تأخر البلوغ عند الذكور
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:

اسباب تأخر البلوغ عند الذكور وعلاجه
يبدأ سن البلوغ في الغالب لدى معظم الأطفال من الذكور ما بين التاسعة من العمر والرابعة عشر عاما، ويمكننا أن نحدد سن تأخر البلوغ عند الذكور بعد هذا العمر.
هناك العديد من العلامات التي يمكننا أن نتعرف من خلالها على بلوغ الأطفال، منها كبر حجم القضيب والخصيتين، وتغير في الصوت ونمو شعر الجسم في مناطق مثل العانة والشارب.
ويحدث البلوغ عند الذكور، عندما تقوم الغدة النخامية بإنتاج بعض الهرمونات التي تؤدي إلى تغير حجم الخصيتين، والتي تقوم بدورها بإنتاج هرمون الذكورة، لتبدأ بعدها علامات البلوغ في الظهور بشكل أكثر وضوحا.
كذلك من الضروري ألا يشعر الأبوين بالقلق، خاصة وأن تأخر البلوغ عند الذكور لا يتسبب في مشكلات صحية أو جنسية لاحقا على هؤلاء الأطفال، فهم سيتمتعون بصحة كاملة، وسيحدث لهم البلوغ في النهاية في بعض الحالات التي يحدث فيها تأخر البلوغ عند الذكور، قد يحصل المراهق على التغييرات الخاصة بالبلوغ في نهاية المرحلة الثانوية أو ما بعدها مباشرة.
أسباب تأخر البلوغ عند الذكور
تعود أسباب تأخر البلوغ عند الذكور إلى العديد من الاسباب الوراثية والهرمونية أو الإصابة ببعض الأمراض، وهي ما يلي:
1. أسباب وراثية:
تقف الأسباب الوراثية خلف ما يقرب من ثلثي عدد حالات الذكور اللذين يتأخر لديهن التحول الجسمي وظهور علامات البلوغ، مما يعني أنه ف يحالة تأخر الطفل في المرور بمرحلة البلوغ، على الوالدين أن يقوما بمراجعة التاريخ الأسري.
وتشير الدراسات الطبية أن الحالات الوراثية الخاصة بمشكلات تأخر البلوغ عند الذكور، لا تتعلق فقط بسن البلوغ الخاص بالوالد، بل هي كذلك تتعلق بتأخر سن بلوغ الأم.
في الغالب فإن الحالات التي يحدث فيها تأخر البلوغ عند الذكور قد تكون الأم قد حصلت على علامات البلوغ في عمر بعد سن الرابعة عشرة، أو أن يكون الوالد قد تأخر لديه البلوغ لما بعد السادسة عشر من العمر.
2. أسباب مرضية:
يعاني بعض الذكور من بعض الأمراض المزمنة التي قد تتسبب في تأخر البلوغ لديهم، وهي أمراض مثل:
-
مرض الأمعاء الالتهابية: وهي عبارة عن مجموعة من الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي والقولون والأمعاء الدقيقة.
-
التليف الكيسي: وهو من الأمراض الوراثية المزمنة، التي من أعراضها وجود خلل في التعرق والعصارات الهضمية.
-
بعض الأورام الدماغية
-
مرض الخلايا المنجلية
3. سوء التغذية:
الأولاد الذين يعتمدون أو يحصلون على نظام غذائي يفتقر إلى المكونات الغنية بالفيتامينات والعناصر المغذية التي يحتاجها رسمهم في هذه المرحلة قد يصابون بتأخر البلوغ.
وتشير الدراسات الطبية الخاصة بالتغذية، أن نقص عنصر الزنك من الأطعمة التي يحصل عليها الأولاد المراهقون، قد تكون سببا في تأخر البلوغ عند الذكور، أو بسبب نقص الشهية العصبي والذي يؤدي في النهاية إلى مشكلات في تغذية الطفل، ونقص العناصر المهمة في الجسم.
4. مشكلات خاصة بالنمو:
من الضروري أن نطبق هنا عنصر الفروق الفردية بين الذكور في النمو، فهناك بعذ الذكور من هم أطول، أو لديهم ميل أكثر للبدانة، وهو ما ينطبق كذلك على سن البلوغ.
قد يعاني بعض الذكور من تأخر البلوغ فقط بسبب الفروق الفردية أو مشكلات تتعلق بالنمو، دون وجود أسباب أخرى، فقط كل ما عليك بعد الاطمئنان أن تأخر البلوغ لا يعود لأسباب مرضية، أن تمنح الطفل وقته.
5. قصور الغدة النخامية:
في البداية يمكننا أن نتعرف على الغدة النخامية والتي يقع موضعها في المخ، وهي تقوم بإفراز الهرمونات التي تنظم عمل الوظائف الأخرى لأجهزة الجسم، لذا تعتبر أهم الغدد التي توجد في جسم الانسان.
وعند حدوث قصر في الغدة النخامية، قد تتأثر العديد من أجهزة وأنشطة الجسم بشكل عام، وفي هذه الحالة الخاصة في تأخر البلوغ عند الذكور، ما يحدث هو حدوث نقص في هرمون النمو.
