العلاج النفسي

العلاج النفسي والمعروف أيضا باسم العلاج الحديث أو العلاج بالكلام يمكن أن يساعدك على تغيير أنماط التفكير وتحسين مهارات التكيف الخاصة بك لكي تكون على استعداد أفضل للتعامل مع ضغوط الحياة والصراعات، فضلا عن دعمك معنوياً وعاطفياً، حيث يمكن أن يساعدك العلاج النفسي على العيش بشكل أفضل من خلال تحديد وتغيير الأفكار والسلوك غير المفيد.

 

معلومات عامة عن العلاج النفسي

 هناك عدة أنواع من العلاجات النفسية الفعالة للاكتئاب، فضلا عن خيارات استقبال العلاج المختلفة، بعض الناس يفضلون اللجوء إلى أخصائي نفسي للعمل معه، في حين أن البعض الآخر يحاول الحصول على بيئة أكثر هدوءاً ودعماً لمساعدته على العلاج، كما أن هناك عدد متزايد من برامج العلاج النفسي عبر الإنترنت، أو التي تسمى بالعلاجات الإلكترونية.

 

يمكن التوصية بتلقي العلاج النفسي كجزء من برنامج علاج متعدد المكونات لمساعدة المريض على التخلص من الأعراض بشكل أفضل أو معالجة الصعوبات النفسية الاجتماعية، مثل سوء المعاملة أو الخسارة التي قد تتداخل مع الوظيفة اليومية والقدرة على علاج المرض،

 

و بشكل عام يتم إعطاء هذه العلاجات للمرضى الذين يعانون من أعراض معتدلة إلى شديدة، وخاصة إذا كانوا يعانون من الضائقة النفسية، ومع ذلك يجب أن يكون المريض متحمس للعلاج ونرى أي نوع من العلاج مناسب لاحتياجاته الشخصية.

 

العلاجات النفسية المستخدمة تشمل العلاج الديناميكي والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج بين الاشخاص والعلاج القائم على اليقظة، إلى جانب العلاج بالاسترخاء، والعلاج بالتنويم المغناطيسي، والعلاج الارتجاع البيولوجي.

 

و يمكن أيضا الجمع بين العلاجات النفسية، وقد أظهرت الدراسات أن العلاج النفسي أثبت جدارته في التفوق على الدواء الوهمي، مشيرا إلى أن هذه الأساليب لها قيمة دائمة، ويجب أن نضع في الحسبان أن اختيار العلاج يعتمد على متطلبات المريض، والموارد المتاحة، وتجربة المعالج.

 

أنواع العلاج النفسي

 

1) العلاج السلوكي المعرفي:

وهو العلاج النفسي المنظم الذي يعترف بأن الطريقة التي نفكر بها (الإدراك) والتصرف (السلوك) يؤثر على الطريقة التي نشعر بها، والعلاج السلوكي المعرفي هو واحد من العلاجات الأكثر فعالية للاكتئاب ، و قد وجد أنه مفيد لمجموعة مختلفة من الأعمار، بما في ذلك الأطفال والمراهقين والبالغين وكبار السن.

 

ويتضمن العلاج السلوكي العمل مع المعالج المتخصص لتحديد أنماط التفكير والسلوك التي تجعل الشخص أكثر عرضة للاكتئاب، أو منع تطور الأمور عندما يعاني المريض من الاكتئاب، كما يعمل المعالج أيضاً على تغيير أفكارك وسلوكك من خلال تعليمك التفكير العقلاني حول الصعوبات الشائعة، مما يساعدك على تحويل أنماط التفكير السلبية أو غير المفيدة وردود الفعل على نهج أكثر واقعية وإيجابية في حل المشاكل، كما يمكن أيضاً تلقي العلاج السلوكي المعرفي إلكترونيا، وغالبا ما يسمى بالعلاج الإلكتروني.

(مقال متعلّق)  اسباب المرض النفسي

 

2) العلاج بين الأشخاص:

و هو علاج نفسي منظم يركز على المشاكل في العلاقات الشخصية والمهارات اللازمة للتعامل مع هذه المشكلات، ويستند هذا النوع من العلاج على فكرة أن مشاكل العلاقة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الشخص الذي يعاني من الاكتئاب ، ويمكن أن تسهم حتى في سبب الاكتئاب، ويساعد العلاج بين الأشخاص على التعرف على أنماط العلاقات التي تجعلك أكثر عرضة للاكتئاب، حيث يمكن أن يؤدي تحديد هذه الأنماط إلى التركيز على تحسين العلاقات، إلى جانب التعامل مع الحزن وإيجاد سبل جديدة للتكيف مع الآخرين.

 

3) العلاج السلوكي:

ففي حين أن العلاج السلوكي هو عنصر رئيسي في العلاج السلوكي المعرفي، ولكن العلاج السلوكي لا يحاول تغيير المعتقدات والمواقف، بدلا من ذلك فإنه يركز على تشجيع الأنشطة المفيدة والممتعة أو المرضية والتي تهدف إلى عكس أنماط التجنب والانسحاب وعدم النشاط التي تزيد من الاكتئاب سوءاً.

