علاج ارتفاع الضغط المفاجئ

يعتبر ارتفاع ضغط الدم المفاجئ حالة طارئة مهددة للحياة تستدعي التدبير السريع نظراً للاختلاطات الخطيرة التي يسببها ارتفاع الضغط المفاجئ على أعضاء الجسم فما هي الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط المفاجئ وكيف يتم علاجه وتدبيره؟

 

أسباب ارتفاع الضغط المفاجئ

هناك العديد من العادات التي نقوم بممارستها يومياً قد تحدث ارتفاعاً مفاجئاً في الضغط الدموي وأهم تلك الأسباب:

 

1. التوتر والانفعال:

يعتبر التوتر من أشيع اسباب ارتفاع الضغط الدم المفاجئ، حيث تزداد الإشارات العصبية المرسلة من الدماغ إلى القلب عند الغضب أو القلق أو أي شكل من أشكال الانفعال، بالإضافة إلى حدوث ارتفاع في هرمونات الشدة مثل الأدرينالين التي تزيد من ارتفاع ضغط الدم.

 

2. التمارين العضلية والنشاط البدني الشديد:

عند ممارسة الرياضة والنشاط البدني تزداد حاجة الجسم من الأوكسجين ويرتفع ضغط الدم بشكل معتدل كي يؤمن هذه الزيادة، هذا لا يسبب أي اضطرابات عند الأشخاص الأصحاء، لكن عند مرضى ارتفاع الضغط فإن ذلك يؤدي إلى اضطراب التحكم في الضغط الدموي وحدوث ارتفاع مفاجئ في الضغط.

 

3. النظام الغذائي:

إن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من أملاح الصوديوم قد يسبب ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم بسبب سرعة امتصاص الصوديوم في الجهاز الهضمي، حيث يزيد الصوديوم من احتباس السوائل في الجسم مسبباً ارتفاع في ضغط الدم الذي يستمر لمدة قصيرة أغلب الأحيان.

 

4. التدخين:

يسبب النيكوتين الموجود في السجائر ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، لأنه يقلل من نسبة الأوكسجين في الدم ويزيد معدل ضربات القلب، هذا الارتفاع في الضغط يستمر من ٢٠ دقيقة إلى ساعتين، وعلى المدى الطويل يؤدي التدخين إلى حدوث ارتفاع مزمن في ضغط الدم.

 

5. الأدوية:

هناك بعض الأدوية تحدث ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم أهمها مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الاسبرين، الإيبوبروفين، أدوية إنقاص الوزن، بعض أنواع الأدوية المضادة للتحسس.

 

6. بعض الأمراض:

مثل أمراض الكلية، الأمراض القلبية، اضطرابات الدرق، أورام الغدة الكظرية المفرزة للهرمونات، أذيات النخاع الشوكي قد تحدث ارتفاع ضغط مفاجئ.

 

من الأسباب الأخرى للارتفاع المفاجئ للضغط بعض الأعشاب مثل عرق السوس، تناول الكحول بكميات كبيرة، المخدرات مثل الكوكائين الماريجوانا تسبب ارتفاع ضغط مفاجئ قد يصل أحياناً لقيم عالية جداً.

 

ما هي علامات وأعراض ارتفاع الضغط المفاجئ

إن ارتفاع الضغط الدموي غير عرضي عادةً، لكن الارتفاع المفاجئ للضغط الدموي قد يسبب أعراض مباشرةً أهمها:

 

  • صداع مفاجئ.

  • دوار وصعوبة توازن.

  • تشوش الرؤية.

  • غثيان وإقياء.

  • الشعور بألم وضيق في الصدر.

  • الشعور بضعف أو نمل في الساقين أو الذراعين أو الوجه.

 

(مقال متعلّق)  ما اسباب ارتفاع ضغط الدم ؟

في الحالات الشديدة من ارتفاع الضغط المفاجئ قد تتأذى الأوعية الدموية وبالتالي قد يحدث نزوف عفوية، رعاف، بيلة دموية، وأحياناً قد يحدث عمى مفاجئ بسبب تمزق أوعية الشبكية.

