تاخر الكلام عند الاطفال

تاخر الكلام عند الاطفال
تاخر الكلام عند الاطفال

اسباب تاخر الكلام عند الاطفال وكيف يمكن التعامل معه

تاخر الكلام عند الاطفال من المشاكل المزعجة والتي يمكن أن تؤدي إلى تأخر النمو العقلي للطفل، كما أنها يمكن أيضا أن تكون نتيجة لوجود مشكلة في المخ، كما تؤدي إلى عصبية الطفل الشديدة نتيجة عدم قدرته على نقل أفكاره بوضوح.

 

تتعدد أسباب تأخر قدرة الطفل على الكلام سواء نتيجة وجود إعاقة جسدية أو وجود مشاكل في السمع أو ضعف في التواصل والعناية، ولكن لحسن الحظ يمكن اكتشاف علامات التأخر في الكلام مبكرا كما يمكن لتقديم بعض العناية أن تساعد الطفل على التواصل الجيد من جديد ومتابعة أقرانه.

 

اسباب تاخر الكلام عند الاطفال

تتنوع أسباب تاخر الكلام عند الاطفال ومن أهم هذه الأسباب:

 

1. الإعاقة الجسدية

يمكن أن تكون الإعاقة الجسدية من اسباب تاخر الكلام عند الاطفال، فمثلا الفم المشقوق يؤثر على العضلات ويؤدي إلى تراجع القدرة على التخاطب، كما أن وجود مشكلة في اللسان يمكن أن تؤدي إلى نفس النتيجة أيضا.

 

حيث أحيانا يولد الطفل بفجوة قصيرة غير معتادة. ويمكن اكتشاف الإعاقات الجسدية التي تؤخر الكلام مبكرا بواسطة طبيب الأطفال بعد ميلاد الطفل مباشرة وعن طريق الفحص الكلي لجميع أجزاء جسمه، ولكن في أحيان أخرى يتأخر اكتشاف الإعاقة الجسدية حتى بدء تطوير الأسنان أو عندما يتأخر الطفل بالفعل في الكلام.

 

2. عدم القدرة على التحكم في العضلات

الكثير من الأطفال الذين لديهم مشكلة تأخر الكلام يعانون من ضعف القدرة على التواصل في مناطق الدماغ المسؤولة عن إنتاج الكلام بسبب فشل القدرة في التحكم في العضلات.

 

فمثلا لا يستطيع تحريك الشفاه أو اللسان أو الفك مما يجعله يفشل في نطق كلمات معينة تتطلب حركات محددة، ويمكن لهذا الطفل أن يعاني أيضا من مشاكل حركية أخرى مثل عدم القدرة على تناول الطعام.

 

3. التأخر في التطور العام

يمكن أن ترتبط مشكلة تاخر الكلام عند الاطفال بالتأخر في الجوانب الجسدية والعقلية الأخرى كأن يكون وزن الطفل أقل كثيرا من أقرانه أو يكون معدل النمو أقل رغم ولادته بوزن طبيعي وغيرها، فإذا كانت هناك ملاحظة في تأخر نمو الطفل العام وتناقص قدرته الحركية منذ الميلاد فيجب البحث عن الحلول قبل تطور الحالة.

 

4. وجود مشكلة في السمع من اسباب تاخر الكلام عند الاطفال

الكثير من مشاكل السمع ترتبط بتأخر القدرة على الكلام، وهذا من الأمور المنطقية، إذ أن القدرة على الكلام تأتي من تقليد الأصوات والحركات التي يسمعها الطفل، ولذا يجب اختبار سمع الطفل بمجرد الولادة وعند كل فحص دوري له، فالطفل الذي يعاني من أي مشكلة في السمع سواء بسيطة أو متقدمة سيجد صعوبة أشد في فهم الكلمات وبالتالي تقليدها.

(مقال متعلّق)  صعوبة الحفظ عند الاطفال

 

5. التهابات الأنف والأذن والحنجرة

الكثير من التهابات الأنف يمكن أن تؤثر على الأذن، وكذلك التهابات الجهاز التنفسي والحنجرة يمكن أن تمتد إلى الأذن، ولسوء الحظ أنه من الشائع جدا أن يتعرض الأطفال إلى الالتهابات بأكثر من طريقة قبل إتمام العام الثالث، ولكن لا يعني كل تعرض إلى الالتهاب فقدان السمع أو تاخر الكلام عند الاطفال.

 

حيث أن عدوى الأذن الشائعة التي تزول بعد العلاج بدون مشكلة لن تزيد من خطر إصابة الطفل بمشاكل في الكلام، ومن ناحية أخرى فإن الإصابات المزمنة يمكن أن تؤثر على القدرة على الكلام.

 

هذا النوع من العدوى يكون في الأذن الوسطى للطفل، ويمكن ألا تختفي العدوى مع العلاج العادي وتعود من جديد خلال فترة زمنية قصيرة، لذا يمكن أن يوصي طبيب الاطفال وقتها بالعرض على أخصائي أنف وأذت وحنجرة والذي قد يوصي بتغيير أنابيب الأذن.

