خصائص مرحلة المراهقة
خصائص مرحلة المراهقة العقلي والجسدي
لكل مرحلة عمرية خصائها الفريدة.. هكذا يخبرنا علم النفس، وهو ما ينطبق تماما على مرحلة المراهقة، والتي هي من المرحال العمرية الحرجة، والتي من الضروري أن يعرف الآباء خصائص مرحلة المراهقة بشكل يساعدهم على التعامل مع أبنائهم بشكل سليم.
ومن خصائص مرحلة المراهقة هو كونها تمر بمراحل نمو وطفرات بيولوجية سريعة، كما أن لها مضاعفات نفسية خاصة بالمظهر والوعي الذاتي والانجذاب نحو الجنس الآخر، مع عوامل وخصائص أخرى مثل التنمية المعرفية والخيال والهوايات وغيرها من الخصائص.
كذلك من الضروري قبل أن نتحدث عن خصائص مرحلة المراهقة أن نتعرف أولا على تعريف المراهقة، وهي فترة النمو التي تحدث بين مرحلة الطفولة والبلوغ. كما تبدأ مرحلة المراهقة ما بين العاشرة من العمر، وتنتهي حتى عمر 21 عام كذلك يمكن تقسيم المراهقة إلى ثلاث مراحل، وهي:
-
المراهقة المبكرة
-
المراهقة المتوسطة
-
المراهقة المتأخرة
ويلاحظ أن لكل مرحلة منها خصائصها المميزة لها. ويمكننا التعرف أكثر على خصائص مرحلة المراهقة سويا من خلال هذا المقال..
خصائص مرحلة المراهقة
1. مرحلة التغييرات الجسمية والبيولوجية السريعة:
من أهم خصائص مرحلة المراهقة هو النمو الجسدي خاصة مع تنامي حجم المراهق ونمو الأعضاء التناسلية ونمو شعر العانة والإبط، واختلاف صوته وظهور حب الشباب، وهي كلها عوامل تجعل المراهقين مرتبكين ويشعرون بالتوتر.
في كلا من الذكور والإناث من المراهقين، فإن إفراز الهرمونات من الغدد التناسلية والغدة النخامية، هو السبب في حدوث التغيرات السريعة في حجم وقوة العظام والعضلات، كذلك فإن ظهور الإحتلام والحيض في كلا الجنسين قد يجعلهم يعانون من الشعور بالذنب كذك فإنه على العكس فالنمو المفرط أو النقص في النمو في مرحلة المراهقة، قد يتسبب في حدوث مشكلات نفسية لدى المراهق.
2. الوعي الذاتي:
خلال فترة المراهقة يظهر الوعي الذاتي، سواء بالمظهر أو بالتغييرات الجسدية، وهنا يبدأ المراهق في السؤال لمن حوله أو لنفسه كيف أبدو؟ وما يميز خصائص مرحلة المراهقة هنا هو أن المراهق سيقوم بعمل كل ما يمكنه للحصول على مظهر جذاب، وتلاحظ أنه يقف أمام المرآة عدة مرات في اليوم.
كذلك فإن المراهق يشعر بانجذاب قوي نحو الجنس الآخر. وبطبيعة الحال فهاجس المظهر سيجعل المراهق يشعر بعدم الارتياح في بعض الأحيان، وبسببه قد يكون خجولاً أو يشعر بإنعدام الجاذبية.
3. الانجذاب نحو الجنس الآخر:
التغييرات التي تحدث في جسم المراهق تجعله يشعر بجاذبية قوية تجاه الجنس الآخر، بالإضافة إلى التكيف مع نفس جنسه كذلك من خصائص مرحلة المراهقة أن المراهق يزداد لديه الفضول فيما يتعلق بالأمور الجنسية والجنس الآخر، مع ضرورة عدم كبت تلك المشاعر فقد تؤدي إلى مشكلات نفسية أخرى.
كذلك فمن الضروري على الأسرة أن يتم التعامل بصراحة وتفهم مع أمور مثل الاستمناء والحيض. ويفضل أن يقوم الآباء بالتحدث مع المراهقين عن سلوكهم الجنسي، بدلا من أن يتحول إلى شعور بالذنب أو تتكون لديه مفاهيم خاطئة.
4. التطور المعرفي من خصائص مرحلة المراهقة:
كذلك في مرحلة المراهقة يحدث النضج في الإدراك، حيث يبدأ بالتفكير المنطقي والمعرفي، فاصبح يهتم أن يقوم بعمل علاقات مع أشخاص ينتمون إلى نفس الطبقة أو الفئة أو يحملون نفس الاهتمامات.
كما تصبح لديه القدرة على التفكير التوافقي، من خلال فهم مبدأ الخيارات وما يمكنه أن يفعل مع تلك الخيارات أو أن يختار منها. وعلى الرغم من ذلك فقد يتخذ المراهق قرارات متسرعة.
