دوالي الساقين

دوالي الساقين
دوالي الساقين

تعتبر الساقين من علامات الجمال المهمة التي تشير إلى صحة وجمال المرأة، والتي قد تتأثر ببعض العوامل والأمراض التي تصيبها وتؤثر عليها، وأهمها دوالي الساقين ، وهو مرض منتشر جدا بين كل فئات الشعب وخاصة السيدات.

 

حيث يسبب للمرأة الكثير من الإحراج بسبب الدوالي والتي تشوه مظهر الساقين، كما تؤثر على قدرات الساقين وتضعف المرأة عن القيام ببعض الأعمال، مما يسبب لها حالة نفسية سيئة، لذلك سنتحدث اليوم عن مرض دوالي الساقين وأعراضه وكيفية تجنبه وعلاجه، لتتمكن كل امرأة من حماية نفسها من الإصابة به وعلاجه أيضا.

 

ما هي دوالي الساقين

دوالي الساقين هي عبارة عن مجموعة من الأوردة الكبيرة المتضخمة والمنتفخة والمنحنية والتي تظهر غالبا في الساقين والقدمين بلون أزرق أو بنفسجي أو أحمر، ويحدث هذا عندما تتلف الصمامات الصغيرة الموجودة داخل الأوردة.

 

حيث تعتبر وظيفتها الأساسية منع الدم من النزول للأسفل في الاتجاه الخاطئ وتدفعه للعودة لأعلى نحو القلب، مما يتسبب في نزول الدم لأسفل بسبب الجاذبية الأرضية  وتراكمه في الأوردة مما يؤدى لارتخائها وتضخمها وانتفاخها بهذا الشكل.

 

دوالي الساقين المرض الأكثر انتشارا

يعتبر مرض دوالي الساقين من أكثر الأمراض انتشارا بين البشر من الجنسين، ولكنه ينتشر أكثر بين النساء. حيث أن الإحصاءات تشير إلى أن 25% من البشر يعانون من دوالي الساقين بنسب متفاوتة والتي تتراوح بين الدوالي البسيطة وحتى الدوالي الشديدة.

 

ويعيش معظم المصابين بدوالي الساقين حياة طبيعية تماما بدون الحاجة إلى أي تدخل طبي، ما عدا بعض الحالات الشديدة والتي تظهر بها بعض المضاعفات مثل الألم والهرش والشعور العام بعدم الراحة، والتي عادة ما يتم علاجها منزليا بالأدوية التي يصفها الطبيب.

 

أما في بعض الحالات القليلة  والتي تحدث لها مضاعفات خطيرة مثل انفجار أحد الأوردة التي بها الدوالي أو ظهور قرح حول منطقة الدوالي أو الإصابة بجلطة في الساق بسبب الدوالي، فعندها يتم اللجوء للطبيب والذي سيقدم علاجات فعالة للحالة وقد يطلب دخول المستشفى في بعض الحالات.

 

علامات واعراض دوالي الساقين

تظهر علامات وأعراض دوالي الساقين بسيطة جدا في البداية وقد تكون غير ملحوظة أيضا، ولكنها تتطور مع الشهور والسنين لتظهر بشكل أكثر قوة، مما يجعل الشخص يبدأ في ملاحظتها ومتابعها. ومن أهم هذه الأعراض ما يلي:

 

  • ظهور الأوردة تحت سطح الجلد باللون الأزرق أو البنفسجي أو الأحمر.

  • قد تظهر الأوردة متضخمة ومرتخية ومنتفخة لدرجة أن يمكنك لمسها وتحسسها كأنك ستمسك الوريد بأصابعك بسهولة.

  • انتفاخ الكاحلين وتورمهما خاصة بعد الوقوف أو المشي لساعات.

  • الشعور بحرقان وخفقان في الساقين.

  • زيادة الإصابة بشد العضل في الساقين خاصة أثناء الليل

  • تحول الجلد حول المنطقة المصابة بالدوالي ليكون جافا أكثر مع شعور بالحكة

  • الشعور بثقل في الساقين مع شعور دائم بعدم الراحة

  • حدوث نزف كثير عند التعرض ولو لجرح بسيط في المنطقة المصابة بالدوالي

  • ظهور عدد كبير من الخطوط الرفيعة الزرقاء والحمراء والتي تشبه شبكة العنكبوت، وهي أوردة بدأت في التضخم

  • قد يتغير لون الجلد حول المنطقة المصابة بالدوالي إلى اللون البنى أو الأزرق اللامع

  • قد تصاب المنطقة حول الدوالي بإكزيما الجلد مما يجعل الجلد جافا ومحمرا وبه حكة شديدة

 

(مقال متعلّق)  علاج دوالي الخصية

اسباب الإصابة بدوالي الساقين

عادة ما ترجع الإصابة بدوالي الساقين إلى وجود ضعف في جدران الأوردة وصماماتها، حيث أن داخل الأوردة الدموية في سيقاننا توجد صمامات صغيرة تفتح في اتجاه واحد، وتعتبر وظيفتها الأساسية حتى توجيه الدم الخارج من السيقان للاتجاه للقلب مباشرة ليتم ضخه في الدورة الرئوية وتحميله بالأكسوجين والجلوكوز ثم ضخه مرة أخرى بواسطة القلب في الشرايين ليقوم بتغذية أعضاء الجسم المختلفة.

 

في بعض الأحيان تصاب الأوردة بالارتخاء والتضخم مما يضعف جدا عمل هذه الصمامات التي تفقد قدرتها على الانغلاق، مما يسمح للدم بالهبوط لأسفل بسبب الجاذبية الأرضية ويتجمع في العروق المرتخية مما يسبب انتفاخها وامتلائها بالدم وظهورها بوضوح بهذا الشكل.

 

ومازال حتى الآن لم يكتشف السبب الرئيسي الذي يؤدي لتمدد الأوعية الدموية وارتخائها بهذا الشكل المسبب لدوالي الساقين، على الرغم من وجود العديد من النظريات التي ترجح بعض الأسباب التي تجعل بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بدوالي الساقين أكثر من فئات أخرى مثل:

 

1. النساء أكثر إصابة من الرجال:

تشير الإحصاءات أن النساء أكثر إصابة بشكل كبير بدوالي الساقين من الرجال، ويرجع العلماء أن ذلك قد يرجع بسبب هرمونات الأنوثة والتي تسبب ارتخاء الأوردة مما يضعف عمل الصمامات ويسبب انتفاخ الأوردة.

 

2. الأسباب الوراثية:

تزداد احتمالات إصابة الفرد بدوالي الساقين عند وجود إصابة بالدوالي لدى أحد أفراد العائلة القريبين، لذلك يرى العلماء أن دوالي الساقين مرض وراثي وغالبا ما ينتقل للأبناء عن طريق الجينات.

 

3. التقدم في العمر:

كلما تقدم الإنسان في العمر تبدأ الأوردة في فقدان مرونتها مما يجعلها تتمدد فتفقد الصمامات وظيفتها وتبدأ الدوالي في الظهور.

 

4. زيادة الوزن (السمنة):

زيادة الشخص في الوزن تضع حملا إضافيا على الأوردة، مما يجعل الأوردة تعمل بشكل وجهد إضافي لإرسال الدم إلى القلب، مما يزيد الضغط على جدران الأوردة ويدفعها للتمدد كما يزيد الجهد على الصمامات فتضعف مع الوقت وتفقد قدراتها. وعادة ما يظهر ارتباط  تأثير الوزن الزائد مع ظهور دوالي الساقين عند النساء أكثر من الرجال.