 

6. الشلل الدماغي

وهي حالة تؤدي إلى صعوبة التنسيق المادي الصوتي، فيعاني الطفل من مشكلة شديدة في التحكم في تشنجات منطقة اللسان مما يقلل من قدرته على التواصل، مما يجعل الطفل يستخدم المزيد من الإيماءات لتوصيل أفكاره.

 

7. السخرية والقيود الفكرية

في بعض الأحيان يتأخر الكلام عند الطفل نتيجة القيود الفكرية عليه من قبل القائمين على رعايته والذين يمكن أن يكونوا الوالدين أو أشخاص بديلين، حيث السيطرة الشديدة على طريقة الطفل في نطق الكلمة يمكن أن تؤدي إلى خوفه في المستقبل من نطق أي كلمات أو أن يقولها بخفوت شديد، بمعنى آخر تتراجع ثقته في نفسه وفي قدرته على نطق الكلام بشكل صحيح.

 

كما أن السخرية من كلام الطفل يمكن أن يؤدي إلى نفس النتيجة أو مقارنته بأصدقائه أو أشقائه الأكبر منه والتحدث أمامه بأنه متأخر عنهم يمكن أن يقلل من ثقته في نفسه حيث أنه يفهم الكلام جيدا ويتأثر به ولكن لا يستطيع التعبير.

 

8. الصدمات النفسية

يمكن للصدمات النفسية أن تكون أيضا من اسباب تاخر الكلام عند الاطفال، سواء كانت نتيجة الحياة في جو مليء بالمشاحنات بين الوالدين أو كان الطفل يتعرض إلى سوء معاملة أو شاهد موقف أثر على نمو جهازه العصبي أو تعرض إلى حادثة نفسية أثرت على توصيل الإشارات من الحواس إلى إلى المخ والأعصاب.

 

هل يمكن للوالدين معرفة أن الطفل متأخر في الكلام بشكل مبكر؟

هناك علامات يمكن أن تدل على وجود مشكلة في الكلام مع الطفل، ولكن بشكل عام فإن هناك فروق فردية، ويمكن أن تحظى الفتيات بقدرة أسرع على الكلام من الذكور، لذا فتأخر الطفل شهرين أو ثلاثة عن أقرانه لا يعتبر تأخرا.

 

لكن إذا كان الفرق أكثر من سنة فهنا تكمن مواطن الخطورة، وعموما فإن الطفل في عمر 18 شهرا يمكن أن يستخدم 20 كلمة حتى لو لم يكن ينطقها بشكل صحيح، وفي عمر السنتين يستخدم 100 كلمة كما يمكنه الجمع بين كلمتين، وهناك علامات تدل على إمكان تعرض الطفل إلى التأخر الكلام ومن هذه العلامات:

(مقال متعلّق)  صعوبة النطق عند الاطفال

 

  • أن يكون الطفل هادئا للغاية كرضيع.

  • أن يكون لديه تاريخ من التهابات الأذن.

  • لا يقلد الكلمات ولا أفعال من حوله.

  • يجد صعوبة في اللعب مع أقرانه.

  • يستخدم الكثير من الإيماءات.

  • يستخدم عدد محدود من الأصوات الساكنة مثل الجيم والكاف والنون والدال والتاء والميم ولا يعرف نطق الأصوات الممدودة.

 

علاج تاخر الكلام عند الاطفال

بعض الآباء لا ينتبهون إلى مشكلة تأخر الكلام خصوصا إذا كان الطفل وحيدا أو لم يذهب إلى أماكن الرعاية النهارية وقليل الاختلاط بأطفال من عمره فيكون هادئا وقليل الكلام نتيجة ظروف اجتماعية وليست مشكلة صحية، ولكن إذا ثبت وجود مشكلة تؤدي إلى تاخر الكلام فيمكن اللجوء إلى أحد الطرق الآتية أو استخدام أكثر من وسيلة منها لحل المشكلة ومحاولة مساعدة الطفل على اللحاق بأقرانه، ومنها:

 

1. التحدث معه عن النفس

يمكن للأم مساعدة طفلها على التحدث عندما تظل هي تتكلم معه كشخص بالغ ويفهم امامها، فتروي له أحداث يومها وما تشاهده وما تشعر به وحتى تصف له الروائح التي تشمها أو الأطعمة التي تتذوقها، ويجب أن تكون الكلمات صغيرة والجمل قصيرة مع استخدام أشياء محسوسة.

 

فمثلا ارمي الكرة، أكلت موزة وهكذا حتى يستوعبها الطفل، لكن الجمل الطويلة لن تكون مجدية في مساعدته، ولا مانع من تكرار نفس الكلمة أو الحكاية مرات عدة فالاطفال يتعلمون من التكرار.

