طرق تحديد نوع الجنين وفعاليتها
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
تحديد نوع الجنين
إن تحديد نوع الجنين حلم يراود الكثير من الناس وخاصة هؤلاء الذين حصلوا على أكثر من طفل من جنس واحد ويريدون الحصول على كلا الجنسين، أو هؤلاء الذين يعانون من مرض وراثي يؤثر على جنس دون أخر فيضطرون للبحث عن طريقة فعالة للحصول على طفل سليم من الجنس الذي لا يتأثر بهذا المرض كما هو الحال في مرض دوشان.
وينصح الخبراء بضرورة عدم الانجرار وراء الدعاية المكثفة حول تقنيات تحديد نوع الجنين حيث أن القليل منها فقط هو الذي أثبت فاعلية مؤكدة ويعتمد على نظريات علمية ثبت صحتها، بينما تنخفض نسبة نجاح العديد من الطرق والتقنيات الأخرى التي يتم الترويج لها ولا تظهر الكثير منها أي فاعلية أو تأثيرعلى الاطلاق.
وعلميا يوجد طريقتين فقط يمكن عبرهما تحديد نوع الجنين الأولى وهي تقنية التشخيص الوراثي قبل زرع الأجنة في رحم الأم (بي جي دي) وهي تقنية تتم في مختبرات أطفال الأنابيب.
حيث يحدث الاخصاب معمليا ثم يتم تحديد نوع الجنين عن طريق فحص وراثي متطور قبل اعادة الأجنة المرغوبة الى رحم الأم لاستكمال الحمل بصورة طبيعية وهي طريقة معتمدة وفعالة وينفذها العديد من المراكز حول العالم وتصل نسبة دقتها ما يقرب من 100%.
أما التقنية الثانية فتعتمد على فصل الحيوانات المنوية التي تحمل كروموسوم واي الذكري في حالة رغب الوالدين في طفل ذكر أو فصل الحيوانات المنوية التي تحمل كرموسوم اكس في حالة رغب الوالدين في الحصول على جنين أنثى، وهذه التقنية لم تعتمدها هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية لأن نسبة فاعليتها لا تصل الى المستوى المطلوب.
تحديد نوع الجنين بتقنية التشخيص الوراثي قبل زرع الأجنة في رحم الأم (بي جي دي)
يمكن تحديد نوع الجنين باستخدام تقنية التشخيص الوراثي قبل زرع الأجنة في رحم الأم، وهي تقنية يتم عملها في مختبرات أطفال الأنابيب، حيث يتم تنشيط عملية التبويض للمرأة ومتابعة نضج البويضات بواسطة فحص الموجات الفوق صوتية.
ويتم جمع البويضات عند وصولها للنضج المطلوب بالطريقة المعتادة في مراكز أطفال الأنابيب وتلقيحها بالحيوانات المنوية المأخوذة من الزوج بعد تحضيرها معمليا لتحسين مواصفاتها واختيار الحيوانات السليمة النشطة، ويتم الاخصاب مغمليا سواء بتقنية الاخصاب المعملي المعتادة أو بتقنية الحقن المجهري.
وبعد تكون الأجنة ينم أخذ خلية واحدة من كل جنين في مرحلة محددة من مراحل نمو الجنين في المعمل وفحصها وراثيا للتأكد من نوع الجنين واستبعاد بعض الأمراض الوراثية الشائعة مثل متلازمة داون، ثم اعادة الجنس المرغوب فيه الى رحم الأم وتعد هذه الطريقة هي الطريقة العلمية المعترف بها دوليا من ضمن التقنيات المختلفة التي تستخدم في تحديد نوع الجنين حيث تقترب دقتها من 100% تقريبا.
تقنية اختيار الحيوانات المنوية (ميكروسوفت)
هذه التقنية كانت تستخدم في بعض المعامل حيث يتم فصل الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم الذكري واي عن الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم الأنثوي اكس وهذه الطريقة ينجح فيها اختيار الأجنة الاناث بحوالي 90% وينجح فيها اختيار الأجنة الذكور بنسبة 85% تقريبا.
تحديد نوع الجنين بالسبل الطبيعية
وعلى مر السنين حاول الناس الوصول الى طرق تزيد من احتمالية ولادة نوع من الأجنة وهناك العديد من النظريات المختلفة والمقاربات التي تشير الى امكانية تحديد نوع الجنين طبيعيا ومنها ما هو مستخدم في الطب الشعبي في بعض الثقافات مثل طريقة التغذية التي تعتمد على زيادة عنصار معينة في غذاء المرأة عن عناصر اخرى لولادة ذكور أو اناث بحسب الرغبة.
