مرحلة النفاس ما بعد الانجاب
(بالتالي محتوى المقال) انقر للقفز للمحتوى المطلوب:
النفاس
خلال الأسابيع التالية للولادة وخلال فترة النفاس ستجد الأم أن جسدها قد اعتراه العديد من التغيرات وأنه بحاجة إلى وقت للنقاهة للعودة إلى حالته الطبيعية بعد هذه المهمة الصعبة التي انتهى منها للتو، وتختلف طريقة تعامل الجسم مع فترة النفاس من امرأة إلى أخرى.
التغيرات الجسدية في فترة النفاس :
تتضمن الأعراض التي تعاني منها المرأة خلال فترة النفاس ألم عضلي في جسمها بالإضافة إلى نزيف مهبلي ومجموعة من الأعراض الأخرى مثل:
1. إنقباضات في الرحم:
وتنشأ هذه الإنقباضات من محاولة الرحم استرجاع حجمه الطبيعي قبل الحمل ويحتاج ذلك لعدة ايام بعد الولادة، ويعود الرحم إلى حجمه الطبيعي خلال فترة من ستة إلى ثمانية أسابيع.
2. ألم العضلات:
وقد تعاني الأم من ألم بشكل خاص في عضلات الذراعين والعنق والفك وكلها من الأعراض المألوفة بعد الولادة، وذلك بسبب الجهد الشديد الذي بذلته أثناء الولادة، ومثل هذا الوجع من المتوقع أن يزول خلال أيام قليلة.
3. نزيف وإفرازات المهبل:
يستمر النزيف المهبلي خلال فترة النفاس حوالي إسبوعين إلى أربعة أسابيع ويمكن أن يأتي ويذهب لمدة قد تصل إلى شهرين.
4. وجع مهبلي:
وقد يكون الأمر في صورة عدم ارتياح في منطقة المهبل أو في صورة وجع أو خدر وكلها من الأشياء المألوفة خلال فترة النفاس وتزيد هذه المشكلة إذا تعرضت المرأة لتمزقات مهبلية أثناء الولادة وتم تخييطها جراحيا أو تم فتح منطقة العجان بسبب كبر حجم الطفل وإعادة خياطتها.
أما إذا كانت الولادة قيصرية فربما تشعر المرأة بألم في المنطقة السفلى من البطن وتحتاج الأم هنا إلى استخدام أدوية لعلاج الألم مدة من أسبوع إلى إسبوعين تقريبا.
5. احتقان الثدي:
يعد احتقان الثدي أحد الأعراض المألوفة التي تظهر في اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة تقريبا ويحدث ذلك بسبب الإنتاج الكبير للحليب والذي يملأ الثدي وهو يسبب للمرأة الشعور بعدم الإرتياح وبالتورم في تلك المنطقة.
ويمكنك علاج تلك المشكلة بوضع كمادت الثلج على الثدي وأخذ حمام دافئ أو استخدام كمادات دافئة وكلها أمور قد تشعرك براحة أكبر وعليكِ الإتصال بالطبيب في حالة كنتِ تشعرين أن هناك أعراض غير طبيعية تمرين بها خلال فترة النفاس.
ومن هذه الأعراض التي تحتاج للتدخل الطبي:
- وجود ألم شديد ومفاجئ في منطقة البطن.
- العصبية الشديدة وعدم القدرة على التحكم في انفعالاتك.
- وجود نزيف مهبلي غزير أو خروج دم متجلط من الرحم على فترات متقاربة لمدة تزيد عن ساعتين.
- أن تشعري أن النزيف المهبلي يزيد ولا يقل ومازال الدم النازل أحمر قاني، أو أن هناك دم متجلط في شكل قطع كبيرة الحجم تخرج من المهبل.
- أن تشعري بالدوخة أو عدم القدرة على التركيز.
- القيء الشديد بحيث أنك لا تتمكني من الإبقاء على السوائل داخل معدتك.
- الإصابة بالحمى.
- شعور بألم شديد ومستمر في منطقة أسفل البطن.
- تورم الصدر وتصلبه وإحمراره مع وجود مناطق تصيبك بالألم إذا ضغطتِ عليها.
- الحاجة المتكررة للتبول مع وجود احساس بالحرقان مصاحب لعملية التبول.
- وجود ألم شديد وتورم في المهبل أو في المنطقة ما بين المهبل والشرج (العجان).
- وجود ألم شديد في الصدر أو الظهر أو الرجلين.
