الفترة الزمنية بين نوبات الصرع

الفترة الزمنية بين نوبات الصرع وكيفية تحديدها

الفترة الزمنية بين نوبات الصرع غير محددة على الإطلاق، فيمكن أن تأتي النوية للمريض مرة واحدة في العمر، ويمكن أن تكون عرضا ليليا شبه دائم ويمكن أن تكون على مدى سنوات طويلة، وتشير النسبة العالمية للإصابة بالصرع إلى أن نحو 5% على مستوى العالم يعانون من نوبة صرع مرة واحدة على الأقل في حياتهم.

 

كما بينت بعض الدراسات أن النساء اللواتي يعانين من الصرع يمكنهن الإصابة بنوبة مع اقتراب الدورة الشهرية بنسبة من 30-49% تقريبا، إلا أن العشوائية التامة هي عنوان معرفة الفترة الزمنية بين نوبات الصرع، وكل ما على المريض القيام به هو محاولة اتخاذ الاجراءات الوقائية والانتباه إلى الأعراض المبكرة التي تنبئه بقرب حدوث نوبة صرع.

 

ما هو الصرع والأنماط التي تحدد الفترة الزمنية بين نوبات الصرع

يمكن تعريف الصرع بأنه أحد الاضطرابات العصبية المزمنة الذي يتسم بمظاهر عرضية أو مؤقتة، وكما هو الحال مع كل الاضطرابات النفسية ذات الأعراض المفاجئة فإن تحديد النمط ومعرفة سبب الحدوث يفتح بابا واسعا للعلاج الوقائي سواء بالرجوع إلى الخط الزمني للإصابة بأول وثاني نوبة أو بقراءة تاريخ المريض أو الصدمات العاطفية التي تعرض لها.

 

فواحدة من أهم العلامات المميزة للصرع هو صعوبة التنبؤ به إلى حد كبير، وقد امتدت محاولات معرفة أنماط الصرع لتحديد الفترة الزمنية بين كل نوبة وأخرى إلى أكثر من قرن مضى، وقد تبين العلماء أن بعض النوبات للمرضى ارتبطت بتغير الظروف الآتية:

 

1. الدورة الشهرية لدى النساء:

وخصوصا مع مرحلة انقطاع الطمث والتي تصيب الكثير من النساء بتغيرات مزاجية حادة يمكن أن تؤثر على الإشارات الكهربائية في المخ وتجعلها أقل أو أكثر مما يسبب النوبة.

 

هنا يمكن للمرأة في سن انقطاع الطمث أن تعاني من النوبات كل شهرين أو ثلاثة مثلا وفقا للعمر الذي تمر به والعناية التي تحصل عليها، ومدى ثبات هرمون الاستروجين في جسمها وحصولها على مكملات غذائية لتعويض اضطراب الهرمونات، وأيضا وعي المحيطين بها بالتغيرات النفسية التي تطرأ عليها في هذا العمر وعدم محاولة الضغط عليها.

(مقال متعلّق)  علاج الصرع عند الاطفال

 

2. التغير في حالة الطقس:

بعض الدراسات ربطت بين التغير في الطقس وحدوث نوبة صرع للمريض وعادة ما يرتبط هذا بدخول الشتاء وغياب الشمس والذي يتسبب في نقص فيتامين د في الجسم مما يؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للجميع ويمكن أن يكون تأثيره أكبر على مريض الصرع فتحدث له نوبة تزامنا مع دخول الخريف.

 

هنا يمكن لمعرفة هذا النمط أن تساهم في تحديد سبب النوبة ألا وهو في هذه الحالة يمكن أن يكون النقص في فيتامين د فيبدأ الطبيب بوصف جرعة معينة من هذا الفيتامين الحيوي والنصح بالانطلاق في الهواء لنصف ساعة يوميا في أوقات سطوع الشمس أو حتى ينصح المريض بالسفر إلى مناطق مشمسة.

 

3. الصدمة العاطفية:

تعتبر الصدمة العاطفية من أكثر أنماط الصرع عشوائية على الإطلاق، فهي تحدث فجأة للمريض ولا يمكن التنبؤ بها، كما أنها الأكثر شهرة لمرضى الصرع خصوصا مع تركيز الكثير من الأعمال الفنية على الصدمة والصرع، ولكن ليس معنى تعرض مريض الصرع إلى ضيق أو ازعاج من شيء أنه سيعاني من نوبة.

 

لكن يمكن بالفعل إذا كان هذا النمط هو الذي يعاني منه المريض أن يتعرض إلى نوبة بمجرد الغضب مع الأبناء أو حتى بائع الخضروات أو رؤية مشهد مؤثر في التلفاز أو غيرها.

 

ايضاً معرفة إصابة المريض بهذا النمط لابد من وجود رعاية دائمة معه في المنزل والحصول على علاج مناسب لعمره وحالته الصحية لضبط الإشارات في المخ، وعادة ما يكون مريض هذا النوع هو الأكثر انتظاما في الحصول على العلاج نظرا لصعوبة السيطرة دائما على الأشياء التي تصيبه بالانزعاج.

