القرنية المخروطية و علاجها

القرنية المخروطية 

مرض القرنية المخروطية الذي يصيب العين هو مرض غير التهابي والذي تتدهور فيه صحة القرنية – ذات القبة المستديرة – بشكل تدريجي مما يؤدي إلى حدوث انتفاخ شبيه بالمخروط. وهذا يؤدي إلى ضعف في النظر بصورة واضحة.

 

من يُصاب بمرض القرنية المخروطية ؟

لا يُعرف المعدل الفعلي للإصابة بالمرض. وحيث إنه ليس مرضًا شائعًا في العين، ولكنه ليس نادرًا بأي حال من الأحوال.

 

وتشير التقديرات إلى إصابة شخص واحد من بين كل 2000 شخص. عادة ما يتم تشخيص القرنية المخروطية عند الشباب في سن البلوغ أو في أواخر المراهقة.

 

ينتشر المرض في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبقية العالم. وليس للمرض نمط جغرافي أو ثقافي أو اجتماعي معروف.

 

أعراض القرنية المخروطية : 

القرنية هي النافذة الواضحة للعين. وهي مسؤولة عن عكس معظم الضوء القادم إلى العين. لذلك تؤثر تشوهات القرنية بشدة على الطريقة التي نرى بها العالم مما يجعل مهام بسيطة مثل القيادة ومشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب أمرًا صعبًا.

 

في المراحل المبكرة ، يسبب مرض القرنية المخروطية تشويشًا طفيفًا واختلال في الرؤية وزيادة الحساسية للضوء. عادة ما تظهر هذه الأعراض لأول مرة في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات. قد يتطور مرض القرنية المخروطية لمدة 10إلى 20 سنة ثم يتباطأ أو يستقر. كل عين قد تتأثر بشكل مختلف.

 

كيف تعمل العين و ما دور القرنية في الرؤية؟

تدخل الأشعة الضوئية العين من خلال القرنية. تقوم قوة الانكسار للقرنية بثني أشعة الضوء بطريقة تمرر الضوء بحرية من خلال البؤبؤ (وهو الفتحة في مركز القزحية التي يدخل الضوء من خلالها العين).

 

القزحية تعمل مثل مصراع الكاميرا. ولديها القدرة على التوسع والتقلص، اعتمادًا على كمية الضوء التي تدخل العين.

 

بعد المرور عبر القزحية ، تمر الأشعة الضوئية من خلال العدسة البلورية الطبيعية للعين. ويعمل هذا الهيكل الواضح والمرن مثل العدسة في الكاميرا، ويقصر ويطيل عرضه من أجل تركيز أشعة الضوء بشكل صحيح.

 

تمر الأشعة الضوئية عبر مادة كثيفة وشفافة تشبه الهلام وتسمى الجسم الزجاجي الذي يملأ مقلة العين بأكملها ويساعد العين على الحفاظ على شكله الكروي.

 

في العين العادية ، تأتي الأشعة الضوئية إلى نقطة تركيز حادة في الشبكية. وتعمل شبكية العين بشكل مشابه للفيلم الفوتوجرافي في الكاميرا. وهي مسؤولة عن التقاط كل أشعة الضوء ، ومعالجتها إلى نبضات ضوئية عبر ملايين النهايات العصبية الدقيقة، ثم إرسال هذه النبضات الضوئية – عبر أكثر من مليون من الألياف العصبية – إلى العصب البصري.

 

ولأن العين المُصابة بالمرض تكون قرنيتها غير منتظمة ومخروطية الشكل، فتدخل أشعة الضوء العين بزوايا مختلفة، ولا تُركز على نقطة واحدة في الشبكية، ولكن على العديد من النقاط المختلفة التي تسبب ظهور صورة مشوهة وغير واضحة.

 

وباختصار، فإن القرنية هي الغطاء الأمامي الواضح والشفاف الذي يسمح بدخول الضوء ويبدأ عملية الانكسار. كما يمنع الجزيئات الغريبة من دخول العين.

 

في القرنية المخروطية ، فإن الشكل غير المنتظم للقرنية لا يسمح لها بالقيام بعملها بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تشويه الصورة التي تنتقل إلى الشبكية ومنها إلى الدماغ.

 

معلومات اضافية عن القرنية : 

العين محاطة بكيس أبيض قاس، بياض العين (the Sclera). والقرنية هي النافذة الشفافة في هذا الكيس الأبيض والذي يسمح للأشياء التي تنظر إليها أن تُحمل على شكل موجات ضوئية إلى داخل العين.

 

سطح القرنية هو حيث يبدأ الضوء رحلته بداخل العين. مهمة القرنية هي جمع الصور البصرية وتركيزها. ولأنها في المقدمة ، مثل الزجاج الأمامي للسيارات ، فإنها عرضة لتعرض كبير للضرر من العالم الخارجي.

