علاج الاضطراب النفسي بالطب الحديث
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
علاج الاضطراب النفسي
نسبة إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية فإن عدد المشاكل والاضطرابات النفسية يصل إلى 400 نوع مختلف، وفي حين أن بعض تلك المشاكل تعد أمراضاً بالمعنى المتعارف عليه مثل اضطراب ثنائي القطبين والانفصام في الشخصية فإن هناك حالات اضطراب نفسي أخرى تعد حالات بسيطة لا ترقى لأن تسمى أمراضاً مثل حالات اضطرابات القلق والاكتئاب واضطرابات الإدمان واضطرابات الأكل وغيرها.
ومن المهم قبل البحث عن العلاج للحالات النفسية التفرقة ما بين الامراض النفسية والاضطرابات النفسية حيث أن لكل منهم طريقة مختلفة في العلاج، فعلى سبيل المثال الأمراض النفسية تتطلب تناول بعض الأدوية إلى جانب المعالجة النفسية في حين أن هناك اضطرابات نفسية لا تتطلب ذلك وقد خصصنا هذا المقال للحديث عن علاج الاضطراب النفسي وأهم العوامل التي تساعد على مكافحته والقضاء عليه.
اولاً: المعالجة النفسية
المعالجة النفسية هي الأهم في رحلة علاج الاضطراب النفسي، وفيها يخضع المريض لجلسات خاصة أو جماعية مع الطبيب النفسي المختص. هناك أنواع كثيرة من المعالجة النفسية تختلف باختلاف الاضطراب النفسي وباختلاف حالة المريض فيما يلي أهم أنواع هذه العلاجات والتي تستخدم في علاج العديد من الاضطرابات النفسية المختلفة:
1. العلاج السلوكي المعرفي:
ويركز العلاج السلوكي المعرفي على تغيير تفكير الشخص والذي بدوره يؤثر على سلوكياته وتصرفاته، وبتغيير التفكير السلبي للشخص فإن ذلك يساعده على التأقلم ومواجهة المواقف المزعجة بطريقة إيجابية وبناءه وهو بدوره ما يخفف من أعراض الاضطراب.
وخلال هذا النوع من العلاج يمكن للطبيب أن يعالج المريض منفرداً أو وسط مجموعة ويمكن أن يكتفي الطبيب بهذا النوع من العلاج أو يشركه مع أنواع علاجات أخرى على حسب حالة المريض، و يستخدم هذا النوع في معالجة الاكتئاب واضطرابات الإدمان واضطرابات القلق.
2. العلاج التحليلي المعرفي:
في العلاج التحليلي المعرفي يطلب الطبيب النفسي من المريض أن يروي أحداث من طفولته ويستنتج كيف مر بمواقف كثيرة وكيف تعامل مع هذه المواقف بسهولة، يساعد هذا العلاج في معرفة الشخص لذاته وقدراته واستخدام ذلك من أجل تغيير فكرته عما يحدث الآن.
3. العلاج القائم على القبول والالتزام:
وخلال جلسات هذا العلاج يحاول الطبيب أن يشجع المريض على تقبل وضعه الحالي والتعامل مع هذا الوضع كونه سيمر وليس هو الأصل أو الطبيعي، يستخدم هذا النوع كثيراً في معالجة حالات اضطرابات القلق والضغط العصبي واضطرابات الشخصية أيضاً.
4. العلاج الجماعي:
العلاج الجماعي هو عبارة عن جلسات جماعية لأشخاص مصابون بنفس الاضطراب النفسي يتحدثون عن تجاربهم الشخصية وإلى أين وصلوا بعد خضوعهم للعلاج، ويصطحبهم الطبيب النفسي من أجل إدارة الجلسة. وقد ساعدت هذه الطريقة العديد في اجتياز اضطراباتهم النفسية ولكنها وحدها لا تكفي لإنهاء المشكلة.
5. العلاج الأسري:
وفي هذا النوع من العلاج يخضع المريض إلى جلسات مع عائلته يتحدثون سوياً عن أمور شتى تخص الشخص المصاب بالاضطراب وتكون تحت إشراف الطبيب، ويهدف العلاج الأسري إلى إدماج أفراد العائلة جميعاً من أجل المساهمة في العلاج.
6. العلاج النفسي الشخصي:
يُستخدم العلاج النفسي الشخصي في علاج الاضطراب النفسي خاصة الاكتئاب، وفيه يطلب الطبيب من المريض أن يناقشه في علاقاته الشخصية مع المحيطين به وكيف أنهم يؤثرون على مزاجاته ومشاعره في محاولة من الطبيب إلى جعل المريض يستوعب حياته بشكل أكبر.
7. العلاج عن طريق التركيز الكامل للذهن:
يشجع هذا العلاج الشخص المصاب بالاضطراب النفسي على التركيز على اللحظة الحالية والظروف الحالية وعدم التفكير في الماضي أو الخوف من المستقبل، وهو تمرين بسيط يمكنك القيام به بنفسك أو بمساعدة الطبيب النفسي الخاص بك، ويساعد هذا النوع كثيراً في معالجة مرضى الاكتئاب واضطرابات القلق.
