حركة جنين متلازمة داون ومتى تبدأ وهل تختلف عن حركة الجنين العادية؟

تبدأ حركة جنين متلازمة داون عادة مثل غيره من الأجنة العاديين مع انتهاء الشهر الرابع، وقد حاولت الكثير من الدراسات الربط بين حركة الجنين وتطور الجهاز العصبي الناتج عن الإصابة بأي نوع من أنواع الخلل المعرفي، إلا أن النتائج كان يتم نقضها في الغالب.

 

لذا فرغم أن طفل متلازمة داون يكون كختلفا عن غيره من الأطفال بسمات جسدية وعقلية معينة، فلا يزيد عمره العقلي عن 8 أو 9 سنوات، كما تكون رأسه صغيرة للغاية بالنسبة لجسمه مع يدين صغيرتين ويكون عادة أقصر من أقرانه، إلا أن الجنين نفسه لا يختلف عن غيره من الأجنة في الكثير من الأحيان.

 

كيف يكون شكل حركة جنين متلازمة داون

بعد الكثير من الدراسات تبين عدم وجود أي فرق على الإطلاق بين حركة جنين متلازمة داون وغيره من الأجنة، وتتمثل طبيعة حركته في:

 

• دقات القلب والتي تكون عادية للغاية.

• فتح وإغلاق الفم عند التثاؤب.

• التحرك في البطن والتقلب يمينا ويسارا.

• تحريك اليدين والساقين وركل الأم في مواضع شتى.

 

عوامل تؤثر في حركة جنين متلازمة داون

هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في طبيعة حركة جنين متلازمة داون والتي يمكن أن تجعل الأم أكثر إحساسا أو أقل إحساسا بها ومن هذه العوامل:

 

1. وزن الجنين:

وزن جنين متلازمة داون يمكن أن يكون أقل كثيرا من أقرانه أو من غيره من الأجنة، مما يجعل إحساس الأم بهذه الحركات صعبا للغاية، كما يمكن في بعض الأحيان أن يكون وزنه أكبر من المعتاد مما يجعل حركته صعبة حيث يكون المتسع في الرحم قليلا للغاية لتحقيق الحركة المطلوبة، ولكن في أحيان أخرى يكون وزن الجنين في الشهر الخامس طبيعيا إلى حد كبير بحيث تكون حركته متلائمة عادة مع غيره من الأجنة.

 

2. الحالة الصحية للأم:

حمل الأم في جنين مصاب بمتلازمة داون لا يختلف في الكثير من الأحيان عن أي حمل آخر، فيمكن ألا تلاحظ الأم أي فرق بين جنينها المصاب بالمتلازمة وأشقائه السابقين، إلا أن حالتها الصحية وسوء التغذية يمكن أن يقلل من إمدادات الغذاء إلى الطفل.

 

بالتالي يزيد من خطورة الأمر على جنين متلازمة داون والذي يعاني من البداية من خلل في تطور الجهاز العصبي، لذا يمكن لزيادة هذا الخلل ونقص التغذية أن يقلل من حركته، لذا يمكن استعادة الحركة من جديد بالاهتمام بالتغذية وتناول الكثير من الماء وممارسة المشي.

 

3. انقطاع المشيمة:

عادة تكون الإصابة بمتلازمة داون مرتبطة بمشاكل في سن الأم أو عدم خصوبتها، وفي بعض الاحيان لا تكون هناك أي علاقة على الإطلاق، لكن في حالة تعدي الأم 35 سنة فإن احتمالات ولادة طفل مصاب بمتلازمة داون تزيد كثيرا.

 

تزيد معها أيضا مشاكل الحمل الأخرى مثل انقطاع المشيمة، وهي حالة تتسبب في تناقص إمدادات الأكسجين إلى الجنين وتؤثر على حركة أي جنين سواء المصاب بالمتلازمة أم لا.

 

4. الاستجابة إلى الأصوات المحيطة بالأم:

بعض الدراسات ربطت بين حركة جنين متلازمة داون والاستجابة إلى الأصوات وهو في الرحم، حيث أن الجنين عادة يبدأ في سماع أصوات منخفضة بدءا من الأسبوع الـ20، ويستجيب لهذه الأصوات عادة بحركات بسيطة مما ينبئ بالنمو الطبيعي للطفل.

 

لكن في حالة جنين متلازمة داون فإن هذه الاستجابة إلى الأصوات يمكن أن تقل كثيرا بسبب الخلل في السمع مما قد ينبئ بوجود نقص أو خلل في نمو الجنين، لكنه لا يشير بالضرورة إلى متلازمة داون بل ربما تكون مشكلة عادية في تطور الجنين.

