سرطان الكبد : اعراضه, اسبابه والوقاية منه
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
السرطان؛ ذاك الطاعون الذي انتشر مؤخراً، وبات يفتك بالكثير من أعضاء الجسم دون رحمة، وعلى الرغم من المحاولات الجادة والمستميته التي يقوم بها العلماء والمتخصصين في مجال الطب؛ للتصدي لهذا المرض، إلا أنه مازال يخطف الكثيرين من الأشخاص، دون علاجاً رادع له – حتى الآن ولعل من أشهر أوجه السرطان انتشاراً هو سرطان الكبد كما أنه يعتبر السبب الأكثر شيوعاً وراء وفاة الكثير من الأشخاص حول العالم سنوياً.
ووفقاً للأحدث الإحصائيات الأمريكية، فمرض سرطان الكبد يصاب به أكثر من 22 ألف رجل وإمرأة سنوياً، كما أنه السبب الأول وراء وفاة أكثر من 17 ألف رجل و8 الآف إمرأة كل عام وهذه الإحصائيات المفزعة، باتت تدق ناقوس الخطر في الكثير من الجامعات والمراكز العلمية حول العالم، بحثاً عن علاج لهذا القاتل الصامت.
هل هناك أشكال مختلفة لمرض سرطان الكبد ؟
أكدت المتخصصون على أن سرطان الكبد، يظهر مرتدياً أكثر من قناع؛ حيث تتنوع الإصابة به، ما بين سرطان الكبد الذي يصيب الخلايا الرئيسية للكبد، وهو الأكثر شيوعاً بين هذه الإصابات أما عن الوجه الآخر له، فيتمثل في الإصابة بعدوى من أحد الأعضاء المجاورة للكبد، ثم بعد ذلك ينتقل إلى خلايا الكبد مسبباً سرطان الكبد.
حول الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان الكبد وأهم الأعراض التي تصاحب هذا المرض، بالإضافة إلى كيفية الوقاية من هذا المرض اللعين، كان لنا هذا التقرير.
اسباب تؤدي إلى الإصابة بسرطان الكبد :
حقيقة الأمر، أن الكثير من العلماء، أكدوا على أن ليس هناك ما يسمى بـ (أسباب الإصابة بسرطان الكبد)، ولكن ما يمكن قوله، هو أن هناك مجموعة من العوامل التي تضاعف خطر الإصابة بمرض سرطان الكبد، مشيراً إلى هذه العوامل إذا تم التعامل معها بشكل صحيح ، سيكون لذلك دوراً فعالاً في الوقاية من سرطان الكبد ومن أهم هذه العوامل، ما يلي:
1. الإصابة بإلتهاب الكبد الوبائي B و C:
حيث أكدت العديد من الأبحاث العلمية، على أن الإصابة المزمنة بفيروس إلتهاب الكبد الوبائي B ، وإلتهاب الكبد الوبائي C وعدم علاجهم بشكل جيد ومنتظم ، من أهم العوامل التي تضاعف من خطر الإصابة بمرض سرطان الكبد، وذلك نتيجة التشمع الذي يصيب خلايا الكبد، وخاصة في حالات الإصابة بإلتهاب الكبد الوبائي C.
2. الإصابة بالتليف الكبدي:
كما أوضحت الدراسات التي أجريت مؤخراً، أن الإصابة بالتليف الكبدي، يزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الكبد وذلك نتيجة تحول النسيج والخلايا الكبدية إلى مجموعة من الألياف الدموية، بالتالي لا يقوم بالوظيفة المنوط بها وأشارت نتائج هذه الدراسات، إلى أن التليف الكبدي يتحول إلى خلايا سرطانية في الكبد بمعدل 5% من حجم التليف بشكل سنوي.
3. الأمراض الموروثه التي تتعلق بأمراض الكبد:
كما أظهرت الأبحاث العلمية التي تتعلق بهذا الأمر، أن هناك علاقة قوية، تجمع بين الإصابة بالأمراض الموروثه التي تصيب الكبد، مثل مرض الويلسون والاصطباغ الدموي، وما بين الإصابة بسرطان الكبد.