 

4. الأمراض المعوية:

ربطت بعض الدراسات أيضا بين حصول المريض على نوبة صرع وبين إصابته باضطرابات معوية من إمساك مثلا أو عسر هضم أو شعور بالغثيان، ولم تبين الدراسات على وجه التحديد العلاقة بين نوبات الصرع والاضطرابات المعوية.

(مقال متعلّق)  ما هي اعراض الصرع ؟

 

لكن يرجح الكثيرون أن ذلك بسبب الارتباط المباشر بين اعصاب المعدة والمخ مباشرة، وبالتالي أي تأثير على المعدة يؤثر على المخ مباشرة والعكس، لذا إذا تزامنت نوبة أو اثنتين للمريض بإصابته بالإمساك أو عسر الهضم أو الغثيان يمكن لمحاولة علاج المعدة واتباع نظام غذائي سليم ومناسب أن يسيطر إلى حد كبير على هذه النوبات ولا يحتاج وقتها المريض إلى الانتظام في العلاج وفقا لإرشادات الطبيب.

 

 

اعراض الصرع وعلاقتها بتحديد الفترة الزمنية بين نوبات الصرع

منذ الستينات ويحاول الأطباء والخبراء تحديد الأعراض التي تسبق نوبة الصرع لمحاولة التحكم بها قدر الإمكان، وعلى الرغم من التقدم العلمي الكبير في التشخيص إلا أن سبب حدوث النوبة لا يزال يخضع للعشوائية التامة.

 

فيمكن للمريض أن يتعرض إلى موقفين متشابهين يؤدي أحدهما إلى نوبة والآخر يمر بسلام، ولكن مراقبة المرضى من خلال التجارب السريرية أسفرت عن تحديد بعض الأعراض المبكرة والتي يمكن عن طريق الوعي بها ومراقبتها أن تساهم في معرفة الفترة الزمنية بين نوبات الصرع ومحاولة السيطرة عليها، ومن أهم تلك الأعراض:

 

  • تغيرات في الوعي والإحساس العام وزيادة العاطفة عموما من بكاء دون سبب أو حزن دون سبب.

  • الديجافو أو الشعور بأن المواقف التي يمر بها المريض تتكرر أو تكررت من قبل.

  • زيادة الحساسية للروائح فيمكن ألا يتحمل المريض فجأة أي رائحة قوية وتزعجه بشدة.

  • سماع أصوات ليست قريبة منه ولا يشعر بها الآخر نظرا لحساسية أعصابه الشديدة.

  • تغير في حاسة التذوق فيمكن أن يرغب في ملح زائد عن الحاجة أو ينفر من أطعمة لاذعة للغاية.

  • عدم وضوح الرؤية نظرا لتأثير المرض على الأعصاب يمكن أن يتأثر العصب البصري أيضا.

  • وجود مشاعر غريبة وغير مألوفة لدى المريض سواء خوف أو قلق أو انقباض.

  • الشعور بمشاعر سعادة مفاجئة وغير مبررة.

  • الإصابة بالدوار، وهو من الأعراض القريبة جدا من حدوث النوبة والتي تدل على بدء حدوثها بالفعل.

  • المعاناة من الغثيان أو مشاكل أخرى في المعدة مثل حرقة المعدة.

  • الشعور بوخز وتنميل في الجسم كله، وهي دليل أيضا على بدء النوبة بالفعل وإذا شعر المريض بها لابد من طلب المساعدة فورا.

 

(مقال متعلّق)  مرض الصرع (معلومات شاملة)

وهذه الأعراض يمكن أن تفيد الشخص البالغ ومن حوله في تسجيل وقت تقريبي لحدوث نوبة الصرع أو ما الذي أطلقها، حيث تشير هذه الأعراض إلى وجود تغيرات فسيولوجية مع تغيرات في تركيب الدماغ ستؤثر على المريض وتدخله في نوبة.

 

وفي النهاية فإن الفترة الزمنية بين نوبات الصرع كما قلنا يمكن أن تمتد لسنوات وفقا للحالة الصحية للمريض والعناية التي يحصل عليها ووجود العوامل التي تُطلق نوبة الصرع أو تقلل منها.

 

عموما يتم اعتبار المريض الذي يختبر نوبة صرع واحدة سنويا أنه في حالة جيدة ويُسيطر على النوبات، أما إذا جاءت بشكل شهري أو أكثر من مرة في العام فإنها يمكن أن تصل بالمريض إلى زيارة غرفة الطوارئ مرة واحدة سنويا على الأقل.

 

المراجع:

  1. Epilepsy Foundation: Seizure Clusters
  2. Brain Line: Seizures and Epilepsy: Frequently Asked Questions
  3. Web MD: Symptoms of Epilepsy and Seizures