 

5. وعي الأم بمرض الجنين وحالتها النفسية:

إذا تم إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من إصابة الجنين بمتلازمة داون وتبين وجود تشوه وراثي فيه وزيادة عدد الكروموسومات عن الطبيعي فإن نفسية الأم يمكن أن تؤثر في حركة جنين متلازمة داون، فإذا كانت الأم رافضة لهذا الجنين وترغب في التخلص منه مثلا فإنها لن تتفاعل معه وستؤثر نفسيتها وهرمون الاجهاد الزائد نتيجة الاكتئاب على هذه الحركة.

 

هل حركة جنين متلازمة داون تنبئ بإصابة الجنين بها؟

لا يمكن أن تمثل حركة جنين متلازمة داون مؤشرا حقيقيا أو معترفا به لإصابة الجنين بها، حيث أن اكتشاف وتشخيص الإصابة بمتلازمة داون يتم باختبارات أخرى اختيارية إذا شعرت الأم بالخطر أو كانت لدى الطبيب بعض الشكوك بالنسبة لتطور الجنين ووزنه، ومن أهم هذه الاختبارات:

 

1. الاختبار ثلاثي الشاشة

بدءا من الأسبوع الـ16 إلى الأسبوع الـ18 يمكن أن يقوم الطبيب باختبار ثلاثي الشاشات لاختبار مستويات بروتين ألفا فيتو في الدم، وفي حالة الحصول على نتائج غير طبيعية فإن الطبيب يمكن بمساعدة عوامل خطر أخرى مثل عمر الأم يمكن أن يشك في إصابة الجنين بمتلازمة داون، ولكن نسبة بروتين ألفا فيتو غير الطبيعية لا تؤكد بشكل يقيني إصابة الجنين بهذه المتلازمة، ولكنها تكون مؤشرا لإجراء المزيد من الاختبارات.

 

2. فحص السائل الأمنيوسي:

وفي هذا الاختبار يقوم الطبيب بإدخال إبرة طويلة للحصول على جزء ضئيل للغاية من السائل الأمنيوسي والذي سيحتوي على خلايا جلدية من الطفل ويمكن للطبيب تحليل العينة والبحث عن جين التثلث الصبغي والذي يزيد من انقسام خلايا الجنين، كما يمكن لهذه العينة من السائل الأمنيوسي أن تكشف عن أمراض وراثية أخرى للطفل، ولكن خطورتها شديدة على الجنين، إذ يمكن لهذه العينة أن تؤدي إلى الاجهاض.

 

3. أخد عينات من المشيمة:

وفي هذا الاختبار يأخد الطبيب قطعة صغيرة للغاية من المشيمة وهي تحتوي على نفس خلايا الجنين ويقوم بتحليلها لاختبار وجود أي عيوب في الكروموسومات، وهناك خطر بنسبة 1% في أن يتسبب هذا الاختبار في الاجهاض، فإذا لم يكن الجنين مصابا بالمتلازمة تكون الأم عرضت طفلها ونفسها إلى الكثير من الأخطار.

 

4. الموجات فوق الصوتية:

عند نظر الطبيب إلى صورة الجنين وفقا للموجات فوق الصوتية يمكن أن يكتشف في حالات نادرة بعض أعراض متلازمة داون مثل زيادة الجلد في منطقة الرقبة، وانخفاض حجم عظم الفخذ، أو وجود خراجات في الدماغ، لكن للأسف فإن الموجات فوق الصوتية بمفردها لا تستطيع الكشف الدقيق عن إصابة الجنين بهذه المتلازمة أم لا.

 

وفي النهاية فوفقا لخطورة هذه الإجراءات ونتيجة عدم اتخاذ حركة جنين متلازمة داون كمؤشر على الإصابة بالتشوهات الكروموسومية، فإن الأبوين عادة لا يعرفان إصابة الطفل بهذه المتلازمة إلا بعد الولادة بفترة، وبعد إجراء بعض الاختبارات الأخرى.

 

إلا أنه في حالة التأكد من إصابة الجنين بمتلازمة داون أو وجود شكوك قوية مع رغبة في الاحتفاظ بالجنين فإن تقديم العناية القوية للأم منذ الحمل في هذا الجنين يمكن أن تساعد كثيرا في التقليل من الأعراض.

 

لذا يجب وقتها متابعة طبيب أعصاب وطبيب أطفال وأخصائي تنموي وطبيب عيون وطبيب أمراض النطق وهذا ليس بعد الولادة وإنكا أيضا أثناء الحمل حتى تعرف الأم كيف تتعامل مع هذا الجنين باهتمام ورعاية تؤديان إلى نموه بشكل طبيعي قدر الإمكان والسيطرة على تلف الأعصاب وأمراض القلب والعيوب الأخرى التي يمكن أن يعاني منها.

 

المراجع:

1. Obgyn: Changes in fetal motility as a result of congenital disorders: an overview
2. Modern Mom: Signs of Down Syndrome During Pregnancy
3. Mom Junction: 7 Interesting Facts About Baby’s Kicks During Pregnancy