 

تم تصميم القرنية بشكل هندسي رائع بحيث لا تستطيع حتى العدسات الأكثر غلاءًا من صنع الإنسان مطابقة دقتها. إن نعومة وشكل القرنية، بالإضافة إلى شفافيتها، مُهمان بشكل حيوي للأداء الجيد للعين. إذا كانت هناك مشاكل في نعومة السطح أو صفاء القرنية، سيحدث تشوه في الرؤية.

 

ما هي طبقات القرنية :

على الرغم من أن القرنية تبدو وكأنها غشاء واحد واضح، فإنها تتكون من خمس طبقات مميزة من الأنسجة لكل منها وظيفتها الخاصة وهي كالآتي:

 

1. الظهارة (Epithelium):

هي الطبقة الخارجية الرقيقة للخلايا سريعة النمو والمتجددة بسهولة.

 

2. طبقة بومان:

تتكون طبقة بومان (Bowman’s Layer) من ألياف الكولاجين غير المنتظمة والتي تحمي سدى القرنية. ويكون سمكها من 8 إلى 14 ميكرون.

 

3. السدى (Stroma):

هي الطبقة الشفافة الوسطى والسميكة من القرنية وهي تتكون من ألياف الكولاجين الغير منتظمة الشكل، ومن الخلايا القرنية (الخلايا المتخصصة التي تفرز الكولاجين والبروتيوجليكانات اللازمة للحفاظ على صفاء وانحناء القرنية).

 

4. غشاء دسميه (Descemet’s Membrane):

هو طبقة رقيقة بمثابة الغشاء القاعدي المعدل للبطانة القرنية.

 

5. بطانة القرنية (Endothelium):

هو طبقة واحدة من الخلايا المسؤولة عن الحفاظ على توازن السوائل المناسبة بين مقصورات انسجة الخلايا وماء القرنية، مع الحفاظ على القرنية شفافة.

 

ما هي أسباب الاصابة بمرض القرنية المخروطية ؟

السبب المحدد للمرض غير معروف. هناك العديد من النظريات المستندة إلى الأبحاث وارتباطها بالحالات المرضية الأخرى. ومع ذلك ، لا توجد نظرية واحدة تشرح كل شيء ، وقد يكون سبب المرض مزيجًا من الأشياء أو المحفزات. ويعتقد أن الجينات والبيئة والغدد الصماء كلها تلعب دورا في ظهور مرض القرنية المخروطية .

 

1. أسباب وراثية:

من وجهة نظر علمية واحدة يُعتقد أن القرنية المخروطية (keratoconus) هي تطور وراثي في الأصل، لأنه في بعض الحالات يبدو أن هناك ارتباط عائلي بالمرض. ولكن من المعلومات المتاحة حاليا هناك فرصة أقل من واحد إلى عشرة بأن يٌصاب الشخص الذي له قريب بالدم مصابًا بالمرض.

 

غالبية المرضى الذين يعانون من القرنية المخروطية ليس لديهم أفراد آخرين من العائلة مصابين بهذا المرض. تُظهر بعض الدراسات أن القرنية المخروطية تفتقر إلى ألياف الرسو المهمة والتي تعمل على تثبيت القرنية الأمامية بشكل بنيوي. تسمح هذه المرونة المتزايدة للقرنية بالانتقال إلى الأمام في شكل مخروطي.

 

2. أسباب هرمونية:

فرضية أخرى هي أن نظام الغدد الصماء قد يكون له دور وذلك لأن القرنية المخروطية عادة ما تكتشف لأول مرة في سن البلوغ وتتطور خلال فترة الحمل. هذه النظرية لا تزال محل جدل ولم تُثبت بعد.

 

كيف يتم علاج القرنية المخروطية ؟

 

1. النظارات الطبية:

في المرحلة المبكرة وفي القرنية المخروطية الخفيفة ، قد تكون النظارات الطبية كل ما يلزم لتحسين الرؤية. ومع ذلك ، عندما تصبح القرنية غير منتظمة بشكل متزايد ، تكون النظارات أقل فاعلية في تصحيح الرؤية.

 

2. العدسات اللاصقة:

تعمل العدسات اللاصقة عن طريق إنشاء سطح أملس مصطنع في مقدمة العين ، مما يحسن قدرة القرنية على ثني الضوء. يتم وصفها للغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بالمرضوينصح باستمرار استخدامها طوال حياتهم ، مما يسمح لهم بحياة طبيعية ومزاولة مهامهم اليومية المعتادة.

 

يجب توافر الخبرة الجيدة في الأطباء الذين يصفوا العدسات اللاصقة للمرضى المصابين بمرض القرنية المخروطية. قد يتطلب من المريض زيارات متكررة للطبيب لإجراء تغييرات في شكل العدسات اللاصقة وقوتها حتى تتناسب مع التغيرات التي تحدث في شكل القرنية.