المراهقة هي الفترة التي يصل فيها المرء إلى مرحلة عالية من التفكير الخيالي أيضا، وما يساعد فيه هو تطور التفكير العقلي البديهي لدى المراهق كما يشغل المستقبل جزء كبير من تفكير لمراهق، وعن الخيارات التي يود الحصول عليها أو أن يصبح جزء منها.
5. تنامي الوعي عن الدور والوظيفة:
من خصائص مرحلة المراهقة كذلك هو أن المراهق يبدأ في التفكير بمسيرته المهنية، فهو قد أصبح ناضج بما يكفي للتفكير في أهمية وجود وظيفة، ويقارن وينظر إلى والديه وإلى الآخرين، ويرغب في الحصول على وظيفة جيدة وهنا يعرف المراهق أن العمل يمكنه أن يجتذب شريك الحياة للزواج، كما تصبح الوظيفة عاملا هاما للحصول على الهوية.
أما بالنسبة للإناث فالوظيفة أو العمل قد لا تسبب إحساسًا مؤلمًا، ولكنها في بعض الحالات قد تتسبب في الشعور بالأسى أو الحزن، ويمكن أن تقلل من تقديرها للذات.
6. المشاعر العاطفية:
خلال مرحلة المراهقة يحدث فرط في نشاط الغدة الدرقية، وبسببه يحدث عدم استقرار عاطفي، وهو ما يتسبب في حدوث مشاعر الغضب السريعة والتهور أو الإحباط، حيث يفتقد المراهق إلى النضج العاطفي.
كذلك فإن الفشل في التعامل مع تلك المشكلات العاطفية يزعج المراهقين، وقد يتسبب في بعض الحالات في مشاعر الاكتئاب، بل والتفكير في الانتحار، أو المشاعر المتفجرة وهنا على الأسرة أن تستوعب أن المراهق يمر بفترة صعبة، وعليها تحتوي هذا الأمر، من خلال التحدث إليه، واستيعاب فترات غضبه.
7. الخيال من خصائص مرحلة المراهقة:
في هذه المرحلة يكون الخيال عالي جدا، سعياً من المراهق في تحقيق الكثير من رغباته التي لا تتاح لها على أرض الواقع وقد يصبح الخيال حالة دائمة تؤدي إلى الأوهام أو خلق عالم خاص في خياله، أو يحوله إلى شخص مبدع، فالخيال أمر مهم في حياة المراهق بشرط أن يتم في نطاق المعقول والواقعي، لمساعدته في الإبداع والتحكم في مشاعره وعواطفه.
8. القدوة أو البطل:
من أهم خصائص مرحلة المراهقة هي أن المراهق يبحث دائما عن البطل أو القدوة في حياته، فقد يكون هذا القدوة هو الأب أو المدرس أو حتى ممثل أو لاعب كرة أو من أحد المشاهير.
وهنا نلاحظ أن هذا القدوة قد استحوذ على خيال المراهق بل ويبدأ بمحاكاة أفعاله وملابسه وطريقة كلامه، وهو ما يفسر اهتمام الكثير من المراهقين بالرياضة أو بمظهرهم الخاص.
وفي بعض الحالات الأخرى قد يختار المراهق بطله الخاص من التاريخ أو من بعض قصص الأدب أو حتى شخصية خيالية، إلا أن هذا في بعض الأحيان قد يتسبب في حصول المراهق على بعض النماذج السيئة، مثل قدوة سيئة مثل رجال العصابات أو مجرم أو شخص غير صالح.
كما أن لأفراد الأسرة والمعلمين في المدرسة دور كبير في تطوير النوع المرغوب فيه من شخصيات البطل أو القدوة عن طريق تقديم الشخصيات العظيمة أو الشخصيات الصالحة للطلاب.
9. الهوايات والاهتمامات:
في الغالب فإن مرحلة المراهقة يميل فيها الفرد إلى عدد من الهوايات أو هواية واحدة، فقد ينضم للصالات الرياضية أو ممارسة أحد الرياضات، أو يميل إلى تأليف الشعر أو كتابة القصص أو هواية فنية موسيقية أو الرسم والؤقص وغيرها.
وعلى الجانب الآخر قد تميل الإناث إلى الحياكة والرسم والغناء والطبخ، كذلك فإن تحديد شخصية البطل أو القدوة له دور كبير في تحديد هذه الهواية.
من الضروري على الأسرة توجيه طاقة المراهق وحماسه نحو ممارسة هواية، إلى الأعمال الإبداعية، ومساعدته في تنميتها بشكل صحيح، بدلا من الانخراط في أنفسهم، أو التعرف على بعض الأشخاص السيئين أو المجرمين، والتعرف على عادات سيئة لأعمارهم مثل التدخين أو المخدرات.
المراجع:
