلة لاستخدام الديكساميثازون هي مع المرضى الذين يعانون من التهاب السحايا بالمكورات الرئوية.
ثانياً: علاج التهاب السحايا الفيروسي
إذا كان المرضى المصابين يشعروا بالإعياء الشديد، وإذا كان من الممكن الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري الحاد (حتى لو اشتُبه في الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي)، فإن العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة والكورتيكوستيرويدات يبدأ على الفور (دون انتظار نتائج الاختبار)، وتستمر حتى يتم استبعاد الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري (أي لا تنمو البكتيريا في عينات السائل النخاعي CSF).
عادةً ما يُشفى التهاب السحايا الفيروسي بشكل تلقائي خلال أسابيع، أو في بعض الأحيان خلال شهور (في التهاب السحايا الذي يسببه فيروس غرب النيل أو عند الصابة بالتهاب السحايا اللمفاوي)، وتكون عملية علاج التهاب السحايا الفيروسي – بشكل أساسي – تدعيمية.
الأسيكلوفير (Acyclovir) يعتبر فعالًا في علاج التهاب السحايا الهربسي البسيط، ويمكن استخدامه لعلاج التهاب السحايا الهربسي النطاقي إذا تم الاشتباه في الإصابة بأي من هذه الفيروسات، أو إذا اشتُبه في التهاب الدماغ الهربسي البسيط، فإن معظم الأطباء يبدؤون العلاج التجريبي باستخدام الأسيكلوفير.
ثالثاً: علاج التهاب السحايا الفطري
على الرغم من أن التهاب السحايا الفطري نادرٌ للغاية، فإنه يصيب عادة الأشخاص الذين يعانون من أمراض طبية أخرى كامنة لكن في حالة إصابتك بالتهاب السحايا الفطري، فسوف تحصل على أدوية مضادة للفطريات في المستشفى، والتي يمكنها محاربة هذا النوع النادر من العدوى، كما ستحتاج أيضًا إلى الحصول على سوائل بصورة مستمرة لمنع الجفاف، كما ستحتاج إلى الأدوية من أجل السيطرة على الألم والحمى.
رابعاً: علاج التهاب السحايا الزهري
العلاج المُفضل للزهري العصبي هو البنسلين البلوري المائي G (كل 4 ساعات لمدة 10-14 يوم عن طريق الوريد)، وغالبا ما يتبعه استخدام البنسلين G البنزاثين (عن طريق العضل) والبديل هو بروكايين بنسلين G مع البروبينسيد (500 مللي جرام كل 6 ساعات لمدة 14 يومً عن طريق الفم)، يتبعها البنسلين G البنزاثين.
وتستخدم هذه النظم العلاجية أيضًا للزهري العصبي في المرضى الذين يعانون من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية. ولأن البنسلين G هو العلاج المفضل، فيجب على المرضى الذين يعانون من الحساسية ضد البنسلين أن يتجنبوا هذا النوع من العلاج.
بعد العلاج، يتكرر فحص السائل النخاعي بانتظام (على سبيل المثال كل 6 أشهر) لتوثيق نجاح العلاج. وقد يؤدي عدم رجوع عدد خلايا الدم إلى حالتها الطبيعية إلى إعادة العلاج.
خامساً: علاج التهاب السحايا الليمفاوي
من الناحية المثالية، تعالج المضاعفات العصبية لالتهاب السحايا الليمفاوي (بخلاف الشلل الرعاش) بالمضادات الحيوية عن طريق الحقن الدواء المفضل هو سيفترياكسون (2 جرام / يوم لمدة 14-28 يوم).
والعلاج البديل هو البنسلين G (لمدة 14-28 يوم). كما تم استخدام الدوكسيسيكلين (100 مللي جرام فمويًا أو عن طريق الوريد كل 12 ساعة لمدة 14-28 يوماً)، أو الكلورامفينيكول (1 جرام كل 6 ساعات لمدة 14-28 يوماً).
الوقاية من التهاب السحايا
إن استخدام لقاحات المستديمة النزلية من النوع (ب)، وإلى حد أقل لقاح المكورات السحائية و العقدية الرئوية قد قلل من حدوث الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري.
1. التدابير الجسدية:
يمكن أن يساعد الحفاظ على المرضى في العزلة التنفسية لأول 24 ساعة من العلاج في منع التهاب السحايا من الانتشار؛ حيث يتم استخدام القفازات والأقنعة والعباءات.
2. التطعيم:
يمكن أن يمنع التطعيم أنواعًا معينة من التهاب السحايا البكتيري ومن الموصى به لقاح العقدية الرئوية الفعال ضد 13 نمط من البكتيريا، بما في ذلك أكثر من 80 ٪ من الكائنات العضوية التي تسبب التهاب السحايا، وينصح به لجميع الأطفال (للأعمار من 0 إلى 6 سنوات).
يعتبر التطعيم الروتيني ضد المستدمية النزلية من النوع (ب) ذو فعالية كبيرة، ويبدأ في عمر شهرين يعطى لقاح المكورات السحائية الرباعي لـ:
-
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و 10 سنوات، إذا كان لديهم نقص في المناعة أو انعدام الطحال الوظيفي.
-
جميع الأطفال في سن 11 إلى 12 سنة مع جرعة معززة في سن 16.
-
الأطفال الأكبر سنا، طلاب الجامعات الذين يعيشون في مهاجع مشتركة، والمجندين العسكريين الذين لم يتم تطعيهم سابقًا.
-
المسافرون إلى أو سكان المناطق الموبوءة بالمرض.
-
أفراد المختبر الذين يتعاملون بشكل روتيني مع عينات المكورات السحائية.
خلال تفشي وباء التهاب السحايا، يجب تحديد السكان المعرضين للخطر (على سبيل المثال، طلاب الجامعات، أو بلدة صغيرة)، ويجب تحديد حجمهم قبل الشروع في التطعيم الشامل؛ حيث أن هذا الجهد مكلف ويتطلب تثقيفًا ودعمًا عامًا، ولكنه ينقذ الأرواح ويقلل من الأمراض.
لقاح المكورات السحائية لا يحمي ضد التهاب المكورات السحائية من النوع (ب)؛ هذه المعلومات يجب أن تؤخذ في عين الإعتبار عندما تظهر على المريض الملقح أعراض التهاب السحايا.
3. الوقاية الكيميائية:
يجب إعطاء الوقاية الكيميائية لأي شخص لديه اتصال طويل الأمد وجها لوجه مع مريض مصاب بالتهاب السحايا (على سبيل المثال، الاتصالات المنزلية أو الرعاية اليومية للمريض، والعاملون بالرعاية الطبية، وغيرهم من الأشخاص الذين يتعرضون لإفرازات المريض الفموية) وعند الإصابة بالتهاب السحايا بالمكورات السحائية، تتكون الوقاية الكيميائية من أحد العوامل التالية:
-
ريفامبين 600 مللي جرام كل 12 ساعة لعدد 4 جرعات.
-
سيفترياكسون 250 مللي جرام (للأطفال أقل من 15 سنة ، 125 مللي جرام) لجرعة واحدة.
-
للبالغين فلوروكينولون (سيبروفلوكساسين أو ليفوفلوكساسين 500 مللي جرام أو أوفلوكساسين 400 مللي جرام) لجرعة واحدة.
بالنسبة لالتهاب السحايا الناجم عن المستدمية النزلية من النوع (ب)، فإن الوقاية الكيميائية هي ريفامبين 20 مللي جرام/كيلوجرام مرة واحدة في اليوم (الحد الأقصى 600 مللي جرام / يوم) لمدة 4 أيام ولا يلزم عادة إعطاء الوقاية الكيميائية عند الاتصال بالمرضى الذين يعانون من أنواع أخرى من التهاب السحايا البكتيري.
المراجع:
- MSD Manual: Acute Bacterial Meningitis
- Web MD: Diagnosis and Treatment of Meningitis
- Medscape: Meningitis Treatment & Management