ولكن لا يوجد الا دراسات علمية قليلة للغاية التي أظهرت أن هناك دليل يدعم مثل هذه النظريات، ما يجعل الناس لا يأخذونها على محمل الجد في الكثير من الأحيان حيث أن دقة النتاشج في اغلب الحالات تكون منعدمة تقريبا أو ضعيفة للغاية وعلى كل الأحوال فإن أغلب هذه الطرق طبيعية وأمنة ولا يوجد لها أثار جانبية اللهم الا الحصول على طفل من الجنس الأخر الذي سعى الوالدان لتجنبه.
أهم الطرق الطبيعية في تحديد نوع الجنين والأكثر شعبية
1. طريقة التوقيت الجنسي:
تعتمد هذه الطريقة من طرق تحديد نوع الجنين بالأساس على النظرية القائلة بأن الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم اكس الأنثوي تعيش أطول من تلك التي تحمل الكروموسوم واي الذكري.
فإذا مارس الزوجان الجنس قبل موعد التبويض بعدة أيام فعندها يكون فرص الحصول على أجنة اناث أكبر من فرص الحصول على الأجنة الذكور حيث يمكنها البقاء في الرحم لعدة أيام في حالة نشاط وحتى تستعد البويضة لاستقبال هذه الحيوانات.
ولأن الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم الذكري واي تكون أخف وزنا وأسرع في الحركة فإن ممارسة الجنس في نفس يوم التبويض ترفع من احتمالية الحصول على جنين ذكر.
هذه الطريقة اعتمدها الطبيب شاتي في عام 1960 في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتم التلقيح في الوقت الذي تكون الافرازات المهبلية فيه خفيفة وشفافة للحصول على جنين ذكر، أو يتم التلقيح في الأيام التي يكون فيها افرازات المهبل سميكة ولزجة للحصول على أنثى وعموما فإن الزوجين اللذان استخدما هذه الطريقة كانا أكثر ميلا للحصول على أجنة من الذكور.
نسبة نجاح هذه الطريقة
المدافعون عن هذه الطريقة يؤكدون أن نسبة نجاحها تصل الى 75% تقريبا بينما لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذه النسبة وهناك نظرية أخرى تشير الى أن الزوجين اللذان لا يعيشا معا ويلتقيان على فترات متباعدة يميلان للحصول على اجنة من الذكور حيث يتراكم لدى الزوج كميات اكبر من السائل المنوي ما يزيد من عدد الحيوانات المنوية التي تحمل الكرومسوم الذكري واي.
2. الوضعية الجنسية:
الحيوانات المنوية ليس لديها أي وسائل لحماية نفسها من تأثير العوامل الخارجية، ولأن المهبل عند منطقة عنق الرحم يكون حامضيا فإن ممارسة الجنس العميق يمكن أن تسهل وصول الحيوانات المنوية بسرعة الى داخل الرحم بدون العبور بالمنطقة التي تزيد فيها درجة الحموضة، ما يتيح الفرصة للحيوان المنوي الذي يحمل الكرموسوم الذكري واي للوصول الى البويضة حيث يتكون جنين ذكر.
وعلى الجانب الأخر فإن ممارسة الجنس السطحي تجعل من المسافة التي يقطعها الحيوان المنوي أطول وتعرضه للمرور في بيئة حمضية ما يتيح الفرصة للحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم الأنثوي اكس بالوصول للبويضة حيث أنه أكثر قدرة على الاحتمال، فتكون فرصة تكون جنين أنثى أكبر في هذه الحالة.
نسبة نجاح هذه الطريقة
إن معدلات نجاح هذه الطريقة منخفضة للغاية حيث أن فكرتها تعتمد على أن الفارق بين دورة حياة الحيوان المنوي الذكري والانثوي هي بضعة دقائق وليس عدة أيام.
وتشير بعض الدراسات الى أن الوضعية الجنسية قد لا يكون لها تأثيرا يذكر على المسافة التي يقطعها الحيوان المنوي أو على سرعته أو غلى قدرته على العبور من منطقة عنق الرحم.
3. تقليل عدد مرات ممارسة الجنس:
تعتمد نظرية عمل هذه الطريقة على ان الامتناع عن ممارسة الجنس لعدة أيام قد يزيد من فرص الحصول على جنين ذكر، حيث أنه كلما زادت كمية السائل المنوي المفرزة كلما تواجد فيها نسبة اعلى من الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم واي الذكري.
ولذلك فإنه على المستوى النظري سيكون لهذا العدد من الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم الذكري فرصة أكبر في الوصول للبويضة بسبب سرعتها وزيادة عددها في العينة قبل أن يصل الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم الانثوي اكس الى البويضة.
نسبة نجاح هذه الطريقة
لا تعد نسبة نجاح هذه الطريقة عالية ويرجع ذلك الى أن كمية السائل المنوي قد تساعد على رفع احتمالية حدوث حمل ولكنها لن تؤثر على جنس الجنين.