4. انتقال السرطان من عضو آخر إلى الكبد:
حيث أوضحت الدراسات، أن ليس كل أنواع السرطان التي تصيب الكبد مباشراً، بمعني أنه يمكن أن يصيب السرطان عضو آخر في الجسم، مثل القولون أو الرئة أو الثدي، ثم بعد ذلك ينتقل إلى العضو الذي الأقرب إليه أو الذي يمتلك القدرة على مهاجمة خلاياه، مثل الكبد أو المعدة أو غيرها، وهذا النوع من السرطان يسمى (السرطان الثانوي) أو المتنقل.
5. زيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الكبد:
حيث أكدت العديد من الدراسات، على أن زيادة الوزن وارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم ، من أهم العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بما يسمى (الكبد الدهني) والذي بدوره يعيق خلايا الكبد عن القيام بدورها، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
6. الإصابة بمرض السكري:
كما أكد المتخصصون على أن الإصابة بمرض السكري، وخاصة من النوع الثاني، من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الكبد وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام نسبة السكر في الدم.
7. التعرض لمركب الافلاتوكسين:
ولمن لا يعرف مركب الافلاتوكسين؛ فهو أحد المركبات التي تنتج عن الفطريات والبكتيريا التي تتراكم على سطح التربة بعد الزراعة، ولعل من أشهر المحاصيل الزراعية، التي يزداد بها إنتاج مركب الافلاتوكسين بعد الزراعة، هي الذرة والفول السوداني.
كما أوضحت نتائج بعض الأبحاث التي أجريت بمنظمة الصحة العالمية بالولايات المتحدة الأمريكية، أن دول أفريقيا وآسيا هم الأكثر تلوثاً بمركب الافلاتوكسين السام، والذي يزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الكبد.
8. تناول الكحوليات يزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الكبد:
كما أشارت العديد من الدراسات الحديثة، إلى وجود علاقة قوية بين تناول المشروبات الكحولية، وزيادة معدل الإصابة بتشميع خلايا الكبد، مما يزيد من خطر الاصابة بمرض سرطان الكبد
9. عدم امتصاص عنصر الحديد في الجسم:
حيث أكدت إحدى الدراسات الحديثة، على أن زيادة نسبة الحديد، وعدم امتصاصه بشكل جيد في الجسم، يؤدي إلى ترسيب عنصر الحديد في الكبد، مما يؤدي – بمرور الوقت – إلى تليف خلاياه، ومن ثم إصابته بسرطان الكبد
بعد أن تحدثنا عن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان الكبد، ربما حان الوقت لنتعرف سوياً على أهم العلامات والأعراض التي تصاحب الإصابة بهذا المرض.
اهم العلامات والاعراض التي تصاحب مرض سرطان الكبد :
علامات تشير إلى الإصابة بمرض سرطان الكبد :
حيث أشارت الأبحاث العلمية، إلى أن هناك مجموعة من العلامات والأعراض التي تنذر بالإصابة بمرض سرطان الكبد، ومن أهم هذه العلامات، ما يلي:
1. فقدان الشهية والوزن من علامات سرطان الكبد :
ومن أبرز العلامات التي يمكن أن تشير إلى بداية الإصابة بمرض سرطان الكبد هو فقدان الوزن بشكل كبير دون أي محاولات لهذا الأمر، ويصاحب ذلك فقدان ملحوظ في الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام، الأمر الذي ينبق منه العديد من علامات الاستفهام حول أسباب هذا الأمر.
2. الآلآم حادة في منطقة البطن من علامات سرطان الكبد :
ومن أهم العلامات التي تصاحب الإصابة بمرض سرطان الكبد هو الشعور بالآلم الحادة في منطقة البطن، وتحديداً في المنطقة العلوية بالجزء الأيمن من البطن وأسفل الفقص الصدري كما يصاحب هذا الأمر، الشعور الدائم بالغثيان، والرغبة في التقيئ، وأحياناً يحدث التقيئ أكثر من مرة على مدار اليوم.
ومن أبرز العلامات الدالة على الإصابة بمرض سرطان الكبد أيضاً، هو الشعور الدائم بانتفاخ البطن، ومع ملاحظة زيادة حجم البطن أيضاً، وتعد هذه العلامة من العلامات التي تستوجب إستشارة الطبيب على الفور.
3. الضعف العام في الجسم من أبرز اعراض سرطان الكبد :
كما يلاحظ على الجسم، في حال الإصابة بمرض سرطان الكبد الشعور الدائم بالتعب والإجهاد، بالإضافة إلى الضعف العام في الجسم، وعدم القدرة على بذل مجهود أيضاً من العلامات التي تشير إلى خلل في إحدى وظائف الجسم، أو الإصابة بمرض سرطان الكبد.