 

5. الوقوف يوميا لساعات طويلة:

كما رأت بعض الدراسات أن هناك ارتباطا كبيرا بين الأعمال التي تتطلب وقوفا لساعات طويلة يوميا وبين ظهور دوالي الساقين ، حيث وجد أن هناك أعداد كبيرة من الذين يعملون في مهن مثل الجزارة والبقالين والحلاقين والطباخين وأطباء الأسنان والجراحين والممرضات قد ظهرت لديهم دوالي الساقين حتى لو لم تكن لديهم أي مشاكل وراثية لدوالي الساقين.

(مقال متعلّق)  علاج دوالي الخصية

 

ويرجع ذلك لكون الوقوف لساعات طويلة يجبر الأوردة على العمل بشكل مستمر ومجهد طوال هذه الساعات يوميا مما يعرض الأوردة للإنهاك فتبدأ ظهور أعراض دوالي الساقين.

 

6. الحمل سبب رئيسي لحدوث الدوالي:

خلال فترة الحمل، تزداد كمية الدم الموجودة في جسم الأم، وذلك لتستطيع تلبية احتياجات جسمها واحتياجات الجنين الذي ينمو بسرعة، مما يسبب ضغطا وعبئا زائدا على الأوردة.

 

كما أن ارتفاع هرمونات الأنوثة أثناء الحمل يؤدي إلى حدوث ارتخاء عام في جميع العضلات والأوعية الدموية في الجسم مما يساعد على زيادة فرص ظهور الدوالي في هذه الفترة.

 

مع توسع وزيادة حجم الرحم أثناء فترة الحمل، قد يحدث ضغطا على الأوردة الرئيسية الموجودة في الحوض أسفل الرحم مما يصعب رجوع الدم من الساقين إلى القلب، فيحبس جزءا من الدم في أوردة الساقين مما يدفع الأوردة للارتخاء والتمدد فتظهر أعراض الدوالي.

 

بالإضافة إلى أن الحمل بشكل عام يسبب زيادة واضحة وفجائية في الوزن والتي قد تصل لأكثر من 20 كيلو في بضعة أشهر، مما يجعل الأوردة إلى جانب كل ما سبق تبذل جهدا إضافيا لتحمل هذا الوزن الزائد مما يدفعها للارتخاء وانخفاض قدرتها على العمل بسبب الإجهاد.

 

وعلى الرغم من أن الحمل يرفع جدا من احتمالات الإصابة بدوالي الساقين إلا أن غالبا ما تشفى أعراض الدوالي تلقائيا بعد الولادة إلا في حالات قليلة والتي لديها عوامل خطر أخرى مثل العامل الوراثي أو زيادة أوزن أو أي من العوامل الأخرى المؤثرة.

 

7. عوامل أخرى مسببة لدوالي الساقين:

في بعض الحالات النادرة قد تظهر دوالي الساقين لأسباب أخرى مثل:

 

  • الإصابة بورم في الحوض

  • الإصابة بجلطة سابقة في الساق

  • وجود أوردة غير طبيعية بالساق

 

مضاعفات دوالي الساقين

أي حالة يحدث فيها خلل في تدفق الدم بشكل سليم، فهي تكون عرضة للمضاعفات، ومع ذلك فإن دوالي الساقين قليلا ما تسبب مضاعفات شديدة، والتي قد تظهر في حالات قليلة مثل:

 

1. النزيف:

والذي قد يحدث عند الإصابة بجرح في منطقة الدوالي.

 

2. الجلطات:

عدم سريان الدم بسرعته الطبيعية قد يؤدي لتراكم الدم في بعض المناطق الملتوية من الوريد والذي قد يتخثر مسببا جلطات صغيرة والتي قد تكون خطرة وقد تؤدي إلى الإصابة بالتهابات في الوريد أيضا.

 

3. القصور الوريدي المزمن:

تأخر الدم في الخروج من الوريد وذهابه للقلب يبطئ من استقبال الساق كلها للدم الجديد المحمل بالأكسوجين والغذاء ويبطئ من تخلصها من النواتج الضارة، مما يسبب ضعف في استقبال الجلد للأكسوجين والمغذيات مما يؤثر على حيوية الجلد ونضارته ويصيبه بالجفاف والأمراض وتغير اللون والملمس.