4. تغيير النظام الغذائي:
تعتمد نظرية عمل هذه الطريقة على أن الأملاح المعدنية الموجودة في الغذاء يمكن أن تؤثر على عملية الأيض وعلى البيئة المحيطة بالبويضات ولتحسين فرصة الحيوان المنوي الذي يحمل الكرومسوم الذكري واي في الوصول الى البويضة تحتاج المرأة لرفع نسبة البوتاسيوم في غذائها بتناول الأغذية الغنية بهذا العنصر مثل الموز واللحوم والمشمش والكرفس.
ولتحسين فرصة الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم الانثوي اكس يجب رفع نسبة املاح الماغنسيوم لدى المرأة وذلك عبر تناول الأغذية الغنية بالماغنسيوم مثل المكسرات وفول الصويا والخضراوات الورقية الداكنة الخضرة.
نسبة نجاح هذه الطريقة
لا يوجد أي دراسة اجريت على البشر تدعم فكرة قدرة الماغنسيوم أو البوتاسيوم على تحسين فرص اخصاب حيوان منوي معين سواء الذي يحمل الكروموسوم الذكري أو الذي يحمل الكرموسوم الانثوي وإن كان الخبراء يعتقدون أن الغذاء قد يكون له تأثيرا على نوع الجنين بالفعل.
فالتاريخ يشير الى ارتفاع نسبة ولادة الأطفال الذكور اثناء المجاعات، ولكن على الجانب الأخر وجدت الدراسات أن وزن الأم المنخفض الذي لا يزيد عن 55 كيلو يكون مصحوبا بولادة معدلات أكبر من الاناث ويشير ذلك الى أن نوعية وكمية الغذاء الذي تتناوله الأم قد يكون له تأثيرا على جنس المولود بالفعل.
5. توقيت اللذة الجنسية:
تعتمد نظرية هذه الطريقة التي تهدف الى تحديد نوع الجنين على أن المرأة التي تصل الى اللذة الجنسية قبل الرجل يكون المهبل لديها قلويا ما يجعل الفرصة مواتية بشكل أكبر لحياة الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم الذكري.
وعلى الجانب الأخر فإن شعور الرجل باللذة قبل المرأة يجعل الحيوانات المنوية تدخل في بيئة تميل الى الحموضة حيث تكون فرص حياة الحيوانات المنوية التي تحمل الكرموسوم اكس الأنثوي أفضل.
نسبة نجاح هذه الطريقة
ان نسبة نجاح هذه الطريقة منخفضة حيث أن شعور المرأة باللذة الجنسية أولا له نفس تأثير زيادة الافرازات المهبلية والذي قد لا يكون له أي دور الا في تقليل حموضة المهبل ولكنه لا يؤثر كثيرا في قدرة احد الحيوانات المنوية على تخصيب البويضة.
6. الغسول المهبلي:
تعتمد نظرية هذه الطريقة من طرق تحديد نوع الجنين على أن الحيوان المنوي الذي يحمل الكرومسوم واي الذكري يفضل الوسط القلوي ما يجعل استخدام غسول قلوي للمهبل مثل كربونات الصوديوم (صودا الخبيز) يزيد من فرص هذه الحيوانات المنوية في الوصول الى البويضة ما يزيد من فرص الحصول على جنين ذكر.
نسبة نجاح هذه الطريقة
هناك دلائل علمية قليلة تدعم مثل هذه النظرية، إلا أن العديد من الدراسات حذرت النساء من استخدام الغسول المهبلي وخاصة باستخدام المواد القلوية مثل كربونات الصوديوم لأنه سيغير من طبيعة المهبل الحمضية ويجعله عرضة للعدوى الميكروبية، حيث أن الوسط الحمضي الطبيعي للمهبل يحميه من تأثير الميكروبات التي يمكن أن تصل اليه من البيئة الخارجية.
المراجع:
- CHR: Gender Selection
- Made for moms: 6 natural ways to choose your baby’s sex – and their success rates
حنان محمد
حنان محمد تمتلك قاعدة معرفية ذات اساس طبّي, تخرجت من جامعة عين شمس في مصر بتخصص علم الأحياء الدقيقة المجهري عام 1991 و عملت لسنوات عديدة في المختبرات الطبية مما ادى الى اثراء معلوماتها الطبيّة بشكل واسع. وتمتلك حنان محمد مهارات اجراء التحاليال الطبية بأنواعها وتحليل ارتباطاتها ونتائجها بالتغذية والأمراض المختلفة. تعمل حنان مع موقع موثق ككتاتبة محترفة في المجال الطبي المتخصص والتغذية.