 

كيف يتم تشخيص ارتفاع الضغط المفاجئ

في البداية لا بد من استجواب المريض والاستفسار عن السوابق المرضية وخاصة سوابق ارتفاع الضغط الشرياني والأدوية التي استخدمت في علاجه، كما يجب التركيز في الاستجواب على وجود أعراض عصبية أو كلوية أو قلبية لتقييم أذية الأعضاء الحيوية.

 

1. الفحص السريري:

يجب أن يركز الفحص السريري على قياس ضغط الدم بدقة والبحث عن وجود علامات تدل على إصابة الأعضاء الحيوية.

 

2. إجراء تحاليل مخبرية:

يجب إجراء تحاليل دموية شاملة (تعداد شامل لخلايا الدم، الكرياتينين، اليوريا، الشوارد، سكر الدم)، وإجراء تحليل وزرع بول.

 

3. إجراء تخطيط قلب كهربائي ECG:

يعتبر إجراء ضروري للبحث عن العلامات التخطيطية لنقص التروية القلبية لأن ذلك يؤثر على نوع المعالجة المختارة، وجود علامات تخطيطية لتضخم البطين الأيسر له إنذار سيء في ارتفاع الضغط المفاجئ، كما يجب مراقبة تخطيط القلب عند بدء المعالجة بالموسعات الوعائية سريعة التأثير.

 

4. التصوير الشعاعي:

يجب إجراء صورة شعاعية للصدر بمجرد بدء العلاج لتحري حجم حجرات القلب والرئتين، كما تجرى دراسات شعاعية أخرى في بعض الحالات وخاصة عند الشك بحدوث اختلاطات مثل: التصوير الطبقي المحوري وتصوير الأوعية الكلوية.

 

5. القسطرة القلبية وتصوير الأوعية:

ليس لها دور في التشخيص البدئي ولا تعتبر إجراءات روتينية في تشخيص ارتفاع الضغط المفاجئ، لكنها مهمة في الحالات النادرة التي يشتبه فيها أن تضيق الشريان الأبهري هو السبب لارتفاع الضغط المفاجئ، وفي حال الاشتباه بحدوث تسلخ أبهر نتيجة ارتفاع الضغط المفاجئ يجب إجراء تصوير شعاعي للشريان الأبهري على الفور.

 

ما هو علاج ارتفاع الضغط المفاجئ

إن علاج ارتفاع الضغط المفاجئ يعتمد على عدة عوامل أهمها:

 

  • السبب الذي أدى إلى حدوث ارتفاع ضغط الدم

  • شدة الارتفاع في الضغط

  • ضغط الدم المعتاد للمريض قبل حدوث هذا الارتفاع المفاجئ

  • ووجود علامات لاختلاطات أو دليل أذية الأعضاء الهامة حيوياً (القلب، الدماغ، الكلية)

 

في حال ارتفاع الضغط المفاجئ > ١٨٠/١٢٠ دون وجود علامات لأذية في الأعضاء الحيوية (اضطرابات في وظيفة القلب أو الكلية أو الدماغ) يجب علاج ارتفاع الضغط المفاجئ من خلال عمل ما يلي:

 

علاج ارتفاع الضغط المفاجئ > ١٨٠/١٢٠ دون وجود علامات لأذية في الاعضاء الحيوية

في حال حدوث ارتفاع ضغط مفاجئ عند مرضى يعالجون بالأدوية الخافضة الضغط فإن خيارات العلاج المتاحة هي: إعادة وصف الأدوية الخافضة للضغط عند المرضى غير الملتزمين بالدواء، رفع جرعة الدواء الخافض للضغط المستخدم، إضافة خافضات ضغط أخرى، أو إضافة مدر بولي.

 

في حال حدوث ارتفاع ضغط مفاجئ عند مرضى غير معروفين بسوابق ارتفاع ضغط ولا يستخدمون خافضات الضغط يمكن استخدام خافضات الضغط الفموية مثل (captopril, labetalol) التي تساعد في تخفيض الضغط بشكل تدريجي خلال عدة ساعات ووضع المريض تحت المراقبة.