(مقال متعلّق)  علاج دوالي الخصية

 

كما يؤدي القصور الوريدي في الساقين إلى حدوث القروح الوريدية المزمنة (اكزيما الأوردة)، وتصلب الجلد وانكماشه وفقده لمرونته مما يسبب ضغط على الدهون المتواجدة عند الكاحلين فيسبب صلابة في منطقة الكاحلين. مما يتطلب متابعة مع طبيب متخصص.

 

الإجراءات المنزلية التي يجب إتباعها لتجنب الإصابة بدوالي الساقين وتجنب مضاعفاتها

نظرا لأن معظم حالات دوالي الساقين لا تستلزم علاجا مكثفا والمتابعة الدورية مع الطبيب، فهناك بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها منزليا والتي تحمي من الإصابة بدوالي الساقين وتحسن من حالتها وتقي من حدوث المضاعفات إذا كنت مصاب بها. مثل:

 

1. التخلص من الوزن الزائد:

والذي يقلل العبء على الأوردة.

 

2. ممارسة التمارين يوميا:

حيث تحسن من نشاط الدورة الدموية مما يحسن استقبال الساقين للأكسجين والمغذيات فيحميها من الإصابة بالمضاعفات.

 

3. رفع الساقين لأعلى:

ينصح برفع الساقين على مقعد إذا كنت جالسا على الأريكة أو على وسادات إذا كنت ممددا على الفراش مما يساعد الدم على العودة للقلب بسهولة عن طريق تجنب الجاذبية الأرضية التي تسحبه لأسفل.

 

4. تجنب الوقوف أو الجلوس وساقيك لأسفل لساعات طويلة:

يجب تجنب وضع الساقين في الوضع الرأسي لساعات طويلة مما يعرض الأوردة للإجهاد، لذلك يجب رفع الساقين لمدة ربع ساعة مقابل كل نصف ساعة في وضع الوقوف.

 

5. استخدام الكريمات المخصصة لحالات الدوالي:

حيث تعمل على إبقاء الجلد رطبا وتمده بالمغذيات وتقلل من الألم وتحسن الدورة الدموية في الجلد والساقين وتحسن من مظهر الدوالي بشكل عام.

 

6. ارتداء الجوارب الضاغطة:

تقوم الجوارب الضاغطة باعتصار الساقين قليلا مما يضغط على الأوردة المرتخية والمنتفخة ويقلل من حجمها مما يساعد على رفع الدم أفضل وإعادته إلى القلب بشكل أسرع وتحسين الدورة الدموية بالساقين.

 

كما يقلل من تورم الساقين والشعور بالألم. ولكن قد يؤدي ارتداء هذه الجوارب لإصابة الجلد بالجفاف والحكة واللذان يمكن التخلص منهما عن طريق دهن بعض الكريمات المرطبة، فإذا لم تتخلص منها يمكنك استشارة الطبيب.

 

علاج دوالي الساقين

لا يوجد حتى الآن علاج الدوالي فعال ونهائي للتخلص من دوالي الساقين ، ولكن ينحصر العلاج في التعامل مع أعراض ومضاعفات الدوالي، مثل العلاج الألم و قرح الساقين وتورمهما وجفاف الجلد والحكة وتغير لون ومظهر الجلد.

 

كما تتوفر حاليا بعض العلاجات بالليزر، والتي تخلصك من الأوردة الرفيعة عن طريق جلسات متتالية بالإضافة للعمليات الجراحية والتي يقوم فيها الطبيب بالتخلص من الأوردة المتضررة أو أجزاء منها، والتي يتم إجراؤها في بعض الحالات المتقدمة فقط.

 

المراجع:

  1. Medical News Today: What can I do about varicose veins
  2. NHS: Varicose veins
  3. Health Line: Varicose Veins

قد يهمك ايضا :