تصحيح النظر

أحرزت جراحة الانكسار لتصحيح الرؤية تقدمًا هائلًا خلال نصف القرن الماضي واحدة من أقدم الطرق تنطوي على خلق شقوق عميقة في القرنية مما يؤدي إلى إضعاف متعمد وتعديل شكل القرنية لأغراض تصحيحية.

 

وتعتبر عملية قطع القرنية الشعاعي (Radial keratotomy) واحدة من أولى إجراءات الانكسار التصحيحي في هذا المجال وتم استخدام المفهوم لأول مرة منذ أكثر من 50 عامًا في جامعة جونتيندو (Juntendo) في اليابان.

 

الإجراء الأصلي الذي شمل الشقوق الداخلية الخلفية، لم يصلح مع معظم الناس وعانى العديد من المرضى من اعتلال القرنية الفقاعي في السنوات اللاحقة.

 

تم تعديل العملية في وقت لاحق لتجنب الضرر المباشر على أنسجة القرنية وتطورت لتصبح أقدم شكل من أشكال جراحة تصحيح الرؤية. وقد تم تحسينها في السبعينيات من قبل طبيب العيون الروسي فيودوروف وأُقيمت العملية لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 1978.

 

اليوم ، توجد العديد من الخيارات المختلفة لمساعدة معظم الأشخاص الذين يرتدون النظارات أو العدسات اللاصقة ومساعدتهم في تقليل أو القضاء على اعتمادهم على العدسات التصحيحية للنظر.

 

في جميع الحالات تقريباً، تكون الجراحة تصحيح النظر اختيارية ولأغراض تجميلية:

 

1. جراحة تصحيح النظر :

يمكن أن تفيد الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر (myopia)، طول النظر (hyperopia) واللابؤرية أو الاستجماتيزم (astigmatism)، وفي المستقبل طول النظر الشيخوخي (presbyopia).

 

2. قصر النظر :

يحدث قصر النظر عندما تظهر الأشياء القريبة بصورة واضحة ولكن الأشياء البعيدة تبدو برؤية ضبابية. العين طويلة جدا و / أو القرنية شديدة الانحدار للقدرة على التركيز، وبالتالي فإن الأشياء تظهر غير واضحة.

 

3. طول النظر :

ويحدث طول النظر عندما تكون الأشياء القريبة ضبابية والأشياء البعيدة واضحة. في هذه الحالة ، العين قصيرة جدا و / أو القرنية مسطحة جدا للقدرة على التركيز ، مما يسبب التشويش.

 

4. اللابؤرية أو الاستيجماتيزم :

أفضل وصف لها بأنها رؤية مشوهة بسبب أن سطح العين غير منتظم الشكل في هذه الحالة ، وتحتوي العين على نقاط بؤرية مختلفة مما يؤدي إلى تشويه الصور.

 

5. طول النظر الشيخوخي : 

يصف طول النظر الشيخوخي الحالة التي تقل فيها قدرة العين بشكل تدريجي للتركيز على الأشياء القريبة مع التقدم في العمر.

 

جراحة تصحيح النظر تعدل القرنية و / أو عدسة العين من أجل تركيز الضوء على الجزء الخلفي من العين دون الحاجة إلى العدسات التصحيحية (النظارات أو العدسات اللاصقة).

 

عادة لن تفيد جراحة تصحيح الرؤية الأشخاص المصابين بقصور النظر الشيخوخي. وتؤثر هذه الحالة على جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40-45 عامًا ويتم تصحيحها بواسطة النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة. في طول النظر الشيخوخي.

 

تفقد العدسة قدرتها على تغيير الشكل وبالتالي تركيز العين على الأشياء عن قرب. طول النظر الشيخوخي ليس مشكلة في كون العين طويلة جدا أو قصيرة جدا. الأبحاث جارية لتطوير الإجراءات الجراحية التصحيحية لقصور البصر الشيخوخي، ولكن لم يتم بعد تحديد هذه التقنية.

 

اليوم، تشمل الخيارات المختلفة في جراحة تصحيح النظر ما يلي:

 

• قطع القرنية الشعاعي.

• تصحيح الرؤية بالليزر

• اقتطاع القرنيَّة الضوئيّ الانكِساري.

• عملية تصحيح تحدب القرنية في موضعها باستخدام الليزر.

• عملية تصحيح تحدب القرنية في موضعها بمساعدة ليزر الفيمتوثانية.

• عملية رأب القرنية باستخدام الليزر الحراري

• عملية رأب القرنية الموصلة

• شرائح الحلقة الداخلية للقرنية 

• زراعة عدسة داخل العين

• عملية استبدال العدسة بسبب ضعف النظر الشيخوخي.

 

من المرشح لإجراء عملية تصحيح النظر بالليزر؟

يمكن استخدام تصحيح النظر بالليزر لمعالجة قصر النظر، قصر النظر مع الاستجماتيزم، طول النظر، طول النظر مع الاستجماتيزم، أو الاستجماتيزم المختلط.