(مقال متعلّق)  علامات ارتفاع الضغط وعلاجه

 

بعد استقرار حالة المريض وانخفاض الضغط مقدار ٢٠-٣٠ ملم زئبقي يجب إعطاء المريض وصفة أدوية خافضة للضغط مثل (مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، حاصرات أقنية الكالسيوم، حاصرات بيتا)، هؤلاء المرضى يجب متابعتهم ومراقبة الضغط لديهم بشكل دوري.

 

علاج ارتفاع الضغط المفاجئ > ١٨٠/١٢٠ مع وجود علامات لأذية في الأعضاء الحيوية:

يجب تخفيض الضغط بما لا يزيد عن ٢٠-٢٥%، وتخفيض الضغط الانقباضي إلى ١١٠-١٢٠ ملم زئبقي خلال مدة تتراوح من عدة دقائق إلى ساعتين ايضاً يجب تخفيض الضغط بسرعة أكبر للحد من حدوث تسلخ في الشريان الأبهر أو وذمة رئة حادة.

 

يجب تخفيض الضغط ببطء في حال وجود أذية حادة في الأوعية الدماغية مع مراقبة الحالة العصبية للمريض لأن التخفيض السريع للضغط قد يحدث نقص تروية دماغية ويفاقم الأذية العصبية ويتم تخفيض الضغط بإعطاء خافضات الضغط وريدياً.

 

أهم الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع الضغط المفاجئ

 

1. نتروبروسيد الصوديوم:

أشيع الأدوية استخداماً، موسع للشرايين والأوردة، يبدأ تأثيره خلال عدة ثواني ولكنه يحتاج لمراقبة مستمرة خلال التسريب الوريدي خاصة في حال وجود أذية دماغية لأن يرفع الضغط داخل القحف، قد تحدث التأثيرات السمية للتيوسيانيد (غثيان وإقياء، حماض لبني، تخليط ذهني) بشكل نادر لكن يجب أخذها بعين الاعتبار عند مرضى القصور الكلوي أو الكبدي.

 

2. Fenoldopam:

مضاد لمستقبلات الدوبامين، وهو الدواء المفضل في حالات ارتفاع الضغط المفاجئ المترافقة مع اضطراب الوظيفة الكلوية.

 

3. Nicardipine:

موسع قوي للأوعية الإكليلية والدماغية، يبدأ تأثيره خلال ٥-١٥ دقيقة، والجرعة العلاجية تكون حسب وزن المريض.

 

4. Clevidipine:

مضاد لأقنية الكالسيوم، موسع شرياني قوي (لكن لا يوسع الأوردة، ولا يؤثر على تقلص العضلة القلبية)، نصف عمره قصير جداً حوالي دقيقة واحدة، يتم استقلابه في الأنسجة والدم بسرعة ولا يتراكم في الجسم، ويعتبر دواء آمن عند مرضى القصور الكلوي والكبدي.

 

5. Labetalol:

دواء حاصر لمستقبلات ألفا 1 بشكل انتقائي وحاصر غير انتقائي لمستقبلات بيتا، هو الدواء المفضل في حالات تسلخ الأبهر الحاد وفي المراحل المتقدمة من أمراض الكلية، يبدأ تأثيره خلال دقيقة إلى دقيقتين من تسريبه وريدياً.

 

في حالات ارتفاع الضغط المفاجئ الناجمة عن ارتفاع الأدرينالين الشديد مثل حالات التسمم بالكوكائين، سوء استخدام مقلدات الودي، نوبة ورم القواتم، بعد العمل الجراحي تعالج بإعطاء labetalol ويدياً.

 

لا ينصح باستخدام Nefidipine تحت اللسان لأنه قليل الامتصاص في الغشاء المخاطي الفموي، كما أنه قد يسبب انخفاض مفاجئ في ضغط الدم مؤدياً لحدوث نقص تروية قلبية أو دماغية أو كلوية ويجب تقييم المعالجة المعطاة وتبديلها حسب الاستجابة السريرية الأولية والدراسات المخبرية والتخطيطية.