 

2. قراءة القصص والحكايات

يمكن للطفل تعلم الكلام سريعا من خلال رواية القصص المصورة الجميلة له والإمساك بالكتاب معه والتحدث إليه مع الإشارة إلى الحيوانات والطيور والعناصر الملونة أمامه حتى يسمع ويرى في الوقت نفسه، فكلما زادت الحواس التي يستخدمها الطفل في كل نشاط كلما كان التعلم اسهل عليه.

 

3. استخدام لغة الإشارة

لا تعني لغة الإشارة أن الطفل لن يستطع التحدث، لكن كما ذكرنا فكلما زادت الحواس التي يستخدمها الطفل زادت درجة تعلمه، لذا مع كل كلمة نستخدمها نحاول استخدام ما يشير إليها، فمثلا (الكرة) نضع أيدينا على شكل كرة ونحن نتحدث مع الطفل، حيث أنه في الغالب سيكون مدركا للشكل أكثر من الكلمة، ومع التدريب سيربط الشكل بالكلمة ويبدأ في استخدامها بدلا من الإشارة إليها.

 

عندما نقول (نأكل) لابد أن نشير بأيدينا إلى الفم، وبعض تلك الإشارات نقوم بها بشكل بديهي وتلقائي مع الأطفال الصغار، لكن يجب التركيز على استخدام الإشارات بشكل أكبر خصوصا مع الطفل المتأخر في الكلام.

 

4. الحديث عن أنشطة الطفل

وهي تشبه إلى حد كبير وصف الأم ليومها لطفلها، ولكن في هذه المرة ستتحدث عن أنشطة الطفل نفسه مثل أنه أكل أو شاهد التلفزيون أن لعب بالكرة وهكذا فهذا سيساعده على التعبير عن مشاعره في المرات المقبلة وفقا للكلمات التي استخدمتها الأم، وكلما كانت الكلمات بسيطة كلما كان استيعابه لها أسهل.

(مقال متعلّق)  انواع صعوبات التعلم

 

5. التوسعات

وهي تعني إضافة كلمة دائما إلى كلمة الطفل، فمثلا إذا قال كلمة (كرة) أقول له (هل تريد الكرة) أو (أتريد الكرة) أو (الكرة الصفراء) وهكذا في جميع الأنشطة، وهذا الأمر يتطلب تركيزا كبيرا بالطبع ولكن ليس هناك شيء أهم من رعاية الطفل ومساعدته على التغلب على مشكلاته بدلا من تطورها إلى مشكلات نفسية وعقلية لا يمكن حلها.

 

إذا كان الطفل متأخرا في الكلام ويستخدم فقط الإيماءات والإشارات فيمكن وصف كل إيماءة أو حركة يقوم بها بالكلام فإذا غضب أقول له (أنت الآن غضبان) وإذا أراد الطعام أقول له (أنت جوعان) وهكذا، بحيث في المرات التالية يبدأ هو في استخدام الكلمات بدلا من الإيماءات أو الحركات العصبية.

 

6. بناء قاعدة من المفردات

إن الطفل لابد أن يفهم الكلمات أولا قبل أن ينطقها، ومن خلال بناء قاعدة معلومات في ذهنه فإنه سيتمكن من استخدامها سريعا بمجرد تطور قدرته على النطق.

 

لذا يمكن شراء صور ملونة جميلة بها الطيور والحيوانات وغيرها ومشاهدتها يوميا مع الطفل حتى قبل أن يبلغ عامه الأول فهذا سيساعد في بناء قاعدة لغوية يستطيع أن يستخدمها فورا بمجرد أن يكبر قليلا.

 

يمكن إجراء اختبارات له أيضا لمعرفة مدى فهمه للكلمة قبل أن ينطقها مثل أن نضع صورة أسد وأرنب ونطلب منه الإشارة إلى الأسد ونترك له بعض الوقت، وإذا لم يعرف علينا مساعدته بهدوء، وكلما كانت التدريبات مبكرة كلما زادت نسبة معالجة تأخر الكلام.

 

7. المشاركة مع الأقران

الكثير من الأمهات العاملات يتركن الأطفال في مراكز الرعاية النهارية أو الروضة منذ عمر شهور قليلة، وربما قد يبدو هذا قاسيا في بعض الأحيان إلا أنه يساعد على تطوير مهارات الطفل بشكل أسرع من خلال تقليد الأقران.

 

لذا حتى إذا لم تكوني امرأة عاملة فإن إلحاق الطفل بأنشطة اجتماعية مختلفة مع الأقران يساعد على تنمية مهاراته الحركية واللغوية والتي يمكن أن تتأخر حتى لو لم يكن يعاني من مشاكل صحية أو إعاقات.

 

وعلاج تاخر الكلام عند الاطفال يمكن تحقيقه كلما بدأنا مبكرا، مع الحذر الشديد من مقارنة الطفل بأقرانه والتأكد أن لكل طفل سماته الخاصة في تطوير قدراته المختلفة وتوصيل رسال محبة وقبول له مهما كانت سماته.

 

المراجع:

  1. Very Well Family: Causes of Toddler Speech Delays
  2. The Hanen Center: How to Tell if Your Child is a Late Talker – And What to Do about It