العناية بالجسم بعد الولادة

العناية بالجسم بعد الولادة

العناية بالجسم بعد الولادة تعني الاهتمام بالأمّ الجديدة خلال الستة أسابيع الأولى، حيث تتطلب هذه الفترة رعاية خاصة، فمع استقبال الطفل الجديد وما تحيط به من مظاهر الفرحة والسعادة.

 

فإن هذه الفترة أيضا حرجة في حياة الأم، وتتطلب منها الحذر لاستعادة عافيتها والتواصل الجيد مع رضيعها الذي انتظرته طوال 9 أشهر، غيَّرت الكثير في جسمها وفي هرموناتها فلابد من فترة للتعافي.

 

كيفية التكيف مع الأمومة

إن ميلاد طفل جديد يُصاحبه في العادة تحديات كبيرة، وتكون الأمّ هي المسؤولة الأولى عنه، ورغم ذلك لا يجب عليها إهمال العناية بجسمها.

 

فمع الإرهاق الليلي والعناية المستمرة بالصغير يمكن أن تتحول الفرحة إلى إحباط، لذا لكي تتكيفي مع الأمومة بسهولة عليكِ العناية بالجسم بعد الولادة وهذه بعض النصائح للتكيف:

 

1. الحصول على قسط من الراحة:

ضروري جدا لاستعادة عافيتك أن تحصلي على قسط مهم من النوم، ولكن عادة الرضيع في البداية يستقيظ كل ساعتين أو 3 للتغذية، وهنا عليكي أن تنامي بعد إرضاعه مباشرة.

 

وفي حالة حصوله على قسط وافر من التغذية يضمن لك ساعات نوم أطول مع تغيير الحفاضة قبل خلودك إلى النوم، لكي تضمني عدم استيقاظه قببل 3ساعات على الأقل تكونين فيهم استعدت نشاطك.

 

2. التمهل في ممارسة الحياة العادية:

يجب المكوث شهرين أو ثلاثة على الأقل في المنزل بعد الولادة وعدم العودة إلى العمل أو ممارسة القيادة أو رفع أي شيء أثقل من طفلك، حتى تلتئم الجروح سريعًا.

 

3. طلب المساعدة:

لا ترفضي مطلقا أي مساعدة من الأهل أو الأصدقاء، سواء في إعداد الوجبات أو تنظيف المنزل أو رعاية الصغير وإلهاؤه، أو العناية بالأطفال الآخرين في المنزل في حالة أن الرضيع لم يكن الطفل الوحيد، فالمساعدة هناك ستعينك على الاستشفاء السريع وعدم الشعور بعبء شديد للمسؤولية مع المعاناة من آلام بعد الولادة.

 

4. الغذاء الصحي:

من الضروري الحرص على تناول الوجبات الصحية لتضمني العناية بالجسم بعد الولادة، حيث أن العضلات تكون منهكة وبعض الأنسجة تحتاج إلى إعادة البناء من جديد.

(مقال متعلّق)  هل يتغير المهبل بعد الولاده الاولى ؟

 

فعليكِ بمنتجات الحبوب الكاملة مثل الفول والشوفان والعدس ومنتجات الصويا، بالإضافة إلى الخضراوات والفواكه والبروتين، وبالطبع زيادة كمية السوائل من عصائر ومياه لتعويض المفقود في الرضاعة الطبيعية.

 

5. التمرين:

يمكن أن تشعري أنك منهكة بشدة لممارسة أي تمارين رياضية، لكن لو بدأتي فقط بـ5 دقائق يوميًا سيتحسن مزاجك، وحالتك النفسية، فلا يجب أن تُرهقي نفسك في التمارين، كما أن نزهة قصيرة حول المنزل مع رضيعك ستجدد نشاطك وتساعدك على استعادة عافيتك.

 

6. التعامل الجيد مع تغيرات الجسم:

تطرأ تغيرات على الجسم والحالة النفسية بعد الولادة، ومن الضروري التعرف عليها ومحاولة فهم أسبابها للتعامل الجيد معها وضمان العناية بالجسم بعد الولادة لتستعيدي عافيتك.

 

7. جرح بعد الولادة:

من أهم ما يؤرق الأم الجديدة هو متى سيلتئم الجرح بعد الولادة، وفي الطبيعي يبقى من أسبوع إلى 10 أيام، ويجب شطف منطقة الجرح بالماء الدافئ والمطهر المهبلي يوميا لمنع العدوى ولسرعة الالتئام.

 

مع تجنب الحركات العنيفة والجلوس المفاجئ أو الوقوف المفاجئ، وفي حالة الولادة القيصرية يمكن أن يستغرق الأمر 12 أسبوعًا.

 

8. زيادة الوزن:

من الضروري التأقلم مع هذه الزيادة ومحاولة التغلب عليها تدريجيا بالأكل الصحي وممارسة النشاط البدني، مع عدم توقع نتائج سريعة.

 

9. احتقان الثدي:

يمتلئ الثدي باللبن بعد يومين على الأكثر من الولادة وهو ما يسبب حالة من الاحتقان، والتي لا بد أن تزول مع بدء تعليم الطفل كيفية مص الثدي، ولكن إذا طال الاحتقان يمكن وضع كمادات دافئة أو باردة على الثدي.

 

وإذا عانيت من التهاب الحلمات يمكن وضع كريمات متخصصة لا تضر بالطفل عند الامتصاص، كما يمكن تهيئة الثدي قبل الولادة ببعض التدليك حتى لا تتشقق الحلمة وتلتهب، وإذا استمر الأمر يمكن استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود انسداد في الحلمات يمنع نزول اللبن بسلاسة.