 

ما هي اختلاطات الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم وكيف يتم تدبيرها؟

 

(مقال متعلّق)  الضغط الطبيعي ودورة في الحفاظ على الصحة

1. قصور العضلة القلبية أو نقص التروية القلبية:

أشيع اختلاطات ارتفاع الضغط المفاجئ، تحدث عادة في حال وجود سوابق ارتفاع ضغط، وقد تنجم عن ارتفاع الضغط المفاجئ المحرض بالألم أو الانفعال، يجب تخفيض الضغط الشرياني قبل حدوث الجلطات باستخدام النترات وريدياً الذي يقلل المقاومة الوعائية ويحسن التروية الإكليلية، ويمكن إضافة حاصرات بيتا التي تقلل من استهلاك العضلة القلبية للأوكسجين.

 

2. تسلخ الأبهر:

من الاختلاطات القاتلة لارتفاع الضغط المفاجئ التي تستلزم تخفيض قيم الضغط بشكل سريع، المشاركة الدوائية المفضلة في العلاج هي نتروبروسيد الصوديوم+Esmolol.

 

3. وذمة الرئة الحادة:

علاجها بأكسجة المريض، إعطاء نترات وريدية + مدر بولي.

 

4. اعتلال الدماغ بفرط الضغط:

يحدث نقص تروية دماغية بسبب تشنج الأوعية الدماغية التالي للارتفاع المفاجئ في الضغط، وأهم علامات حدوثه: غثيان وإقياء، تخليط ذهن، اضطرابات في الرؤية، اختلاجات. يجب إجراء تنظير لقعر العين لتحري وجود وذمة في حليمة العصب البصري، يعطى نتروبروسيد الصوديوم بسبب تأثيره السريع، كما يمكن إعطاء labetalolo, hydralazine, nicardipine.

 

5. قصور الكلية الحاد:

إن الارتفاع الشديد في الضغط الدموي قد يسبب اضطراب في وظيفة الكلية ممكن أن يصل إلى القصور التام إذا لم يعالج، الأدوية المفضلة لعلاج الاعتلال الكلوي هيNicardipine, Fenoldopam كما يمكن إعطاء مدرات بولية لكن بحذر شديد.

 

6. الإرجاج:

أحد أشكال ارتفاع الضغط المفاجئ عند الحوامل حيث يحدث تشنجات معممة قد تؤدي إلى الوفاة، الدواء المختار في العلاج هو methyl dopa, hydarlazine، كما يمكن إعطاء labetalol, nicardipine وريدياً.

 

كيف يمكن الوقاية من حدوث ارتفاع الضغط المفاجئ

للوقاية من حدوث ارتفاع الضغط المفاجئ لا بد من الابتعاد عن الأسباب التي تؤدي لحدوثه وإتباع نمط حياة صحي:

 

  • اتباع نظام غذائي صحي.

  • الإقلاع عن التدخين.

  • التقليل من تناول المنبهات كالقهوة والشاي.

  • الابتعاد عن التوتر والانفعال.

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة تتراوح بين ٢٠ – ٣٠ دقيقة يومياً.

  • مراقبة ضغط الدم ، معدل القلب ، سكر الدم بشكل منتظم خاصة عند المرضى الذين شخص لديهم ارتفاع الضغط الدموي سابقاً.

  • الالتزام بالأدوية الخافضة للضغط ومراجعة الطبيب بشكل دوري عند مرضى ارتفاع الضغط لتقييم فعالية المعالجة.

  • تجنب الأطعمة الحاوية على نسبة عالية من الدهون، والحد من تناول الأطعمة الحاوية على أملاح الصوديوم للحفاظ على ضغط الدم.

 

المراجع:

  1. Health Line: What Is Malignant Hypertension Hypertensive Emergency
  2. Doctor Health Press: Sudden High Blood Pressure: Causes, Symptoms and Prevention Tips
  3. Livestrong: How to Reduce Plaque in Your Arteries