 

4) العلاج المعرفي القائم على اليقظة:

ويتم تلقي هذا النوع من العلاج عموما في مجموعات ويتضمن نوع من التأمل يسمى “التأمل الذهن”، وهذا يعلمك أن تركز على اللحظة الراهنة، فكل ما في الأمر هو ملاحظة كل ما مريت به سواء كان ممتع أو سيئ دون محاولة تغييره، ويتم استخدام هذا النهج في البداية للتركيز على الأحاسيس الجسدية مثل التنفس، ولكن بعد ذلك ينتقل إلى المشاعر والأفكار.

 

ويمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج أيضاً على منع عقلك من التجول في أفكار حول المستقبل أو الماضي، إلى جانب تجنب الأفكار والمشاعر الحزينة، ويعتقد أن هذا مفيد في منع الاكتئاب من العودة لأنه يساعدك على ملاحظة مشاعر الحزن وأنماط التفكير السلبي في وقت مبكر قبل أن تصبح ثابتة، ونتيجة لذلك ستكون قادرا على التعامل مع علامات التحذير في وقت سابق وأكثر فعالية. <1>

 

5) العلاج بالقبول والالتزام:

ويعتمد هذا النوع من العلاج على الذهن وكون الشخص مدرك في اللحظة الراهنة، حيث يتم تشجيعك على قبول الأفكار السلبية والعواطف والتفكير فيها كلما خطرت على بالك، ويستخدم هذا النوع من العلاج طرق مختلفة لعلاج الإجهاد، والقلق، واضطرابات الشخصية والفصام.

 

6) العلاج التحليلي المعرفي:

وهذا النوع من العلاج يتطلب منك مراجعة طفولتك والنظر في ما تعلمته للتعامل مع المواقف المختلفة، ومع المعالج الخاص بك يمكنك العمل على تغيير الطريقة التي ترى بها المواقف وكيفية الاستجابة لها.

 

7) العلاج السلوكي الجدلي:

ويركز هذا النوع من العلاج على السيطرة على المشاعر السلبية و خصوصا الغضب والسلوكيات السيئة مثل العنف، وغالبا ما يستخدم لمساعدة الناس الذين يعانون من اضطرابات الشخصية.

 

8) العلاج الأسري:

و يعتمد هذا النوع من العلاج على أن أفراد الأسرة يتحدثون مع بعضهم البعض بتوجيه من المعالج، و يهدف إلى تعاون جميع من في الأسرة للعمل معا للحصول على أفضل النتائج والتمتع بحياة طبيعية مرة أخرى.

(مقال متعلّق)  علاج الاضطراب النفسي بالطب الحديث

 

9) العلاج الجماعي:

و يعتمد هذا النوع من العلاج على إجتماع مجموعة من الناس له نفس أنواع المشاكل ومن ثم التحدث إلى بعضهم البعض بتوجيه من المعالج، ويتيح العلاج الجماعي لك الفرصة لسماع الآخرين الذين يعانون من مشاكل مماثلة لك، حيث سوف يساعدك السماع لوجهات نظرهم على فهم أكثر لطبيعة حالتك المرضية.

 

10) العلاج القائم على العقلانية:

ويستخدم هذا النوع من العلاج النفسي لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات شخصية، حيث يركز على مساعدة المريض على فهم الحالات الذهنية لنفسه وللآخرين.

 

11) المقابلات التحفيزية:

حيث أشارت الدراسات النفسية إلى أن التحاور التحفيزي هو وسيلة لتشجيع المريض على إجراء تغييرات في حياته، دون الحكم عليه أو إخباره بما يجب القيام به، وغالبا ما يستخدم هذا النوع من العلاج لمساعدة الناس الذين يحاولون الإقلاع عن المخدرات أو الكحول أو التدخين أو عادات القمار. <3>

 

12) العلاج النفسي الديناميكي:

ويمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج النفسي على رؤية أنماط السلوك الخاصة بك، و الدفاعات، والصراعات الداخلية، والفكرة هي أنه بمجرد إظهار الصراعات الداخلية الخاصة بك سوف يتحسن السلوك والمشاعر، وأي مشاكل قد تنشأ أثناء العلاج مع المعالج الخاص بك قد تكون نتيجة بعض المشاكل في حياتك، والتحليل النفسي هو شكل متخصص وأكثر كثافة من العلاج النفسي الديناميكي، والذي عادة ما يتطلب عدة جلسات في الأسبوع.

