مشاكل المهبل بعد الولادة وعلاجها

المهبل بعد الولادة وأهم المشاكل التي يتعرض لها وطريقة علاجها

يتعرض المهبل بعد الولادة إلى الكثير من التغيرات، ويمكن أن تلاحظ المرأة بعد المشاكل أيضا، حيث أن دفع طفل مكتمل النمو عبر فتحة ضيقة تتسع إلى أقصى درجة بالتأكيد سيؤدي إلى تغيرات.

 

بالإضافة إلى تأثيرات الحمل والولادة وهرمونات الولادة والرضاعة وغيرها، وكلها تؤثر على المهبل واتساع فتحته ووجود إفرازات أو حكة أو ألم عند التبول أو سهولة التعرض إلى العدوى وغيرها من عوامل مزعجة، ويمكن أن يستغرق الأمر من 12 أسبوعا إلى عام حتى يستعيد المهبل عافيته من جديد ويعود إلى وضعه الطبيعي.

 

المشاكل والتغيرات التي تطرأ على المهبل بعد الولادة

هناك بعض التغيرات التي تطرأ على المهبل بعد الولادة مما قد يتسبب في بعض المشاكل التي تلاحظها المرأة ومنها:

 

1. جفاف المهبل بعد الولادة:

ترتفع مستويات الكثير من الهرمونات في جسم المرأة بعد الولادة ومنها هرمون الاستروجين والذي يتدفق بغزارة عبر الجسم، ثم بعد الولادة يعود مستوى هذا الهرمون إلى الانخفاض من جديد مما يؤدي إلأى مشاكل الجفاف في المهبل.

 

حيث يساعد الاستروجين على إبقاء أنسجة المهبل رطبة ويزيد من الإفرازات الشفافة التي تحافظ عليه، ومن دون كمية مناسبة من الاستروجين يتقلص نسيج المهبل ويُصبح أقل سُمكا، مما يؤدي إلى زيادة الحكة والتعرض إلى العدوى.

 

وفي حالة الرضاعة الطبيعية تقل ايضا مستويات الاستروجين ويمكن أن تسبب ما يسمى انقطاع الطمث بعد الولادة والذي يزيد من حالة الجفاف، ولكن بمجرد التوقف عن الرضاعة الطبيعية يعود المهبل إلى طبيعته في غضون أيام قليلة.

 

ولذا اثناء الرضاعة يمكن استخدام بعد الكريمات أو الدهانات التي تحافظ على رطوبة المهبل وتحميه من الجفاف والتشقق وربما النزيف ايضا وخصوصا خلال ممارسة العلاقة الحميمة، كما يمكن للطبيب أن يصف هرمون الاستروجين وهو يأتي بأكثر من شكل ومنها ما يتم تدليكه في منطقة المهبل للحفاظ على الرطوبة.

 

2. الحرقان في المهبل ومنطقة العجان:

تعتبر منطقة العجان هي المنطقة الواقعة بين الشرج وفتحة المهبل، ورغم أنها لا تعبر فعليا جزء من المهبل إلا أنها تتأثر سلبا أيضا بالولادة المهبلية ويمكن أن يحدث تمزق بنسبة بين 53-79% خلال الولادة الطبيعية أو المهبلية، ولكن ليست كل درجات التمزق مثل بعضها البعض حيث أن هناك 4 درجات منها وهي:

 

  • الدرجة الأولى:

وهي لا تؤثر سوى في منطقة الجلد حول المهبل ولا تحتاج إلى الخياطة أو الغرز وتشفى بمفردها في خلال 4 اسابيع على الأكثر.

 

  • الدرجة الثانية:

تؤدي إلى تلف في عضلات العجان مما يؤثر على الرحم والمثانة والمستقيم، وعادة يتطلب الأمر الخياطة أو الغرز، وغالبا ما تُشفى خلال 4 أسابيع أيضا.

 

  • الدرجة الثالثة:

وتؤدي إلى تمزق في عضلات العجان وتلك الموجودة حول الشرج، ويمكن أن يتطلب العلاج إجراء عملية جراحية ولا يمكن إصلاحها في غرفة الولادة، ويمكن أن يستغرق الشافء 12 أسبوعا على الأقل.

(مقال متعلّق)  الفتور الجنسي بعد الولادة

 

  • الدرجة الرابعة:

وهي مثل النوع الثالث تؤثر على عضلات العجان والعضلات حول الشرج وتتلف أيضا الأنسجة التي تُشكل بطانة المستقيم وتعتبر هي الحالة الأخطر على الإطلاق، وتحتاج أيضا إلى عملية جراحية ويمكن أن يستغرق الأمر أكثر من 12 أسبوعا للشفاء.

 

وبصرف النظر عن درجة التمزق في العجان فإن المرأة ستشعر بحرقان شديد في هذه المنطقة، ويمكن أن يتطلب الأمر ضمادات باردة أو شطف تلك المنطقة بالماء الدافئ للحصول على الراحة، أو الغطس في ماء متوسط السخونة.

