امراض العيون الشائعة عند الاطفال
امراض العيون عند الاطفال
في البداية لنتعرف على أهمية فحص النظر لدى الأطفال، فالرؤية الجيدة هي المفتاح الرئيسي لتطور الطفل بشكل سليم، والنجاح في المدرسة وكافة نواحي الحياة الاخرى.
علمًا بأن نظام الرؤية لا يكتمل تكوينه عند الأطفال الصغار، والمحافظة على قوة الرؤية متساوية في العينين مهم جدًا لتتطور مراكز الرؤية في المخ بشكل طبيعي.
فأن لم تستطع عين الطفل إرسال صور واضحة للمخ، فمن الممكن أن تُصبح رؤيته منتقصة بشكل لا يُمكن إصلاحه فيما بعد عندما يكبر الطفل لكن إذا تم إكتشاف هذه المشكلات مُبكرًا، فمن السهل علاجها بطريقة فعالة.
فهناك عدة حالات وامراض العيون عند الاطفال من المُمكن أن تؤثر على نظر الطفل، سوف نذكر بعضًا من اضطرابات التركيز والتناسق للرؤية وأمراض العيون الأكثر شيوعًا وإنتشارًا لدى الأطفال.
التشخيص والعلاج المُبكر عوامل مهمة جدا في الحفاظ على صحة نظر طفلك. ولنرى سويًا الآن بعضًا من امراض العيون عند الاطفال وكيفية علاجها وتجنبها.
1. إضطرابات التركيز والتناسق التي تؤثر على الرؤية:
إذا شعرت بوجود أيًا من هذه الحالات من امراض العيون عند الاطفال ، فيجب عليك فحصه عند طبيب العيون:
المرض الأول: الغَمش (Amblyopia):
تعريفه:
هو مصطلح يُستخدم للدلالة على ضعف الرؤية في عين لم تُطور نظرًا طبيعيًا، عادة خلال الطفولة، ويُطلق على هذه الحالة (العين الكسولة – Lazy eye).
تحدث هذه الحالة عندما تكون جودة وحدة النظر في عين أفضل بكثير من العين الأخرى، وهذه الحالة شائعة ومن أكثر أمراض العيون عن الأطفال إنتشارًا.
عن ماذا تبحث (اعراضه):
من الممكن أن يكون الغَمش نتيجة لإنحراف العين (الحَول)، حيث تبدو عين واحدة في اتجاه مستقيم بينما الأخرى تدور للداخل او الخارج او لأعلى أو للأسفل.
ربما يكون دوران العين دائمًا أو مؤقتًا، الإشارات التي تأتي من هذه العين يتم إيقافها من قبل المخ حتى يتجنب الرؤية المزدوجة. ومن الممكن أن يكون هناك أسباب أخرى أيضًا للغَمش.
ماذا تفعل:
إذا ظهر أن الرؤية في عين أضعف بشكل واضح من العين الأخرى فيجب الذهاب فورًا إلى طبيب العيون حتى يتم فحص الطفل والبدأ في العلاج.
المرض الثاني: الإطراق أو تدلي جفن العين (Ptosis):
تعريفه:
هو سقوط الجفن العلوي على العين، ربما يسقط بصورة طفيفة أو بصورة واضحة بحيث يُغطي بؤبؤ العين (النقطة السوداء في منتصف العين والتي تسمح بدخول الضوء). تدلي الجفن من الممكن أن يحجب الرؤية الطبيعية بالكامل عن العين.
عن ماذا تبحث (اعراضه):
الأطفال المصابون بهذه الحالة يولدوا بما يسمى تدلي الجفن الوراثي، ويكون سببه مشاكل في العضلة التي ترفع الجفن. أكثر علامة ظاهرة هي سقوط الجفن.
ومن العلامات الأخرى للإصابة بهذه الحالة هي عندما لا تصطف ثنيات الجفن العلوي مع بعضها، الطفل المصاب ربما يُرجع رأسه للوراء، أو يرفع ذقنه او حواجبه ليستطيع الرؤية بشكل أوضح، ومع مرور الوقت ربما تسبب هذه الحركات مشاكل في الرقبة والرأس.
ماذا تفعل:
يأخذ أطباء العيون العوامل الآتية بعين الإعتبار ليقرروا الطريقة المثلى لعلاج سقوط الجفن عن الأطفال:
1. عمر الطفل.
2. إذا كان جفن أو الاثنين بهم المشكلة.
3. إرتفاع الجفن.
4. قوة عضلة الجفن.
5. حركات العين.
في معظم الحالات ينصح الأطباء بإجراء الجراحة لعلاج الجفن الساقط، وهذا إما لتقوية عضلة الجفن، أو لربط الجفن بعضلة أخرى تساعد في رفعه، الهدف الرئيسي هو تحسين الرؤية.
الأمراض والحالات الشائعة في امراض العيون عند الاطفال
عند الشك في أحدى امراض العيون عند الاطفال ، يجب فحص الطفل عند طبيب الأطفال، والذي سوف ينظم علاج الطفل مع طبيب العيون إذا أقتضى الأمر.
1. إلتهاب الملتحمة أو العين الوردية (Conjunctivitis (pink eye):
تعريفه:
ينتج هذا الإلتهاب نتيجة لعدوى باكتيرية أو فيروسية (كلاهما مُعدي جدا)، او نتيجة حساسية (غير مُعدية). وهي غالبا يُطلق عليها العين الوردية.