 

 

13) العلاج النفسي الداعم:

ويتضمن العلاج على غرار المحادثة التي تهدف إلى شعورك بالراحة وعدم القلق، إلى جانب أن العلاج النفسي الداعم يساعدك على التوصل إلى طرق عملية للتعامل مع المواقف المجهدة والصعبة في حياتك وكيفية التغلب عليها بكل سهولة. <3>

 

العلاج النفسي و الأدوية

أولا:

التمييز بين (الأمراض) و (الاضطرابات النفسية) يساعد على اقتراح العلاجات المناسبة، وبشكل عام فإن الأمراض تتطلب تدخل بيولوجي، وتشير الأبحاث على سبيل المثال أن الدواء ناجح جدا في مساعدة الأفراد على التخلص من الأعراض المصاحبة للاضطراب ثنائي القطب والفصام، وعلى الرغم من أن هذا قد يشجعهم على تناول الدواء بانتظام وإدارة الإجهاد بشكل فعال والمساعدة في الصراعات العاطفية،

 

ولكن تبين البحوث أن العلاج النفسي عموما لا يساعد الناس على التغلب على أعراض هذه الأمراض بشكل جيد دون التدخل البيولوجي.

 

ثانيا:

قد تساعد العلاجات البيولوجية أيضا الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في بعض الحالات، على سبيل المثال ففي إحدى الدراسات التي أجريت لعلاج الاكتئاب الإكلينيكي، وجد الباحثون أن الأدوية المضادة للاكتئاب ساعدت في التخلص من أعراض الاكتئاب الشديد والذي يعرف بأنه يتضمن التفكير الانتحاري، وذلك كان أكثر من خيارات العلاج الأخرى على الأقل خلال الفترة الزمنية التي كان الأفراد يتناولون فيها الدواء،

(مقال متعلّق)  اسماء الامراض النفسية

 

و من ناحية أخرى أظهرت بعض الدراسات النفسية أن الدواء في كثير من الأحيان ليس أفضل علاج لكثير من الاضطرابات، ففي الغالب تعود الأعراض التي يقضي عليها الدواء في الظهور مرة أخرى عندما يتوقف الأفراد عن أخذ الدواء.

 

ثالثا:

يرى الباحثون أن الاختلالات الكيميائية من السيروتونين تفسر معاناة بعض الناس من الاضطرابات العاطفية دون عن غيرهم، وأفضل دليل على أن الاختلال الكيميائي في السيروتونين يؤدي إلى حدوث اضطرابات مثل الاكتئاب هو أن الأدوية المضادة للاكتئاب تساعد في بعض الأحيان على ضبط مستوى السيروتونين.

 

و مع ذلك فإن تناول باراسيتامول قد يساعد في بعض الأحيان على التغلب على الصداع، والذي غالباً ما يكون سببه هو خلل “التيلونول”، وهذا لا يجب أن ينفصل عن حقيقة أن الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن تكون مفيدة في بعض الظروف، ومن ثم يتضح لنا أن الآليات التي تعمل من خلالها مضادات الاكتئاب في بعض الأحيان أصبحت موضع شك من قبل الكثيرين في المجتمع العلمي.

 

لماذا يجب على المريض تلقي العلاج النفسي؟

لقد أثبت العلاج النفسي فعاليته في علاج العديد من الأمراض النفسية مثل:

 

 

كما أنه يستخدم بنجاح لمساعدة الناس في العلاج من:

 

  • الضغط عصبى
  • المشاكل عاطفية
  • الحزن والصدمة
  • مشاكل العلاقة.

 

قد يستغرق العلاج النفسي عدة أسابيع حتى تتمكن من رؤية النتائج في معظم العلاجات النفسية، حيث أن بعض أنواع العلاجات يمكن أن تستغرق سنة أو أكثر بالنسبة لك للحصول على نتائج كاملة، فهي ليست حل سريع ولكن الآثار الإيجابية غالبا ما تكون طويلة الأمد.

 

كيفية الاستفادة من العلاج النفسي

من أجل ذلك يجب عليك أن تشارك بنشاط في العلاج النفسي ويمكنك إجراء ذلك من خلال:

 

  • التحدث بصراحة حول ما يحدث في حياتك وعقلك
  • إعطاء تغذية استرجاعية عن أحوالك للمعالج الخاص بك
  • طرح الأسئلة
  • الحضور في جميع المواعيد الخاصة بك
  • إكمال أي واجبات منزلية يتطلب منك القيام به.

 

وسوف يقوم طبيبك النفسي أو المعالج بـ:

 

  • بناء علاقة وثيقة وآمنة بينكما
  • توفير خطة العلاج التي يتم إنشاؤها بناءاً على مشكلاتك
  • ضبط العلاج ليناسب مرحلة حياتك وظروفك
  • الحفاظ على ما تقوله بكل سرية
  • تقديم نهجا إيجابيا دون الحكم عليك بهدف إنعاشك.
  • إذا كنت لا تشعر بالراحة مع المعالج الخاص بك جرب شخص آخر.

 

المراجع:

  1. beyondblue.org.au : Psychological treatments for depression
  2. aboutibs : Psychological Treatments
  3. yourhealthinmind : Psychological treatments
  4. psychologytoday : Treatment of Psychological Diseases and Disorders