 

ليس كل شخص يطلب تصحيح النظر بالليزر هو مرشح لإجراء العملية. قد تمنع بعض العوامل، مثل الأخطاء الانكسارية العالية جدًا، وبعض أمراض العين، وبعض الأمراض الطبية، والتاريخ السابق لجراحة العين، الشخص من أن يكون مرشحًا لجراحة الانكسار.

 

معايير تصحيح النظر بالليزر:

فيما يلي المعايير العامة التي قد تختلف وفقًا لآلة الليزر المستخدمة ومع تعديل المعايير التي يمكن أن تعتمد على تفضيلات الجراح الذي سوف يقوم بإجراء العملية.

 

• عمر 18 سنة أو أكثر لقصر النظر أو طول النظر.

• عمر 21 سنة أو أكثر للاستجماتيزم.

• الانكسار المستقر لمدة سنة على الأقل.

• قصر النظر بين -0.5 و -14 ديوبتر.

• الاستجماتيزم <5 ديوبتر.

• طول النظر <+6 ديوبتر.

 

لا توجد مشاكل في العين، مثل القرنية المخروطية، التهاب القرنية، الخطأ الانكساري غير المستقر، مرض القرنية، أو الجلوكوما.

 

على ان لا توجد مشاكل طبية، مثل أمراض الأوعية الدموية الكولاجينية (مرض الذئبة)، وأمراض المناعة الذاتية (التهاب المفاصل الروماتويدي)، والأمراض المثبطة للمناعة (الإيدز)، وعدم تشكل الجدرة أثناء التئام الجروح، واعتلال الشبكية السكري إذا كان مرض السكري موجودا.

 

ما هي مخاطر جراحة تصحيح النظر ؟

كما هو الحال مع أي إجراء جراحي، قد تحدث مضاعفات و اعراض جانبية من اثر إجراءات تصحيح البصر. فمثلا في تصحيحات الرؤية بالليزر، قد تحدث مضاعفات أثناء العملية أو خلال فترة الشفاء التالية للإجراء يجب أن يناقش طبيب العيون الخاص بك المخاطر المحتملة قبل الإجراء حتى تتمكن من فهم العملية وأي مخاوف قد تكون لديك:

 

1. مضاعفات أثناء العملية:

تحدث بشكل رئيسي خلال إنشاء الغطاء مع مبضع القرنية المجهري (microkeratome). وتشمل هذه المضاعفات الغطاء الناقص، أو الغطاء غير المنتظم أو الصغير، أو الغطاء المبطن، أو الغطاء الحر، أو اختراق العين.

 

عندما تحدث هذه المضاعفات أثناء الجراحة ، يتم إيقاف العملية، ويتم إعادة وضع الغطاء في مكانه. ثم يُسمح للغطاء أن يُشفي لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر. بعد فترة الشفاء هذه، قد يتكرر إجراء العملية ويجوز إعادة فك الغطاء.

 

2. قطع من القرنية:

في بعض الإجراءات ، مع قرنية رقيقة جدا ، من الممكن أن تقطع من القرنية إلى داخل العين. في هذه الحالة يتم إيقاف العملية أيضًا حتى يحدث الشفاء. خلال هذا الوقت، يجب مراقبتك بعناية للتأكد من عدم حدوث أي عدوى خطيرة.

 

3. مضاعفات مبكرة بعد العملية:

وتشمل إزاحة الغطاء أو طيه. يمكن وصف الطيات بأنها كبيرة وصغيرة، مما قد يسبب تشوهًا مرئيًا. ويتطلب الغطاء المزال والطيات الكبيرة رفع الغطاء وإعادة وضعه، وبالتالي إزالة الطيات.

 

4. تحطم الواجهة:

وتشمل المضاعفات الأخرى تحطم الواجهة (الحطام بين الغطاء والقرنية التي يتم إجراء العملية لها بالليزر)، النمو السفلي للظهارية في الغطاء، عيوب الظهارية، أو سحجات القرنية.

 

5. التهاب القرنية المعدية:

يمكن أيضا حدوث التهاب القرنية المعدية، ويمكن أن تحدث التهابات أخرى. العدوى نادرة ولكنها خطيرة للغاية إذا حدثت.

 

6. مضاعفات الانكسار:

تشمل التصحيحات الأقل من اللازم أو التصحيحات الزائدة عن اللازم، والتي قد تتطلب تصحيحات ليزر إضافية (إجراء تحسين)، والتي قد تتطلب إعادة المعالجة مرة أخرى.

 

7. تصحيح النظر بالليزر يمكن أن يحفز الاستجماتيزم:

قد تحدث الهالات والوهج، وخاصة في الليل بعد العملية. وهي شائعة بعد العملية ولكنها عادة ما تختفي، ولكنها أحيانًا تؤثر بشكل دائم على جودة الرؤية.