 

كما يصف الطبيب بعض أنواع من البخاخات التي تحتوي على الليدوكائيين لوضعها بانتظام على تلك المنطقة حتى تلتئم الجروح مع بعض المطهرات الخاصة لمنع الإصابة بالعدوى.

 

3. ندوب المهبل والعجان:

يمكن أن تشعر المرأة بوجود ندوب في العجان والمهبل بعد الولادة مما يجعل اللقاء الحميمي غير مريح للطرفين، ويمكن أن يمتد الأمر إلى بضعة أسابيع، وعموما فإن هذه الندوب وعدم الراحة هذه أثناء العلاقة الحميمة يمكن أن تكون من العوامل الإيجابية للمرأة.

 

إذ أن دم النفاس يمكن أن يتوقف بعد أسبوعين أو ثلاثة بعد الولادة، لكن هذه الندوب والجراح تدوم أطول، مما يمنحها فرصة اكبر للتعافي قبل العودة إلى ممارسة العلاقة الحميمة من جديد.

 

إذا كان الأمر ملحا أو سيتسبب في الكثير من المشاكل، يمكن استخدام بعض الكريمات الملطفة لزيادة ترطيب المهبل، وإن كان من الأفضل الانتظار حتى تشفى تماما حتى لا يزيد الألم البدني والنفسي للمرأة.

 

4. زيادة دم الحيض أو تناقصه بشكل أكبر:

من التغيرات على المهبل بعد الولادة أيضا زيادة كبيرة في دم الحيض أو تناقصه بشكل شديد، حيث أن الجسم يبدأ في التخلص من بطانة الرحم بعد ولادة الطفل، فإذا كان هرمون الاستروجين أقل عموما مما كان عليه قبل الحمل فإذا ستكون بطانة الرحم أقل سمكا من قبل مما يؤدي إلى نزول دم حيض أخف أو أقل مما كانت تراه المرأة قبل الحمل.

 

أما إذا ارتفعت مستويات الاستروجين بعد الولادة عما كانت عليه في جسم المرأة قبل الحمل فإنها سترى دم حيض أكثر كثافة ويمكن أن تكون مدة الحيض أطول أيضا بسبب وجود تراكم أكبر في بطانة الرحم.

 

5. اتساع فتحة المهبل:

قبل أن تتزوج المرأة تكون فتحة المهبل ضيقة للغاية، وبعد العلاقة الحميمة تتسع بعض الشيء، ثم تتسع أكثر بعد الولادة، مما قد يقلل من شعورها بالمتعة أثناء العلاقة الحميمة، كما يزيد من الإفرازات، ولكن هذا يكون في العادة شيء مؤقت ويمكن لبعض تمارين كيجل أن تخفف منها.

 

6. السلس البولي:

تؤدي الولادة المهبلية في بعض الاحسان إلى تدمير قاع الحوض، والذي يتكون من أنسجة وعضلات تحمي الرحم والمثانة والأمعاء وتبقيها في وضعها الصحيح، لذا فإن التأثير على الحوض يؤثر في المهبل بالطبع، ولكن يؤثر أيضا على المثانة، مما يمكن أن يعرض المرأة إلى سلس البول أو عدم القدرة على التحكم في إخراجه أثناء الضحك أو العطس أو حتى المشي والقفز مما يؤدي إلى تسرب البول في أوقات غير مناسبة.

(مقال متعلّق)  هل يتغير المهبل بعد الولاده الاولى ؟

 

يمكن أن يزيد من تعرض المهبل إلى العدوى، وهو موضوع شائع للغاية في النساء بين 25-45 سنة، ويمكن أن يصيب نحو 40% من النساء بعد الولادة الطبيعية، ويمكن أن تختفي هذه الحالة بمفردها بعد عدة أسابيع من الولادة، ولكن إذا طال الأمر لابد من محاولة تقوية العضلات والحصول على العلاج الملائم للحالة.

 

7. انخفاض الرعشة الجنسية أو هزة الجماع:

خلال العلاقة الحميمة تتقلص عضلات الرحم والمهبل بقوة وإيقاع منتظم وتكون هذه الانقباضات والتقلصات هي مصدر المتعة الجنسية للمرأة والتي تزيد من إفرازات الجماع وتؤدي بالتالي إلى زيادة متعة الرجل ودخول أسهل للقضيب وإتمام العلاقة الجنسية بكفاءة.

 

ولكن المهبل بعد الولادة يمكن أن يتعرض إلى تلف شديد في العضلات لذا لا تكون هذه التقلصات قوية بما يكفي لتحقيق الرعشة الجنسية، مما قد يؤدي إلى إحباط الطرفين.

 

هذه للأسف مشكلة شائعة وتسبب الكثير من التوتر بعد الولادة، وهي ايضا ليست لذنب ارتكبته المرأة أو لديها يد فيه، لذا يجب على الطرفين الصبر ومحاولة استشارة الطبيب في أنسب وسائل إعادة المهبل إلى طبيعته أو معرفة المدة الطبيعية للعودة من جديد.