- إذا شعرتِ بالقلق الشديد أو الإكتئاب.
العناية بالأم في فترة النفاس بعد الولادة المهبلية:
تحتاج الغالبية العظمى من النساء إلى فترة نقاهة بعد اتمام عملية الولادة للعودة إلى نشاطها الطبيعي، ومن المهم للغاية أن تركزي أنتِ نفسك على النقاهة من هذه العملية الصعبة، وأن تهتمي بجسمك خلال فترة النفاس ويمكنك إتباع المصائح التالية من أجل ذلك:
1. استخدمي فوط صحية:
مناسبة لعملية النفاس لإراحة المهبل الذي عادة ما يكون متورما وتمت خياطته بعد الولادة وستحتاجين إلأى استخدام هذه الفوط الصحية لإسبوعين على الأقل.
2. استخدام ابيبروفين:
يمكنك استخدام ابيبروفين لعلاج الألم الذي ستشعرين به في عضلاتك خلال فترة النفاء وغالبا ما سيعطيِ الطبيب المتابع لكِ أدوية لعلاج الألم.
3. استخدام كمادات الثلج:
إذا شعرتِ بألم في المنطقة المحيطة بالمهبل يمكنك استخدام كمادات الثلج أو العبوات الباردة لتخفيف هذا الألم ضعي العبوة الباردة على منطقة المهبل مدة من عشرة إلى عشرين دقيقة في كل مرة ولكن عليكِ أن تضعي العبوة الباردة من على الملابس وليس مباشرة على الجلد.
4. نظفي نفسك:
باستخدام الماء الدافئ ولا تقومي بمسح جسمك بورق الحمام.
5. يمكنك الجلوس في ماء دافئ:
ثلاثة مرات يوميا خلال أول أيام من فترة النفاس لتهدئة المنطقة السفلية من الجسم.
6. تجنبي الإمساك:
بشرب كميات كبيرة من السوائل بعد الولادة، إذ أن الإمساك من الأعراض المزعجة للغاية خلال فترة النفاس، واطلبي من طبيبك وصف ملين في حالة لم تفلح السوائل في علاج الإمساك.
ما الذي عليكِ تجنبه خلال فترة النفاس ؟
إعطي لجسمك الفرصة للنقاهة وعلاج وصيانة نفسه بنفسه ولا تحاولي التعجل في العودة إلى نشاك اليومي المعتاد:
1. عليك الراحة:
مدة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع على الأقل ولا تمارسي الجنس قبل توقف نزول دم النفاس بشكل كامل.
2. لا تسافري مع طفلك:
مدة خمسة إلى ستة أسابيع على الأقل بعد الولادة وإذا كنتِ مضطرة لسفر عليكِ التوقف كل فترة وفرد جسمك والمشي عدة خطوات.
3. لا تقومي بغسيل المهبل
من الداخل بأي نوع من أنواع السوائل وحتى تمام الشفاء.
العناية بالجسم خلال فترة النفاس بعد الولادة القيصرية
إذا كنتِ قد ولدتِ بواسطة عملية قيصرية فعليك الأإهتمام بنفسك والراحة وحتى يشفى الجرح الخاص بالولادة القيصرية وخلال تلك الفترة عليكِ عمل التالي:
1. لا تمارسي أن نشاط شاق أو مرهق:
مثل ركوب الدراجة على سبيل المثال أو حمل الأثقال أو القفز أو ممارسة الإيروبكس خلال الستة الأسابيع الأولى من فترة النفاس ولا تبدئي في ممارسة أي نشاط يمكنه أن يضغط على عضلات البطن قبل أن يؤكد لكِ طبيبك أنك بخير ويمكنك الأن ممارسة نشاطك الطبيعي.
2. لا تحملي أي شيء أثقل من طفلك المولود:
وحتى يؤكد لكِ طبيبك أنك بإمكانك حمل الأشياء الثقيلة والعودة لممارسة ياتك بدون خوف.
3. يمكنك احتضان مسند أو وسادة:
أثناء أخذ نفس عميق أو إذا أردتِ أن تكحي فهذا سيدعم منطقة البطن ويجنبك الفتق ويقلل من الألم.
4. إحمي منطقة البطن من الماء:
أثناء تنظيف جسمك وتجنبي أي شيء قد ينقل إليك العدوى وحتى شفاء الجرح بشكل كامل.