8. المقابلات التحفيزية:
عادة ما يلجأ الطبيب إلى هذا النوع من العلاجات مع الأشخاص المصابون بمشاكل الإدمان مثل التدخين وإدمان الكحوليات وإدمان المخدرات أو حتى إدمان القمار، وفي هذه الجلسات يحاول الطبيب تشجيع المريض على تحسين حالته وتغيير تصرفاته من دون الحُكم عليه أو تلقينه ما يفعل وما لا يفعل.
9. العلاج النفسي الديناميكي:
يحاول الطبيب المعالج في هذه الحالة مساعدة المريض على التعرف أكثر على أنماط سلوكياته ودوافعه وصراعاته الداخليه، والفكرة وراء ذلك أنه عندما يتعرف الإنسان على صراعاته الداحلية فإنه سيكون من السهل تحسين سلوكياته و مشاعره. وفي هذه الجلسات ستحتاج إلى المحلل النفسي وهو شخص أكثر تخصصاً بهذه الطرق من العلاجات.
10. العلاج النفسي الداعم:
وهو نوع من علاج الاضطراب النفسي التي يلجأ إليها العديد من الأطباء وهي محببة بالنسبة للكثيرين من المرضى، وفيها يقوم الشخص بالحديث أكثر حتى يشعر بالارتياح أو يشعر أنه أصبح اقل قلقاً.
ثانياً: العلاج الدوائي
من العوامل الهامة في علاج الاضطراب النفسي هي العلاج الدوائي، وعلى الرغم من عدم ضرورة تناول الدواء في كل حالات الاضطراب النفسي إلا أن هناك اضطرابات نفسية أو حالات معينة تتطلب العلاج الدوائي هناك أعداد كبيرة ومتنوعة من الأدوية تستخدم من أجل علاج الاضطراب النفسي أهمها:
1. الأدوية المضادة للذهان:
مثل عقار الريسبيريدون وعقار أريبيبرازول وعقار كلوزابين وهم أشهر الأدوية المستخدمة لهذا الغرض، ويستخدم في التخلص من الاكتئاب واضطرابات نفسية أخرى.
2. الأدوية المضادة للاكتئاب:
والتي تعمل على تنظيم الناقلات العصبية مثل النورابينفرين والدوبامين والسيروتونين وغيرهم، ولكن تعد أشهر الأدوية المضادة للاكتئاب والتي توصف للعديد من مرضى الاكتئاب هي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية مثل فلوكستين (بروزاك) وسيرترالين (زولوفت).
تستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج اضطرابات القلق أيضاً وتعمل على تحسين الأعراض المرتبطة بهذه الحالات مثل: حالات الحزن، وحالات اليأس الشديدة، وقلة الطاقة والنشاط وصعوبة التركيز وعدم الإقبال على ممارسة الأنشطة المعتادة وغيرها.
3. الأدوية المضادة للقلق:
وتستخدم هذه الأنشطة بشكل خاص في علاج حالات اضطرابات القلق واضطرابات الهلع، وتساعد هذه الأدوية على تخفيف حالات التهيج وتخفيف الأرق المصاحبة لهذه الحالات، ولكن يجب تناول هذه الأدوية على المدى القصير و تحت إشراف الطبيب حتى لا تتسبب في إدمان الشخص عليها.
4. الأدوية المثبتة للحالة المزاجية:
تستخدم الأدوية المثبتة للحالة المزاجية كثيراً في علاج الاضطراب النفسي خاصة حالات اضطراب ثنائي القطبين والذي تتقلب فيها حالة الشخص من الاكتئاب إلى الهوس، كما أن الأدوية المثبتة للحالة المزاجية أحياناً تستخدم في معالجة الاكتئاب عن طريق تناولها سوياً مع الأدوية المضادة للاكتئاب.
ثالثاً: خطة المساعدة الذاتية
على الرغم من عدم صلاحية هذه الطريقة مع العديد من الأشخاص إلا أنها من طرق علاج الاضطراب النفسي الموجودة والتي يستعين بها البعض، وخطة المساعدة الذاتية فيها يقوم الشخص المصاب بالاضطراب النفسي بوضع تصوراً بنفسه لخطط واستراجيات لعلاجه من أجل الوصول للشفاء.
4- التحفيز العميق للدماغ:
أحيانا يضطر الطبيب إلى العلاج الخاص بالتحفيز العميق للدماغ خاصة في حالات الاكتئاب وفي اضطرابات عقلية أخرى، ويلجأ الطبيب إلى هذا النوع من العلاجات عندما لا تأتي العلاجات الأخرى كالمعالجة النفسية والأدوية بالنتيجة المرجوه.
ويشكل التحفيز العميق للدماغ العلاج بالصدمات الكهربائية، والتحفيز المغناطيسي للجمجمة، ولكن على المريض استيعاب المخاطر والفوائد الناتجة عن هذا النوع من العلاج.
خامساً: العلاج داخل المشفى
في بعض الأحيان يتوجب على المريض أن يبقى في المشفى لكونه بحاجة إلى المراقبة المستمرة أو عندما تتأخر حالة المريض إلى الحد الذي معه يمكن أن يؤذي نفسه.
المراجع:
- Psychology Today: Treatment of Psychological Diseases and Disorders
- Unite For Sight: Module 5: Treating Psychological Disorders
- Mental Health America: Mental Health Treatments
- Your Health in Mind: Psychological treatments
- Mayo Clinic: Mental illness