 

10. الإمساك:

بعض الأمهات يعانين من الإمساك بعد الولادة لذا لابد من تناول الأطعمة الغنية بالألياف، والحصول على قسط وافر من الماء واستشارة الطبيب عن الأدوية المُلينة والآمنة على الرضاعة، والسبب الرئيسي للإمساك بعد الولادة هو الخوف من فتح الجرح، أو إتلاف الغُرز الموجودة في فتحة الرحم.

(مقال متعلّق)  مشاكل المهبل بعد الولادة وعلاجها

 

11. البواسير:

يمكن أن تصاب المرأة بالبواسير في حالة الولادة الطبيعية، فمع محاولات إخراج الجنين يحدث تورم مؤلم في المستقيم ويؤدي إلى نزيف الأمعاء، مع وجود بعض الحكّة، لذا يمكن وضع نوع من المرهم لتجنب الحَكّة وإعادة البواسير إلى وضعها الطبيعي، وإذا استمر الأمر طويلا لابد من استشارة الطبيب.

 

12. سلسل البول وآلام الحوض:

مشكلة شائعة أيضا بعد الولادة ويمكن التغلب عليها بتناول الكثير من السوائل وممارسة تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض، ومنطقة الحوض هي الممتدة بين المهبل والمستقيم.

 

وتتعرض لتغيرات كبيرة في الولادة، لذا لابد من العناية بها ويمكن وضع كمادات دافئة عليها والنوم على الظهر مع رفع القدمين على وسادة أو كرسي ليعود لشكله الطبيعي.

 

13. العرق:

تؤدي التغيرات الهرمونية إلى التعرق الشديد، وهذا طبيعي ويمكن ارتداء الملابس القطنية للتغلب على العرق.

 

14. التقلصات:

هي شيء طبيعي أيضا ويزول بالتدريج مع توقف النزيف بعد الولادة، ويمكن تناول السوائل الدافئة للتغلب على التقلصات، والتي ستزيد في العادة عند ممارسة الرضاعة الطبيعية حيث يتم إفراز مادة كيميائية تسبب تشنجًا للرحم.

 

لذا لابد من تدفئة هذه المنطقة جيدا ووضع الكمادات الدافئة عليها للمساعدة على استرخاء العضلات وستزول الآلام بمرور الوقت.

 

15. الإفرازات كريهة الرائحة:

لابد من ارتداء نوع مريح من الفوط الصحية لتجنب العدوى، وإذا عانيت من الإفرازات كريهة الرائحة فيجب استشارة الطبيب لوصف الكريم المناسب لحالتك.

 

16. النزيف الشديد:

في حالة المعاناة من النزيف الشديد يجب استشارة الطبيب، ومن علامته أن تحتاجي لتغيير الفوطة الصحية كل ساعتين، فهذا يحتاج للاستشارة العاجلة دون إهمال، وملازمة السرير حتى نصائح الطبيب.

 

17. اكتئاب ما بعد الولادة او اكتئاب النفاس :

أمر شائع جدا بعد وصول طفل صغير، ويمكن أن يعيقك عن العناية بالجسم بعد الولادة، لذا لابد أن تعرفي أن 70%-80% من الأمهات يًعانين من هذا العرَض، بسبب التغيرات الهرمونية، لذا يمكن التغلب عليه بعدم الخجل منه أولا ومعرفة أنه شيء طبيعي، ثم تناول المأكولات التي تحسن المزاج مثل المكسرات.

(مقال متعلّق)  رجيم بعد الولادة وكيفية تطبيقه

 

18. سقوط الشعر:

يمكن أن تعاني المرأة من سقوط الشعر أثناء الولادة وبعد الحمل، وهذا بسبب التغذية التي حصل عليها الطفل الصغير سواء وهو جنين أو أثناء الرضاعة، كما أن تغير الهرمونات وارتفاع مستوى هرمون الاستروجين يمكن أن يسبب هذا العّرض.

 

لذا لا داعي للقق، لأنه سيكون عرضًا طبيعيًا في الغالب وسيعود إلى سُمكه الطبيعي، مع الحرص على تناول الفواكه والخضراوات وصنع الأقنعة المغذيّة للشعر مرة أسبوعيا ودهن الزيوت المناسبة.

 

اعراض لا يجب تجاهلها على الجسم بعد الولادة

لضمان العناية بالجسم بعد الولادة وعدم حدوث أي مضاعفات لابد من الانتباه لبعض الأعراض الخطرة، واستشارة الطبيب فورًا عن حدوث أي منها:

 

1. الصداع الشديد:

حيث قد يكون دليلا على ارتفاع ضغط الدم.

 

2. تسمم بعد الولادة:

وهو عرض نادر ويحدث خلال 48 ساعة من الولادة إلى 6 أسابيع ويُشبه تسمم الحمل، ومن أعراضه الصداع الشديد وتورم اليدين والقدمين.

 

3. الإغماء المتكرر وعدم وضوح الرؤية.

 

4. الحمى الشديدة.

 

5. خفقان القلب ووجود صعوبة في التنفس وألم في الصدر.

 

6. القيء.

 

7. قرحة الثدي واحمراره بشدة مع سخونة غير طبيعية.

 

8. ألم شديد في الساقين مع إحمرار أو ورم.

 

المراجع: 

  1. Health Line : Recovery and Care After Delivery
  2. Family Doctor : Recovering from Delivery