وتظهر هذه الأعراض بسبب مشكلات الغدة النخامية على الأولاد مثل قصر القامة وتوقف النمو وزيادة نسبة الدهون في بعض مناطق الجسم، وهو ما يعمل في النهاية في تأخر البلوغ عند الذكور.
تشخيص تأخر البلوغ عند الذكور
يمكن تشخيص أسباب تأخر البلوغ عند الذكور من خلال الفحص الذاتي، أو من خلال الطبيب، إلا أنه يفضل عمل الفحصوات الطبية الدقيقة للتعرف بدقة على أسباب الحالة.
سيقوم الطبيب بعمل فحص بدني للمراهق، للتعرف على مدى صغر الخصيتين وتأثر النمو فيهما، كما يتأكد الطبيب من عدم و وجود إصابات سابقة للخصيتين. كذلك سيقوم الطبيب بسؤال الأبوين عن العمر الذي حدث لهما فيه البلوغ، للتعرف على مدى تأثير الوراثة.
كذلك يتأكد الطبيب من عدم وجود الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤثر على البلوغ بسبب الخصيتين، ومنها الجراحة السابقة للخصية، أو تناول بعض العلاجات التي من الممكن أن تصيب الخصيتين بالضرر وبالتالي تؤثر على عملية النمو.
بعد الانتهاء من التشخيص البدني، سيقوم الطبيب بطلب عمل بعض الفحوصات المعملية منها فحص هرمون التستوستيرون وبعض الهرمونات الأخرى مثل هرمون لوتيني، ويقوم بها أخصائي الغدد الصماء حيث يتم تحديد مدى انخفاض تلك الهرمونات في الدم، وهي على العكس في الذكور الذين يبلغون في سن مبكرة، تكون هذه الهرمونات ذات نسبة عالية.
علاج تأخر البلوغ عند الذكور
في حالة إن كان المراهق قد تعرض لواحدة من الأمراض التي تسبب في تأخر البلوغ عند الذكور، فسيقوم الطبيب بتحويل الحالة كذلك إلى أخصائي العلاج المناسب.
وفي الغالب فإن الطبيب سيقوم بالاستعانة بالعلاج الهرموني، خاصة مع الحالات التي يعود فيها سبب تأخر البلوغ عند الذكور إلى أسباب هرمونية وقصور الغدد التناسلية.
يتم العلاج في هذه الحالة بإعطاء جرعات من هرمون الذكور أو التستوستيرون مما يساعد على زيادة فرص حدوث البلوغ، وفي بعض الحالات يتم الاستعانة في العلاج بجرعات شهرية تستمر لعدة أشهر.
وفي خلال فترة العلاج يقوم الطبيب بفحص الطول والوزن والعلامات الأخرى للبلوغ مثل نمو القضيب وظهور شعر العانة، وفي أغلب الحالات ينجح ها العلاج.
أما في حالة تأخر البلوغ عند الذكور يعود إلى أسباب تتعلق بالخصية، فكذلك العلاج الهرموني هو العلاج الأفضل في هذه الحالة، ولكن الفرق هنا أنه يتم زيادة الجرعات مع الوقت، وقد يحتاج العلاج إلى الاستمرار لفترة.
الآثار الجانبية للعلاج
في الغالب فإن الآثار الجانبية التي تحدث مع العلاج الهرموني تكون آثار خفيفة، وتزول بشكل سريع، كذلك في بعض الحالات قد لا تظهر أي أعراض جانبية في الحالات التي يتم فيها استخدام العلاج بهرمون الذكورة أو التستوستيرون، قد تظهر على المراهق بعضا من الآثار الجانبية مثل:
-
ظهور حب الشباب أو زيادته
-
تغييرات في الرغبة الجنسية
-
بحة الصوت المفاجئة
-
تغير الحالة المزاجية
أما على المدى الطويل فلا يتسبب تأخر البلوغ عند الذكور أي عواقب، طالما أن المراهق قد اكتمل لديه البلوغ بشكل كامل. أما في الحالات الأخرى التي يحدث فيها تأخر البلوغ بسبب قصور تام في الغدد التناسلية، فقد يؤثر هذا على الخصوبة، أو قد يسبب في حالات أخرى العقم.
المراجع:
- Your Hormones: Delayed puberty
- Healthy Children: Delayed Puberty in Boys: Information for Parents
أكرم إمام
أكرم إمام، روائي مصري، من مواليد القاهرة 1984، نُشرت له روايتين ومجموعة قصصية، بالإضافة إلى كتابة بعض الافلام القصيرة. عضو نقابة الصحيفيين الالكترونيين منذ عام 2015، تخصص في الصحة النفسية وعلم النفس، وكتب العديد من المقالات الثقافية والسينمائية، بالإضافة إلى كتابة وترجمة المئات من المقالات الطبية والصحية ومقالات التغذية الصحية ومقالات في الجوانب الإجتماعية بإحترافية