4. تلوين البشرة وبياض العيون باللون الأصفر :
من علامات التي تشير أيضاً إلى الإصابة بمرض سرطان الكبد، هو تلوين البشرة وبياض العيون باللون الأصفر ، أو ما يطلق عليه علمياً اسم (اليرقان)، ولم تقتصر هذه العلامات على الإصابة بسرطان الكبد فحسب، بل أنها من العلامات التي تشير أيضاً إلى وجود خلل في أنزيمات ووظائف الكبد.
5. ظهور البراز باللون الفاتح من علامات سرطان الكبد :
من أبرز العلامات التي تشير إلى الإصابة بمرض سرطان الكبد، هو تغيير لون البراز إلى اللون الفاتح أو ما يسمى بـ (الأبيض الطباشيري)، وهذا اللون ينتج عن فقدان الكبد للمادة الصفراء التي تتواجد به، وتعد هذه العلامة من العلامات الخطيرة التي تستوجب استشارة الطبيب أيضاً.
متى يجب استشارة الطبيب ؟
أوضح المتخصصون، أنه ليس بالضرورة وجود كافة الأعراض السابقة، حتى يستوجب الأمر استدعاء الطبيب، بل يفضل استشارة الطبيب في حال وجود علامة واحدة أو أكثر من العلامات السابقة.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمرض سرطان الكبد ؟
حيث أكدت العديد من المتخصصين، على أن هناك مجموعة من الوسائل البسيطة ، التي تساعد في الوقاية من الإصابة بمرض سرطان الكبد، ومن أهم هذه الوسائل، ما يلي:
1. الوقاية من الإصابة بالتهابات الكبد الوبائي B وC :
ينصح المتخصصون بضرورة تناول اللقاحات الوقائية، التي تحمي من الإصابة بالفيروسات الكبدية B و C، وتعد هذه الخطوة من الخطوات الهامة، التي تحمي من خطر الإصابة بالإلتهابات الفيروسية الكبدية، من ثم الوقاية من مرض سرطان الكبد كما توصى المراكز العلاجية الأمريكية لمكافحة الأمراض المزمنة والوقاية منها، بأن يحصل كافة الأطفال على هذا المصل أو التطعيم عقب الولادة مباشراً.
2. ممارسة الرياضة والحفاظ على الوزن الصحي :
ومن أهم العوامل التي تساعد على الوقاية من الإصابة بمرض سرطان الكبد، هو ممارسة الرياضة، وتحديداً رياضة المشي التي تحسن الدورة الدموية، وتقي من ارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم وخاصة بعد اثبتت الدراسات العلمية، على وجود علاقة قوية بين الإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول الضار والسمنة في الجسم، وما بين ارتفاع معدل الإصابة بمرض سرطان الكبد.
3. علاج امراض الكبد بشكل صحيح:
حيث أكدت العديد من الدراسات، على أن العلاج الصحيح للأمراض الموروثه التي تتعلق بالكبد، من الخطوات الهامة التي تحمي من الإصابة بتشميع وتليف الكبد ، من ثم الوقاية من مرض سرطان الكبد وعن السبب في ذلك، فيرجع إلى أن العلاج الخاطئ والغير منتظم لأمراض الكبد، من العوامل التي تؤدي إلى تشميع خلايا الكبد، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان الكبد.
كما أن العلاج المنتظم لأمراض الكبد، يساعد على التخلص من كمية الحديد الزائد في الجسم، مما يحمي خلايا الكبد من الإصابة بالتليف، بالتالي فهو يحمي أيضاً من الإصابة بمرض سرطان الكبد.
4. العلاج الصحيح لإلتهابات القولون:
كما أشارت الأبحاث إلى أن مضاعفات إلتهابات القولون، من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض سرطان القولون، ومن ثم الانتشار بالأعضاء المجاورة مثل الكبد، لذلك ينصح بعدم إهمال الالتهابات البسيطة التي تصيب القولون، والاسراع في الاستشارة الطبية فور الشعور بها.
المراجع:
- Medical News Today: Everything you need to know about liver cancer
- Mayo Clinic: Liver cancer
- Web MD: Understanding Liver Cancer — the Basics
- Medicine Net: Liver Cancer Symptoms, Survival Rates, Stages & Causes
- American Cancer Society: Treating Liver Cancer
- PubMed Health: Liver Cancer: Prevention