وتحدث عندما تهتاج الملتحمة (الغشاء المخاطي لباطن جفن العين) بسبب العدوى أو الحساسية لشيء ما. تحمر العين وتنتفخ وفي بعض الأحيان تُفرز سائل لزج، يُمكن أن يصيب عين واحدة أو الاثنتين.
عن ماذا تبحث (اعراضه):
إذا وجدت هذه الأعراض فأن طفلك مصاب بهذا الإلتهاب:
1. تظهر العين بلون أحمر أو وردي وذلك نتيجة للإلتهاب الملتحمة.
2. تُفرز العين الدموع أو سائل لزج أو الاثنين معًا، وفي العادة تُسبب شعور بالحكة والإزعاج.
3. إذا كانت العدوى الفيروسية هي السبب فأن الطفل ربما يُصاب أيضًا بالحمى وإحتقان الزور وسيلان الأنف.
ماذا تفعل:
يجب الذهاب إلى طبيب الأطفال لإجراء الفحوصات وتلقي العلاج. وإذا كان الطفل مُصاب بالإلتهاب المُعدي فيجب أن يلزم المنزل ولا يذهب للمدرسة لتجنب عدوى باقي الأطفال، عادة ما تُعالج هذه العدوى من ثلاثة أيام إلى أسبوع، عندما يتوقف إفراز الدموع والسوائل من العين يستطيع الطفل العودة إلى المدرسة.
2. إلتهاب النسيج الخلوي أو إلتهاب الهَلل (Cellulitis):
تعريفه:
هو عدوى مرتبطة بالصدمة أو بالجهاز التنفسي العلوي أو بالجفن، هناك نوعان أساسيان:
النوع الأول: إلتهاب الهَلل المحجري (orbital cellulitis):
يؤثر على محجر العين (eye socket)، يتسبب في ورم العين أو الجفن، ويعيق حركة العين بطريقة صحيحة، هو حالة خطيرة، يحتاج لعلاج أشد من النوع الآخر.
النوع الثاني: إلتهاب الهَلل المحيط بالمحجر (periorbital cellulitis):
يؤثر فقط على نسيج الجفن، غالبًا يُصيب هذا النوع الأطفال الصغار.
عن ماذا تبحث (اعراضه):
تحمر الأنسجة حول العين وتتورم بشكل مؤلم، ويحدث هذا غالبًا في عين واحدة، والتي ربما تنغلق بسب التورم، ربما يُصاب الطفل بحمى، ربما يتسبب الإلتهاب في تقليل الرؤية، وإعاقة في حركة العين، وربما تبدو العين جاحظة قليلا للخارج.
ماذا تفعل:
نوعي إلتهاب الهَلل يُعتبرا حالات خطيرة والتي تتطلب تدخل وإهتمام طبي عاجل، يجب أن تذهب بالطفل إلى طبيب أطفال والذي سوف ينسق العلاج مع طبيب العيون إذا أقتضى الأمر.
3. إنسداد القناة الدمعية (Blocked Tear Duct):
تعريفه:
ايضاً هو من امراض العيون عند الاطفال وتعريفه هو عند إعاقة المجرى المسؤول عن تصريف الدموع من العين بشكل جزئي أو بشكل كامل. فلا يتم تصريف الدموع بصورة طبيعية والذي يتسبب في عين مليئة بالدموع أو مهتاجة بصورة مزمنة.
عن ماذا تبحث (اعراضه):
تتراوح الأعراض بين عين مليئة بالدموع، أو سيلان الدموع خارج العين بكمية كبيرة.
ماذا تفعل:
يُمكن أن يُولد الطفل بقناة دمعية مسدودة، لكن عادة ما يتم حل الموضوع بدون تدخل في السنة الأولى من حياة الطفل.
في بعض الحالات ينصحك طبيب العيون باستخدام أسلوب تدليك معين للمساعدة في فتح الغشاء الذي يُغطي الفتحة السفلية في أنف الطفل، وسوف يشرح لك الطبيب الكيفية الصحيحة لعمل التدليك.
4. البَرَدة ودمل الجفن (Chalazion – Stye):
البَرَدة تبدو كورم أو نتوء صغير على جفن العين، ويمكن أن يحدث عندما تُسد غُدة ميبوميان (غُدة تُفرز الزيت في الجفن)، ولا تحدث بسبب العدوى دمل الجفن وهو يبدو مثل نتوء احمر بالقرب من حدود الجفن ويكون بسبب إلتهاب في بصيلات الرموش.
الفرق بين البَرَدة ودمل الجفن:
في بعض الأحيان يكون من الصعب أن تميز الفرق بين الإثنين، فدمل الجفن يكون مؤلم للغاية، وعادة ما يظهر على حدود الجفن، وعادة ما يتورم وفي بعض الأحيان يُؤثر على الجفن بأكمله.
لكن البَرَدة عادة ما تكون غير مؤلمة، وهو نتوء يسبب رجوع الجفن للخلف أكثر من الدمل، ونادرًا ما يتسبب في تورم الدمل.
المراجع:
- American Academy Of Opthalmology : Childhood Eye Diseases and Conditions