 

قد يحدث انحدار الإجراء وسيتطلب معالجة إضافية بالليزر أو استخدام نظارات أو عدسات لاصقة، خاصةً في الحالات التي يكون فيها الشخص مصابًا بالاستجماتيزم العالي أو طول النظر.

 

8. جفاف العين:

بعد الجراحة تكون أعراض جفاف العين هي الشكوى الأكثر شيوعًا. جفاف العيون قد يحدث بعد عملية الليزك بسبب انخفاض في إحساس القرنية، وذلك لأن الجروح الدقيقة تقطع الأعصاب القرنية السطحية.

 

وهذا قد يؤدي إلى انخفاض معدل الرمش، وبالتالي انخفاض في إعادة ترطيب العين. يلاحظ معظم الناس تحسنًا في استخدام التشحيم الاصطناعي المسيل للدموع مع مرور الوقت. في بعض الأحيان، يحتاج المريض إلى علاجه باستخدام المقابس النقطية من أجل تخفيف أعراض جفاف العين.

 

9. التهاب القرنية الصفراوي المنتشر:

هو حالة التهابية يمكن أن تحدث مع إجراء الليزك. وسببها غير معروف، ويحدث في حوالي 0.2٪ من الأشخاص الذين يجروا عملية الليزك. إذا تم التعرف على هذه الحالة ومعالجتها على الفور، فعادةً ما يتم حلها بدون المزيد من التعقيدات. ولكن إذا تُركت هذه الحالة دون علاج يمكن أن تؤدي إلى فقدان الرؤية.

 

الاستعداد لجراحة تصحيح النطر (فحوصات ما قبل العملية)

كل شخص يفكر في إجراء عملية الليزك يجب أن يخضع لفحص كامل للعين قبل الجراحة:

 

1. قياس سمك القرنية:

خلال هذا الفحص ، سيتم قياس سمك القرنية بجهاز يسمى pachymeter. نسيج القرنية الكافي المتبقي بعد العملية مهم للغاية. وإذا كانت قرنيتك رقيقة جدًا، فقد لا تتمكن عملية الليزك من معالجة الخطأ الانكساري دون تخفيف درجة القرنية، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات.

 

2. طبوغرافية:

يتم تنفيذ خريطة لسطح القرنية، وتسمى طبوغرافية، لاستبعاد أي مشاكل في القرنية والتي قد تؤدي إلى نتيجة سيئة مع الجراحة، مثل القرنية المخروطية.

 

3. قياس حجم البؤبؤ:

سيتم قياس حجم البؤبؤ في الضوء والظلام. وقد لا يكون الأشخاص ذوو أقطار البؤبؤ الكبيرة في غرفة مضاءة بشكل خافت مرشحين جيدين لإجراء الليزك.

 

4. التحقق من خطأ الانكسار:

سيتم التحقق من خطأ الانكسار قبل تمدد البؤبؤ الخاص بك ومرة أخرى بعد التمدد. هذا يساعد على ضمان أن الخطأ الانكساري مستقر. كما يتم إجراء اختبار وفحص شامل للشبكية في هذه الزيارة.

 

إذا كنت ترتدي العدسات اللاصقة (ناعمة أو صلبة) ، فسوف يُطلب منك تركها لفترة من الوقت قبل إجراء الاختبار ، والتي قد تختلف من طبيب إلى آخر. فأن العدسات اللاصقة قد تشوه سطح العين وتتداخل مع القياسات التي يتم إجراؤها قبل الجراحة ايضاً يجب أن تكون قرنية العين مستقرة.

 

التعافي بعد إجراء عملية الليزك:

بعد الإنتهاء من إجراء العملية، سوف يقوم الجراح بفحص العين مرة أخرى، وبعدها يُمكنك العودة للمنزل، لكنك لا يُسمح لك بالقيادة.

 

ربما تشعر ببعض الإنزعاجات بعد العملية، مثل الشعور بالحكة، أو الشعور بحرق خفيف، أو سقوط للدموع أكثر من المعتاد، كل هذا جزء من عملية الشفاء ويدوم لفترة مؤقتة بسيطة.

 

بالنسبة لمعظم الأشخاص فأن النظر يعود لطبيعته في غضون ثماني ساعات وبعد ذلك يتحسن مع مرور الوقت، في بعض الحالات ربما يستغرق بضعة شهور للوصول إلى المدى الكامل لتحسن الرؤية.

 

سوف يعطيك الجراح تعليمات محددة للراحة، والاهتمام بالعين، ومستوى النشاط الذي يمكن ممارسته، وبالطبع المتابعة معه. هذه التعليمات مهمة وحيوية جدًا من أجل اكتمال عملية الشفاء ومن أجل فعالية عملية تصحيح النظر

 

المراجع: 

1. E Medicine Health : Vision Correction Surgery