الاكتئاب والقلق خلال فترة النفاس
إن شعور المرأة بالقلق والإكتئاب خلال فترة النفاس من الأمور المتكررة في الكثير من الحالات وقد تختبر كل امرأة هذا الشعور بصورة مختلفة عن غيرها، وتكون لها تجربة خاصة بها لا تتشابه مع تجارب النساء الأخريات.
وقد تظهر هذه الأعراض خلال العام الأول التالي للولادة وتتضمن الأعراض شعور المرأة بأنها تتحمل فوق طاقتها، وليس بالمعنى الطبيعي الذي تعيشه المرأة بعد حصولها على طفل حيث تزيد مسئولياتها بشكل طبيعي.
وفي أحيان أخرى تفقد الأم الرابط بينها وبين الطفل أو لا تشعر أنها تتمتع بنفس الدرجة من السعادة والسلام بامومتها مقارنة بالصورة التي تقدمها وسائل الإعلام للأم التي حظت بطفل حديثا.
وقد تصبح المرأة عصبية للغاية وسهلة الاستثارة لأقل الأسباب وتفقد صبرها، وتشعر بأنها خارجة عن السيطرة وقد تبدأ في العراك مع زوجها وأقاربها وأصدقائها وأحيانا أخرى لا تشعر بأي مشاعرعلى الإطلاق وكأنها فارغة وتعيش اليوم بيومه بدون أن يحرك مشاعرها أي شيء.
وبعض السيدات اللاتي تعانين من مشاعر القلق والاكتئاب بعد الولادة قد يجدن أنفسهن غير راغبات في تناول الطعام أو بالعكس لا يجدن العزاء إلا في الطعام.
وأحيانا تعاني الأم من اضطرابات في النوم في فترة النفاس ولا يمكنها التوائم مع مواعيد نوم الطفل، وهو ما يجعلها فاقدة للقدرة على التركيزولا تجدن الكلمات المناسبة للرد على الأخرين، أو تفقد القدرة على اتخاذ القرارات.
وأحيانا تأتي هذه المشاعر في صورة قلق مستمر، حيث تشعر المرأة في فترة النفاس بأن هناك شئ خاطيء لا تعرف ما هو أو أن هناك شئ ناقص لا تدري كنهه، ما يجعلها تشعر وكأنها تفقد عقلها، وخاصة إذا لم تجد من يتفهم مشاعرها.
وأحيانا تنتاب الأم في فترة النفاس أفكار سلبية بأن شخصيتها القديمة قبل الولادة قد انتهت وأن عليها أن تتغير إلى الأبد وتودع أحلامها وأصدقائها وحياتها وأحيانا تنتاب المرأة مخاوف من أحكام الأخرين عليها ونظرتهم لها وخاصة أهل زوجها على سبيل المثال حيث تتخوف من أن يرونها أما غير جديرة بأمومتها.
علاج اكتئاب وقلق ما بعد الولادة
يتم علاج الاكتئاب والقلق الذي تعاني منه المرأة في فترة النفاس بنفس الطريقة التي يتم بها علاج القلق والاكتئاب في المعتاد، فإذا كانت الأعراض بسيطة ويمكن التحكم بها يكتفي المعالج بالجلسات العلاجية ومتابعة تطور الحالة.
أما إذا كانت الأعراض خطيرة وهناك أفكار انتحارية على سبيل المثال، فيمكن للمعالج اعطاء الأدوية وابقاء الأم تحت الملاحظة المستمرة والكثير من المعالجين يفضلون فكرة العلاج الجماعي في هذه الحالة، حيث تنضم الأم إلى مجموعة دعم ليتحدث فيها كل الأمهات اللاتي تعانين من نفس المشكلة عن تجربتها الشخصية.
ويمكن للأدوية المضادة للإكتئاب أن تعيد لكيمياء المخ اتزانها ولكنها تعمل فقط خلال فترة قصيرة ويمكن بعدها أن يكون لها تأثيرات جانبية ضارة على الجسم.
وفي بعض الحالات الحادة والنادرة للغاية قد يطلب الطبيب العلاج الكهربائي للأم إذا لم تستجيب لكل العلاجات الأخرى، حيث يتم تمرير شحنات كهربائية صغيرة إلى المخ تحت التخدير الكامل وهو ما يمكنه أن يعالج الإكتئاب الشديد.
المراجع:
- Web MD : Postpartum: First 6 Weeks After Childbirth – When to Call a Doctor
- Web MD : Postpartum: First 6 Weeks After Childbirth – Recovery At Home
- Postpartum Progress : The Symptoms of Postpartum Depression & Anxiety
- Baby Center : Postpartum depression