 

تم تطوير تصاميم مخصوصة من العدسات اللاصقة لهؤلاء المرضى المصابون بالقرنية المخروطية. قد توفر هذه العدسات المخصصة أفضل رؤية وراحة مع تطور المرض:

 

1. العدسات اللاصقة اللينة:

لا تعتبر العدسات اللاصقة التي يمكن التخلص منها أو الناعمة خيارًا نموذجيًا لمرضى القرنية المخروطية، ولكن بعض العدسات اللينة المخصصة قد توفر رؤية لأولئك الذين يجدون صعوبة في تحمل العدسات الصلبة. توفر هذه العدسات وضوحًا أقل في الرؤية، لذا يجب توخي الدقة في الموازنة بين الراحة والرؤية المثلى.

 

2. العدسات الصلبة المنفذة للغازات (Rigid Gas Permeable Lenses):

هي نوع العدسة الأكثر استخدامًا لتصحيح القرنية المخروطية. وهي تحافظ على صحة جيدة للعين، لأن العدسات تسمح للأكسجين بالمرور إلى القرنية من خلال مادة العدسة. يمكن تصميم العدسات الصلبة خصيصًا للشكل الفريد للقرنية المخروطية، ويسهل استخدامها وإزالتها والحفاظ عليها.

 

توفر هذه العدسات تصحيحًا جيدًا للرؤية، ولكن بعض المرضى يكونوا غير قادرين على تحمل ارتدائهم على مدى فترات زمنية طويلة.

 

3. عدسات على الظهر (Piggyback Lenses):

العدسة الترادفية أو العدسة على الظهر، وهي عبارة عن تقنية يتم فيها وضع عدسة لاصقة ناعمة على القرنية وعدسة صلبة للقرنية أو عدسة هجينة تُوضع أعلى العدسة اللينة.

 

على الرغم من أنه يتطلب المزيد من الجهد، يجد البعض أن نظام العدسات المزدوجة هذا يمنع سطح العدسة الصلب من تهيج سطح القرنية الحساس بفضل العدسة اللينة الواقية.

 

4. العدسات المختلطة (Hybrid Lenses):

تتضمن هذه العدسات الخاصة عدسة صلبة في المركز ، مع (تنورة) محيطية ناعمة. توفر العدسات الهجينة الراحة والتوازن والاستقرار الخاص بالعدسة اللينة، ولكن في ذات الوقت توفر الرؤية الواضحة التي توفرها العدسات اللاصقة الصلبة.

 

5. العدسات الصلبة (Scleral Lenses):

العدسات الصلبة هي عدسات صلبة ولكن ذات قطر كبير، مصممة خصيصًا للتغيطة على كامل القرنية وتستقر على السدى (الجزء الأبيض من العين). بسبب الحجم، يجب ملء وعاء العدسة بمحلول ملحي غير محفوظ قبل وضعها على العين.

 

قد يجد الأشخاص المصابون في البداية صعوبة في وضع وإزالة العدسات الصلبة، ولكن الأغلبية تحقق رؤية استثنائية مع توافر الراحة للقرنية.

 

6. شرائح حلقة القرنية الداخلية (Intrastromal Corneal Ring Segments):

إن شرائح حلقة القرنية الداخلية هي عبارة عن غرسات واضحة على شكل قوس مصنوعة من مواد تركيبية يتم وضعها جراحياً في أنفاق دقيقة تم إنشاؤها في الحافة الخارجية للقرنية بواسطة الليزر أو أي أداة جراحية أخرى.

 

يساعد غرس هذه الشرائح على إعادة تشكيل القرنيات الحادة للغاية ، مما يجعلها أكثر تناسقًا وتنعيمًا للإنحناء. في الولايات المتحدة تسمى هذه الحلقات Intacs.

 

هذه الشرائح لا توقف تطور مرض القرنية المخروطية. لذا فيتم استخدام الشرائح الحلقية مع الربط الشبكي للقرنية. تم تصميم الشرائح لتحسين القرنية والحد من الأخطاء الانكسارية. هدف الربط الشبكي هو الحد من تطور المرض.

 

يجمع بعض الأطباء بين وضع هذه الشرائح والربط الشبكي في عملية علاج واحدة؛ ومع ذلك، لم يتم نشر أي دراسات هامة حتى الآن تخص نتائج هذا الإجراء المدمج.

 

لم تثبت التجارب – على نطاق صغير – تفوق هذا العلاج المدمج. حتى بعد إدخال هذه الشرائح، يجب على المرضى أن يتوقعوا ارتداء نظارات أو عدسات لاصقة بغرض تصحيح الرؤية.

 

المراجع: 

  1. NKCF : Understanding KC
  2. NKCF : How The Eye Works
  3. NKCF : What Causes Keratoconus
  4. NKCF : How Is Keratoconus Treated