 

8. الإفرازات والنزيف:

من الطبيعي أن ترى المراة كمية من الدماء بعد الولاة نتيجة تخلص الرحم من البطان والسائل الأمنيوسي وغيرها، وهذا النزيف يكون أحمر اللون لمدة أسبوع على الأقل ثم يبدأ لونه في التغير تدريجيا لتكون عبارة عن إفرازات ويمكن أن يكون لونها ورديا أو بني أو أصفر أو أبيض أو حتى أخضر.

 

هذا كله في المستوى الطبيعي، ولكن لا ينبغي أن تكون برائحة كريهة، لكن إذا لاحظت المرأة وجود رائحة كريهة في إفرازات بعد الولادة فعليها الاتصال بالطبيب فورا إذ يمكن أن يكون هذا علامة من علامات تعرضها إلى العدوى أثناء الولادة أو بعدها.

 

كيفية العناية بالمهبل بعد الولادة

يمكن لبعض الطرق الطبيعية أو الدهانات أو المواد المطهرة أن تساعد في رعاية المهبل بعد الولادة ومنها:

 

1. استخدام سدادات قطنية خاصة بالمهبل بعد الولادة:

هناك سدادات قطنية من الأفضل أن تستخدمها المرأة بعد الولادة لتجنب التحسس، وهي التي يتم منحها لها في المستشفى، لذا يمكن أن تطلب المزيد من الممرضة أو تسأل عن أماكن شرائها لتجنب مشاكل السدادات القطنية العادية من التهاب أو رائحة وغيره.

 

2. التشطيف المنتظم بالماء الدافئ والمطهرات الخاصة:

بعد الولادة يمنحك الطبيب نوع معين من المطهر والبخاخات، ولا يجب تجاهل استخدامهم على الإطلاق، كما يجب الحرص على الماء متوسط السخونة وليس الساخن جدا بالطبع، واستخدام تلك المطهرات والبخاخات مرتين أو 3 يوميا لسرعة التئام الجروح والعودة إلى طبيعتك.

(مقال متعلّق)  الرياضة بعد الولادة : كل ما عليك ان تعرفيه

 

3. أعشاب بندق الساحرة:

وهي من أنواع الأعشاب المذهلة في التقليل من أعراض البواسير والتهاب المهبل بعد الولادة، حيث تتكون من الزيوت والتاتينات التي يمكن أن تساعد في التقليل من الالتهابات وتوفير الراحة، ويمكن تناولها مثل الشاي أو غليها في بعض الماء والانتظار حتى تبرد قليلا ثم غسل منطقة المهبل والشرج لها.

 

4. اليوجا:

يمكن لليوجا أن تقلل من مشكلة الإمساك بعد الولادة والتي غالبا ما تكون لأسباب نفسية نتجية الخوف من زيادة تمزق العجان والمهبل، لذا يمكن لليوجا أن تجعل حركة الأمعاء أسرع كما أن تناول الخوخ يجعل البراز رقيقا ويسهل خروجه دون الاضطرار للضغط على البطن والرحم والعجان والتسبب في المزيد من الأذى.

 

5. تمارين كيجل للحامل لرعاية المهبل بعد الولادة:

وهي تعتبر من الوسائل الساحرة في علاج الكثير من مشاكل المهبل بعد الولادة فهذه التمارين يمكنها إعادة فتحة المهبل إلى طبيعتها الضيقة من جديد وتقليل الاتساع الذي أصيبت به أثناء الولادة.

 

كما تزيد من تقوية عضلات الحوض والرحم وتزيد بالتالي من الوصول إلى النشوة الجنسية للطرفين وتقلل من المشاكل الزوجية بعد الولادة، كما يمكنها المساعدة كثيرا في موضوع سلس البول حيث تزيد من تحكم المرأة في عضلات المثانة أيضا، وتقوي من عضلة الشرج، لذا يمكن البدء في ممارسة تمارين كيجل بعد أسبوعين أو ثلاثة من الولادة لسرعة الاستشفاء.

 

6. الدهانات المرطبة:

وهي ستكون المرأة مضطرة استخدامها طوال فترة الرضاعة الطبيعية والتي تجعل المهبل أكثر جفافا وبالتالي يمكن أن يتعرض إلى التمزق والنزيف، لكن لا يجب المبالغة في استخدامها وسؤال الطبيب عن أفضل الأنواع.

 

ورعاية المهبل والعناية به بعد الولادة تتطلب الكثير من التركيز، وهو الشيء الذي يزيد من صعوبة الأمر مع العناية بالطفل الجديد وتحمل مسؤولياته، لذا لابد من الحصول على المساعدة من الأهل والزوج والمقربين حتى تمر هذه الفترة بسلام.

 

المراجع:

  1. Self: 7 Ways Your Vagina Might Change After You Give Birth
  2. The Bump: Postpartum Recovery Tips for Treating Your Vagina After Birth
  3. Mother And Baby: The Truth About What Happens Down Below After Birth